q
{ }
ناقش مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية في ملتقاه الشهري موضوعا تحت عنوان (تصاعد الصراع الأمريكي - الإيراني وتأثيراته على المنطقة)، بمشاركة عدد من مدراء المراكز البحثية، وبعض الشخصيات الحقوقية والأكاديمية والإعلامية والصحفية في ملتقى النبأ الأسبوعي الذي يعقد كل سبت صباحا بمقر مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام...

ناقش مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية في ملتقاه الشهري موضوعا تحت عنوان (تصاعد الصراع الأمريكي - الإيراني وتأثيراته على المنطقة)، بمشاركة عدد من مدراء المراكز البحثية، وبعض الشخصيات الحقوقية والأكاديمية والإعلامية والصحفية في ملتقى النبأ الأسبوعي الذي يعقد كل سبت صباحا بمقر مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام.

أدار الجلسة الحوارية أستاذ العلوم السياسية في جامعة بابل والباحث في مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية، الدكتور قحطان حسين اللاوندي قائلا: "أن الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب ترى أن الخطر الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط الذي يواجه مصالحها بعد تحجيم داعش هي إيران، فإيران حسب الرؤية الأمريكية دولة تطمح للهيمنة في المنطقة، من خلال توظيف الأزمات والحروب الإقليمية لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط، فضلا عن كونها دولة ذات توجه ثوري، وتحاول أن تظهر نفسها كقوة مقاومة للمشاريع الأمريكية في الشرق الأوسط.

في المقابل ترى إيران أن الولايات المتحدة بسياساتها الحالية تسعى إلى فرض رؤيتها على العالم، وبأساليب لا تتوافق مع مصالح العديد من دول العالم ومنها إيران، وفي ظل الإختلاف بين الرؤيتين الإيرانية والأمريكية خصوصا بعد تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، الذي صعد من درجة تشدد الولايات المتحدة ضد إيران بإلغاء الإتفاق النووي، وفرض عقوبات على إيران القصد منها تحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

ويبدو أن الولايات المتحدة تركز في جهودها الهادفة لتحجيم النفوذ الإيراني على جبهتين رئيسيتين وهما العراق وسوريا، ففي العراق استطاعت الولايات المتحدة أن تخلق إستقرارا واضحا في العلاقات الأمريكية - العراقية من خلال دعمها القوي والمستمر لرئيس الوزراء (حيدر العبادي) الذي يتبنى وجهة نظر تكاد تكون قريبة من وجهة نظر الولايات المتحدة، ويمكن من خلالها مواجهة النفوذ الإيراني في العراق، ويدعمها في ذلك وجود رجال دين شيعة لا يتوافقون مع إيران.

وستعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إستمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق بذرائع شتى منها: تدريب القوات الأمنية العراقية لمنع ظهور تنظيمات إرهابية، وفي نفس الوقت لضمان عدم إعتماد العراق على دعم إيران في حالة حدوث هجمات إرهابية جديدة، لكن الوجود الأمريكي يواجه مخاطر تتمثل في الفصائل المسلحة الموالية لإيران، والتي أعلنت أكثر من مرة أنها لن تسمح بوجود قوات أمريكية في العراق.

وفي سوريا تسعى الولايات المتحدة إلى إستغلال معطيات الحرب السورية، لفرض وجود عسكري في مناطق يسيطر عليها أكراد موالين للولايات المتحدة، والمتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية المتمركزة في شمال سوريا، ورغم أن الهدف المعلن من الوجود الامريكي في سوريا هو محاربة الإرهاب، لكن في حقيقة الأمر مرتبط بشكل كبير في مواجهة النفوذ الايراني في سوريا وتحجيمه، والذي تدرك الولايات المتحدة بأنه بدأ يشكل خطر على أمن حلفائها في المنطقة وخصوصا إسرائيل، وتعمل الولايات المتحدة على إيجاد توازن بين دعم قوات سوريا الديمقراطية الكُردية، وفي نفس الوقت عدم خسارة حليفها الستراتيجي تركيا والحصول على تعاونها في مواجهة إيران.

وضمن جهود الولايات المتحدة لإضعاف ايران فإنها خططت وما زالت تخطط لإقامة تحالف أمني سياسي يجمع دول الخليج العربي ومصر والاردن، وتشكيل ما يسمى تحالف (الشرق الأوسط الستراتيجية) ليكون شبيه بناتو عربي، القصد والغاية الاساسية منه هو مواجهة ايران، لكن المؤشرات السياسية توحي بأن مثل هكذا مشروع، لن يكتب له النجاح في ظل عدم وجود داعم له بإستثناء السعودية والإمارات وإسرائيل، الأمر الذي قلل من فرص توجيه ضربة عسكرية لإيران.

مما جعل الولايات المتحدة تركز في جهودها لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة على الجانب الاقتصادي، عندما الغت الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات اقتصادية تجارية على ايران، إذ تعمل الادارة الامريكية على تضييق الخناق الاقتصادي على ايران، من خلال اجراءات اقتصادية صارمة والعمل على منع اوروبا من استيراد النفط الايراني، وترحيل الشركات النفطية والصناعية والاستثمارية الاوربية الكبرى من ايران، وفرض عقوبات على البنوك الايرانية وغيرها من العقوبات القاسية، التي لم تشهدها ايران من قبل.

