جميعنا نتفق ان كبار السن تتكون لديهم اضطرابات عاطفية عديدة وواضحة للعلن، لكن الذي يخفى على الكثير من الناس ان الاطفال ايضاً معرضين للإصابة بالاضطرابات العاطفية الامر الذي يجعلهم متقلبي المزاج مما يجعل الابوين في حيرة من امرهم في تفسير سلوك ابناءهم وفهم مشاعرهم...
جميعنا نتفق ان كبار السن تتكون لديهم اضطرابات عاطفية عديدة وواضحة للعلن، لكن الذي يخفى على الكثير من الناس ان الاطفال ايضاً معرضين للإصابة بالاضطرابات العاطفية الامر الذي يجعلهم متقلبي المزاج مما يجعل الابوين في حيرة من امرهم في تفسير سلوك ابناءهم وفهم مشاعرهم، فالأطفال هم الاكثر حساسية على المستوى العاطفي وهم اكثر الناس يفتقرون الى القدرة على فهم تعقيدات العالم والتعبير عن مشاعرهم قد تؤدي بهم الى الاضطرابات العاطفية احيانا وهو ما قد يؤدي لفقدان النوم وزيادة عدم التوازن العاطفي عند الاطفال.
يعرف علم النفس الاضطراب العاطفي على كونه استجابة عاطفية للعديد من المحفزات القادمة من الخارج، وتتميز الاضطرابات العاطفية بتقلبات مزاجية شديدة واضطرابات في التفكير والتصرف، ففي الأطفال يمكن أن تظهر من السنوات الأولى من حياتهم حتى سن الرشد وفي كل لحظة من مراحل النمو، يتخذون أشكالاً مختلفة ويقدمون أعراضاً مميزة، وعادة ما يكون مصدر الاضطرابات لديهم متعدد العوامل منها العوامل البيولوجية العصبية والجوانب النفسية والاجتماعية.
منطقياً حين يعاني الطفل نوعا من الاضطرابات العاطفية هذا يعني بالضرورة أنه يمر بمرحلة من القلق وربما الحرمان وغير ذلك من الامور البيئية المحيطة، ويمكن ان تستمر هذه المرحلة الى بضعة أيام او بضعة أسابيع او لمدة شهر أو أحيانا لفترة أطول في الحالات الشديدة، فقد يعاني الاطفال من حلقة من الاضطراب العاطفي لسنوات عديدة في المرة الواحدة إذا لم يتلقى أي مساعدة مناسبة لتجاوز المحنة او الازمة، لذا ينصح بالتدخل المبكر النابع من معرفة اسباب الاضطراب وبالتالي محاولة قطع جذوره.
ما هي الاضطرابات العاطفية التي يمكن ان تصيب الطفل؟ عدة اعراض تبدو على الطفل في صور اضطرابات، لكن لقصورنا عن فهم حياة الطفل نشخصها تشخيصات غير علمية او دقيقة من هذه الامور:
كثرة انزعاج الطفل، اذ ان الطفل ينزعج بسهولة ومن مواقف بسيطة في نظرنا لا تحتاج الى كل هذا الانزعاج، السبب لمثل هذه الحالة هو ان الطفل يعاني من المعاملة الضاغطة التي تتجاوز قدرته على التحمل وهنا الحل هو التعامل معه حسب الموقف وبهدوء وضبط للنفس قدر الممكن والابتعاد عن التعامل معه بعصبية لأنها تجعل منه متمرداً.
ويمكن ان يكون اضطراباً من اضطرابات السلوك هو عدوانية الطفل وقيامه بسلوكيات غير مناسب لعمره أو يحاول انتهاك حقوق الآخرين وان كان قريب منه كالأبوين والاخوان كاللعب في حاجياتهم وكسرها او محاولة الاستحواذ عليها، وحين تواجهه بالمنع يستاء ويظهر وجه التحدي وان كان يعرف انه على خطأ، الاسلوب الناجح للتعامل الطفل في مثل هذه الحالة عكس نتائج سلوكه عليه لمعرفة اثارها المؤذية وبالتالي قد يمتنع من تكرارها.
ويشكل موضوع صراع الابوين مصدرا لاضطراب القلق بالنسبة لمعظم الاطفال حول مصائرهم لكون الجو الذي يحيط بهم غير آمن وهنا يحتاج الطفل الى اشعاره بالأمان باستمرار عبر ابعاده عن مصادر الشجار والتصارع بين الابوين، لأن قلقه قد يكون مفرط مما يجعله معرض للكثير من المشكلات النفسية التي تعيق تقدم النمو النفسي للفرد بصورة عامة.
ومن اضطرابات الاطفال اللامبالاة العاطفية التي تعني عدم الكفاءة في إظهار المودة، والذي ينتج عن الاتصال غير الكافي مع الأم في السنوات الأولى من الحياة، وقلة التقارب والترابط يؤدي الى فتور واضح في العلاقة الى الحد الذي يجعل علاقة الطفل بمن هم ابعد من الام مثل العم او الخالة، وربما السبب هو انشغال الام عن طفلها وعدم اعطاءه رعاية كاملة، والحل يتجلى في اعطاء وقت للطفل مهما بلغ حجم ضغط العمل او انشغالات المنزل وما الى غير ذلك، تلك ابرز الاضطرابات التي تصيب الطفل وتجعله غير سليم او غير معافى نفسياً وعاطفياً.
اضف تعليق