يعرف النفسيون النضج النفسي بأنه قدرة الفرد على الاستجابة الطبيعية للبيئة وتكون هذه الاستجابة مكتسبة وليست غريزية، او انه قدرة الفرد على فهم عواطفه والسيطرة عليها والوعي الكامل بالوقت والمكان المناسبين للسلوك ومعرفة متى يكون التصرف وفقاً لظروف وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه...
يعرف النفسيون النضج النفسي بأنه قدرة الفرد على الاستجابة الطبيعية للبيئة وتكون هذه الاستجابة مكتسبة وليست غريزية، او انه قدرة الفرد على فهم عواطفه والسيطرة عليها والوعي الكامل بالوقت والمكان المناسبين للسلوك ومعرفة متى يكون التصرف وفقاً لظروف وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.
بالرغم من التأكيد على ان النضج النفسي يستند بشكل كامل على القدرة على اتخذ القرار وشق طريقة العيش وما يتعلق بها الى انه يتضمن عمليات التطور العاطفي والاجتماعي مدى الحياة فمن خلال هذه العمليات يمكن الفرد ان يختار شريك الحياة المناسب والزميل او الصديق المناسب الذي يتوافق مع ميوله واتجاهاته واخلاقه وتربيه.
مراحل النضج النفسي تختلف باختلاف المراحل العمرية ففي سن العاشرة من العمر مثلاً يدرك الاطفال اهمية تفوقهم في المدرسة كما تتكون لديهم قدرة على تحديد نوع او مجال الدراسة التي يرغبون فيها مستقبلاً، اما في سن الثامنة عشر فيكون الفرد قادراً التحكم بالنفس والصيانة الذاتية، ومن اهم المؤشرات على تحكم الفرد بذاته ادارته لأمواله ومصاريفه وموارده.
وفي سن التاسعة والعشرين فيحدد الناضجين مجموعة من القيم التي بموجبها يأدون عملهم وهذه القيم هي من توصلهم الى الانجاز بالشكل الامثل، وفي يتراكم لدى الاشخاص تجارب واسعة وعلاقات اجتماعية كبيرة يستطيعون تسخيرها في حياتهم العلمية اليومية كما انهم يكونون قادرون على فهم ما يغضبهم ويثير استياءهم، ومن ثم التحكم بردات فعلهم تجاه تلك الأمور.
وحين يصل الفرد الناضج الى سن الخامسة والخمسين يصب جل اهتمامه على استثمار اي فرصة تحققها لهم الحياة ويحاولون عدم التوقف في حياتهم مهما بلغ حجم المعوقات، وفي السبعين من العمر يفكرون بنوع الإرث الذي سيتركونه وراءهم لمجتمعهم، ويشعرون بقيمة اليوم الذي يعيشونه على قيد الحياة.
من ابرز العلامات التي تشير الى تمتع الفرد بنضج نفسي عال وهي: اتصافه بأنه قليل الشكوى ودائماً ما يحاول التكيف مع المواقف الحياتية التي تواجهه مهما كانت حالته النفسية، على عكس الشكوى المستمرة من الافراد الذين لا يتمتعون بالنضج النفسي الكاف، كما لا يشعر بالإهانة حين يفشل في علاقة عاطفية او حينما يرفض لأنه يعرف نفسه ويفهم الاسباب التي حالت دون نجاح العلاقة فقد يصاب بالتشاؤم او الاكتئاب لمنه يعود الى منطق العقل ويعتبرها فرصة للتعلم.
كما من الدلائل انه لا يحمل الحقد فالإنسان الذي يحمل قدراً من النضج النفسي يستطيع التحكم بمشاعره ولا يعقد الامور او ربما يخلق الاعذار لكي يتجنب الاحقاد لوعيه بأنها لا تثمر شيء اوقد تجرّه ذلك إلى الانتقام الذي سيكون حتماً مدمّراً لنجاحه وسعادته في الحياة، ويتخذ الفرد الناضج القرار الصعبة دون تردد او خوف في الاوقات المناسبة التي تتطلب الحزم كي لا يعقد التردد او التماهي من الامور او ويأتي وقتٌ لا ينفع فيه اتخاذ قرار كان من المفروض ان يتّخذه قبل ذلك بوقتٍ طويل.
يثق هذا الإنسان بنفسه كثيراً ولكن بشكلٍ لا يصل إلى الغرور، فهو لا يؤذي الآخرين بنظرته إليهم، بل يسعى دائماً إلى مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم لأنّه يؤمن انّ العلاقات الإنسانيّة مبنيّة على المشاركة والمحبّة والمساواة في الدّرجة الأولى.
كما يتصرف ما يراه مناسباً بحسب المنطق والقواعد التي يضعها بنفسه، ولا يخرج عن هذا الإطار فقط لإرضاء الآخرين، وهذه العلامات لا تحدث عن طريق التربية او التدريب انما نتاج مجهود شخصي تراكمت من خلاله الخبرات، بأختصار هذه هي العلامات السّتة الأبرز التي تحدّد إن كان الشخص ناضجاً نفسيّاً أم لا.
ماذا يزيد من مستوى النضج النفسي؟
من اكثر الامور فاعلية في تكوين النضج النفسي هي ثقة الانسان بنفسه والتي توصله الى نضج نفسي اكبر بالمقارنة بغيره ممن لا يثق بنفسه، واحترام الذات له الاثر تنمية القدرة على قبول الناس كما هم لأنه عارف بأهمية التنوع وجماليته ودور في التكامل، ومن المهم أيضًا معرفة ما تشعر به وما تريده في كل لحظة من الحياة، كما العلاقات مع المجتمع تساعد على رفع مستوى النضج النفسي عبر معرفة نشاطاته ولغته وطريقة عيشه، وبهذا يمكن ان نرفع من النضج النفسي للإنسان وهذه غاية عظمى للإنسان الطبيعي الواعي.
اضف تعليق