q
أقدمت السفارة القطرية في واشنطن مؤخراً على استخدام شركة \"بالارد بارتنرز\"، وهي مجموعة لوبي مقرّها فلوريدا عملت لصالح ترامب قبل أن يصبح رئيساً، وفق ما كشفته سجلات عن مجموعات اللوبي أخرِجت إلى العلن اليوم. كذلك أضافت الدوحة إلى فريقها من العاملين في مجال اللوبي...
بريانت هارس

 

في خضم الخلاف الخليجي، تستعين قطر بعناصر فاعلة من الحزب الجمهوري لديها شبكة معارف واسعة.

استخدمت قطر خبيراً في جهود اللوبي تجمعه روابط وثيقة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعزّزت نشاطها وأعمالها في حفنة من الولايات المحسوبة على الحزب الجمهوري على مشارف الاجتماع الذي سيعقده الأمير تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.

لقد أقدمت السفارة القطرية في واشنطن مؤخراً على استخدام شركة "بالارد بارتنرز"، وهي مجموعة لوبي مقرّها فلوريدا عملت لصالح ترامب قبل أن يصبح رئيساً، وفق ما كشفته سجلات عن مجموعات اللوبي أخرِجت إلى العلن اليوم. كذلك أضافت الدوحة إلى فريقها من العاملين في مجال اللوبي عدداً من الموظّفين الجدد في فلوريدا من شركة "مركوري بابليك أفيرز" للمساعدة في الشؤون الفيدرالية وتلك المتعلقة بالولاية.

تزامناً مع زيارة الأمير، يقوم كبار المسؤولين الاقتصاديّين وقادة الأعمال القطريّين بجولة على الساحل الشرقي بهدف توطيد الروابط التجارية في ميامي، وفي راليغ في ولاية كارولينا الشمالية، وشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية، حيث يتم إنتاج طائرة "دريملاينر" من "بوينغ". وتعكس الجولة القطرية المتعدّدة المسارات في الولايات المتّحدة، مجهوداً مماثلاً يبذله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي تقود بلاده حظراً ضد قطر مستمراً منذ عشرة أشهر على خلفيّة دعم الدوحة للإسلاميّين السياسيّين وعلاقاتها الوثيقة مع إيران.

قال سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لموقع المونيتور، إنّ القطريّين "يتطلّعون إلى علاقات في مجال الأعمال، لكن هنا في واشنطن يبدو أنّ المسألة الطاغية في النقاش هي محاولة إيجاد حلّ لهذا الخلاف".

تجمع ترامب روابط بالخبير في جهود اللوبي بريان بالارد، منذ ثلاثين عاماً، ما جعل شركة بالارد من مجموعات اللوبي التي تلقى الإقبال الأكبر على التعامل معها في عهد ترامب، بما في ذلك من قبل دول أجنبيّة أخرى كتركيا. وفي حين أنّ العقد الموقَّع مع "بالارد بارتنرز"، وقيمته 175 ألف دولار شهرياً، يشتري لقطر نفوذاً أكبر لدى إدارة ترامب، تؤكّد الشركة على أنّ الدوحة استخدمتها من أجل الدفاع عن مصالحها في فلوريدا.

ينصّ العقد على أنّ قسم الشؤون الاقتصاديّة في السفارة القطريّة استخدم شركة "بالارد" كي تزوّده بـ"خدمات استراتيجيّة في مجالَي الاستشارة والدعم... في ما يتعلّق بأعماله مع الأجهزة التنفيذيّة التابعة لحكومة فلوريدا"، وكذلك "مع كيانات خاصّة تقع داخل" فلوريدا. إلى جانب بالارد، عيّنت الشركة أيضاً جوزيه فليكس دياز، العضو السابق في مجلس نواب ولاية فلوريدا، في الفريق المسؤول عن تنفيذ العقد مع قطر، بالإضافة إلى شخصَين آخرين.

بيد أنّ العقد ينصّ أيضاً على أنّ شركة "بالارد بارتنرز" سوف تمارس ضغوطاً على الحكومة الأميركيّة لصالح قطر في مسائل منها تعزيز "العلاقات الثنائيّة الأميركيّة-القطريّة" وتطوير "التجارة، والاستثمارات والفرص في الأعمال".

