ليبيا واحدة من نقاط الانطلاق الرئيسية لمهاجرين من أفريقيا الذين يفرون من الفقر والحرب ويحاولون الوصول لإيطاليا عن طريق البحر لكن خفر السواحل الليبي يعترض طريق كثيرين منهم ويعيدهم إلى ليبيا بدعم من الاتحاد الأوروبي، وكتبت المفوضية في بيان نشرته على تويتر تقول إن بعض المهاجرين...
ليبيا واحدة من نقاط الانطلاق الرئيسية لمهاجرين من أفريقيا الذين يفرون من الفقر والحرب ويحاولون الوصول لإيطاليا عن طريق البحر لكن خفر السواحل الليبي يعترض طريق كثيرين منهم ويعيدهم إلى ليبيا بدعم من الاتحاد الأوروبي، وكتبت المفوضية في بيان نشرته على تويتر تقول إن بعض المهاجرين طلبوا إجلاء جميع نزلاء المركز إلى بلد ثالث آمن مما يعطل العمليات.
اعترض حرس السواحل الليبي المدعوم من الاتحاد الأوروبي طريق ديمبا ديمبيلي بعد أن أمضى ثلاثة أيام في البحر محاولا الوصول إلى أوروبا فأعاده إلى طرابلس، ومثل غيره من عشرات المهاجرين الآخرين، على مدى سنوات كان المهاجرون الذين يعيدهم حرس السواحل إلى ليبيا عادة ما يُنقلون إلى مراكز احتجاز تابعة للحكومة معروفة بظروفها المعيشية المزرية وتفشي الانتهاكات فيها، لكن بعد إغلاق العديد من هذه المراكز أصبح مسموحا لبعض المهاجرين بالتجول بحرية في المدينة بعد نزولهم على البر، غير أنهم يواجهون مصيرا غامضا في دولة يعصف بها تجدد الصراع.
وحاول ديمبيلي (28 عاما) من مالي مرتين الوصول إلى أوروبا، وبعد فشل محاولته الأولى أمضى ثلاثة أشهر في مركز احتجاز حيث قال إنه رأى مرتين الحراس يطلقون النار على مهاجرين يحاولون الهروب منه، وقال "في المرة الأولى، اقتحم الناس الباب محاولين الخروج فأطلقوا النار عليهم... كانوا يضربون الناس"، وأضاف أن رجلا ليبيريا قُتل بالرصاص وأضاف "حدث ذلك أمام عيني".
وما زالت زوارق تهريب البشر تقلع باستمرار باتجاه أوروبا، لكن نسبة المهاجرين الذين يجري اعتراض طريقهم وإعادتهم إلى ليبيا ارتفعت في العامين الماضيين نتيجة جهود قادتها إيطاليا ودعمها الاتحاد الأوروبي للحد من عبور المهاجرين أثارت انتقادات حادة من الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان، وتزامن ذلك مع انهيار الشبكات التي أرسلت أكثر من 600 ألف مهاجر عبر البحر المتوسط في الفترة من 2014 إلى 2017، إذ ابتعدت الجماعات المسلحة الراغبة في تحسين سمعتها عن تهريب البشر، وتفيد بيانات الأمم المتحدة بأن 8400 شخص فقط عبروا الحدود إلى إيطاليا منذ بداية هذا العام وجرى اعتراض طريق 7400 منهم وإعادتهم أدراجهم.
لكن باحثين وموظفي إغاثة يقولون إن هذا التحول جعل ليبيا مكانا أكثر وحشية تجاه المهاجرين الباقين فيه إذ أصبح المهربون الذين يجدون صعوبة في كسب المال في سوق متقلصة يسومونهم ألوانا أشد من الانتهاكات والابتزاز، والقتال مستمر في غرب ليبيا مع سعي قوات متمركزة في شرق البلاد يقودها خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس.
تجنيد المهاجرين
تقع مراكز الاحتجاز اسميا تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس لكن تسيطر عليها فصائل مسلحة تشارك حاليا في قتال قوات حفتر وقال موظفو إغاثة وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إنه جرى تجنيد بعض المهاجرين لصالح المجهود الحربي، ورأى مراسل من رويترز مهاجرين ينقلون أسلحة في قاعدة تابعة لفصيل مسلح غير بعيدة عن جبهة القتال في جنوب طرابلس.
وتحولت مراكز الاحتجاز كذلك إلى أهداف، فقد قتل أكثر من 50 مهاجرا في ضربة جوية على مركز مهاجرين في تاجوراء قرب المكان الذي نزل فيه ديمبيلي، وتدفق الذين نجوا من الضربة الجوية على منشأة أقامتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة للاجئين وطالبي اللجوء وتتعرض هذه المنشأة لمشكلات منذ افتتاحها، وقال مسؤول في حرس الحدود إن مركز تاجوراء استقبل المزيد من المهاجرين بعد الضربة لكنه لم يعد يقبل قادمين جددا، وأغلقت مراكز احتجاز في الخمس ومصراتة أبوابها استجابة لضغوط دولية طالبت بإغلاقها.
ورغم أن ديمبيلي وأكثر من 80 مهاجرا غيره استقلوا سيارات أجرة بعد إنزالهم على البر تجنبوا الاحتجاز الفوري فإن موظفي الإغاثة يخشون من أن بعضهم ربما يقع تحت رحمة مهربي البشر إذا لم يُنقلوا لمراكز الاحتجاز التي تقوم منظمات دولية بزيارتها من حين لآخر على الأقل، وقالت مفوضية الأمم المتحدة، التي تواجه صعوبات في إجلاء المهاجرين من ليبيا وبدأت في الفترة الأخيرة في نقل اللاجئين إلى رواندا، إن بعض المهاجرين يحاولون دفع رشوة لدخول مراكز احتجاز على أمل إعادة توطينهم.
ويوجد في ليبيا حاليا نحو 640 ألف مهاجر، وتضم المراكز خمسة آلاف فقط، لكن الأوضاع تتغير بسرعة، في السابق أعيد فتح مراكز بعد إغلاقها أو أقيمت مراكز جديدة في مواقع أخرى، وقالت منظمة أطباء بلا حدود التي تقدم الرعاية للمهاجرين المحتجزين في ليبيا إنه بعد إغلاق مركز في مصراتة نقلت السلطات الليبية أكثر من مئة لاجئ ومهاجر إلى مركزين آخرين لهما سجل في "الانتهاكات والعنف والاستغلال والاختفاء القسري"، وقال ساشا بيتيو رئيس بعثة أطباء بلا حدود "نقلوهم من مركز اعتقال لآخر لتتحول أوضاعهم من سيء إلى أسوأ في دائرة مفرغة من اليأس والعنف".
تجويع مهاجرين في ليبيا
وصف المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة بـ"المهين" مقالاً صدر في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية قال ان المفوضية "تجوع" طالبي اللجوء في ليبيا، وقال المفوض فيليبو غراندي أثناء زيارة لليونان "أجد هذا الاتهام مهينا"، وأضاف ردا على اسئلة صحافيين بشأن ما ورد في المقال "نحن؟ نجوع لاجئين ومهاجرين في ليبيا؟ في وقت يخاطر زملائي يوما بعد يوم بحيتهم للوصول الى أناس محتجزين في الغالب لدى عصابات اجرامية".
وكانت الصحيفة البريطانية ذكرت أنها اطلعت على وثيقة من داخل المنظمة تشير الى ان المفوضية العليا "ستلغي تدريجيا" تقديم الغذاء في مركز تشرف عليه في طرابلس، وكتبت الصحيفة أنه اعتبارا من ذلك التاريخ "سيتوقف استخدام المكان كمركز عبور، بحسب الوثيقة.
وتقول الصحيفة البريطانية أنها تحدثت الى عامل انساني طلب عدم كشف هويته أكد لها "انهم يحاولون ببساطة تجويعهم لدفعهم للمغادرة" مضيفا ان مئات الاشخاص "لا يحصلون على غذاء منذ أسابيع على ما يبدو"، وفي بيان نشرته لاحقا أكدت مفوضية اللاجئين الغلق التدريجي لمركز طرابلس مع نهاية 2019 مفسرة ذلك بالوضع الذي بات "لا يطاق" وأضافت أنها ستتولى في المقابل تعزيز مساعدتها في مناطق اخرى.
والمركز الحالي الذي فتح قبل عام لاستقبال لاجئين عابرين قبل نقلهم الى الخارج، اصبح "مكتظا بشكل خطير" بعد وصول مئات الاشخاص اليه اثر قصف مركز ايواء، بحسب المفوضية، ووصل نحو 400 شخص اضافي من مركز احتجاز آخر و200 من مناطق اخرى، ما جعل مركز العبور يستقبل ضعف طاقته تقريبا والمحددة ب600 شخص.