إن تصاعد حدة الصراع الامريكي الايراني قد ترك تأثيرات واسعة على دول منطقة الشرق الاوسط، شملت كل الجوانب السياسية والامنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية والثقافية، فعلى المستوى السياسي:

أولا: تتصارع الدولتان على النفوذ والهيمنة من خلال إيجاد الحلفاء ودعمهم وتوجيههم والتحكم بقراراتهم.

ثانيا: تهديد الديمقراطية الناشئة من خلال إرباك عملية تشكيل الحكومات.

ثالثا: تأزيم الأوضاع المحلية من خلال عسكرة المجتمع.

في الجانب الاقتصادي، أيضا هناك تداعيات واضحة على الصراع الأمريكي – الإيراني:

أولا: تخلف الإقتصاد وتردي أوضاعه في الدول التي تشهد أزمات وحروب بشكل عام، نتيجة هروب الرأسمال المحلي إلى الخارج وعزوف رأس المال الخارجي من الإستثمار، في الدول المتأزمة نتيجة غياب البيئة الآمنة للإستثمار، وهذا بدوره خلق إقتصادا متخلفا مهددا بالإنهيار في أي لحظة من اللحظات، مما أشاع حالة الفقر والتخلف وقلة الخدمات، وأثر نفسيا على معنويات الشعوب والجماهير.

ثانيا: تأثر الإقتصاد خصوصا الصادرات بتقلبات الأوضاع السياسية، مما يؤدي إلى إقتصاد متذبذب غير مستقر، وبالتالي فإن تنافس الدول المتصارعة على النفوذ في دولة معينة يؤدي إلى تنافس بين شركائها وبشكل بعيد عن الأطر الإقتصادية المدروسة، فيلحق الضرر في إقتصاديات الدول محل التنافس.

وعلى المستوى الاجتماعي والثقافي، نلاحظ إنقسام المجتمع في دول المنطقة خصوصا تلك التي تشهد أزمات وحروب، وهي بحد ذاتها مجتمعات منقسمة عقائديا وقوميا، أثرت بشكل مباشر وواضح على إنقسام هذا المجتمع، بحيث المجتمعات في هذه الدول انقسمت إلى طرفين كل طرف يؤيد احدى الدولتين، ويتبني آرائها وطروحاتها مما يؤثر سلبا على تماسك المجتمع ويلحق الضرر بالوحدة الوطنية.

لاشك بأن الصراع الأمريكي - الإيراني في النفوذ على دول منطقة الشرق الأوسط يحتمل عدة سيناريوهات ويحتمل عدة أوجه، فما يدور الآن في مناطق بعينها وما يحصل من توافقات وصفقات خلف الكواليس، ممكن أن يؤشر إلى أن الأزمة قد تصل إلى مرحلة النهاية، وهناك سيناريو ممكن أن يرجح إلى أن الأزمة مستقبلا قد تشتد وقد تكون هناك حروب بالوكالة، مما يزيد ويفاقم من حجم المأساة التي يعاني منها الشعب أصلا.

وفتح مدير الجلسة باب الحوار أمام الحاضرين بقصد إثراء الموضوع وإبداء آراؤهم من خلال الإجابة على السؤالين الآتيين:

السؤال الأول: هل يدل تصاعد الصراع الأمريكي - الإيراني على حرب قادمة أو تطور عنيف للحروب بالوكالة خاصة في العراق؟

الحرب بالوكالة حاضرة

- الإعلامي علي النواب، يؤكد على أن الحرب بالوكالة هي حاضرة على أرض الواقع في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، ولكن هذه الأيام تصاعدت وتيرتها لأسباب لا مجال لذكرها الآن، بالتالي أن المواجهة المباشرة مستبعدة الآن بحكم أن الدول الكبرى لا تشجع فكرة الحرب المباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، لذلك تم تقسيم العالم ضمن تقسيمات معينة حتى تبقى ساحة للمعارك، لذا فالشرق الأوسط عموما والعراق على وجه الخصوص هو ساحة لتصفية حسابات الدول الكبرى ومنذ سنوات طويلة، فعلى هذا الأساس نجد اليوم سوريا ولبنان واليمن والعراق هي مثال قريب لحالة الصراع القائم اليوم بين أمريكا وإيران".

وأضاف النواب "إن حالة الصراع المباشرة لا تخدم الطرفين، فلكل طرف نقاط قوة ونقاط ضعف ممكن النفوذ من خلالها، ولكن تبقى الارض الرخوة هي مجال واسع لتصفية الحسابات، وخير دليل على ذلك ما تشهده البصرة اليوم فكل التقديرات تؤكد الحالة البصرية هي جزء من الصراع الأمريكي - الإيراني، بالتالي فإن الشعب البصري مدعو اليوم أن ينأى بنفسه بعيدا عن العنف، وأن تبقى مسألة الاحتجاجات مرهونة بالتظاهر السلمي، أخيرا أن الساحة العراقية ستبقى إلى فترة طويلة رهينة للصراعات الدولية والإقليمية، وهذا ما تشير إليه دائرة التحالفات السياسية والتدخلات الإقليمية في الملف العراقي".

