إنسانيات - علم نفس

هل نحن صادقين؟

في الوقت الذي بات فيه الصدق شبه معدوم في اغلب التعاملات الانسانية المختلفة وميل الغالبية من البشر الى الكذب وممارسة الطرق الملتوية وقول الزور وغير ذلك من صور الكذب والتدليس وما ينتج من اضرار للمجتمع وللفرد الذي يجافي الصدق في سلوكياته ولم يعدوا انفسهم مخطئين...

في الوقت الذي بات فيه الصدق شبه معدوم في اغلب التعاملات الانسانية المختلفة وميل الغالبية من البشر الى الكذب وممارسة الطرق الملتوية وقول الزور وغير ذلك من صور الكذب والتدليس وما ينتج من اضرار للمجتمع وللفرد الذي يجافي الصدق في سلوكياته ولم يعدوا انفسهم مخطئين، لذا صرنا امام مسؤولية بيان من هو الانسان الصادق؟

والصدق يعد من انبل القيم الانسانية التي ترسخ الثقة بين بني البشر وتعضد التواصل بينهم على اسس سليمة بعيداً عن صور التعامل الشيطانية الدنيئة، والعكس هو بناء علاقات انسانية مشوهة تبتعد سير عام عن الاخلاق والقيم الفاضلة التي يعد الالتزام بها خارطة طريق تسير البشرية على الطريق الصواب.

والعلاقة بين صدق الانسان مع نفسه ومع الآخرين علاقة طردية فإذا كان الإنسان صادقاً مع نفسه سيكون بالتأكيد صادقاً مع الناس الذين يتعامل معهم فى المواقف الحياتية ومواقف العمل، لأن الإنسان الصادق لا تتجزء لديه القيم وكذلك السلوك، وبالتالي يكتسب تقدير واحترام من يتعامل معهم على عكس الإنسان غير الصادق.

ما هي صنوف الصدق؟

للصدق عدة صنوف اهمها مايلي:

اول صنوق الصدق هو الصدق بالقول والالتزام بالوعود والعهود التي تقطع للاخرين، وهذا ما يجعل الاخريني يثقون بك يأمنون كلامك وبالتالي يكونون على استعداد تام للتعامل معك بأريحية تامة من دون خوف ولا وجل، وعكس ذلك هو التردد والامتناع من الدخول في اي تعامل يتطلب المصداقية.

ثاني صنوف الصدق هو الصدق بالفعل وذلك يتجسد بالسلوك الملموس والصادق بالفعل لا يغش بالتعاملات السوقية ويؤدي مهمامة الوظيفية على اتم حال وان لم يكن مراقب من مسؤوله او مديره، ومنبع هذا النوع من الصدق يأتي من القناعة والمعرفة الواعية لدوره في الحياة وضرورة القيام به على اتم وجه التمام.

وثالث صنوف الصدق هو صدق النية عبر العمل لله ونيل رضاه بقصد خدمة الناس بما يملك من مؤهلات وادوات حياتية مختلفة على مبدأ الكل يحتاج الى الكل، وحين يخلص الانسان عمله لله لا بقصد الرياء والاستعراض كما يفعل الكثير من الناس الذين يقومون بافعال لتبيض من صورهم ان استشعروا ذلك ويعلمون العكس ان لم يجدوا عائد من ذلك الاستعراض.

من هو الصادق؟

يتصف الصادق بعدة مواصفات تجتمع فيها كلها او جزءا كبيراً منها وابرز هذه المواصفات ما يلي:

اول ما يميز الانسان الصادق عن سواه من غير الصادقين هو انه يعترف بخطأه حين يخطأ ولا يبقى مصراً عليه ويعمل على اصلاحه، ووفق مؤشرات الصحة النفسية نعده من الافراد الذي يتمتعون بصحة نفسية عالية فليس هيناً على الانسان غير المعافى ان يقر بذلك.

ومن مواصفاته انه يقول الحقيقة دائماً ولو على نفسه ولا يتراجع عما يقوله ولا يغير فيه مهما كان حجم التغير بسيطا او كبيراً سواء تسبب له هذا الامر بضرر او لا فهذا لا يعنيه مطلقاً وما يعنيه ان يبقى مرتاح الضمير والبال وهو ما يحميه من الكثير من المشكلات، و يساعده على توفير الوقت والمال والجهد النفسي والجمساني.

ومن صفاته انه يدافع عما يعتقد بكل ما يتمكن من دوون تردد ولا خوف، اذ يعبر عن رأيه بكل صراحة ولا يهمه من اتفق معه او اختلف حتى وان كان المختلفين هم الغالبية، وهذا القوة في الطرح للراي تأتي من قوة شخصيته وهو ما يؤكد ان الكاذبين في الغالب هم ضعفاء الشخصية الذين يكذبون تحشاياً للمواجهة ويتحدثون باحاديث مختلفة في اوقات واماكن اخرى. 

كما ان الصادقين من الناس يتحدثون بنبرة صوت معتدلة ولطيفة ولا يحاول ان يرفعون اصوتهم للدفاع عن كلامهم لانهم واثقين منه وهو ما يجعلهم على قدر على من الثبات والقوة فلا يخاف من اتهامه بشيء، وفي الختام بعد ان فصلنا محاسن الانسان الصادق عبر سرد لاهم صفاته، يأتي نكرر السؤال هل نحن صادقون؟، اسقط هذه الصفات على نفسك واحكم على نفسك شريطة ان تكون صادقاً في اصدار الحكم ايضاً.

اضف تعليق