إيقاع الحياة المتسارع يجعل غالبية ان لم يكن جميع البشر يعيشون في قلق مستمر لمجاراة الاحداث والمتطلبات وهذا ما يجهد البشر ويضعهم في دوامة العمل المستمر، ومن هذا العمل ليس من الضروري ان يصل الانسان الى الرفاهية التي احد صورها الرفاهية النفسية على عكس الحياة السريعة...

إيقاع الحياة المتسارع يجعل غالبية ان لم يكن جميع البشر يعيشون في قلق مستمر لمجاراة الاحداث والمتطلبات وهذا ما يجهد البشر ويضعهم في دوامة العمل المستمر، ومن هذا العمل ليس من الضروري ان يصل الانسان الى الرفاهية التي احد صورها الرفاهية النفسية على عكس الحياة السريعة ظهر ما يعرف بنمط الحياة البطيئة، فما هي؟، وماهي ايجابياتها؟

يمكننا تعريف نمط الحياة البطيئة على انه الحالة التي يفضلها البعض في العيش لمواجهة هوس التطور والحياة المتطلبة باستخدام طرائق واليات وسلوكيات عادية بعيداً عن القلق المرهق الذي يجهد الانسان ويذهب بصحته الجسمانية والنفسية.

مثال من الحياة:

نمط الحياة البطيئة يمكن وصفه عبر المثال تقريبي يصف حياة الانسان السريعة كالذي يسوق سيارة حديثة بسرعة فائقة جداً محاولاً الوصول المكان الذي يقصده بأقل وقت ممكن، ومع في نفس الشارع شخص آخر يسوق سيارة تتخلف عن سيارته بالموديل وبالتالي بالسرعة ويسير بسرعة معتدلة تناسب جودة سيارته، الأول توقفه نقطة التفتيش لدقائق فيصل الثاني بعده ليجتمعوا في ذات المكان وبالتالي لا طائل من السرعة الفائقة لأنها قدر تعرضنا لحوادث او انها تقلل من جودتنا مع مرور الزمن.

ما هي إيجابيات الحياة البطيئة؟

تنفي فكرة العيش البطيء الاعتقاد السائد بأن الشخص الناجح يجب أن يكون مشغولا أو سريعا، وتشجع على أن يكون الشخص حاضرا بكامل وعيه في كل لحظة، بمعنى ان العيش السريع لا يعني بالضرورة ان يكون الانسان مواكباً للحداثة والتطور فقد يجيد الانسان الحياة البسيطة المتوازنة والتي تعود عليه بالاستقرار والاطمئنان النفسي المهم للضفر بمستوى عال من الصحة النفسية. 

تساعدنا الحياة البطيئة على العيش بشكل أكثر وعيا ووضوحا مع ما نقدره ونحتاجه في الحياة، حيث نقوم بكل شيء بالسرعة المناسبة، بدلا من السعي المستمر للسرعة، اذ يجب ان نتملك وعياً حقيقياً لما نريد في الحياة بعيداً عن عدوى المظاهر والسباق على التفاخر بالممتلكات وغيرها من ضروب البهرجة الخداعة التي لا تمنح الانسان الراحة بل العكس.

كما يوضح نمط الحياة البطيئة الرغبة في العودة إلى الطبيعة والبحث عن هوايات أقرب لها، خاصة مع إدراك الكثير من الناس ان الحياة السريعة لا تجدي نفعاً، ما أعطى الفرصة للتواصل أكثر مع النفس والبحث فيما يسعدها بحق، وهو ما ينساه الشخص في خضم الحياة السريعة اللاهثة، وهذه احدى الإيجابيات ايضاً.

ومن العائدات الإيجابية لتوجه الانسان لنمط الحياة البطيئة انها تبعده عن القلق وتعيده الى القناعة والتي بدورها تجعل الانسان مرتكزاً في منطقة الراحة وعكسها يعاني الانسان ما يعاني من اجل تحقيق من يريده وقد لا يصل الى طموحاته سيما تلك غير المنطقية غير القابلة للتحقيق مع وجود موانع في واقع الانسان.

كما يساعدنا نمط الحياة البطيئة على بناء علاقات أقوى مع أبناء مجتمعنا وقضاء وقت ممتع وثمين مع الأصدقاء والأبناء، وبناء قيمنا الخاصة او المحافظة عليها وتصميم نمط الحياة الذي يناسب واقعنا، وتخصيص الوقت لما نبحث عنه بالفعل، وليس ما يفرضه علينا أسلوب الحياة المدفوع بالسرعة على كوكب الأرض.

في الختام قرائنا الافاضل نود القول: ان لا نعني بالحياة البطيئة ان يتخلى الانسان عن التكنولوجيا ويتراجع إلى أزمنة قديمة، انما نعني ان نستعيد الوقت الخاص بنا لنصبح أكثر حضوراً ووعياً بكل لحظة في الحياة من دون اقحام انفسننا في صراع المظاهر والدخول في تداعيتها المرهقة.

اضف تعليق