العراق هو الخاصرة الرخوة

- الشيخ مرتضى معاش المشرف العام على مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام، يؤكد على "إن الصراع الأمريكي - الإيراني واضح وتأثيراته جدا كبيرا في المنطقة، وهو يمتد من لبنان إلى سوريا إلى اليمن وإلى العراق، ففي لبنان لم تتشكل الحكومة (لغاية كتابة التقرير)، وهناك صراع شديد على تشكيل الحكومة، نظرا لوجود فيتو أمريكي على تولي حزب الله بعض الحقائب الوزارية".

وأضاف معاش "بعد إنتهاء مرحلة داعش في المنطقة إنطلقت عملية الحصاد للمكاسب التي حصلت ما بعد الحرب، خصوصا وأن عملية المفاوضات معقدة جدا، ففي لبنان مثلا لا يستطيع أحد ممارسة الحرب بالوكالة مباشرة، لأن الوضع معقد ومرتبط بأمن إسرائيل، وفي سوريا الوجود الروسي يمنع أي قوة اخرى من أن تعمل خارج القواعد التي تضعها روسيا، لذلك نجد الصراع الأمريكي - الروسي في سوريا محدود".

وأشار معاش إلى "إن تصاعد الصراع الأمريكي - الإيراني مربوط بجهتين، الجهة الاولى مربوط بتشكيل الحكومة في العراق وبقاء إيران في لعبة تشكيل الحكومة، ومن جهة ثانية وجود إيران في لعبة الشرق الأوسط، بالتالي أصبح العراق هو الخاصرة الرخوة التي يمكن من خلالها إبراز الصراع بشكل كبير جدا في العراق وهذا أمر خطير، فاليوم ايران تعيش حالة حصار وخوف شديدين من فقدان حصتها في سوق النفط، خصوصا ومع قدوم شهر تشرين الثاني ستبدأ عملية الحصار رسميا، وإنسحاب مئات الشركات الفرنسية واليابانية والهندية والألمانية من إيران، هذا كله يجعل إيران في وضع حرج جدا، لذا ستبرز عملية الصدام والصراع الامريكي الايراني بقوة في العراق، وملامح هذا التصور بدأت تنضج في البصرة، وهذا أمر خطير يهدد الأمن في العراق ويهدد جميع المكاسب التي حصل عليها العراقيون".

وأعقب الشيخ معاش بالتساؤل عن إمكانية تحجيم هذا الصراع؟، وهذا راجع للقوى السياسية، القوى السياسية التي همها الأساسي هو كيف تحصد المناصب والغنائم، مما يجعلها وقود لهذه الحرب ويكونون لاعبون بالوكالة للصراع الأمريكي الإيراني، فنجد ترابطا كبيرا بين تشكيل الكتلة الأكبر وأحداث البصرة، لذا فإن اللاعب بالوكالة يريد أن يمارس الحرب بالوكالة وهو يمثل بطولة الصراع الأمريكي الإيراني، وهذا أمر خطير ممكن أن يتصاعد وإذا شعرت إيران بالحرج الشديد من الضغط الامريكي عليها اقتصاديا، ستقوم بأدوار أكبر في العراق، فالآن أخذت إيران تمارس الدور التركي في شمال العراق، من خلال إدعائها بوجود مجموعة من الأكراد الإيرانيين، لذا من المحتمل أن تدخل قوات ايرانية إلى كركوك كما دخلت تركيا إلى شمال العراق، وهذا سيناريو غير مستبعد وهو يمثل جوهر الصراع الامريكي الايراني".

الصراع الأمريكي - الإيراني ليس بجديد

- الحقوقي هاشم المطيري القيادي في الحشد الشعبي، يعتقد "إن الصراع الأمريكي الإيراني هو ليس بجديد وهو أساسا صراع روسي أمريكي، علما أن حرب الوكالة مستمرة منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية لحد الآن، أحد الكتاب وضع بين أيدينا معلومة تقول بأن (50) حرب بالوكالة مرت بها المنطقة.

وأضاف المطيري، "اللاعب الأمريكي يلعب في الأشواط الإضافية، وهو لم يكون لاعبا جيدا ولا يمتلك فريق منسجم، فمنذ بداية الازمة ولحد الآن السياسية الأمريكية متخبطة، ففي زمن حكم الديمقراطيين تخلوا عن المنطقة وأعطوا وكالات إلى فرنسا وبريطانيا، بعد ذلك مجيء ترامب غير المعادلة والآن هناك صراع أمريكي – أوروبي. ففي لبنان هناك أغلبية للمحور الإيراني وفي العراق كذلك، أما الجبهة السورية فهي تشهد تطورات لصالح الحكومة السورية، وجعلت المحور الامريكي في عنق الزجاجة".

وأكمل المطيري حديثه: "اليوم اللاعب الامريكي يحاول أن يسجل بعض الاهداف لكي يستفاد منها في المستقبل، مثل تشكيل حكومة عراقية وتأخير تشكيل الحكومة في لبنان، وهذه الأدوار تؤثر على اللاعب الإقليمي المرتبط بالمحور الامريكي، فمثلا سعد الحريري لم يستطيع الصمود أمام محور المقاومة في لبنان، بالتالي فإن اللاعب الإيراني طويل النفس يبني ويعمل، وانعكس هذا الصراع على العراق بصورة مؤثرة جدا وسيبقى ساحة صراع".

وأضاف أيضا "أملنا في بعض السياسيين الجدد هل سيستطيعون تغيير المعادلة أم لا؟، بالتالي في هذه الدورة ستبقى هذه الصراعات مستمرة، ولكن وجود صمام الامان في العراق وهي المرجعية الشريفة، ويبقى الدور الأمريكي في المنطقة دورا ضعيفا ومتخبطا، ولا توجد منهجية كاملة في إدارة الملفات.

لا توجد عداوة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران

- الحقوقي أحمد جويد مدير مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات، يؤكد على "عدم وجود عداوة بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران، بل هناك صراع على مشاريع تخص الجانب الامريكي والجانب الايراني، علما أن المشروع الامريكي يتغير من إدارة إلى أخرى، فاليوم المشروع الامريكي مختلف جدا وهو مشروع تاجر، فمن غير الممكن الولايات المتحدة تجييش جيوش وتنفق الاموال من أجل خوض حرب مباشرة مع ايران، فالأمريكان مستفادون جدا من الدور الايراني في المنطقة، فلولا وجود المشاغب الامريكي في المنطقة لما باعت اسلحة بمبالغ تفوق الخيال على دول الخليج".

وأضاف جويد "الصراع اليوم هو صراع أموال وصراع على مناطق النفط والطاقة في العالم، فكانت هناك دولتان هي كوريا الشمالية في جنوب شرق آسيا وإيران الآن، لكن الكساد ينتشر في أكبر الشركات المصنعة للسلاح، وبالتالي أمريكا تسعى للحصول على الأموال بطرق سهلة كابتزاز دول الخليج، إلى جانب ذلك لن تكون هناك حروب مباشرة في المنطقة بل ربما صراعات بالنيابة، والسبب كون الولايات المتحدة لا تبحث عن زعزعة استقرار منابع النفط، وهذا الأمر سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وهذا لا يخدم المصلحة الامريكية، ولا تريد أن تنفق ميزانيات ضخمة جدا على جيشها لحماية دول الخليج".

وأكمل جويد "يبقى الأمل في الدول التي يدار فيها الصراع الامريكي الايراني، هل تريد أن تنتزع سيادتها وتتعامل بالند مع الدول الأخرى؟، أم ستبقى هي تابعة لهذا المحور أم ذاك؟. أخيرا، يبقى السلاح الأقوى الذي يمكن أن تستخدمه أمريكا ضد إيران هو السلاح الاقتصادي، ولن يكون هناك صدام عسكري في الأفق القريب".

الصراعات تتصاعد وتخفت

- عدنان الصالحي مدير مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية، يعتقد أن الصراع الامريكي الايراني في المنطقة هو ليس وليد اللحظة، بل بلغ ذروته بعد إندلاع الثورة في إيران وتراجع العلاقات الدبلوماسية إلى مستويات منخفضة، وتصاعدت أيام اقتحام السفارة الأمريكية في إيران وإحتجاز بعض الرهائن وجاء الحصار الامريكي على إيران مطلع الثمانينات، بالتالي فإن الصراع الامريكي الايراني يعتمد على نوع القيادات في البلدين، في فترة من الفترات يتصاعد إلى درجة ويخفت إلى درجة معينة حسب وجهة نظر الادارة في كلا البلدين".

وأضاف الصالحي "في الفترة الحالية وبوجود ترامب بدأ التصاعد كثيرا بهذا الاتجاه، لرؤية الادارة الامريكية الحالية بضرورة حسم الملفات مع ايران، وهذا لا يعني بطبيعة الحال إسقاط الحكومة الايرانية، بل هي محاولة الضغط على ايران في اقصى درجات القسوة من اجل الموافقة بالترتيب الجديد للشرق الاوسط، وإمتلاك الحكومة الايرانية لملفات وخطط في مواجهة هذا الضغط، والضغط بإتجاه آخر أو في مناطق أخرى، وذلك من أجل الحفاظ على مناطق النفوذ لمواجهة هذه الضغوط".

وأكمل الصالحي "إيران تعاني من مشاكل اقتصادية في الوقت الحالي، لكن لديها بدائلها التي يمكن أن تساعدها رغم وجود بعض المصاعب. والمشكلة قد تنعكس على المنطقة في (اليمن/ لبنان/ سوريا/ العراق)، اليوم مثلا تعثرت المفاوضات في اليمن بشكل واضح، في سوريا معركة ادلب، البصرة وتصاعداتها، كل هذه هي إنعكاسات، إذن الصراع ينعكس على الدول الضعيفة في المنطقة والتي تعاني من أزمات طويلة الأمد، أما تأثيره على البلدين فسيكون أقل تأثيرا، خصوصا وأن الصراع الامريكي الايراني لن يدوم طويلا، سيضعون له حل وسيجلسون خلف الكواليس ليجدون حلول وسطية وهذا ما علمتنا عليه سياسية البلدين".

