يختلف الصمت الانتقائي عن التوحد اختلافاً كبيراً حيث يعد التوحد من الاضطرابات النمائية وليس اضطراباً نفسياً، ويتمثل الفرق بينهما في أن الصمت الاختياري تقتصر صعوبة التواصل اللفظي لدى الطفل على مواقف اجتماعية معينة ولكنه يستطيع التواصل والتحدث طبيعياً في المنزل مع والديه وإخوته، بينما يواجه طفل التوحد صعوبة في التواصل مع الجميع ...
الغالبية من الناس تتفق على كون الصمت بالنسبة للانسان يمنحه هيبة ووقار واحترام في المجتمع، وقد درج على السنة العامة والخاصة ان الصمت او السكوت من ذهب الا ان هذه القاعدة ليست عامة ولا يجب ان تحضر في جميع المواقف والاعمار الانسانية فحين يكف الطفل عن الكلام فهذا يعني انه غير طبيعي.
فالطبيعي ان الطفل يستلزم عليه الاستطلاع والاستكشاف، والتحدث وتكوين العلاقات، لذا فإن لجوء الطفل للصمت لفترات طويلة مؤشر ينبغي الالتفات إليه.
الصمت الانتقائي هو أحد اضطرابات القلق التي تحدث في مرحلة الطفولة، ويتسم بعدم قدرة الطفل على التحدث أو التواصل في مواقف اجتماعية معينة كالتحدث مع زملائه في المدرسة أو الأشخاص غير المألوفين له، بينما يستطيع التحدث بأريحية في المنزل مع عائلته.
قد يفسر الوالدين صمت ابنهم خطأً انه تعبير منه عن رفضه لحالة معينة يرفضها داخل المنزل او انه ناتج من الخجل او انه تحدي لهم لينصاعوا الى مطالبه لكن الحقيقة ان الطفل تحت تأثير هذه الحالة غير قادر على التحدث لما يصيبه من قلق شديد خارج عن إرادته وهذا ما يجب معرفته من قبل الوالدين والمربين.
كما ان الطفل الذي يعاني من الصمت الانتقائي لايعني ابداً ان بيئته غير المريحة مثل المنزل وسط أسرهم، ومع ذلك قد يعاني البعض من اضطرابات أخرى في الكلام، ومن ومن الجدير بالذكر ان الصمت الانتقائي يبدأ خلال فترة الطفولة وينتهي عند المراهقة.
ما الفرق بين الصمت الانتقائي والتوحد؟
يختلف الصمت الانتقائي عن التوحد اختلافاً كبيراً حيث يعد التوحد من الاضطرابات النمائية وليس اضطراباً نفسياً، ويتمثل الفرق بينهما في أن الصمت الاختياري تقتصر صعوبة التواصل اللفظي لدى الطفل على مواقف اجتماعية معينة ولكنه يستطيع التواصل والتحدث طبيعياً في المنزل مع والديه وإخوته، بينما يواجه طفل التوحد صعوبة في التواصل مع الجميع حتى مع والديه وأفراد أسرته.
اعراض الصمت الانتقائي لدى الطفل
تبدو عدة سلوكيات نستدل بها على اصابة الفرد بهذا الاضطراب ومن اهمها التزام الصمت مع الآخرين سواء في المنزل او في المدرسة او أي مكان آخر، اذ انه يفضل عدم طلب المساعدة من المعلم حين يريد حاجة ضرورية مثل الذهاب الى المرحاض.
كما من الاعراض غضب الطفل بكاءه والتصرف بعدوانية عند محاولة إجباره على التواصل أو الكلام، تشبث الطفل بوالديه والتحدث معهم بصوت خافت أو بالهمس أو بالإيماء عند وجوده على مرأى ومسمع من الآخرين، هذا ابرز العلامات الدالة على الاصابة.
ماذا وراء الصمت الانتقائي؟
احتمالات عديدة قد تكون وراء اختيار الطفل للصمت الانتقائي منها:
منع الوالدين ابناءهم من التحدث واسكاتهم حين يريدون التعبير عن انفسهم ومشاعرهم، وعدم التحدث معهم مما يجعل الطفل يتعود على الصمت.
قد يكون السبب الثاني هو الغيرة الشديدة لدى الطفل من أحد الأصدقاء أو الإخوان إذا أظهرت العائلة اهتمام أكبر به، فيلجأ للصمت المطبق كوسيلة للتعبير عن استياءه بما يحصل.
السبب الثالث المحتمل هو الدلع الزائد للطفل، اذ ان الوالدين يسمحون له باختيار الصمت متى مايريد فتصبح هذه الحالة عادة سلوكية له.
العلاج
العلاج يكمن في عدة امور تربوية اهمها فسح المجال للطفل للتعبير عن مشاعره ومتطلباته والمشاركة في الاحاديث العائلية داخل المنزل خارج اسوار المنزل حتى يتغلب على مخاوفه من التحدث امام الاخرين سواء اكانوا من المقربين ام الغرباء.
العلاج الآخر هو عدم اظهار مشاعر مبالغ فيها لاحد الاطفال في المنزل على حساب الاخرين لكون مثل هذا التفضيل هو من يخلق هذه الشكلة لذا ينبغي تجنبها، ومن الاهمية بمكان تعريض الطفل للمواقف التي يخشاها وبالتالي يتغلب تدريجياً على هذه المخاوف، تلك ابرز الحلول لمثل هذه المشكلة.
اضف تعليق