q
بولتون المتمسك بسياسته المتطرفة وتأييده للحروب والتدمير انتهى ونهاية لاقت الترحيب عموماً في واشنطن فالرجل المغادر خطير، يدين بأيديولوجيا التفوق والتعامل مع الخصم أو المختلف معه بلغة العصا هو أحد أبرز صقور المحافظين الجدد، والذي لا مكان عنده للدبلوماسية وسياسة التسوية في معالجة الخلافات والأزمات...

بولتون المتمسك بسياسته المتطرفة وتأييده للحروب والتدمير انتهى ونهاية لاقت الترحيب عموماً في واشنطن فالرجل المغادر خطير، يدين بأيديولوجيا التفوق والتعامل مع الخصم أو المختلف معه بلغة العصا هو أحد أبرز صقور المحافظين الجدد، والذي لا مكان عنده للدبلوماسية وسياسة التسوية في معالجة الخلافات والأزمات، فقط إخضاع الآخر بالقوة لذلك رفض الكونغرس تعيينه سفيراً أيام الرئيس جورج بوش الابن".

جون روبرت بولتون (ولد في 20 نوفمبر 1948) محام ودبلوماسي أمريكي خدم في عدة إدارات جمهورية عمل بولتون سفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الفترة من أغسطس آب 2005 حتى ديسمبر 2006 كعضو معين من قبل جورج دبليو بوش استقال ما أن انتهت فترة تعيينه.

بولتون عمل ايصاً زميل كبير في معهد المشاريع الأمريكية (AEI)، وهو مستشار لمؤسسة فريدوم كابيتال لإدارة الاستثمارات، ومعلق في قناة فوكس نيوز، ومحامي إلى مكتب دي سي كيركلاند وإليس للمحاماة في واشنطن العاصمة وكان مستشار السياسة الخارجية للمرشح الرئاسي عام 2012 ميت رومني ويشارك بولتون أيضاً مع عدد من المراكز الفكرية ومعاهد السياسة المحافظة سياسياً، بما في ذلك معهد إيست ويست ديناميكس، والاتحاد القومي للأسلحة، واللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، ومجلس السياسة الوطنية (CNP)، ومعهد غيتستون، حيث يعمل رئيساً للمنظمة.

وقد وصف بولتون بأنه من المحافظين الجدد، رغم أنه نفسه يرفض هذا المصطلح وقد كان مشاركا بارزاً في العديد من الجماعات المحافظة الجديدة، مثل مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) والمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (JINSA) ولجنة السلام والأمن في الخليج (CPSG).

تبنى بولتون، 70 عامًا، أراء وأفكار مُتحفظة منذ كان مراهقًا هو نجل رجل إطفاء، يقال أن أسعد لحظة في حياته وقعت بينما كان يعمل في وزارة الخارجية الأمريكية، واقنع الساسة والمسؤولين الأمريكيين بعدم التوقيع على اتفاقية الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية التي أسست عام 2002 وقال إنه شعر في ذلك الوقت وكأنه طفل في عيد الميلاد.

عندما أصبح بولتون مستشارًا للأمن القومي، أكد على أن أي شخص في المحكمة الجنائية الدولية كان يُحقق مع الجنود الأمريكيين أو مسؤولي المخابرات عن جرائم حرب مُحتملة في أفغانستان قد مُنع من الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة.

مراحل سياسية من حياته

• كان بولتون من صقور السياسة الخارجية في دوائر الجمهوريين منذ عقود، حيث خدم في إدارات رونالد ريغان وجورج بوش الأب وجورج دبليو بوش.

• في عام 2000 تولى بولتون منصب مساعد لوزير الشؤون الخارجية.

• عمل بولتون سفيراً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الفترة من أغسطس آب 2005 حتى ديسمبر 2006 كعضو معين من قبل الرئيس جورج دبليو بوش.

• في ديسمبر 2006 استقال بولتون من منصبه، وعاد إلى الحياة المدنية وأصبح لاعباً أساسياً في قناة فوكس نيوز.

• وقف بقوة مع غزو العراق، وأيّد توجيه ضربات استباقية لكوريا الشمالية.

• كان من أشد المعارضين للاتفاق النووي الإيراني الذي وقّعته القوى الكبرى في يوليو/تموز 2015 لمنع إيران من حيازة قنبلة نووية.