تدافع سياسي وليست حرب

- حسين محمد صادق موسى باحث دكتوراه في الجامعة الإسلامية في لبنان قسم القانون الدولي العام، يرى "إن الأزمة الأمريكية الإيرانية وصلت إلى ذروتها في هذه الايام خصوصا مع وجود إدارة متشددة في الولايات المتحدة، لكن مع ذلك فإن ما يحصل في العراق هو من قبيل التدافع السياسي وليس حربا بالوكالة، علما أن تظاهرات البصرة هي تظاهرات عفوية رغم أنها أستغلت سياسيا لبعض الأطراف، لكن ليس من مصلحة الولايات المتحدة أو ايران إيجاد حرب بالوكالة، لاسيما وأن الحشد الشعبي قسم كبير منه يخضع للنظام الايراني، والقسم الآخر تابع للعتبات المقدسة، بالتالي مع المحتمل في الأمد القريب أن نشهد تفاهما امريكيا ايرانيا".

التبادل التجاري مع إيران كبير جدا

- حامد الجبوري باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية، يصف وضع الصراع الذي يحصل في أي منطقة ممكن أن ينعكس على باقي دول العالم، هذا التأثير سيكون على قدر الترابط الدولي، فكلما كان الإندماج والترابط أكبر يكون حجم الضرر أكبر، فعلى سبيل المثال الصراع الدائر اليوم بين أمريكا وتركيا من جهة وبين إيران وأمريكا من جهة أخرى، بالتالي حدة الصراع مع كلتا الدولتين سينعكس على العراق بشكل مباشر".

وأضاف الجبوري "إن حجم التبادل التجاري مع إيران كبير جدا، ناهيك عن السياحة الدينية للعراق التي يعتبر عنوانها الأول هو السائح الإيراني، الذي من المؤكد سيتأثر بالعقوبات الأمريكية هذا مما يفقد السوق العراقية مورد اقتصادي مهم".

حروب إيديولوجية

- حيدر الاجودي باحث في مركز المستقبل، يرى أن رحلة الشد والجذب التي يقودها طرفا الصراع الامريكي والايراني، هي ليست وليدة اللحظة بل هي نتاج تقاطع سياسات مستمرة على طول الخط. كما أن واشنطن تدرك ان العلاقات العراقية الايرانية هي علاقات إستراتيجية خصوصا بعد عام (2003)، هذه العلاقات جاءت بعد حرب الولايات المتحدة على الارهاب وهما داعش والقاعدة، وجاءت نتيجتها تصب لصالح إيران حيث أزاحت تلك التنظيمات من أمامها، وفتحت المجال أمام إيران للتدخل في المنطقة والضغط والسيطرة على صانع القرار في المنطقة بشكل عام وعلى العراق بصورة خاصة".

وأضاف الاجودي "من المستبعد أن تحصل تدخلات مباشرة بين الطرفين، وإنما هناك حروب فكرية إيديولوجية بين الطرفين، وهي عبارة عن إحتلال للعقول".

الصراع اليوم ينحصر على الحصة النفطية لإيران

- الدكتور حيدر آل طعمة التدريسي في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة كربلاء، يجد أن الصراع اليوم ينحصر على الحصة النفطية لإيران، فهناك صراع على أسواق النفط وعلى مستوردي النفط، خصوصا مع إنتعاش أسعار النفط وملامسته لحاجز (80) دولار، فهناك العديد من الآبار النفطية في الولايات المتحدة الامريكية دخلت في دائرة الجدوى الاقتصادية، وبالتالي فإن الولايات المتحدة مرشحة أن تكون مصدرة للنفط".

وأضاف آل طعمة "لابد أن لا نهمل دور النفط والسلاح في الصراعات الدولية وهذا أمر مهم، وهو غير مستبعد كون الأحداث الجارية اليوم في البصرة ترمي إلى إغلاق بعض الآبار النفطية. الجانب الثاني فيما يخص مظاهرات البصرة التي تعتبر حقه وهي ذات مطالب مشروعة، فلا يخفي على احد ما للعوز والحرمان والبطالة من أسباب كافية لخروج المتظاهرين، وبالنسبة لضعف الخدمات الذي أستمر لسنوات طويلة جدا، لكن مع ذلك لقد تم توظيف هذه التظاهرات بإتجاهات تصب لمصلحة بعض الجهات السياسية للضغط على تشكيل الحكومة بالشكل الذي يروه مناسبا".

