لكل مرحلة من مراحل حياة الإنسان صفاتها الخاصة التي تجعلها مختلفة عن الأخرى في الكثير من التفصيلات، ومنها ما يتعلق بموضوعة أزماتها النفسية، ومرحلة الشيخوخة واحدة من المراحل العمرية المرهقة التي يعيشها الإنسان لما لها من خصوصية في حياة الإنسان، وواحدة من أمراض وعلل هذه المرحلة هي اكتئاب الشيخوخة...

لكل مرحلة من مراحل حياة الإنسان صفاتها الخاصة التي تجعلها مختلفة عن الأخرى في الكثير من التفصيلات، ومنها ما يتعلق بموضوعة أزماتها النفسية، ومرحلة الشيخوخة واحدة من المراحل العمرية المرهقة التي يعيشها الإنسان لما لها من خصوصية في حياة الإنسان، وواحدة من أمراض وعلل هذه المرحلة هي اكتئاب الشيخوخة، فما هو وما هي أعراضه، وما هي أسبابها وكيف يعالج؟

ما هو اكتئاب الشيخوخة؟

اكتئاب الشيخوخة هو اضطراب مزاجي يصيب كبار السن، يتجاوز الحزن الطبيعي، ويتطلب تشخيصاً وعلاجاً مهنياً عبر الدعم النفسي والنشاط البدني والتواصل الاجتماعي للحفاظ على جودة الحياة. تشير الإحصائيات النفسية إلى أن الاكتئاب يصيب حوالي شخص واحد من بين كل ستة مسنين، وبعض الأفراد من كبار السن يعانون منه في فترة مبكرة من حياتهم بينما يبدأ آخرون في الاكتئاب لأول مرة خلال سنواتهم المتقدمة نتيجة لأمر ما وقد يتشافون منه بينما البعض الآخر يمتد معهم حتى مغادرتهم الحياة.

وتتعدى خطورة الاكتئاب حدود المصاب نفسه فتصل إلى عائلته أو المحيط به، إذ تجد الكثير من العوائل التي لديها فرد يمر بهذه الأزمة تحيطهم الحيرة في التعامل معه، وبالتالي يبحثون عن طرق تعامل لائقة بالقدر الذي يبقى الكبار راضين عن محيطهم الاجتماعي وهو ما يسرع في عملية تخطي الأزمة أو البقاء بمستوى من الراحة والاستقرار على أقل تقدير.

كيف نستدل على اكتئاب الشيخوخة؟

عبر عدة علامات سلوكية ظاهرة يمكننا الاستدلال على وجود هذه الأزمة النفسية لدى شخص ما، ومن أهم هذه العلامات ما يلي: أعراض وعلامات نفسية داخلية المنشأ تتمثل بالشعور بفقدان المتعة في الحياة فما إن تحدثه حتى يتحدث بصيغة الآيس من الحياة، كما ينتابه شعور بالحزن بدون سبب ويصاحب ذلك إحباط وتذمر عالٍ، ومن ذلك ينتج شعور بتدني القيمة الذاتية.

أما الأعراض المعرفية الدالة على الإصابة باكتئاب الشيخوخة فتتمثل في إصابة الإنسان بمشكلات في الذاكرة وغياب كبير للتركيز مما يوصل المصاب إلى تغيرات سلبية في شخصيته.

وتتمثل الأعراض الجسدية للإصابة باكتئاب الشيخوخة في آلام مزمنة في الجسم مع التعب والإرهاق المستمرين، كما يعاني المصاب من اضطرابات النوم، علاوة على تغيرات في الشهية والوزن، كما يميل الفرد المصاب إلى إهمال النظافة الشخصية.

وتتمثل الأعراض الاجتماعية لاكتئاب الشيخوخة في الرغبة الكبيرة للانسحاب من الأنشطة الاجتماعية والهوايات التي كانت مفضلة، وتفضيل البقاء في المنزل إلا في مناسبات قليلة.

ماذا وراء اكتئاب الشيخوخة؟

وراء اكتئاب الشيخوخة الكثير من المسببات أهمها: من أهم الأسباب المحتملة لإصابة الإنسان بهذا الاكتئاب هو انخفاض الدخل أو تفاقم المرض المزمن أو التراجع التدريجي في القدرة على القيام بالأشياء دون مساعدة الآخرين، مما يجعله يشعر بكونه أصبح عالة على أهله وبالتالي يريد مغادرة هذا الوضع بأقرب وقت ممكن.

كما أن انتقال الأفراد كبار السن في نهاية حياتهم إلى أماكن عيش جديدة تجعلهم يشعرون بالغربة لمغادرتهم بيئاتهم التي اعتادوا عليها وكونوا فيها علاقات وصداقات كثيرة كانوا يحتمون فيها عند الشدائد والمحن.

والسبب الثالث المحتمل هو شعور الشيوخ بعدم إنجازهم ما كان يجب إنجازه في الحياة، وبالتالي يدخلون في نوبات اكتئاب شديدة ومعقدة وتبعدهم عن مسار الصحة النفسية.

كيف يُحد من هذا الاكتئاب؟

عبر عدة سلوكيات منها يمكن أن يحد من آثار أزمتهم، وذلك يتم عبر الاستمرار في الأنشطة التي تعلموها طوال حياتهم، وعندما يتقاعدون، سيكون بمقدورهم أن يمارسوا هذه الأنشطة أو ربما يختارون أنشطة جديدة تعبئ وقتهم وتبعدهم عن الشعور بالوحدة، وبالتالي مغادرة الضيق الناتج من الاكتئاب.

ويؤدي الدور الذي يلعبه الأخذ والعطاء لدى المسنين دور المسكن النفسي، فالإنسان في هذه المرحلة يمكن أن يكون أكثر عطاءً ليحظى بالنتاجات النفسية التي سيجنيها من ذلك العطاء، كما يجب أن يحاط المسن باهتمام عائلي كبير وتوفير المتطلبات الممكنة له لئلا يشعر بكونه ثقيلاً عليهم، وبهذه السلوكيات يمكن إبعاد المسن عن خطر اكتئاب الشيخوخة المدمر.

اضف تعليق