وبحسب بيان المفوضية فان هذا الاكتظاظ يؤثر على "قدرة (المفوضية) على نقل اللاجئين الاشد ضعفا والذين تم التوصل لحلول لهم خارج ليبيا، خارج مراكز الاحتجاز وبأمان"، وقال رئيس بعثة المفوضية في ليبيا في البيان ان منظمته تشيد بافراج السلطات الليبية عن طالبي لجوء ولاجئين مؤكدا ان المفوضية ستوسع برنامجها لدعمهم "في مناطق حتى يمكنهم تلقي المساعدة التي يحتاجون اليها".
وبحسب المفوضية هناك اربعون الف لاجىء وطالب لجوء يعيشون في مناطق تضم مدنا في ليبيا، وقال رئيس البعثة "نأمل أن يتمكن مركز (الاستقبال في طرابلس) من العودة الى وظيفته الاصلية باعتباره مكان عبور للاجئين الاشد ضعفا، حتى نتمكن من نقلهم الى مكان آمن"، واقر بأن المركز بات "مفتوحا" للمهاجرين الوافدين من المدن وطالبي اللجوء، وأضاف ان المفوضية "ستتوقف عن توزيع الغذاء في المركز في العام الجديد، لكن سنعلم الناس الذين يأتون اليه في شكل رسمي ببرامج المساعدة في المناطق الاخرى".
وتابع "من لديه سبب صالح لطلب الحماية الدولية سيتلقى حزمة مساعدة لمساعدته على الرحيل تشمل خصوصا مساعدة مالية طارئة لشهرين والحصول على العلاج الضروري وعمليات كشف طبي"، وبحسب المفوضية هناك 40 شخصا قبلوا بهذا الخيار من دون استثنائهم من عملية نقل لهم خارج ليبيا.
الموت في البحر أفضل من العودة
قال مهاجر أفريقي بعد إنقاذه في الآونة الأخيرة من زورق مكتظ تقاذفته الأمواج في البحر المتوسط إنه يفضل الموت في البحر عن العودة إلى ليبيا فيما يبرز اليأس الذي يدفع الموجة الحالية من المهاجرين صوب أوروبا، وكان المهاجر ويدعى إبراهيم عثمانو عبد العزيز وهو من توجو وزوجته النيجيرية فتحية أولابي وابنهما (خمسة أعوام) من بين 37 مهاجرا انتشلهم من زورق مطاطي طاقم سفينة الإنقاذ ذا أوبن آرمز التي تعمل من إسبانيا.
وظلت الأمواج تتقاذف المهاجرين، ومعظمهم من دول غرب ووسط أفريقيا، قرابة 24 ساعة على مسافة نحو 50 ميلا قبالة الساحل الليبي، وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز عبد العزيز وهو يبتسم في ارتياح بينما يحمل طفله على ذراعيه على متن السفينة ذا أوبن آرمز، وبعد أن تركت منزلها في نيجيريا وصلت الأسرة إلى ليبيا حيث اشتغلت بأعمال صغيرة عديدة لمدة عامين لتتمكن من ادخار المبلغ المطلوب دفعه مقابل عبور البحر المتوسط إلى أوروبا وهو 1300 دولار.
وقالت الزوجة "أنت تعمل عندهم وهم لا يدفعون أجرك وهذا هو السبب في أننا قررنا مغادرة ليبيا لا يمكن أن نعيش عمرنا على هذا الوضع ومعي ابني ما أريده هو تأمين طفلي وهذا ما جعلني أرحل" وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن عدد من يعتقد أنهم غرقوا أو صاروا في عداد المفقودين وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا من شمال أفريقيا هذا العام أكثر من ألف شخص.
وقال عبد العزيز إن عبور البحر مخاطرة تستحق الإقدام عليها للهرب من ليبياة وقال "أردت المجيء إلى أوروبا. لم يكن الأمر سهلا وأنا في البحر... لو كان لا بد أن أموت في الماء فإن ذلك أفضل لي من العودة إلى ليبيا" وقالت زوجته إنها شعرت بالرعب وتمنت لو كانت بقيت في نيجيريا. وقالت "لم أكن أعرف (هذا) البحر الكبير كنت أبكي قلت للناس فلنرجع لأنني كنت في رعب" وأضافت "لم أكن أعرف أن الأمر سيكون هكذا، ولو كنت أعرف هذا ما كنت جئت كنت عدت إلى بلدي
تحقيق تقدّم "بطيء" لحل أزمة المهاجرين
أعلن الموفد الخاص للمفوضية العليا للاجئين في وسط المتوسط فينسان كوشتيل أن الدول التي تعهّدت استقبال المهاجرين وطالبي اللجوء العالقين في ليبيا والنيجر تحقق تقدما "بطيئا" على خط الوفاء بالتزاماتها، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة يتواجد في ليبيا نحو 48 ألف شخص بعضهم في مراكز اعتقال، في حين تم إجلاء آلاف إلى النيجر المجاورة، حيث ينتظرون في مخيمات نقلهم إلى دول أخرى، وقد تلقى 6606 منهم وعدا بنقلهم إلى بلد ثالث.
