ربما عدم تقبل الامر مراجعة الطبيب النفسي من الناس يعود الى النظرة المجتمعية الى رواد مثل هذه العيادات على انهم مرضى نفسيون مما يوجب الحذر منهم او تجنب التعامل معهم، الطرق التقليدية في التعامل مع المريض والتي تؤدي الى احراج العميل واستفزازه، وبدل لذلك الاحراج او الاستفزاز...

رغم ان ثقافة مراجعة الطبيب النفسي غائبة في بلداننا العربية لأسباب تتعلق بخشية الانسان الذي يعاني من مشكلة نفسية من اطلاق صفات قبيحة عليه، وعلى الرغم من ذلك كله الا ان من الناس من تحدى تلك المعوقات وعاكس الجريان وبدأ بمراجعة الطبيب النفسي للاستشفاء والعودة الى مستوى الصحة النفسية الاول.

ربما عدم تقبل الامر (مراجعة الطبيب النفسي) من الناس يعود الى النظرة المجتمعية الى رواد مثل هذه العيادات على انهم مرضى نفسيون مما يوجب الحذر منهم او تجنب التعامل معهم، الطرق التقليدية في التعامل مع المريض والتي تؤدي الى احراج العميل واستفزازه، وبدل لذلك الاحراج او الاستفزاز اتبع علم النفس اسلوب او استراتيجية نفسية للعلاج عرفت بالـ(التداعي الحر).

يعرف التداعي الحر في علم النفس على انه "عملية اكتشاف أفكارك وذكرياتك ومشاعرك الحقيقية من خلال المشاركة بحرية لكل الأفكار التي تبدو عشوائية والتي تمر عبر عقلك عادة يتم إعطاؤك موجهًا مثل كلمة أو صورة بدون سياق، ثم تقول ما الذي يجعلك تفكر فيه"، ويحاول الشخص الذي يقود التمرين إنشاء روابط بين الموجه واستجابتك للتعرف على كيفية قيام عقلك بإجراء اتصالات بين الأفكار.

طور صاحب نظرية التحليل النفسي (سيغموند فرويد) طريقة التداعي الحر وجعل منها طريقة ذكية وجديدة لاكتشاف اللاوعي عند الانسان عن طريق جعل المريض يستلقي على اريكة مع اغماض العينين وطرح اسئلة ليست محورية عليه ولا مزعجة، وبالتالي يروي الشخص العميل تفاصيل كل ما يزعجه وما اوصله لدرجة التعب النفسي التي هو عليها من دون ان يشعر انه في موقف تحقيق.

وتجدر الاشارة الى ان التداعي يشبه الى حد بعيد التنويم المغناطيسي الذي استخدم من قبل النفسيين للتعرف على قوى العقل الإبداعي، وقد زعم فرويد أن التداعي الحر يمنح الأشخاص في العلاج الحرية الكاملة لفحص أفكارهم وقد تأتي هذه الحرية من التحفيز أو التدخل من قبل المعالج.

ويستخدم التداعي الحر كممارسة نفسية يطلب فيها المعالج من الشخص المعالج أن يبوح الأفكار والكلمات وأي شيء آخر يتبادر إلى الذهن بحرية، لا يجب أن تكون الأفكار متماسكة، على اعتبار ان العقل البشري يفضل تجنب الالم بقوة ولأجل ذلك يخلق اليات دفاع لاشعورية تخدعنا للاعتقاد بأننا لا نعاني، يمكن أن تشمل هذه الاسقاط والانتقال، وقد عالج فرويد الامر بجعله التداعي الحر سفينة للأبحار في حول هذه الآليات، والوصول إلى الذكريات المؤلمة التي تحتاج إلى الشفاء والتخطي.

ما هي اهمية التداعي الحر في العلاج النفسي؟ تمكن اهمية التداعي الحر في عدة امور اهمها:

يعطي  للمريض إيجاد مساحة خالية من الحكم على الذات، يساعد الذات الانسانية تجاوز آليات الدفاع مثل القمع والإنكار وغيرها من الاليات التي تعطل عملية الشفاء النفسي، يسهم وبصور فعالة في فك قبضة عقلك الواعي المسيطر وبالتالي التحكم بالأفكار والمشاعر بسلاسة اكثر.

كما انه يعمل تحديد ما تعتقده وما تشعر به حقًا، تساعد الفرد على التعرف على صراعاته الداخلية الحقيقية، ويسهم في فهم التباين بين ما يقوله الانسان لنفسه وما هو صحيح بالنسبة له، تمكين النفس من اتخاذ الخيارات التي تحل الصراع الخاص به على تجنبه، الحصول على وضوح بشأن السلوكيات الجديدة التي يمكن أن تساعدك في الوقت الراهن على المضي قدماً.

في الختام قرائنا الكرام نقول: ان عملية التداعي الحر العلاجية تعد من أكثر التقنيات النفسية التي تنتزع من المريض افكاره وتسهل عملية الوصول الى العلاجات الممكنة للكثير من العقد والامراض والارهاصات النفسية بدقة وبدون حرج ولا صعوبات.

اضف تعليق


التعليقات

Ait abdelaali abdelhadi
Maroc
السلام عليكم
تقنية التداعي الحر ابتكار يمكن ان يصيب وان يخطى التقدير حسب براعة المحلل.استخلاص العلاقة الفاترة في ذهن المريض من بين ما يبوح به المصاب جد معقدة .كما ان كل فهم غير صحيح قد يولد ويضاعف الأزمة لديه .ويبقى المعالج وشطارته عاملا حاسما في تغيير سكلوجية الشخص ونجاعة العلاج .2022-11-18