أنها مجموعة من السمات والمهارات التي تزودنا بقدرات مميزة للتعامل مع كل الظروف والأوضاع النفسية التي نتعرض لها كل يوم، وتمنح من يمتلكها طمأنينة وسعادة تنبع من الداخل لتنعكس خارجيا فيكون قادرا على كسب قلوب الناس، وهي أهم قوة يمتلكها الشخص، حيث تسود الروح المرحة والمتفائلة وتعطي طاقة ايجابية لنا ولمن حولنا...
يحدث احياناً عند حضورنا في مناسبة اجتماعية او حفل فيه عدد من الافراد الذي يمتعون بمظاهر جميلة من ملابس وقصات شعر واناقة شكلية تختلف عن الباقين، لكن مع كل هذا الاناقة سيلفت نظرنا شخصاً او اكثر يتمتع بأناقة تفوق الاناقة الظاهرية، اذ انهم يمتلكون سحراً جاذباً لكل من يراهم او يستمع اليهم رغم كونهم ليسوا على قدر من الوسامة أو الجمال الشكلي، وهذه هي الاناقة النفسية التي سنتحدث عنها في مقالنا هذا، فما هي الاناقة النفسية؟، وماهي صورها والسلوكيات التي تؤدي اليها؟
تعرف الأناقة النفسية "بأنها مجموعة من السمات والمهارات التي تزودنا بقدرات مميزة للتعامل مع كل الظروف والأوضاع النفسية التي نتعرض لها كل يوم، وتمنح من يمتلكها طمأنينة وسعادة تنبع من الداخل لتنعكس خارجيا فيكون قادرا على كسب قلوب الناس، وهي أهم قوة يمتلكها الشخص، حيث تسود الروح المرحة والمتفائلة وتعطي طاقة ايجابية لنا ولمن حولنا، بالتحكم في النفس والسيطرة على الانفعالات، ببشاشة الوجه الحقيقية وليست المتصنعة والتي هي كفيلة بالدخول مباشرة إلى قلوب الناس والسيطرة على وجدانهم".
ماركات الملابس الفاخرة والسيارات الحديثة وكثرة الاموال وعلو المناصب والمكانة الرفيعة والفارغة احيانا التي يصنعها المجتمع لفرد لأسباب تافهة لن تؤدي جميعها الى اناقة النفس، التي هي اناقة داخلية اكثر مما هي خارجية فكم فقير ايجابي ينشر السعادة في ربوع الناس ويزين المكان الذي هو فيه ويملئه بهجة والق، كم من غني عابس متهجم ينفر الناس منه ومن اخلاقه الوضيعة وسلوكياته المخزية، ومن هذه الامثلة نستلهم قيم الانسانية ونتبع منابعها وصولاً الى غايتها واثارها الجميلة على الانسان والانسانية بصورة عامة.
مظاهر الاناقة النفسية
من المظاهر التي تدل على كون الانسان انيقاً هو عدم التكبر على الاخرين من البشر والاقتراب منهم ومن هموهم مهما وصل الى مرحلة متقدمة من الوجاهة والعلمية والتقدير من المجتمع ولا يتعامل مع الناس بوجهين مختلفين احدهما لعلية القوم اخر بائس للبسطاء من الناس حينها تقسط عنه حتى الانسانية وليس الاناقة فقط.
كما ان الانيق نفسياً هو الانسان الهادئ المطمئن المتفائل الذي يتقن فن الحوار فلا يحرج احداً سيما الاقل منه عمراً او وظيفة او الاقل منه مادياً او علمياً، والصبر على الناس والصدق معهم في كافة التعاملات، والاستقرار بثبات المزاج وعدم تقلبه ولابتعاد عن التعامل مع الناس وحتى المقربين منه (عائلته) بفوقية وبطريقة اصدار الاوامر التي يجب ان تطاع من دون حتى تناقش واعطاء قيمة واهمية لكل منهم يدل وبالضرورة على كونه يمتلك قدراً من الاناقة النفسية.
كما الانسان حين يكون قادراً على التحكم في تعابير وجهه وانفعالاته في المناسبات العامة سيما عند سماعه لتعليقات غير لائقة أو التعرض لموقف محرج بالصدفة واستطاع أن يبتسم واكمال المناسبة فأنه قد نجحه في أن يضبط نفسه بأن يفكر ويتعامل مع من حوله بإيجابية فالأناقة في القلب والعقل واللسان والعين وحركات الوجه ولعلها بدأت تتقوض في وقتنا الحالي لسطحية عقول البشر واهتماماتهم السخيفة والغير منطقية.
ثم ان من مظاهر الاناقة النفسية هو ان يبتعد الانسان عن الانانية والبحث عن المصالح الشخصية، اذ ان الاناني لا يؤتمن لكونه يسعى دائماً للحصول على مكاسب شخصية وان على حساب الاخرين والتسلق على اكتافهم وبذا هو لا يبحث عن الجماعية ويتجه نحو الفردية الممقوتة والمرفوضة مجتمعياً، فحين يفكر الانسان بنفسه فقط يقترب من سلوك الوحوش اقرب من الى سلوك البشر.
هذه السلوكيات وغيرها من الصفات الجميلة هي التي تحدد فيما اذا كان يتمتع (الأناقة النفسية) التي نحتاجها عند التعامل مع غيرنا، وهذه المهارات لا تُكتسب بالدراجات العلمية ولا يمكن تعلمها في المدارس وحدها، بل هي خليط من التجربة الحياتية، والتربية، والفهم والتعود.
اضف تعليق