وتعهّدت بلجيكا وبريطانيا وكندا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنروج وإسبانيا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة استقبال أعداد منهم، لكن في مقابلة مع وكالة فرانس برس قال كوشتيل إن "نحو نصف هذه التعهّدات تم الوفاء بها"، وجاء كلام كوشتيل على هامش اجتماع في العاصمة المالية باماكو شارك فيه خبراء دوليون ووزراء أفارقة لبحث ملف التهجير القسري في منطقة الساحل.
وقال إن "الأمور تسير ببطء لأسباب عدة"، وتابع أن "الدول لا تسرّع البت في الملفات أو قد يكون لديها انطباع بأنه عندما يصل الأشخاص (من ليبيا) إلى النيجر فإن حالة الطوارئ قد انتهت"، وأقر كوشتيل بأن عملية التحقق التي تجريها المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للتأكد من أن مقدّمي الطلبات يستوفون شروط النقل إلى بلد ثالث تستغرق وقتا طويلا.
وتابع "يعتقد بعض من هؤلاء الذين عادوا من ليبيا أن من حقّهم التلقائي أن يتم نقلهم إلى بلد ثالث. من وجهة نظرنا يشكل (النقل إلى بلد ثالث) حلا للعديد منهم، إنما ليس لهم جميعا"، وأضاف أن "لا أولوية لمن يذهبون إلى ليبيا بالانتقال إلى بلد ثالث"، وأوضح أن المفوضية العليا للاجئين تعتبر أن حقوق اللاجئين الأريتريين الذين ينتظرون في مخيمات في إثيوبيا والسودان بالنقل إلى بلد ثالث توازي حقوق هؤلاء.
إخلاء تدريجي لمركز للمهاجرين بعد ان تعرض للقصف
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن مركز المهاجرين في طرابلس الذي تعرض لضربة جوية مميتة يجري إخلاؤه تدريجيا بعد قرار السلطات الليبية إطلاق سراح نزلائه، وقتلت الضربة الجوية على مركز تاجوراء للمهاجرين يوم الثالث من يوليو تموز 53 شخصا وأصابت 130 بجروح وفقا لأحدث إحصاء للضحايا من منظمة الصحة العالمية.
وقالت الأمم المتحدة إن الضربة الجوية على المركز الذي يؤوي نحو 350 شخصا ربما ترقى إلى جريمة حرب، ووقعت الضربة مع استمرار قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر في هجوم بري وجوي يهدف إلى انتزاع السيطرة على العاصمة طرابلس من الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة. ويتبادل الطرفات الاتهامات بشأن الهجوم، وجعل الهجوم المهاجرين واللاجئين الخائفين يتطلعون لمغادرة المركز الواقع في ضاحية بشرق العاصمة ودعت الأمم المتحدة المهاجرين إلى ترك المركز والذهاب إلى مكان آمن.
وقال شارلي ياكسلي المتحدث باسم مفوضية اللاجئين "في وقت ما اتخذت السلطات قرارا بإطلاق سراح المحتجزين وكان الخيار أمامهم ولم يكونوا مجبرين" وفي الإجمال غادر نحو 260 مهاجرا على الفور وتوجهوا إلى منشأة تابعة للمفوضية حيث سمح لهم بقضاء الليل وقدمت لهم مساعدات طارئة، وقال ياكسلي إنه من المتوقع أن يتوجهوا إلى مركز خدمات نهاري للحصول على الطعام والماء والرعاية الصحية، وتابع أن نحو 55 من المهاجرين الذين يعتبرون الأكثر عرضة للخطر، وبينهم الكثير من النساء والأطفال الذين لا يرافقهم أحد، ظلوا في المركز انتظارا لنقلهم إلى منشأة المفوضية في طرابلس عندما تسمح الظروف الأمنية. ومن المقرر إجلاؤهم إلى دولة ثالثة آمنة.
وقال ياكسلي إن مركز المفوضية في طرابلس ومركزا مؤقتا في النيجر ممتلئان، وأضاف "نحن نعول على الدول لتتقدم بأماكن إجلاء لنقل الناس" وتابع أن عشرات اللاجئين والمهاجرين فضلوا البقاء في المركز في الوقت الراهن بعد القرار المفاجئ للسلطات لكن بوسعهم الخروج.
اضف تعليق