ان الانسان يمكن ان يرفه نفسه بالاعتماد قواه الذاتية والتعامل مع مؤثرات المحيط بذكاء وبحساب للعواقب والمكاسب في الوقت ذاته، ولعل اكثر الناس اطمئناناً اولئك الذي ثقوا بقدراتهم وبخالقهم انه سيرزقهم ما يستحقون وتلك هي الرفاهية الحقيقية اما الرفاهية التي نراها في عوالم الانترنت فهي زائفة...
البشر جميعاً يتعرضون بنسب متفاوتة لضغوطات حياتية مختلفة فمنهم من ينهار وتنقلب حياته الى سواد واخر يستطيع التعامل مع الالم ويتخطى، والتخطي ليس هيناً بالمرة لكن بالنهاية نجاح يحسب للانسان، وما يمكن الانسان من الاستمرار هو القدرة على التمتع بالجميل رغم ندرته وغض البصر عن القبيح رغم انتشاره الكبير سيما واننا نعيش في ظروف استثنائية تختلف عن اغلب الذي يعيشون في هذا الكوكب ان لم ابالغ في وصفي، فالإنسان الذي يعيش حياته على امل الاستمرار يمتلك حتماً قدراً كبيراً من الرفاهية الذاتية، فماهي الرفاهية الذاتية وكيف تقاس؟، وماهي العناصر المؤثرة في اكتسابها؟
يعرف علم النفس الايجابي الرفاهية الذاتية على انها تعظيم المتعة وتجنب الألم أو تقليله، اذ ام عيش الانسان بمستوى عال من الرضا عن حياته محاولاً استثمار الجانب الايجابي والعمل على الامتداد في اثره لتقليص مساحة السلبية وبالتالي يحصل على المتعة والسعادة بأقل الجهود واقصر الطرق يعني انه يتمتع برفاهية نفسية تفرده عن غير من البشر الذي لا يعيشون بذات الطريقة او الذي فشلوا في استثمار طاقتهم الداخلية في التصدي للازمات.
كيف تقاس الرفاهية الذاتية في علم النفس؟
يقيس علماء النفس الرفاهية الذاتية في علم النفس بكيفية تفكير الناس و بماذا يشعرون حيال حياتهم، حيث تتحد المكونات المنتجة للرفاهية الذاتية في علم النفس لتؤدي الى النتيجة التي بموجبها يحصل الفرد على الرفاهية، وهذه عوامل مستقلة يجب قياسها ودراستها بشكل منفصل، وبالتالي فإن وجود التأثير الإيجابي لا يعني عدم وجود تأثير سلبي والعكس صحيح، و يختلف مصطلح الرفاهية الذاتية تبعاً للمكان الذي يعيش فيه المرء وفقاً لما هو عليه، أو الذات الحقيقية، يركز هذا المنظور على المعنى في الحياة وإدراك الذات وإلى أي مدى يدمج الشخص هذا بشكل كامل في حياته أو حياتها
عناصر الرفاهية الذاتية
للرفاهية الذاتية عناصر رئيسة يمكن ان توصل اي فرد يمتلكها الى الهدف الذي تعمل عليه الرفاهية ، اذ ان للرفاهية عنصرين يكون مجموع درجات الفرد لقياسات كل منهما النتيجة الكلية لدرجة الرفاه الذاتي للفرد، وفي بعض الحالات، يحتفظ بهذه الدرجات منفصلة عن بعضها والعناصر هي:
1-التوازن العاطفي الذي يشير إلى العواطف والأمزجة والأحاسيس التي يمتلكها الشخص، و كيف يمكن أن نعمل على جعلها إيجابية تماماً، وهذا العمل على البقاء في جو من الايجابية التي تمنح الانسان دفعة نحو مواصلة مشوار الحياة المليء بالأحداث الغير سارة والتي تعكر المزاج وتخرج الانسان من قالبه الطبيعي بأتجاه قالب التوتر والارهاق النفسي الذي يبدده التوازن العاطفي.
2- العنصر الثاني المساعد في تحقيق الرفاهية الذاتية هو الرضا عن الحياة الذي يعده علم النفس بمثابة البوابة الخلفية للهروب من مشكلات الحياة المعقدة، اذ ان الرضا عن تفصيلات الحياة مثل الرضا عن العمل والرضا عن الانجازات الاكاديمي والرضا عن المستوى المالي وطريقة العيش وغيرها من التفصيلات الحياتية المتشعبة والتي بمجموعها ان حصل الرضا عليها كلياً او جزئياً سيتمتع الانسان بالسعادة التي تعني بالضرورة رجحان العاطفة الإيجابية على السلبية وهو ما يتعلق بالعناصر العاطفية للرفاه الذاتي.
في الخاتمة نقول: ان الانسان يمكن ان يرفه نفسه بالاعتماد قواه الذاتية والتعامل مع مؤثرات المحيط بذكاء وبحساب للعواقب والمكاسب في الوقت ذاته، ولعل اكثر الناس اطمئناناً اولئك الذي ثقوا بقدراتهم وبخالقهم انه سيرزقهم ما يستحقون وتلك هي الرفاهية الحقيقية اما الرفاهية التي نراها في عوالم الانترنت فهي زائفة وليست حقيقة وتخفي وراءها الكثير من الغموض والكذب.
اضف تعليق