• عرف بمواقفه الداعمة لإسرائيل، حيث أشاد مؤخراً باعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

• قام بولتون بدور نشيط إلى جانب المحافظين الجدد في صف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، من أجل الإطاحة بصدام حسين خلال التسعينات، وبعد سنوات من سقوط صدام أعرب بولتون عن أسفه لبعض القرارات التي اتخذت بشأن العراق، ولكنه لم يشكك في الأسباب الواهية التي شنت باسمها الحرب، إذ كان الاجتياح الأمريكي للعراق مبنيا على أقوال تتعلق ببرنامج تدمير أسلحة الدمار الشامل، الذي لم يكن له أساس من الصحة.

• عام 1994، قال بولتون في خطاب إنه "لا وجود لشيء اسمه الأمم المتحدة، بل هناك مجتمع دولي قد تقوده أحيانا القوة الحقيقية الوحيدة المتبقية في العالم وهي الولايات المتحدة، عندما يتوافق ذلك مع مصالحنا".

إقالة بولتون واحتمالات تراجع الحرب على إيران؟

أولت صحف عربية اهتماماً ملحوظاً بإقالة دونالد ترامب مستشار الأمن القومي جون بولتون، وربط عدد من المحللين بين إقالة بولتون والحرب الأمريكية التي تلوح بوادرها في الأفق ضد إيران، مشددين على أنه كان من أكبر المناصرين لشن مثل هذه الحرب.

وكتب ترامب أنه أبلغ بولتون بالاستغناء عن خدماته في البيت الأبيض، وأضاف "كانت بيننا خلافات شديدة حول الكثير من مقترحاته"، وقال إنه سيعين خلفاً له

وفي النهار اللبنانية، أكدت موناليزا فريحة أن إقالة بولتون تعني "تراجع احتمالات الحرب" الأمريكية على إيران، مشددة أنه كان "من أكثر الصقور تشدداً حيال الملف الإيراني".

كما كتب عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية يقول: "غادر جون بولتون منصبه دون أن يُحقّق حلمه بالاحتفال بتغيير النظام الإيراني مع المُعارضة في طِهران، مثلما تعهّد لزُعمائها في خِطابه الذي ألقاه في مُؤتمرها السنوي في باريس قبل عام"، ويضيف عطوان: "شخصيّات عديدةٌ ستصاب بحالة من الاكتئاب فور تلقيها نبأ طرد بولتون من منصبه اليوم، أبرزهم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبعض القادة الخليجيين، خاصة في السعودية ودولة الإمارات الذين كانوا يراهنون عليه لتوجيه ضربات نوعية ضِد إيران بحكم منصبه، تؤدي إلى الإطاحة بالنظام، وإحلال حكومة موالية لأمريكا ومخطّطاتها في المنطقة، يكون أول قراراتها فتح سفارة للدولة العبريّة في قلب طهران"، ويؤكد الكاتب أن "احتمالات الحرب على إيران قد تكون تراجعت كثيرًا بعزل بولتون من منصبه، ولا نستبعد أن يقيم بعض مؤيديها، بل والمتلهفين عليها في منطقة الخليج سرادق الحداد لتقبل التعازي في رحيله".

ولع بولتون بالحروب

أن الخلاف الأخير حول أفغانستان شكل على ما يبدو القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث تناقلت وسائل إعلام أميركية أخبار نقاش حاد جرى بين الرجلين، عارض فيه بولتون خطة ترمب للتوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان، واستضافة زعمائها في كامب ديفيد، معتبراً "أن بإمكان ترمب الانسحاب من أفغانستان دون اتفاق".

كما رفض بولتون الظهور على البرامج التلفزيونية للدفاع عن موقف الإدارة الأميركية تجاه ملفي روسيا وأفغانستان، إلى ذلك، قال إنه يعارض إعادة انضمام روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية الكبرى، ويعارض إجراء لقاء محتمل بين ترمب والزعيم الإيراني.

ولا شك أن ولع بولتون بالحروب، الذي كان محط مزاح في البيت الأبيض، شكل بدوره عاملاً إضافياً وراء تفاقم الخلافات، وكان ترمب علق سابقاً على هذا الولع قائلاً، بحسب ما كشف مسؤول أميركي لصحيفة "نيويورك تاميز" قبل أسابيع: "لو ترك الأمر لبولتون لكانت الولايات المتحدة تخوض اليوم 4 حروب".