بالإضافة إلى ذلك، استخدمت السفارة مؤخّراً خبيرين سياسيّين مقرّهما فلوريدا يعملان لدى شركة "مركوري بابليك أفيرز" التي تمثّل مصالح الدوحة منذ العام 2015؛ وهما مايكل هرنانديز، الذي عمل سابقاً مديراً للاتّصالات لدى عمدة ميامي، ودانييل ماري ألفاريز، المنسِّقة على مستوى الولاية لحملة إعادة انتخاب حاكم فلوريدا ريك سكوت في العام 2014. غير أنّ ألفاريز توقّفت عن العمل في الفريق المعني بقطر بعد أقلّ من شهر، وفقاً للسجلات.

بدأ آل ثاني زيارته بالتوجّه إلى فلوريدا لحضور منتدى أميركي- قطري للأعمال، ولقاء قائد القيادة المركزية جوزف فوتل الذي يتولى الإشراف على العمليّات العسكريّة الأميركيّة في الشّرق الأوسط، بما في ذلك الهجمات الجوّيّة التي تنطلق من قاعدة العديد الجوّيّة في قطر بهدف مكافحة الإرهاب.

تتطلّع إدارة ترامب إلى عودة العلاقات بين قطر وجيرانها إلى طبيعتها إلى درجة معينة، بعدما فرضت السعودية، والإمارات العربيّة المتّحدة، والبحرين ومصر حصاراً وحظراً مستمرَّين منذ أشهر ضدّ المشيخة الخليجيّة في حزيران/يونيو الماضي. وقد أنفقت قطر والإمارات ملايين الدولارات في الأعوام الماضية على حملات اللوبي المتنافسة، وفقاً لمراجعة أجراها موقع المونيتور لسجلات عن جهود اللوبي.

من المقرَّر أن يعقد آل ثاني اجتماعاً مع ترامب يوم الثلاثاء لمناقشة "سبل توطيد العلاقات بين الولايات المتّحدة وقطر من أجل العمل على تحقيق أولويّاتنا الأمنيّة والاقتصاديّة المشتركة"، وفق ما ورد في بيان صادر عن البيت الأبيض الأسبوع الماضي. وبعد فترة وجيزة، سيلتقي الرئيس الأميركي وليّ العهد الإماراتي الأمير محمد بن زايد آل نهيان. ويُتوقَّع أن تُتوَّج هذه الاجتماعات بقمّة لمجلس التعاون الخليجي في أيلول/سبتمبر على وقع المناشدات التي توجّهها إدارة ترامب إلى الأفرقاء من أجل تسوية خلافاتهم.

قال هندرسون، "أتوقّع أن تتمّ تسوية هذه الأزمة في وقت قريب"، مضيفاً، "أستشفّ – ربما كانت إشارة صغيرة – تضعضعاً في وحدة الصّفّ بين السعودية والإمارات حول هذه المسألة، لكن الإماراتيّين متمسّكون بموقفهم المتشدّد".

وداخل الإدارة الأميركيّة نفسها، سبق أن لمّح مستشار الأمن القومي الجديد في فريق ترامب، جون بولتون، إلى موقف متشدّد مماثل من قطر، عندما قال لموقع "بريتبارت" الإخباري المحافظ إنه ينبغي على الولايات المتّحدة أن تُدرِج جماعة "الإخوان المسلمين" المدعومة من قطر على قائمة التنظيمات الإرهابيّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ زيارة أمير قطر هي أوّل اجتماع يعقده ترامب مع مسؤول أجنبي بعد تسلّم بولتون منصبه اليوم.

لكن بإمكان آل ثاني أن يتباهى منذ الآن بتحقيق زيارته نتيجة واحدة ملموسة على الأقل، بعدما أعلنت الإدارة الأميركيّة اليوم عن موافقتها على بيع صواريخ موجَّهة بدقة إلى قطر بقيمة 300 مليون دولار أميركي. وتأتي عمليّة البيع هذه بعدما أعلنت إدارة ترامب الشهر الماضي عن مبيعات عسكريّة إلى السعودية تفوق قيمتها 3.5 مليارات دولار.

http://www.al-monitor.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق