بعض النقّاد والمحلّلين يرون أن الدراما العراقية ما زالت تدور في الحلقة نفسها، ما أدّى بالمتلقي العراقي الى مشاهدة الدراما العربية الّا اننا شاهدنا هذا العام تطوراً نسبياً في الدراما العراقية رغم عدد المسلسلات، والذي كان من المفروض ان يعرض على طيلة مواسم هذا العام...
بقلم: د. خلود جبّار
تُعرّف الدراما بأنّها نوع من التعبير الأدبي الذي يؤدّى تمثيلاً في المسرح أو السينما أو التلفزيون أو الإذاعة وقد أخذت الكلمة من مصطلح في اللغة الإغريقية القديمة بمعنى "العمل" وتأتي أيضا بمعنى التناقض، حيث إنها كلمة مشتقة من عدّة أسماء لكتّاب وفلاسفة مشهورين، اذ يجتمع في هذا النوع من التمثيل بخليط من الضحك والجد والهزل والخوف والحزن، وتعرّف ايضاً بأنها "حكايةٌ "تشخّص جزءاً من الحياة الإنسانية يعرضها ممثّلون يجسّدون ادواراً تمثيلية بتصرفاتها وافعالها وسلوكها.
ان بدايات الدراما والتمثيل كانت لضرب الأمثلة وتوضيح النصائح بصورة مرئية ومسموعة ومشهودة، وليست للتسلية والمشاهدة بقصد الاستمتاع وقضاء الوقت وقد كانت بدايتها بين طبقات الحكماء والفلاسفة والمهتمّين حتى ظهر بعد هذا المفهوم والجيل الأول أجيال تقوم بها بقصد الاستمتاع كما هو حال أي فائدة يستحدثها البشر، وتسعى الدراما لتثبيت نفسها، كما يحاول صنّاعها الارتقاء بها شكلاً ومضموناً .
وملخًص القول ان المستمتع بالاعمال الدرامية والمتفاعل معها برؤية تأملية يكتشف انها عملية داخلية تحدث في خلجاته من خلال تفاعلاته النفسية التي تهزّ مشاعره عند رؤية العمل الدرامي، اذ ان هدف العلاقة مع المتلقّي للعمل الدرامي علاقة جمالية تأثيرية وهذا ما يجعل مدركاته الحسيّة تتحرك تجاه حكاية العمل ومضمونه الفكري وما يتضمنه من قيم فنية وجمالية، والهدف النهائي منها هو الاستمتاع بجولة بصَرية في حدود الإطار الفني للكلمات و الاستمتاع بالعمل من خلال الذاتية الموضوعية.
ان دور المؤسسات الإعلامية هو الترويج للاعمال التي تستحق المتابعة والتي لها تأثيرٌ في نشر الثقافة والتعليم ، لهذا تسعى الدراما العراقية لتثبيت نفسها ويحاول صنّاع محتواها الارتقاء بها شكلاً ومضموناً، حيث يُعرض عدد كبير من المسلسلات العراقية على مختلف القنوات لكن بعض النقّاد والمحلّلين يرون أن الدراما العراقية ما زالت تدور في الحلقة نفسها، ما أدّى بالمتلقي العراقي الى مشاهدة الدراما العربية الّا اننا شاهدنا هذا العام تطوراً نسبياً في الدراما العراقية رغم عدد المسلسلات، والذي كان من المفروض ان يعرض على طيلة مواسم هذا العام.
وبسبب كثرة الفضائيات تنوّعت المواضيع الدرامية مابين الاجتماعي، التراجيدي، والكوميدي، فعلى سبيل المثال في مسلسل (ورث عمتي) كانت الموضوعة اجتماعية كوميدية اذ يتصاعد الصراع من اجل الورث في كوميديا اجتماعية هادفة، وفي مسلسل ( النقيب) يمثّل العمل خطوة أولى في طريق طويل لصناعة دراما عراقية هادفة تروي تضحيات أبناء العراق الذين وقفوا ضد داعش، أما مسلسلات ( زهرة عمري، والام طليعة، واولاد جابر وقطار الموت …الخ) لاشك نجد جهداً مميزاً في تقديم نشاط انساني للاعمال الدرامية الّا انّ معايير الجودة في العمل نجني ثمارها من خلال النتائج المتوقّعة من هذه الاعمال، من حيث انطباع المتلقي في تقبّله للعمل الفني ومقارنته ببقية الاعمال الدرامية العربية فان عدد الاعمال هذه يطمئننا بوجود شركات تسعى للانتاج الفني، وان الدراما في تطور ملحوظ.
اضف تعليق