إيران لا تذهب بإتجاه الصدام المباشر

- الدكتور حسين أحمد رئيس قسم الدراسات الدولية في مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة كربلاء وباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية، يعتقد أن العلاقة التصارعية هي علاقة قديمة وتتباين بين فترة وأخرى، وحسب التوجيهات والتكتيكات الاستراتيجية بين طرفي النزاع الامريكي الايراني، والجانب الثاني يعتمد على متغيرات داخلية تخص منطقة الشرق الاوسط، لاسيما بعد الغزو الامريكي للعراق وظهور فواعل من غير الدول سواء كانت جماعات ارهابية أو غيرها، خاصة وهي تمتلك قوة التأثير الأمني والسياسي".

وأضاف احمد "نعتقد أن ايران لا تذهب باتجاه الصدام المباشر مع الولايات المتحدة الامريكية، وتستفيد من موقعها الجيو إستراتيجي في زيادة تأثيرها الجيو إستراتيجي في أحداث المنطقة، وحتى على مستوى الجيو بوتيك فيما يخص طبيعة النظام الدولي، وهذا ما أكد عليه قبل فترة المرشد الاعلى للجمهورية حينما قال: "نحن لا نتفاوض ولا نتدخل في حرب مع الولايات المتحدة الامريكية"، في نفس الوقت الجانب الامريكي لا يميل نحو المراهنة على تغيير الانظمة السياسية بالقوة بعامل خارجي وهذا أثبت فشله، بالتالي حولت الدول من دول قائمة إلى دول فاشلة".

وأكمل احمد حديثه، "طبيعة الهشاشة الامنية المنتشرة بين دول المنطقة كالعراق واليمن وسوريا ولبنان، حقيقة هذه توفر إمكانية أكبر للتحرك لطرفي الصراع في المنطقة، لذلك العراق هو واحد من الساحات الهشة في منطقة الشرق الاوسط وهو محور الصراع في المنطقة، بالتالي نلاحظ التأثير السياسي الامريكي الايراني على أشده في العراق، ما يحصل اليوم هو يختلف عن تشكيل الحكومات السابقة، ففي السابق كان المكون الشيعي بسهولة يجتمع من خلال تواصل بسيط مع القيادة الايرانية، ما حدث اليوم، ايران لم تستطيع أن تجمع كل القوى السياسية الشيعية في كتلة واحدة، وهذا فشل قوي، من جانب آخر الولايات المتحدة لم تستطيع أن تسحب القوى الشيعية من تحت طائلة العباءة الايرانية، لذلك لا زال التأثير الايراني والامريكي موجود على مستوى العراق، وطبيعة توظيف الأحداث الجارية في وسط وجنوب العراق لاسيما في موضوع الاحتجاجات في محافظة البصرة، مؤكد سيدخل طرفا الصراع على خط الاحتجاجات ويحاول التأثير، وهنا يرمز للتأثير السياسي والامني وهو من يمنح القوة على القرار السيادي وتشكيل الحكومة القادمة".

السؤال الثاني: تطور الأحداث في سوريا والعراق ولبنان واليمن وفلسطين، هل يؤشر إلى وجود آمال بتسويات قادمة وصفقات كبيرة شاملة؟

- وصف علي النواب كل ما يجري الآن بل على مدى التاريخ هو عبارة عن مصالح، والحياة اليوم قائمة على الصفقات وحتى بين الاحزاب السياسية العراقية الصغيرة، وهذا ما انعكس على تشكيل الحكومة العراقية حيث توافقت الأحزاب المتقاطعة إيديولوجيا، لذا فالصفقات موجودة وأن والادبيات قد ماتت، فلا توجد دولة تعمل بإتجاه نشر إيديولوجية معينة، فالقوة الاقتصادية هي القوة التي تحرك حتى السياسية وتحرك الوعي الاجتماعي، لذا فالدولة القوية بإمكانها أن تدفع باتجاه تطوير مذهب معين ونشر دين معين".

وأضاف النواب "إن ما يجري في العراق وحتى في المنطقة كسوريا ولبنان واليمن ولبنان، بالتالي كل ما يجري في البلدان المتصارعة هو صراع نفوذ وصراع صفقات، للأسف فإن السياسية بعيدة عن الإيديولوجيات وبعيدة أيضا حتى عن القيم الإنسانية والربانية، وكل ما هناك هي مغانم تتقاسمها الاحزاب وللأسف هي دينية، لذا فقد وضحت الاحزاب لها طموحات سياسية للإستحواذ على السلطة وتجيرها مناصريهم".

تجميد الصراعات وليس تسويتها

- الشيخ مرتضى معاش، يعتقد بعدم وجود صفقات شاملة في الموضوع، بل هناك تجميد لبعض الصراعات، وهذا يعتمد على حرب عض الأصابع ومدى قدرة الآخر على تحمل الضغط الموجود عليه، في إيران مثلا هناك ضغط اقتصادي كبير جدا في قضية هبوط العملة، من جهة ثانية أمريكا عليها ضغط داخلي كبير جدا من جهة ترامب، اليوم ترامب يعيش ازمة داخلية كبيرة جدا، وهو يعترف بوجود خونة ومقاومة في داخل البيت الابيض".