رغم أن الإقالة لم تكن مفاجئة، إلا أن توقيتها لم يكن متوقعا، حيث كان من المفترض أن يشارك "الصقر المحافظ"، في المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض مع وزيري الخارجية والخزانة حول مكافحة الإرهاب، لكنه لم يفعل وعندما سئل بومبيو عما إذا كان الخبر مفاجئاً قال "لا شيء يفاجئني".

إلى ذلك، أصر بومبيو ووزير الخزانة ستيفين مانوشن، خلال المؤتمر على أن سياسة الإدارة تجاه إيران فعالة، وأنهما يؤيدان سياسة الضغط الأقصى على طهران، وفي هذا السياق، قال دان مهافي، مدير السياسات في مركز دراسات الكونغرس والرئاسة في نهاية الأمر القرار في هذه الإدارة هو لترمب وحده، ولكن ما تفعله هذه الإقالة هي أنها تتخلص من جناح قوي كان يريد أن يكون هناك جانب عسكري لسياسة الضغط الأقصى تجاه إيران، وتقوي الأطراف داخل الإدارة، التي تريد أن تؤدي سياسة الضغط الأقصى إلى اتفاق وليس إلى تغيير النظام".

مختارات من أقوال بولتون

عرف جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، الذي أعلن ترامب،، عن إقالته من منصبه، كأحد أقطاب معسكر "الصقور" في البيت الأبيض وإليكم بعض تصريحاته، حول منظمة الأمم المتحدة والقانون الدولي:

- لا يوجد شيء اسمه الأمم المتحدة وإذا فقد مبنى الأمم المتحدة في نيويورك عشرة طوابق، لن ينتبه أحد لذلك.

- من الخطأ الجسيم إعطاء أهمية ما للقانون الدولي، حتى وإن بدا ذلك أمرا يتماشى مع مصالحنا الآنية.. ففي الأفق البعيد أولئك الذين يراهنون على القانون الدولي يريدون كبح جماح الولايات المتحدة.

- ما زلت مقتنعا بأن قرار إسقاط صدام كان صائبا وأنا أعتقد أن قرارات خاطئة تم اتخاذها لاحقا وكان أسوأها قرار سحب القوات الأمريكية وقوات التحالف (من العراق) في 2011.

- قصف إيران.. هذا هو الأسلوب لمنعها من امتلاك قنبلة (نووية).

- أعتقد أن إيران مشكلة ذات بعد استراتيجي ولا ينحصر الأمر في برنامجهم المستمر لتطوير السلاح النووي، بل هناك أيضا دعمهم الملموس للإرهاب الدولي، وكذلك قواتهم المسلحة المزودة بأساليب الحرب غير النووية في الشرق الأوسط.

- الحل الدبلوماسي الوحيد هو تغيير النظام في كوريا الشمالية.. أما أحاديثنا عن الدبلوماسية مع كوريا الشمالية وعن فرض عقوبات جديدة، فنتيجتها الوحيدة هي منحها مزيدا من الوقت لتعزيز ترسانتها النووية، وبذلك نعرض للخطر أنفسنا واليابان وكوريا الجنوبية.

- حول الصين: للأسف، لا نملك أي استراتيجية إزاء الصين، بل لدينا فقط أجزاء من استراتيجية كان (الرئيس باراك) أوباما لا يفكر في هذا الموضوع ببساطة، واليوم نحن نجني ثمار ذلك.

- اما روسيا: بوتين يسحب قواته من سوريا كي يظهر للأوروبيين أنه أعاد المنطقة إلى استقرارها، وفي المقابل يريد رفع العقوبات المفروضة بسبب أوكرانيا.

- إذا حاولت روسيا التدخل في انتخاباتنا، فيجب أن تواجه عواقب وخيمة جدا.

- عن نفسه: أعتقد أن في مقدوري الإسهام بالقسط الأكبر في صنع مستقبلنا إذا بقيت مؤيدا ملتزما ومتواصلا لسياسة خارجية قوية، على غرار سياسة (الرئيس رونالد) ريغان، التي تفرض السلام بواسطة القوة.

.................................
المصادر
- موقع تاس
- بي بي سي
- RT
- العربية نت
- مصراوي
- ساسة بوست
- ويكيبيديا
- ميدا است اون لاين

اضف تعليق