تؤدي ممارسة الانسان للرياضة الى تعزيز الرفاهية النفسية ورفع مستوى التوازن النفسي لديه، فالنشاط البدني له تأثير إيجابي على الصحة النفسية حيث يحسن المزاج ويقلل من التوتر والقلق عبر زيادة إفراز المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن السعادة والراحة النفسية، لذا ينصح بممارسة الرياضة بانتظام كجزء من نمط حياة صحي...
حياة الانسانية مبنية على المعادلة على اساس ان الانسان كائن يحتاج الى اشباع مجموعة من الحاجات لتحقيق التوازن، وهذا يعني ان غياب الاشباع يعني بالضرورة عدم التوازن، وهذا التوازن يفضي الى عائدات ايجابية على الانسان ومن هذه العائدات هي الرفاهية النفسية، ما هو هذا المصطلح؟، وما هي مؤشرات تمتع الانسان به؟، وكيف يمكن انماءه؟
نقصد بالرفاهية النفسية المؤشرات والدلائل السلوكية والانفعالية التي يمتلكها الفرد في حياته، والتي تدل على رضا الفرد عن حياته بشكل تام، وبالتالي التمتع بمستوى عال من الصحة النفسية.
ما من انسان على وجه المعمورة الا ويسعى للحصول على اكبر قدر من الصحة النفسية التي توفر له سعادة نسبية في الحياة، لكن هذا السعي يصطدم احياناً بعوائق كثيرة وكبيرة بعضنا يتمكن من التعامل معها بحرفية ويتجاوزها وبعضنا يفشل في تخطيها فتسيطر عليه وتسقطه في حبال اليأس والاحباط، ومرد المرونة التي يمتلكها الانسان.
الرفاهية النفسية هي الوجة الآخر للإيجابية التي تجعل الانسان ينظر الى الحياة نظرة متفائلة ذات معنى بالاعتماد على وضع اهداف مستقبلية تسعى لتحقيقها، ويشعر بالاستقلالية في تحديد مسار حياته وبالتالي يشعر الفرد بالسكينة والطمأنينة والراحة النفسية، كما وتتشكل لديه علاقات اجتماعية إيجابية.
ابعاد الرفاهية النفسية
هناك اربعة ابعاد اساسية يستدل بها على كون الانسان مرفه نفسياً وهي بأختصار:
اول شيء يشير الى رفاهية الانسان هو قبوله لذاته، اذ ان الانسان السوي يقبل ذاته كما هي ويعمل على تطويرها حتى وان كان فيها خللاً في سلوكياتها، فمثلاً يحب مظهره الخارجي، يحترم عمله ويحبه، يحب تخصصه الدراسي، لا يحقر من نفسه بل يرفع منها على الدوام، لا يلوم ذاته على المواقف السلبية بل يحاسلها لغرض التصحيح فقط.
ثم ان الانسان المرفه نفسياً يكون علاقات ايجابية مع ابناء محيطه الاجتماعي، عبر التواصل مع الآخرين بطريقة لطيفة وفاعلة، بالإضافة الى التعاطف مع الآخرين ومساندتهم عند مرورهم بصعوبات ومشاكل عديدة من أجل الحفاظ على علاقاته مع الناس.
ومن مظاهر الرفاهية النفسية هي الحكم الذاتي الذي يعني تمكن الانسان من اتخاذ قراراته الخاصة واستقلاله وقدرته على اختيار الأشياء التي يرغب بها، حتى لو لم تتوافق هذه الاختيارات مع اختيارات الآخرين.
ومن المظاهر هي تكيف مع البيئة وتعني قدرة الفرد على التكيف مع البيئة المحيطة به، وقدرته على التحكم وإدارة المواقف البيئية الصعبة التي يمر بها والتأثير على البيئة بشكل إيجابي وعدم الاستسلام للصعوبات التي تعيق التقدم النفسي.
كيف يصل الانسان الى الرفاهية النفسية؟
في طريق الرفاهية النفسية لابد ان يمر الانسان بالمحطات التالية:
احد اهم الامور التي توصل الانسان الى الرفاهية النفسية هي التعليم، اذ يتم عبره توسيع معارف الانسان ويطور من مهاراته ويوسع من عقليته ووعية ونظرته للحياة، وعبر الزيادة في هذه الامور يحقق الانسان تحسنناً في مستويات الصحة النفسية.
بعد التعليم تأتي اهمية العلاقات الاجتماعية في تحقيق الرفاهية النفسية، فبناء العلاقات مع الاخرين التواصل الانساني المبني على الاحترام والتقبل يسهم في زيادة مستوى السعادة لدى الانسان وتعزيز الراحة النفسية.
فعندما يقضي الانسان وقتاً مع الأصدقاء والعائلة أو عندما يشارك في الأنشطة الاجتماعية، يشعر بالانتماء والتواصل العاطفي مما يحسن حالته المزاجية ويقلل من الشعور بالوحدة والعزلة وبالتالي تحقيق قدر كبير من الرفاهية النفسية.
كما تؤدي ممارسة الانسان للرياضة الى تعزيز الرفاهية النفسية ورفع مستوى التوازن النفسي لديه، فالنشاط البدني له تأثير إيجابي على الصحة النفسية حيث يحسن المزاج ويقلل من التوتر والقلق عبر زيادة إفراز المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن السعادة والراحة النفسية، لذا، ينصح بممارسة الرياضة بانتظام كجزء من نمط حياة صحي، وبهذه الامور الثلاث يمكن ان يصل الانسان الى مستوى مقبول من الرفاهية النفسية.
اضف تعليق