q
يولد الانسان سليماً معافى من كل ما يشوه انسانيته او يلوثها، حتى يسير في طرقات الحياة فتبدأ اطرافه ثيابه باجتذاب ما يقترب منها حتى يصل الى مستوى التلوث التام الذي يجعله مرفوضاً او غير محبذ على اقل تقدير، فليس منطقياً ان الانسان يولد اعوجاً وما يروج له عند البعض...

يولد الانسان سليماً معافى من كل ما يشوه انسانيته او يلوثها، حتى يسير في طرقات الحياة فتبدأ اطرافه ثيابه باجتذاب ما يقترب منها حتى يصل الى مستوى التلوث التام الذي يجعله مرفوضاً او غير محبذ على اقل تقدير، فليس منطقياً ان الانسان يولد اعوجاً وما يروج له عند البعض من كون المرهقين الذين يجنحون صوب الادمان بكل اشكاله السلبية هم عاطلون بطبيعتهم هو اعتقاد خاطئ لا اساس له من الصواب.

مرحلة المراهقة في حياة الانسان هي أرض خصبة حساسة وحرجة جداً في طبيعتها النفسية والجسدية والإدراكية، هذا ما يجعل المراهق أكثر عرضة لاتباع نشاطات وسلوكيات دون أن يدرك النتائج والعواقب لهذا السلوك، والمراهق هنا يعد من أكثر الفئات عرضةً للإدمان بكافة أشكاله دون غيره من أفراد المجتمع في مراحل عمرية أخرى.

ما هو الادمان؟

يعرف الإدمان لغوياً على انه" إدمان الشيء أيّ الالتزام به وعدم القدرة على توقفه أو السيطرة عليه أو الابتعاد عنه، ويعرفه علم النفس بأنه "حالة من الاضطراب السّلوكي الذي يتميز باعتياد الشّخص على شيء ما وإيجاد المتعة والسعادة والرضا في تكراره دون أي وعي".

صنوف الادمان:

كلمة الادمان اصبحت ملازمة لحالات التدخين، تعاطي الكحول والمواد المخدرة غير ان الادمان له صنوف اخرى متعددة وبعضها ربما مستجد تبعاً لروح العصر ومن هذه الصنوف هي:

1- ادمان العادات السيئة: كقضم الاظافر، اظهار اصوات عند مضغ الطعام، التجشأ بحضور الناس وبصورة مبالغ فيها، الضحك المستمر وفي جميع المواقف، نتف شعر الرأس أو اللحية، النوم حين يتجاوز الحدود الطبيعية، التحدث بصوت عال، وغير ذلك من العادات السيئة التي يعتاد عليها الانسان.

2- المواد المخدرة: مثل الحشيش، بعض أنواع الأدوية، العقاقير، الحبوب المخدرة، الخمور، المشروبات الكحولية، التّدخين والذي يعتبر من أكثر الأُمور انتشاراً بين المراهقين.

3- ادمان التكنلوجيا: هذا المرض المعاصر الذي اصبح الكثير من الناس سيما المراهقين يرزخون تحت وطئته، والامثلة على هذا النوع من الادمان كثيرة لعل ابرزها ادمان التلفاز، وسائل التواصل الاجتماعي، الالعاب الإلكترونية، والهواتف المحمولة والحواسيب بكافة انواعها.

أسباب الإدمان:

يمكن تقسيم أسباب الإدمان على النحو الاتي:

1- الأسباب النفسية، اذ يحاول الانسان في الكثير من الاحيان سيما في فترة المراهقة ان يجرب كل ماهو جديد او غير مجرب بالنسبة اليه بدافع الفضول، وهذه الخاصية تتحكم إلى حد بعيد في سلوك المراهقين نظراً لقلة خبرتهم الحياتية وحماسهم الزائد نحو استكشاف الجديد.

2- بعض الاضطرابات النفسية أو العاطفية، التي بدورها تجعل المراهق ضعيف الإرادة والثقة بالنفس أمام بعض المواقف التي تسبب الحزن والاكتئاب وبالتالي لجوئه للإدمان بدافع الهرب من هذا الجو المحبط.

3- حب الظهور بمظهر المتمرد او الشجاع يدفع الفرد احياناً الى التمرد على ماهو قائم والنزوع الى ممارسة الامور المختلفة وبالتالي ينقاد الى الاعتياد ومن ثم الادمان.

4- ضعف شخصية الانسان وانعدام القدرة على الرفض يجعل الفرد منقاداً الى الجماعة الفاسدة التي تجره بأتجاه احد انواع التعاطي.

5- تقليد شخصية محببة واعتبارها قدوة ومثل أعلى كأحد الكبار من محيطه أو أحد الشخصيات السينمائية والتلفزيونية يجعله يسلك بعض السلوكيات وبالاستمرار عليها وصولاً الى الادمان.

المعالجات:

لمعالجات حالات الادمان المختلفة لابد من اتخاد اجراءات وقائية والتثقف بالطرق العلاجية ومن هذه الاجراءات ما يلي:

1- ضرورة مراقبة سلوك المراهق بهدف الكشف المبكر لحالات الإدمان وعلاجها قبل أن تتفاقم وتصبح أكثر صعوبة وتعقيداً.

2- يجب تربية الاطفال على ان يكونون مسؤولون عن تصرفاتهم وقرارتهم تجاه انفسهم وتجاه الآخرين، ويجب أن لا يتأثرون بمن يريدون الأضرار بمصلحته واتباع سلوك أوعى في نشاطاتهم.

3- ضرورة ان يقف الاهل مع اولادهم لا شعارهم بأنهم بجانبهم ومهتمين بهم وهم ليسوا وحيدين في مواجهة متطلبات حياتهم وهو ما يجعلهم اقوياء نفسياً وغير متهربين من الحياة.

4- مراقبة العلاقات التي يكونها المراهق للحد من الارتباط ومع من يتمتعون بصفات ذميمة من أقرانه وأصدقائه.

5- على الاسر ان تخلق جو اسري آمن يجعل المراهق واثقاً بأسرته مما يضعف احتمالية لجوئه للإدمان عندما يواجه مواقف صعبة.

اضف تعليق