الانفصال عن بيئة العمل التي يمارس فيها الانسان نشاطه الوظيفي، ونعني بالانفصال التقليل من التواصل مع الآخرين، أو وضع حدود مع أشخاص أو مجموعات معينة، والحفاظ على مسافة صحية في العلاقة معهم للحد من الضغوط والقلق أو التوتر الذي ينتج من جو العمل، وهذا الانفصال يمكن ان يعطي للانسان فرصة لالتقاط الانفاس...
نتيجة للضغط المستمر في العمل الوظيفي وانعدام التجديد في الاساليب والطرق المتبعة يصاب الموظف بنوع من الملل والاشباع، وهذا الامر ينعكس سلباً على انجاز العاملين مما يعرض المؤسسة والمعمل والدائرة الى الفشل الجزئي وان لم يعالج سيؤدي ذلك الى الفشل التام وهذا الذي يجب نبحث سبيل عدم الوقوع فيه، فكيف يمكن ان نجدد من حماسنا في العمل؟.
ظاهرة اصابة اداء العمل بملل ومن دون شغف اخذت بالارتفاع في جميع بيئات العمل العالمية والمحلية فحتى أولئك الذين يحبون عملهم بشكل عام يجدون صعوبة أحيانا في حشد الطاقة والتركيز من أجل الحفاظ على شغفهم، ولعل مرد ذلك الى سوء الادارة التي لا تحسن او تغير من بيئة العمل ولو بأمور بسيطة ربما لا تحتاج الى تكلفة عالية، كما ان بعض العالمين يعملون بنمط واحد لعدم رغبتهم في التغير مما يوصولهم الى التكرار الممل.
نفسياً يحتاج الانسان بصورة عامة الى التجديد في اي مكان يتواجد فيه، منازلنا سيارتنا ملابسنا وكل تفصيلات حياتنا مالم نجدد فيها ستصبح رتيبة مملة لا روح فيها، وهو ما يجب على الانسان علمه على الدوام للاتيان بالجديد وايقاف هدر الطاقة النفسية الناتج من العمل بدون روح او بروح سلبية، وبالتالي يكون العمل عبارة عن عد لساعات للمغادرة ليس الا كما في الكثير من الوظائف والمهن المميتة لروح الانسان والتي تسلب نشاطه.
كيف نجدد من حماسنا في العمل؟
بعدة امور يمكن للانسان ان يجدد من حماسه للعمل ليعود الى سكة الانجاز الاولى قبل ان يغطيها التكاسل والملل مما يوصلها الى التباطئ، ومن هذه الامور هي:
الانفصال عن بيئة العمل التي يمارس فيها الانسان نشاطه الوظيفي، ونعني بالانفصال التقليل من التواصل مع الآخرين، أو وضع حدود مع أشخاص أو مجموعات معينة، والحفاظ على مسافة صحية في العلاقة معهم للحد من الضغوط والقلق أو التوتر الذي ينتج من جو العمل، وهذا الانفصال يمكن ان يعطي للانسان فرصة لالتقاط الانفاس والابتعاد عما يعكر المزاج ويقلل من مرونة الانسان وبالتالي البقاء بمستوى جيد من الصحة النفسية اللازمة للحياة الطبيعية.
ثاني الامور التي تجدد من حماس الانسان في العمل هو تعاطفه مع ذاته وابعادها عما يؤذيها وتخفيف الضغط عنها ويعد التعاطف من إلاستراتيجيات الاكثر فعالية لتعزيز الأداء والمرونة بدلاً من لوم نفسك على إخفاقاتك التي تحصل ربما من دون قصد بل نتيجة لضغط العمل وعدم منح الانسان لنفسه فسحة للراحة واستعادة الطاقة النفسية والجسمانية.
كذلك يؤدي كسر الجمود وظيفة اعادة تشكيل الحياة وتحسينها من خلال الرؤية الواضحة التي تحققت في الخطوتين الأوليين بوضع أهداف محددة وعمل قوائم مهام يومية تفصل بين العمل والاهتمامات الشخصية التي تعطي تنوعاً للحياة وتبعد الانسان عن الروتين القاتل الذي اسلفنا القول ان يقلل النشاط الانساني ويفقده قيمته.
وبعد كسر الجمود لابد للانسان ان يعيد صياغة بعض تفصيلات حياته، اذ تأتي إعادة الصياغة للمساعدة في تحديد الطريقة التي يمكن أن تجعل الوظيفة أكثر إرضاء وتزيد إمكانية إعادة هيكلتها بطريقة تجعلها مقبولة ومحببة اكثر، وفي هذا الاطار تؤكد الدراسات على ان إعادة الصياغة يمكن أن تجعل نفس المهام القديمة تبدو أكثر فائدة، مما يزيد دافعنا للقيام بها، مع امكانية السير بخطوات فاعلة في سبيل التغير منها الانتقال إلى فريق آخر تماما او مكان آخر للعمل على سبيل المثال.
وبهذه الخطوات العلمية ذات الاثر الفعال على النفس الانسانية يمكن لأي انسان ان يغادر حالات الاحباط والملل وبالتالي كسر الروتين في العمل والعودة الى مستويات الانتاج العالية بهمة وبنفس تواقة للعمل والانجاز.
اضف تعليق