الوجه الآخر من اوجه عبودية الانسان هو الانقياد للقطيع العقل الجمعي من دون تفكير في صواب السلوكية التي يسلكها من عدمها، فلو الذهب الغالب بأتجاه سلوكية معينة سيتبعهم الجميع من دون عناء وبالتالي يغرق الجزء مع الكل وهذا وجه جلي للعبودية...
يولد الانسان بأفضلية مطلقة على غالبية خلق الله في الارض، والتفضيل له يقابله مسؤوليات عظيمة يتحتم عليه التصدي لها على افضل وجه ممكن، فليس من شيئ يُمنح للانسان الا ويراد منه تحقيق رسالة معينة وهذا هدف وجود الانسان في الحياة والغرض من خلقه، ومن اكثر ما يحتم على الانسان فعله هو التحرر من العبودية لغير الله والعمل تحت غطاء حرية الانسان الضامنة لكرامته.
هكذا اراد الله للانسان لكن الانسان ماذا يريد لنفسه؟، في الكثير من المواقف التي تصدر من البشر يمكن تفسيرها على انه يختار لنفسه الذل والخنوع بدلاً عن الكرامة والعزة، ومن هذه النقطة تحديداً يبدأ الانسان بأهانة نفسه بسلوكيات غير متزنة يحاول ان يجد لها تبريرات غير منطقية ليصل بها الى مستوى مقبولية الاخرين ورضاهم وبالتالي تخفيف الضغط عنه.
يعد الخنوع والتقديس الذي يمارسه اليوم الكثير من البشر من الامور المرفوضة عقلياً وحتى شرعياً لان فيها خروج عن الخط السماوي المرسوم للعباد، والاصل في الاتباع ينبغي ان يكون قائماً على اساس الايمان بالفكرة والحجة والدليل والاثر العلمي والعملي السليمين وليس العكس.
فالعكس يعني بالضرورة ان يخضع الانسان لعملية تخدير للعقل التي ينتج منها بضاعة الجهل وتعطيل القدرات العقلية وبذا يمكن ان تنهار كل قيم الانسان ويبقى شاخصاً ليس فيه قيمة ولا محتوى او انه غادر شيئاً مهماً من انسانيته كما هو الحال بالنسبة للكثير من المجتنعات التي باتت عبدة لاهواء ومقاصد غير نبيلة او انها مقاصد رخيصة لا تستحق ان يمحو الانسان شخصيته ويدعس كرامته من اجلها.
ما هي اوجه العبودية؟
الذي نلحظه ان الانسان يتجه للعبودية الطوعية عبر عدة ابواب وطرق ومن اهمها ما يأتي:
من اوجه العبودية التي يمارسها الانسان هو الانضمام الى الاحزاب السياسية والنهل من مناهلها غير العذبة، اذ يطمع الكثير من الناس والشباب على وجه الخصوص في المكاسب التافهة التي قد يحصول عليها من هذه الاحزاب والتي لا تساوي شيئ امام كرامة الانسان التي لو فقدها لن تعوضها كل مافي الدنيا.
والافضل تجنب الدخول في نفق الاحزاب المظلم والابتعاد عن التلوث بملوثاتها، وبالتالي احترام الانسان لشخصيته ووالحفاظ على كرامته وهذا هو الافضل.
والوجه الآخر من اوجه عبودية الانسان هو الانقياد للقطيع (العقل الجمعي) من دون تفكير في صواب السلوكية التي يسلكها من عدمها، فلو الذهب الغالب بأتجاه سلوكية معينة سيتبعهم الجميع من دون عناء وبالتالي يغرق الجزء مع الكل وهذا وجه جلي للعبودية.
والافضل ان يحكم الانسان عقله وضميره بشأن السلوكيات التي يسلكها فلو اقتنع بها سيقوم بها وان لم يقتنع فلا، وفي مثل هذه الحالة سيكون حراً غير مقاد لرأي الاغلبية الذي ليس بالضرورة هو الصحيح ولطالما اوقع الاغلبية في اخطاء فضيعة.
ومن اوجه العبودية هو التسليم المطلق لشيخ العشيرة الى الحد الذي يجعلونه يفكر ويقرر بالإنابة عنهم وحتى في الامور التي تخصهم وتخص عوائلهم وهذه قمة العبودية التي تنم عن الغياب الكامل للوعي والكرامة الانسانية.
وما يجب هو ان يسير الانسان حياته سيما الخاص منها بدون تدخل الاخرين ولا حتى معرفتم بها لان حياته يفترض انها ملكه وليس ملكهم وفتح الباب للآخرين للتدخل فيها سيفسدها ولا داعي لان يكون الانسان اسيراً بمحض ارادته وقد خلقه الله حراً طليقاً.
في الخلاصة سيدي القارئ الكريم في مقالنا هذا ذكرنا اوجه قليلة للعبودية التي يمارسها الانسان في الغالب طوعاً والتي تنال منه ومن انسانيته لذا هي دعوة لنفسي ولمن يقرأ كلامي لرفض كل صور العبودية مهما كلف الثمن فالحرية هي اغلى ما لدى الانسان ولن يدانيها اي شيئ.
اضف تعليق