يشعر الفرد بالانتماء الحقيقي الذي يدفعه لإعطاء كل ما لديه لهذه الجماعة او حتى لوكان طرف اجتماعي منفرد، لكن احياناً تتحول هذه العلاقات الى عبئ يثقل الكاهل يراد الخلاص منه والبحث عن آخر بديل او تفضيل الانزواء في احدى دهاليز الحياة رغبة في الراحة النفسية وبعيداً عن صخب التدخلات والحسد وغيرها...
طبيعة الانسان الاجتماعية تجعله على بحث دائم عن علاقات تربطه بجنسه البشري، ولهذا الارتباط مبررات عديدة اهمها انه يمنح كل فرد شعور بالأمن الاجتماعي النفسي، ويشعر الفرد بالانتماء الحقيقي الذي يدفعه لإعطاء كل ما لديه لهذه الجماعة او حتى لوكان طرف اجتماعي منفرد، لكن احياناً تتحول هذه العلاقات الى عبئ يثقل الكاهل يراد الخلاص منه والبحث عن آخر بديل او تفضيل الانزواء في احدى دهاليز الحياة رغبة في الراحة النفسية وبعيداً عن صخب التدخلات والحسد وغيرها مما يفسد طبيعة العلاقات الانسانية النظيفة، وكل ذلك يحصل حين تتحول العلاقات الى علاقات مسمومة.
يمكننا ان نعرف العلاقات المسمومة تعريفاً اجرائياً بأنها تلك العلاقات التي تبدو في ظاهرها انيقة لكنها في الحقيقة علاقات حذرة وكاذبة ومبينة على مصالح وحسابات دنيئة يفتضح امرها مهما حاول اطرافها اخفاء حقيقتها.
ما هي صفات الشخصية السامة
في المجمل تظهر بعض الصفات على تصرفات الفرد السام ربما دونما يعي ذلك مع رغبته الشديدة بإخفاء السم ونشر الورد لكنه حقيقته تفضحه، فأبرز ما يتصف به هو انه حقود ومنافق ومخادع، معسول الكلام ذات فضول، لا يكل ولا يمل، ويحرص على الاستمرار في استنزاف طاقة الآخرين، لا يهتم لمشاعر الاخرين ومدى تعاطيه معه المهم لدية هو ان يشبع امراضه وينتصر لنفسه رغم ان الاجدر به العمل على نفسه وتطوريها بدلاً من الانشغال بإيذاء الناس لكونه لا ينفعه بشيء ويمكن ان يخدم الاخرين الذي يحسنون التعامل معه بذكاء وفطنة دون ان يجرهم الى مستنقعه النتن.
المشكلة ان بعض العلاقات تفرض على الانسان وليس من اختياره واعني بعض العلاقات الوظيفية او علاقات الاقارب، اذا ان هذه العلاقات سيما علاقات الاقارب ليس من السهل مغادرتها لأنها مفروضة بحكم النسب والتخلي عنها يعد تخلياً عن الاصول وفقاً للقواعد الاجتماعية المتهالكة والتي نجد انفسنا مجبرين للبقاء فيها وهوما يجعلنا نعاني منها رغم المها وما تسببه لنا من ويلات واثار نفسية مرهقة وقيود مزعجة.
مثال واقعي
في هذا السياق يشكي لي صديق من كونه يعاني الامرين من المعاملة التي يوليها اياه اقاربه لكونه وصل الى مرتبة علمية جيدة واستقرار مادي مقبول وهو ما جعلهم يحسدونه دائماً على مكانته ليتحول ذلك الحسد الى البحث عن صغائر الامور التي قد يخطأ فيها ليحاربوه فيها، والمشكلة انهم يفعلون ذلك وهم يدعون الخوف عليه من الوقوع في الخطأ لكن الحقيقة انهم يشطون غضباً مما هو عليه، وهو في حيرة من امره بين مغادرة كاملة او بقاء يخيم عليه الخباثة وهذا مثال حقيقي وواقعي لبعض العلاقات المسمومة التي تجعل الانسان لا يعرف كيف يتصرف مع مثل هذا النوع من البشر.
ماىهو الاذى المترتب على العلاقات المسمومة؟
الاذى من العلاقات المسمومة يكمن في سماعه لعبارات مسممة تحتوي على جمل بغلاف الصدق لكنها محشوة بالكذب والادعاءات التي تؤكد سلبية المتكلم، وأيضا يعمل الطرف المسموم على هز ثقة الاخر والإنقاص من قدره بطرق ملتوية وخبيثة والهدف تدمير إنجازاته وعدم احترام قدراته والتقليل من شأنه أينما تواجد لإرضاء اهواءه المريضة التي تدفعه الى القاء سمومه على الاخرين.
كيف نتخلص من هذه العلاقات؟
في علاقات لا تقدم دعماً معنوياً لك سيدي القارئ الكريم ينبغي عليك مغادرتها بهدوء دون ان تلتفت الى الوراء، فالانسحاب يؤمن لك قدراً من الراحة النفسية لأنك لم تعد حذراً من كلامك وتصرفاتك مع اؤلئك المسمومين الذين يبحثون عن نقطة سوداء في قميصك ليذموك بها، والمغادرة تتم على مراحل اولها عدم الاشتراك في الاحاديث العامة ومن ثم ارتداء الوجه الرسمي في التعامل للتخفيف تدريجياً من سيطرة الطرف الآخر، للوصول إلى حل وسط ومناسب للطرفين وبذا تنجو من هذه العلاقة الغير مثمرة.
اضف تعليق