يجد الكثير منا صعوبة في مقابلة الأشخاص والتعرف عليهم وتطوير علاقات جيدة، ولكن مهما كان عمرك أو ظروف حياتك، لم يفت الأوان أبداً لتكوين صداقات جديدة وإعادة الاتصال بالأصدقاء القدامى وتحسين حياتك الاجتماعية، فما هي اهمية الصداقة بالنسبة للإنسان؟...
اجتماعية الانسان تفرض عليه الدخول في علاقات انسانية محترمة ونقية، فمثل هذه العلاقات تجعله يرفع من تقديره الذاتي مما يرفع مستوى الصحة النفسية لديه، ومن اهم العلاقات التي يدخل بها الانسان في حياته هي الصداقة التي يجب ان يراعي فيها اختيار الصديق على اسس قويمة بعيداً عن المصالح الرخيصة وغيرها من المعايير التي تزول بزوال تلك المصالح.
ما هي الصداقة؟
هي الميل القلبي تجاه انسان آخر الى الحد الذي يجعل من الشخصين يبدون وكأنهم انسان واحد، فيتشاركون في المشاعر والاحاسيس والافراح والاحزان واغلب السلوكيات التي يؤديها الانسان في حياته.
وتقول بعض الدراسات أن الأصدقاء مرتبطون بطول عمر اذ ان الحفاظ على علاقات قوية من الأصدقاء يمكن أن يضيف سنوات إلى حياة الإنسان، لكن يجب التنويه أن الصداقات القوية لا تحدث بمفردها، حيث يجد الكثير منا صعوبة في مقابلة الأشخاص والتعرف عليهم وتطوير علاقات جيدة، ولكن مهما كان عمرك أو ظروف حياتك، لم يفت الأوان أبداً لتكوين صداقات جديدة وإعادة الاتصال بالأصدقاء القدامى وتحسين حياتك الاجتماعية.
ما هي اهمية الصداقة بالنسبة للإنسان؟
اهمية الصداقة تأتي من كونها الداعمة النفسية للفرد في الحياة فالانسان بطبيعته يحتاج الى المقرب منه نفسياً والذي يدعمه ويقف بجانبه سيما في الشدائد والمحن وبالتالي يوصل الى شاطئ الامان والراحة النفسيتين، لذا يمكننا اعتبار امتلاك الانسان لصديق صدوق كمتلاك كنز لا يقدر بثمن في هذه الحياة ولعل اهم عائدات الصداقة هي:
يحد الصديق الى حد بعيد من شعور الانسان بالعزلة الضارة والشعور بالوحدة، حيث ان مشاركة الاصدقاء للتجارب الحياتية المختلفة يجعل احدهم يفيد من تجارب الآخر وبالمحصلة يحصلون على كم من التجارب والمهارات التي يحتاجها الجميع.
وغير ذلك فقد يسهم انضمام الانسان الى صداقات في خلق رؤى، ومبادئ، ومعتقدات وتقاليد مشتركة ويشهدون معاً التغيرات المختلفة التي تحدث في الحياة والتي تصب في الجانب الايجابي نظراً لتفتح العقل والتعود على احترام المختلف، وهذه من اعظم الفوائد واهمها.
من العائدات الايجابية للصداقة انها تؤدي الى تعزيز الصحة العاطفية والجسدية حيث ان وجود صداقات قوية في حياة الإنسان يساهم في تعزيز صحة الدماغ، إضافةً إلى قدرة الصداقة على الحدّ من الشعور بالتوتر، وتمكين الإنسان من اختيار أسلوب الحياة الأفضل الذي يحافظ على قوته، كما تساهم في الخروج من المشاكل الصحية بشكل أسرع.
كما انها تزيد من انتاجية الانسان في جميع مرافق الحياة، وهذا ما تؤكد عليه الدراسات النفسية التي اجريت لقياس الارتباط بين الصداقة والانتاج الانساني، فقد خرجت بنتائج تقول ما معناه ان الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء مقربين ومنذ فترة زمنية طويلة يحققون نتائج أفضل على مستوى العمل من أولئك الأشخاص الذين كانوا لا يملكون أصدقاء؛ ذلك لأن الصّداقة تحسن المزاج، وبالتالي تحسن أداء الفرد في العمل، لذا تعمل الادارات الجديثة على تقوية الاواصر الانسانية بين العاملين رغبةً في زيادة الانتاج.
ومن العائدات الايجابية للصداقات السلمية انها تحسن من تفاعل الانسان بمحيطه الاجتماعي وتكسبه مهارات اجتماعية تجعله ناجحاً في علاقته الاجتماعية سواء في العمل او في الدراسة او الزواج وبناء الاسرة، سيما نحن في زمن كثرة فيها الطلاقات كنتيجة لسوء التعامل الذي يحصل بين الزوجين الذي ينتج من غياب المهارات الاجتماعية او ضعفها.
اما بالنسبة للاطفال فأن الصداقة فأنها تساعدهم على عدم الاصابة بالامراض النفسية والعقلية وحتى العاطفية، كما انها تقلل من صعوبات التعلم سيما اذ اندمج في مجموعة ذات مستويات تعليمية جيدة فأن الطفل هنا يتعلم اسلوب حل المشكلات والتواصل الفعال .
ويمكن للصداقة التأثير على أداء الطفل في المدرسة، اذ ان امتلاك الطفل لأصدقاء في المدرسة يجعله يميل إلى امتلاك مواقف أفضل حول المدرسة والتعليم، هذه العائدات الايجابية للصداقة تجعلنا نفكر في اختيار اصدقاء جيدين لننعم بهذه النعم.
اضف تعليق