انهم اعتادوا حمل الريموت كونترول في جيوبهم لانه يظهرون في اكثر من فضائية، دفعة واحدة، في المساء والصباح وعند الفجر، مشكلة هؤلاء انهم يتصورون أنفسهم، صنّاع رأي، لكن واقع الحال يبرزهم على انه فاقدي رأي، وما يصرحون به لا يتعدى كونه تهريجا، او رسائل مدفوعة الثمن...
يطلّ شهر رمضان الكريم، على العراقيين، وفيه يتحول اللاهثون وراء الطشة، الى نجوم شاشة بامتياز، يتسابقون على الوقوف طوابيرا، لموعد الحوار السياسي، يستحضرون المواضيع المجترة، وقد باتوا اكثر عددا من ممثلي الدراما، ويزاحمونهم في التمثيل والتمسرح، فيما بعضهم تعاقد مع فضائيات على الظهور بشكل يومي طيلة أيام رمضان.
البرامج السياسية الحوارية اصبحت كاميرا خفية تعتمد الاخوانيات والمجاملات، لأسماء يتكرر ظهورها المنعس على الشاشات، والمثير إنه حتى السياسي السابق والنائب المتقاعد، والعلاّس الفار من القضاء، حين يصحو من نومه لا يهتم بإنجاز مهمته قدر تأمين ظهوره على فضائية.
جلّ هؤلاء من طحالب الأمية السياسية، والأفكار التسطيحية، بعيدون عن المهنية والأكاديمية التي يتطلبها التحليل الاستشرافي والنظرة المستقبلية، لكنهم صدقوا أنفسهم بانهم باحثون استراتيجيون بمجرد ارتداء ربطة عنق، ومكياج.
صديق إعلامي باح لي سر البعض من هؤلاء كيف انهم اعتادوا حمل الريموت كونترول في جيوبهم لانه يظهرون في اكثر من فضائية، دفعة واحدة، في المساء والصباح وعند الفجر.
مشكلة هؤلاء انهم يتصورون أنفسهم، صنّاع رأي، لكن واقع الحال يبرزهم على انه فاقدي رأي، وما يصرحون به لا يتعدى كونه تهريجا، او رسائل مدفوعة الثمن، ولكل قاعدة استثناء طبعا، فلدينا من الصفوة الفكرية والإعلامية من تستحق ان يسمع لها، ويأخذ برأيها.
تلاحظ أن حفنة من هؤلاء، مع محاوريهم، لا يستطيعون كتابة ولا حتى مقال مهني واحدا بلغة صحيحة، عدا تويتريات وفيسبوكيات، بمستوى مبتدأ في الكتابة.
وفي اطلالة غريبة على برامج الحوارات السياسية، اقتحم ممثل دراما، برنامج حواري سياسي، ليتحول كل من الممثل ومقدم البرنامج الى مسرحييِّن بامتياز، فيما المضمون مجرد انطباعات ومعلومات بلا دليل او متحدث حقيقي عن الملفات.
اضف تعليق