ان يستغل المؤمن تلك الأجواء الروحانية، والحصول على شهادة التخرج من الدورة التربوية الروحانية الإلهية، وهو العتق من النار، وذلك عبر وضع برنامج روحي له لطوال السنة. كل المؤمنين ناجحون في الدورة التدريبية التربوية خلال الشهر الفضيل، فالفاشل في الدورة التدريبية هو الشقي الذي حرم من غفران الله...
كيف نجعل روحانية شهر رمضان طوال العام؟.
شهر رمضان المبارك يمثل مدرسة للتربية والتعليم في الجانب الروحي وفي كل الجوانب التي تتعلق بالإنسان طوال السنة.
في هذا الشهر الفضيل تقدم دعوة لكل الناس، من قبل صاحب الدعوة والضيافة وهو المربي والخالق -عز وجل-. قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): "يا أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، و نومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب".
شهر رمضان ليس فقط، صوم عن الأكل والشرب وسهر طوال الليل للتسلية بـ... ؛ بلا اهتمام بالجانب الروحي والتربوي، وتطوير العلاقة مع الخالق -عز وجل- بعمل ما يحبه ويرضاه، من صلوات وأدعية، وصلة الرحم، والتواصل وخدمة المجتمع، ومساعدة المحتاجين، والفقراء، واجتناب كل ما فيه سخطه، فمن لا يهتمون بالبعد الروحي والتكافل الاجتماعي، والإخلاص في العمل..، ليس لهم إلا التعب والجوع والظمأ من صوم شهر رمضان، كما ورد عن رسول الله(ص) انه قال: "((رُبًّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وربًّ قائم حظه من قيامه السَّهر )). وقال الإمام علي (ع): ((كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم )).
إرادة قوية وتطهير للروح
إن صوم شهر رمضان الكريم؛ هو مدرسة تهذيب وتقوية للإرادة، وتربية للنفس وتطهير للروح.
فالهدف من صوم شهر رمضان المبارك؛ هو بناء المؤمن صاحب الإرادة الإيمانية القوية، ليتحلى الصائم المؤمن بالصفات التي يحبها المربي والمؤدب صاحب الضيافة -سبحانه وتعالى-، ليصبح كل مؤمن صائم مؤدبا بأدب الله -سبحانه وتعالى-، ومن خلال الفرد يتحول أفراد المجتمع كافة الذين يصومون الشهر الفضيل إلى نماذج روحانية أصحاب تربية إلهية، ولتستمر روحانيتهم العالية إلى طوال العام إلى شهر رمضان المقبل، ليتحول الشهر إلى محطة سنوية دورية للتعبئة الروحانية.
شهادة التخرج
الخالق -عز وجل- الرحمن الرحيم، يريد من كل ضيوفه في شهر الرحمة والمغفرة..-شهر رمضان المبارك-، أن يتخرجوا من الدورة التدريبية التربوبة الإلهية بنجاح وتفوق وبشهادة الشرف، وليس مجرد نجاح بعدم الأكل والشرب المادي؛ وانما تهذيب للنفس وتطهير للروح، صيام طوال العام من الآثام والمحارم، امتناع عن فعل المعاصي والذنوب، لا استماع ولا مشاهدة ولا قول.. بما يخالف توجيهات وتعليمات المربي -عز وجل- صاحب الضيافة، والحرص بفعل كل ما يحبه الله ويرضاه، وتأدية العبادات، وقراءة القرآن الكريم والأدعية المستحبة، والصدقة في كل يوم، وبالخصوص يوم الجمعة، ومساعدة الآخرين، والعناية والاهتمام بالأيتام والفقراء والمحتاجين، وصلة الرحم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقديم النصيحة، وحضور دور العبادة: المساجد والمجالس الدينية الروحية مجالس ذكر أهل البيت -عليهم السلام- والمجالس التي فيها علم ومعرفة -كلامكم نور-، والتعلق بالمعشوق الإمام المهدي المنتظر (عج). أي كما يفعل في شهر رمضان المبارك.
ليكون برنامج شهر رمضان الفضيل للمؤمن، برنامجا يوميا مدار السنة.
استغلال البرنامج الروحي
من الآن في الأيام الأخيرة وقبل نهاية شهر رمضان الكريم، وبينما الصائم يودع ضيافة الله -سبحانه وتعالى- حيث الروحانية عالية جدا وقريبة من الله -عز وجل- ان يستغل المؤمن العاشق لله ورسوله وأهل بيته، تلك الأجواء الروحانية، والحصول على شهادة التخرج من الدورة التربوية الروحانية الإلهية، وهو العتق من النار، وذلك عبر وضع برنامج روحي له لطوال السنة. كل المؤمنين والمؤمنات ناجحون في الدورة التدريبية التربوية والروحية الإلهية خلال الشهر الفضيل، فالفاشل في الدورة التدريبية هو الشقي الذي حرم من غفران الله.
نعم من حق كل مؤمن -ومؤمنة- ناجح أن يفتخر بشهادة التخرج بالتربية الروحية، وعليه أن يستفيد منها لتحقيق الفلاح والنجاح في حياته، وأن يستمر بالعمل وتطبيق ما تعلمه وكسبه من تربية وروحانية خلال الضيافة الإلهية طوال أيام شهر رمضان المبارك، في أيام وليالي حياته المستقبلية.
اليوم السّادس والعشرين:
اَللّـهُمَّ اجْعَلْ سَعْيي فيهِ مَشْكُوراً، وَذَنْبي فيهِ مَغْفُوراً وَعَمَلي فيهِ مَقْبُولاً، وَعَيْبي فيهِ مَسْتُوراً، يا اَسْمَعَ السّامِعينَ.
اضف تعليق