قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، جمع من السادة الكرام من آل الطّبسي (دام عزّهم)، من ذوي ومنتسبي الشهيد حجّة الإسلام السيد محمد رضا الطّبسي، وذلك في بيت المرجعية الشيرازية في مدينة قم المقدّسة، يوم الأحد الموافق للثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1436 للهجرة (12نيسان/أبريل2015م).
في بداية هذه الزيارة، دعا سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، الحضور إلى قراءة سورة الفاتحة على ثواب روح الشهيد، وقال:
أسأل الله تعالى أن يحشر الشهيد مع أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، وأن يمنّ عليكم وعلى ذويه بالأجر الجزيل والصبر الجميل. ومع ان المرحوم قد نال مقاماً عظيماً، ولكننا نأسف على ما حدث له أيضاً.
وأوضح سماحته: يقول القرآن الكريم: (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) سورة الطور: الآية21، فالإنسان عندما يكون في الدنيا، بإمكانه أن يقوم ويفعل كل شيء من الأعمال الصالحة والحسنة، ولكن هذا الأمر مفقود في الآخرة. ولذا يجب اغتنام الدنيا لما ينفع في الآخرة. وقد قيل ان (القبر صندوق العمل). وذكرت الروايات الشريفة، أيضاً، ما مضمونه، أن المرء يُدفن ويُدفن معه عمله. وفي رواية أخرى، بالمضمون أيضاً، أن المرء يُدفن في عمله.
وبينّ سماحته: إنّ من أهم وأفضل الأعمال اليوم هي حماية أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم. فحبيب بن مظاهر عليه السلام قد قاتل في سبيل الإمام الحسين صلوات الله عليه وقتل، أي دافع عن الإمام، وهذا العمل من حبيب كان حماية للإمام صلوات الله عليه. فلو ان حبيب لم يقاتل ولم يدافع عن الإمام صلوات الله عليه واكتفى بأن يقول للإمام أنا أحبّكم وتابع ومتّبع لكم وأريد أن أبقى حيّاً بجنبكم فقط، فهل كان يصدق عليه حقّاً أنه حامى الإمام وحامى أهل البيت صلوات الله عليهم؟ لكنه عليه السلام ذهب إلى المعركة وقاتل وقتل فصار محامياً عن الإمام الحسين صلوات الله عليه.
وأكّد سماحته بقوله: على المؤمنين والمؤمنات اليوم، أن يكونوا من المحامين عن أهل البيت صلوات الله عليهم، أيضاً، وهذه المحاماة اليوم ليست بالسيف أو السلاح أو القوّة، بل عبر ربط الناس بأهل البيت صلوات الله عليهم وبتعاليمهم وثقافتهم وأخلاقهم. وكذلك جذب الناس إلى أهل البيت صلوات الله عليهم، بالأخصّ جيل الشباب، ذكوراً وأناثاً.
وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله حديثه بقوله: أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفّقكم جميعاً.
جدير بالذكر، أن الشهيد حجّة الإسلام السيد محمد رضا الطّبسي، كان قد زار المرقد الطاهر للإمامين العسكريين صلوات الله عليهما في سامراء المشرفة مع جمع من الزائرين، وحين عودتهم، وأثناء توقّفهم للاستراحة في الطريق، أراد ارهابي تكفيري أن يهجم على الزائرين ويفجّر نفسه بحزام ناسف. فرآه الشهيد، ومسكه ليمنعه من الوصول إلى جموع الزائرين، وأراد أن ينزع منه الحزام الناسف، لكن الأثيم الرجس فجّر الحزام، فاستشهد السيد الطّبسي، وأصيب نجله الشبل السيد محمد جواد بجراح شديدة أيضاً، واستشهد بعدها في المستشفى.
هذا، وساعد قسم العلاقات لمكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدّسة، بتكفّل تجهيز وتكفين وتشييع جثمان الشهيد الطّبسي، وواروه الثرى في كربلاء المقدّسة.
اضف تعليق