وأضاف معاش "إن المعركة هي ليست في العراق وفي البصرة بل حتى في البيت الابيض، فلذلك لا يمكن القول بأن هناك تسوية شاملة وصفقة شاملة فالأوروبيين لا يقبلون بهذه الصفقة، كذلك الخليجيين وأي دول أخرى فليس هناك تسوية شاملة، فالأمريكان يطلبون من الإيرانيين التمكين من أنفسهم والدخول في القطار الأمريكي، وهذا ما يرفضه الايرانيون على إعتبار أنهم دولة عظمى في المنطقة، ومن حقها أن تحصد المكاسب بعدما استنزفت الاقتصاد الإيراني لدعم قوى عسكرية في المنطقة وحاربت في (اليمن/لبنان/سوريا/ العراق)، وهي لا يمكن أن تعطي المكاسب كلها لأمريكا".

وأكمل معاش "كما أن أمريكا من جهتها لا تقبل بالتوازن وهي لا تعتبر إيران قوة مساوية لها، بل تعتبرها قوة تابعة لها من أجل الصفقة الامريكية الشاملة، أو كما يسمونها صفقة القرن في فلسطين ثم تنتقل إلى سوريا والعراق واليمن ولبنان وايران وحتى تصل إلى أفغانستان وباكستان، وهذا شيء صعب جدا ولا يمكن تحققه في هذه المرحلة، بل يمكن أن يكون هناك تجميد لمستويات الصراع حسب مخرجات أزمة البيت الابيض داخل امريكا".

- الحقوقي هاشم المطيري يعتبر "السياسة ومنذ نزول قابيل وهابيل ليس لها قلب وليس لها مشاعر، وحتى إذا بكت فإن دموعها دموع التماسيح، الشيء الآخر المفروغ منه أن صراعا مباشرا عسكريا يضر بالطرفين ونعني هنا الجانب الامريكي والجانب الايراني، خصوصا وأن ترامب وعد الشعب الامريكي أن يجعل اموال الشرق الاوسط في جيب الشعب الامريكي، فالصراع سيصل إلى تسوية، خصوصا وأن ايران اي صراع عسكري استفادت منه سياسيا".

وأضاف المطيري "في العراق الذي عنده فكر جيد وعقلية سياسية واعية دائما نراه منتصر، خصوصا الاحزاب المتمكنة فكريا التي استفادت من الحكم، بالتالي فإن اللاعب البسيط العاطفي سوف يكون في المحرقة، مثل النظام السعودي أدخل نفسه في مشاكل في اليمن والعراق بالتالي هو الخاسر اقتصاديا، لذا فإن المنطقة ستصل إلى حلول حتى ولو كانت جزئية ويبقى الصراع صراعا سياسيا اقتصاديا، لا يحسم فأي حسم في الملفات يضر بالطرفين".

- الحقوقي احمد جويد يرى أن الصراع الامريكي الايراني هو ليس صراع إيديولوجي، فلو كان هذا الصراع هو صراع ديني فهي متحالفة مع السعودية وهي ذات خلفية دينية، واذا كان الصراع على ملف نووي فباكستان تفوق ايران بالقوة النووية، فإذا كان الصراع حول نظام ديكتاتوري فأمريكا لديها تحالفات مع الديكتاتوريات في المنطقة، امريكا تحاول أن تبحث عن مشاغب حتى تتدخل، وصدام افضل من خدم الولايات المتحدة الامريكية بالثمانينات وجاء بها إلى المنطقة باحتلاله للكويت".

وأضاف جويد "العرب الذين يلعنون الولايات المتحدة هم من قبل يد الولايات المتحدة وجاؤوا بهم إلى المنطقة، وحتى العراقيين بإسقاطهم لصدام فقد شكلوا جيش تحرير العراق وحثوا الامريكان للمجيء للعراق، بالتالي فإن الولايات المتحدة لها مصالح لا تفرط بها، ومن جهة أخرى قضية حلحلت الملفات، فأمريكا ليس لديها ملفات تريد حسمها نهائيا، والدليل في افغانستان بقت الملفات معلقة، الحوثيين في اليمن ليس في نية الولايات المتحدة القضاء عليهم، في لبنان ليس لديها النية في ضرب حزب الله والقضاء عليه، حتى في العراق قضية الحشد الشعبي هي تحاول أن تضعف الحشد الشعبي، بالتالي فإنها مع القوي تعقد صفقة ومع الضعيف صفعة".

- عدنان الصالحي يعتبر أن الوضع الامريكي الايراني سيبقى على هذا الحال لا حرب ولا صداقة، ولكن ستبقى امواج السياسة ترتفع شيئا وتنخفض شيئا اخر، وقد تكون آراء الحكومات لها رأي ولكن آراء المنطقة وأوضاع المنطقة ايضا لها شأن آخر، قد يكون هناك هدوء نسبي بعد هذه الاجواء العاصفة".

لا حرب ولا تفاوض

- الدكتور احمد الميالي "يعتقد لا حرب ولا تفاوض مع امريكا ولا خيارات ايرانية محددة للمعالجة وللتعامل معها، هذا ما قاله المرشد الاعلى الايراني، السبب أن ايران تريد تجنب ارتكاب أي اخطاء تدفع امريكا إلى ردود تصاعدية، خاصة مراهنتها على الخلافات الاوروبية الامريكية وكذلك الروسية غير واقعية بالمرة، وادركت ايران انه لم يعد هناك غموض في موقف امريكا في سوريا والعراق، إذ تضح انهم ليسوا في صدد الانسحاب وانهم يوظفون بقائهم لمراقبة ومحاربة الجهد الايراني بكل الطرق، فحزمة العقوبات المتتالية التي طالت ايران لم تدفعها إلى تعديل خياراتها في العراق وسوريا بسهولة، بل بالعكس بدأ الايرانيون يرسخون تغلغلهم في سوريا ويستعدون لضرب ادلب، بعد التنسيق مع تركيا في القمة الثلاثية التي عقدت الجمعة، وفي العراق يعملون على تقوية علاقتهم اكثر مع الاكراد والسنة والاستماتة لتشكيل الكتلة الاكبر المقربة منه، وتعمل طهران مع روسيا وتركيا لمواجهة العقوبات الامريكية، الحرب المباشرة مستبعدة لكن الحروب بالوكالة قائمة، وأن المفاوضات ستبقى مجرد مناورات لا تستند على مواقف مبدئية بين الطرفين، رغم رغبة ترامب للحصول على صفقة جديدة ولكن مذلة لإيران، وأن مع كل الردود الايرانية العلنية الرافضة للتفاوض، ولكن بمرور الوقت ستلجئ ايران إلى توظيف القنوات الخلفية والبحث عن اجندة سرية كما حصل سابقا، خاصة اذا خسر الرهان الايراني على الروس واوروبا وتركيا، وهذا ينطوي على تحقيق ترامب انتصار على ايران وتغيير قواعد اللعبة".

- حسين محمد يرى أن إيران حاليا في وضع لا تحسد عليه، فالوضع الاقتصادي شبه منهار، بالتالي أي تظاهرة كبيرة ستغير وجه ايران، لذلك من مصلحتها أن تعقد صفقة مع الولايات المتحدة ولن تكون شاملة بل جزئية، فالملف النووي استغرق سنوات حتى تم هذا الاتفاق، فالملفات جدا شائكة ومعقدة في المنطقة، فالولايات المتحدة ليس من مصلحتها اقامة صفقة شاملة، لأنها تريد أن تستخدم ايران فزاعة ضد دول الخليج، حتى تبقى دول الخليج خاضع وذليلة لها".

 - حيدر الاجودي يعتقد أن واشنطن وأن لم ترتضي لإيران أن تلعب دورا معينا في المنطقة، إلا أنها لها اليد الطولى على صانعي القرار في المنطقة، بالتالي ستبقى الصراعات مستمرة وتبقى المناكفات مستمرة، فهذا الصراع الامريكي ضد ايران موجود منذ إسقاط حكومة مصدق في العام 1953، إلى التدخلات مع النظام البعثي العراقي ابان حرب الخليج، وضرب البارجات الايرانية واخرها اسقاط الطائرة الايرباص وقتل (200) جندي امريكي، اذا فالصراعات مستمرة من وقت طويل".

صراع الارادات في الشرق الاوسط

- الدكتور حسين أحمد يرى أن القضية لا تتوقف عند طرفي الصراع الابرز وهما امريكا وايران، فاليوم التسويات جارية ففي موضوع القضية الفلسطينية والدعم الذي توقف عن منظمة الاونروا، وايضا موضوع الصفقة وطرح الجانب الامريكي على ملك الاردن أن تكون فدرالية اردنية فلسطينية بين غزه وبعض المناطق والاردن رفض هذا العرض، اليوم قضية تحديد الصفقات نجاحها يعتمد ليس على ارادة ايران وامريكا، بل مبنية على متغيرات منطقة الشرق الاوسط سواء كانت دول أو جماعات من غير الدول، ايضا قضية نجاح هذه الصفقات وفشلها يعتمد على ارادة في الداخل، اليوم في العراق المكون الشيعي اصبح عبء على ايران ايضا هذه القوى السياسية التي تحاول ان تشكل محور قريب من الولايات المتحدة، ايضا اصبحت تشكل عبء على الولايات المتحدة، لذا اليوم القضية لا ترتبط بإرادات امريكية ايرانية بقدر ما يتعلق الامر بطبيعة الارادات في الداخل، فمحمود عباس لن يوافق على موضوع التفاوض مع اسرائيل اذا كانت لها قناة للتفاوض مع حماس، بالتالي فطبيعة الفواعل من غير الدول في المنطقة في اطار خرائط الدول لها دور ايضا في هذه الصفقات".

وفي ختام الملتقى تقدم مدير الجلسة الدكتور قحطان حسين الباحث في مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية، بالشكر الجزيل والإمتنان إلى جميع من شارك وأبدى برأيه حول الموضوع، وتقدم بالشكر أيضا إلى وسائل الإعلام التي شاركت بتصوير الملتقى الفكري الأسبوعي لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام.


* مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية / 2001 – 2018 Ⓒ

اضف تعليق