q
"نعزيك أيها الصادق الذي يفيض علينا بشآبيب قلبه الذي لا ينضب النور منه"

لا يأفل البدر الا نحو أسرار كيف ارتحلت وأنت فيض أقمار

 

كل الحكايات ما كانت تفاجؤنا ريّا تكاد هنا تحتل أدواري

 

كم يرهق الموت آمالا بها كبرت عين الحقيقة في أنصاف أعمار

 

فيا جواد الأولى جادوا بما وهبوا وما استكانوا لآلام وأسوار

 

لا تترك الوقت بالآهات يحصدنا قم واستعد لوحك الحاني لأسرار

 

لا تترك الموت يلهينا بلحظته الكبيرة الحزن واشعل نجمك الساري

 

يا سيد الوقت يا جوْدا مراتبه من منبع الصدق من أضواء مختار

 

عد للحقول التي في الحب نائرة من السماء تضيء قلب آذار

 

أيا جوادا له رهن السباق بنا كيف التحقت بجرح لم يزل عاري

 

مازال جرح "الرضا" يسلو بنا وجعا وشيبة العلم ذاك الجهبذ الباري

 

مازال في ألم يحدو الفراق بنا أسراره المثلت في غيم أفكار

 

كيف استبقت الردى في ظل نافلة هل فلكها واقف أم فلكها ساري

 

أم رحت تسبق نزف النور ملتحقا ركب السماء بموال وأشعار

 

هذي مشاعلك الغراء شاهدة بعشقك الطهر في أدوار أطهار

 

فهل عزمت لها قصراً تبادرهم دار البقاء على ميمون أسفار

 

أم جئت للنجف الغراء مستلما دار السلام على أحضان أقدار

 

ألم تكن للنقاء الطهر خير فتى يذكي السماحة في أوطار أدوار

 

وكنت للخلق خلقاً في مودته مثل الصباح تفيض غير مختار

 

لا ينبت النور الا من منابعه فهل كشفت لسرّ الموت بالدار

 

أم أيقنت روحك الشماء رحلتها مستعجلا رحلة القربى لمضمار

 

هذا انتماؤك حيث الحزن أرقنا يراهن الوجد بطوفان الردى الجاري

 

كل الحكايات في روحي مغايرة تكاد من حزنها تنشل أعماري

 

يا ساقي الموت هلا قد رأفت به على حنايا غدٍ من عين مشوار

 

هلاّ فسحت له يتلو مناسكه الكثيرة الجود في آلاء أمصار

 

أم كنت تقبله في قلب فاطمة في قصر عمرٍ تزيّا حول أنوار

 

فخذ مفاتح هذا الحزن وافتحنا على البكاء وهيأ جرحه الناري

 

أفاجأ الحزن أن تبقى أزاهره كما الحقيقة في أضواء أنهار

 

فنم قرير السرى هذا أبوك هنا يتلوك في حزنه في مدمع جار

 

كما الحسين الذي صليتَ معرفة بجرحه مثل شلال بنوّار

 

جائت مدامعه تترى ترتله على المصاب بأرزاء وأكدار

 

وذا الحسين الذي ما زلت تعشقه يرويك من فيضه عذبا له ساري

 

يا أيها الكوكب الإنسان ما انكسرت حقيقة الشوق في ألوان أزهار

 

الا تضاعف هذا الحب يرهقنا يبكي بكاء ثكالى عند أحرار

 

وليس مثل أبي الأحرار يلهمنا لسلوة النفس مقدارا بمقدار

 

أأذكر النحر يوم الطف تقطعه كف البغاة ببتار وبتار

 

ظامي تهبره الأنصال باغية في موقف هز العالم الساري

 

أم أذكر الصدر قد رضّت أضالعه كضلع من عصروا في وخز مسمار

 

يا سيدي أيها الإنسان صبري هنا من صبر زينب فاقبل نقص أشعار

 

وتلك شحنة هذا القلب أبعثها للصادق الطهر في ميثاق أحرار

 

يا ايها المرتضى الحاني برفعته لرزؤك اليوم رزء الأهل والدار

 

جئنا نعزيك جمر الحزن يوقدنا وكل أحزاننا يحصي لها الباري

 

كما لنا في "الشهيد النمر" طوق أسى لنا بفقد "جواد" طوق أكدار

 

فذي أضالعنا تفديك موحشة تطفو إليك بآلام وأطوار

 

فخذ مرايا شجون الناس أجمعها حزنا وحبا وآمالا بأوتار

 

هي الولاية من تسقي حقيقتنا وتلك أغراسها تنمو كأشجار

 

ما كان حب أبي الأحرار في دمه يضيء فجرا وآلاء بأنوار

 

غدا بكأس أبيه يرتوي نهَرا وكوثرا من يد الزهراء مُعطار

 

غدا له في جنان الخلد نافحة من الأزاهير في لحن لأطيار

اضف تعليق