غادرنا فطرتنا حين اصبح يغش بعضنا البعض الآخر في اغلب التعاملات الحياتية ويستغفله في ابسط المواقف واعقدها، فلا تدخل الى السوق يوماً الا رأيت الغش امام عينيك تارة في انقاص الوزن وتارة في وضع علامات تجارية على بضاعات غير جيدة لتسويقها على انها بضاعة جيدة وغيرها من اشكال الغش وصنوفه...
كثيرا ما يدرج على السنتنا ان فلان فطير اي انه يتصرف على فطرته دونما يراعي الكثير من الامور والحسابات، فهو يتصرف بما لديه من اصول للافعال وليس على مبدأ التكلف والتجميل للسلوكيات حتى لا ينتقد، والفطير هو الانسان المتقيد بالفطرة ولايريد مغادرتها، فماهي فطرة الانسان، وماهي الاثار السلبية التي تترتب على الابتعاد عنها؟، قبالة ذلك ماهي العوائد الايجابية لتصرف الانسان وفق الفطرة السليمة.
تعرف الفطرة على انها سمات يولد بها الكائن واستعداد جيني على الاإثيان ببعض السلوكات غير المتعلمة، فكل سلوك غريزي هو سلوك فطري ولكن العكس غير صحيح.
كثيرا ما كتبنا عن الفطرة السليمة التي خلق عليها الانسان والتي تعد القالب الاول الذي تصهر فيه شخصية الانسان قبل ان تتأثر بعوامل التعرية اللا انسانية وما ينتج عنها من خروقات للفطرة ومنها انه قد يتحول الى اشبه بالحيوان المفترس الذي يبحث عن اشباع حاجاته وبأي ثمن كان فالمهم هو الاشباع على مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) وهذا الذي يفسد للود الف قضية وقضية.
وفي الوقت الذي نريد من الانسان ان يتبع فطرته التي فطره الله عليها لئلا يشذ عن طريق الانسانية ويتقيد بمحدداتها ندعوه ان يغادرها او يحسن توظيفها ان شعر انه يمارسها في المكان الخطأ ومع الانسان الخطأ لكون تحت هذه المظلة سيحدث عنه الكثير من المشكلات منها التفسير الخاطئ لسلوكياته وبالتالي الحكم على كونه غير موفق في هذه السلوكية او تلك عندها لات حين مندم.
تطبيقات مغادرة الفطرة في حياة الانسان:
عدة تطبيقات حياتية ناتجة من عدم انصياع الانسان لفطرته والتي احدثت ثلمة في منظومة القيم مما يهدد الامن النفسي للانسان والمجتمع ومن هذه التطبيقات هي:
حين غابت عنا المروءة في التعامل فيما بيننا نحن البشر صار يعتاش بعضنا القوي على بعضنا الضعيف وصار يمتهنه ويستغله بكل الطرق التي لا تمت للانسانية بصلة، وقد يعتبر البعض ان مثل هذه السلوكيات تمثل شجاعة او فطنة او ذكاء لكنه في الحقيقة هو المعنى الحقيقي لاستحمار الانسان وتفاهته، والاحرى بنا التعامل بمستوى عال من التراحم والمروءة الذي يبقنا على صلة بفطرتنا السليمة.
ونحن البشر غادرنا فطرتنا حين اصبحنا يكذب بعضنا على بعض لتحقيق مكاسب دنيوية رخيصة جداً في المواقف والمفاصل الحيايتة المختلفة في محيط العمل والدراسة ومحيط العائلة وغيرها من اماكن تعايش الانسان وتواجده، فقد تجد انساناً يحرف الكلام بصورة تامة ليحضى بتعاطف الناس معه وتخطيئ الانسان الاخر سيما في حالات الخصومة، والافضل ان يمتلك الانسان شرف الخصومة وينصف الناس من نفسه لكي يرضي الله ونفسه.
كما اننا غادرنا فطرتنا حين اصبح يغش بعضنا البعض الآخر في اغلب التعاملات الحياتية ويستغفله في ابسط المواقف واعقدها، فلا تدخل الى السوق يوماً الا رأيت الغش امام عينيك تارة في انقاص الوزن وتارة في وضع علامات تجارية على بضاعات غير جيدة لتسويقها على انها بضاعة جيدة وغيرها من اشكال الغش وصنوفه التي يبدعون في الابتكار لها، وما يجب هو ان يسوق الانسان بضاعته بكل شفافية وبدون تدليس ولا غش لان ذلك سيبقى الانسان الصادق اميناً والمتعامل معه آمناً ومطمئناً نفسياً.
وحين اصبح الموظف لا يؤدي وظيفته التي يتقاضى قبالتها مردود مادي ويتلاعب بالمواعيد ويقتل الوقت لكي يدفع له الرشوة غادرنا فطرتنا السليمة واصبحنا مجرمون بحق انفسنا وبحق ابناء جنسنا البشري، وما ينبغي هو الامانة في تأدية المهام الموكلة الينا ولا مبرر لمثل تلك السلوكيات باي شكل من الاشكال وان شعرنا ان هذه الوظيفة لاتكفي لسد الرمق فلنغادرها ولا نلوث قوت عوائلنا ونلوث فطرتنا التي فطرنا عليها.
وحين تصبح مجالسنا امكان للقدح بالناس واعراضهم والتشهير بها غادرنا الفطرة الانسانية من اوسع ابوابها وقد ترتب على هذا تفكك العرى المجتمعية وفقدان الثقة بين الناس، والاحرى هو الابتعاد قدر الممكن عن الاكل لحوم البشر لان هذه الافعال ليست انسانية بالمطلق، في الختام نقول: هذه السلوكيات وغيرها تنتشر في مجتمعنا كالنار في الهشيم وان اردنا العودة الى فطرتنا يجب ان نغادرها ومن دون رجعة والا فالمصير مأساوي.
اضف تعليق