ان الملابس تكمل النمو النفسي للإنسان كما يكمل الغذاء النمو الفسيولوجي، وبذا يمكن للطفل ان يتمتع بالراحة وسهولة الحركة وبالتالي تسهيل عملية بناء الشخصية بناءاً سوياً الذي لم يحصل لو ان الطفل لا يحصل على الراحة المطلوبة إلا بحسن اختيار ملابسه....
لا يولي اغلب الابوين اهتماماً كبيراً لملابس اطفالهم على اعتبار ان الاطفال لا يميزون الملابس والمهم انهم يرتدون ملابسا فحسب، لكن هذا أحد الاخطاء التربوية التي يرتكبها الاباء بحق ابنائهم ربما من دون قصد وهو ما يعود بالسلب على شخصية الاطفال، لذا رأينا من الضروري ان نسلط الضوء اهمية ان يكون الطفل بكامل اناقته ليكتسب قدراً من الاحترام لذاته وتقبلها وبالتالي تتكون شخصيته قوية وايجابية وذات اثر في المحيط الاجتماعي الحاضن لها.
الملابس تأتي في المرتبة الثانية بعد الغذاء في اهميتها للانسان بصورة عامة والطفل وهو ما يؤكده خبراء النفس ان الملابس تكمل النمو النفسي للانسان كما يكمل الغذاء النمو الفسيولوجي، وبذا يمكن للطفل ان يتمتع بالراحة وسهولة الحركة وبالتالي تسهيل عملية بناء الشخصية بناءاً سوياً الذي لم يحصل لو ان الطفل لا يحصل على الراحة المطلوبة إلا بحسن اختيار ملابسه.
تؤثر الملابس على صحة الطفل من ناحيتين المادية (التصميم) وهي عامل مهم يؤثر فيما يلبسه الطفل وما يجب توفره في هذا الملبس كمثل كونه عملياً لا يعيق حركته ونشاطه وأن لا يسبب أي أمراض عضوية، والمعنوية (تحديد السلوك وتكوين الشخصية) فمن المهم أن تكون الملابس تساعد الطفل على التطور، وزيادة ثقته بنفسه عن طريق الاهتمام بذوق الطفل والأخذ برأيه في اختيار ملابسه، فالملابس قد تؤثر على الصحة العقلية للطفل.
الملابس تدلل على مكان الانسان الذي ينحدر منه او الذي يعيش فيه فما ان نرى فرداً يمكن ان نحكم عليه من هذه المنطقة او تلك او من الريف او الحضر او انه ابواه يمتلكان ذوق في اختيار ملابسه ام لا، هذا ليس من باب التميز والتفرقة بقدر نؤكد على اهمية ان يختار الابوين ملابس ملائمة للطفل حتى لا ينتقد عليها وان كانت هي مقبولة في بيته او بيئته الاولى، على سبيل المثال حين ينتقد الطفل على ملابسه في المدرسة او ينال منه التنمر او الاستهزاء حتماً سيكون طفلاً ذو شخصية مهزوزة وغير مستقرة ولا واثقة من نفسها وبالتالي تتكون لديه عقدة الشعور بالنقص.
كما ينبغي ان تكون ملابس الطفل ملائمة لعمره فليس منطقياً ان نجبر الطفل ذو السادسة من العمر ان يلبس ملابس ليست مناسبة لعمره بل تليق بعمر العشر سنوات بداعي اننا غير لائقة او ان الاب يرفض ان يلبس مثل هذه الملابس، فهذا ان حصل سيجعل الطفل محروم مما يلبسه ممن في سنه من الاطفال وهو ما يجعله يتنظر اية فرصة ستمكنه تعويض هذا الحرمان وبالتالي سيمارس سلوكيات خارجة عن المنطق مما يجعله ناشزاً ومختلفاً عن الاسوياء.
انا شخصياً كان لي زملاء من مناطق يمارس اهلها التسلط على ابناءهم بداعي ان رفض المجتمع لبعض ما يرغبون فيه وبعد ان سنحت لهم الفرصة لئن يأتوا الى بيئة منفتحة فعلوا العجب كل العجب، وهذا الذي نحذر منه وما يجب ان يكون هو الموازنة بي اللين والقسوة المفرطة تجنباً للشذوذ في السلوك.
اما نوصي به فيما يخص ملابس الطفل فلابد ان يترك للطفل حرية اختيار ملابسه لان ذلك سيشعره بالراحة فإنها تعزز عنده تكوين شخصية مستقلة، ولكن في الوقت نفسه عليهم (الاهل) مراقبة اختياراته ونصحه دون يشعر بأنهم يفرضون عليه رأيهم وذوقهم، وهذا ما يجعله قادراً على اتخاذ القرار وبالتالي ادارة ذاته بذاته، واخيراً عدم فرض ملبس معين على الطفل لان ذلك سيجعله متمرداً متى ما شاء وبالتالي لا يحترم قرارات اهله في المستقبل.
اضف تعليق