رجال لم يعرف الخوف طريقا لهم تحملوا حرارة الشمس ليكملوا مسيرهم الى طريق الشهادة رغم حرارة الصيف بحلول شهر رمضان ما زالوا يرتدون دروع الصبر ويواصلون صيامهم نذروا الأنفس وتركوا الدنيا وما يملكون فيها من عيال وأموال ليرسموا لوحة تضحيات من دمائهم الزكية احتشدوا من محافظات الجنوب ليسطروا في كل ساعة نصرا جديدا، وفي كل ملحمة يعلنون انهم جاءوا من اجل تحرير الانسان قبل تحرير الارض حيث ما زالوا على العهد اوفياء ملبين نداء المرجعية وما يصدر منها يقدسون تلك الاحرف التي على نورها انطلقوا وعلى بركات فيضها زحف الجموع نحو الشهادة ليسجلوا في كل يوم ملحمة ليحرروا ارض العراق التي ترخص دونها كل الدماء.
بيوت مطمئنة
الحاجة ام كامل 80 سنة قالت: إلتحق حفيدي أنور بالحشد منذ شهور خلت ما كان أبواه مقتنعين على ما عزم عليه لربما هو ايضا فقد كان شديد التأثر بصديقه الذي لبى نداء المرجعية لم نبدي اعتراضنا على رغبته كنا نقول سيترك بعد اول هجوم انطوت الشهور وكلما عاد انور لنا نتشبث به لنمنعه من مغادرة البيت لعله يعدل عن قرار العودة وبعد اليأس طلبت من والديه ان يتركاه فلولا وجوده هناك ما كنا اليوم نعيش في بيوتنا مطمئنين, ها هو انور قد كبر قبل اوانه فمنظر اخوانه في ساحات الوغى جعل منه رجلا ما كان يفترش سجادة صلاة ولا يدخل جامع اما اليوم اراه يحمل روحه بين كفيه ليكمل ما ابتدأه وهو يواصل صيامه رغم كل الصعاب اسأل الله ان ينصره وينصر كل المقاتلين.
في حين قال غيث عادل 28 سنة اقبل شهر رمضان المبارك وما زلنا نواصل طريقنا بتحرير الاراضي المحتلة رغم حرارة الصيف اللاهبة ونحن نواصل صيامنا وقد شهدنا الكثير من الصعاب والمشاهد المؤثرة التي تترك اثرا في النفس منها البيوت التي تم الاستيلاء عليها وتشريد عوائلها ومنها قتل الرجال وسبي النساء ويطول الحديث عن تلك المشاهد التي تنسينا الم العطش والجوع ولا نفكر بشيء غير ان نكون يد واحدة لردع المحتلين حتى نعيد لتلك العوائل بيوتهم وحياتهم لنشعرهم بالامان والطمأنينة.
فيما قالت مروة عزيز 17 سنة بعدما هربت أنا وأمي وإخوتي في البراري من الانبار استقبلتنا قوات عسكرية قاموا بمساعدتنا ونقلنا الى محافظة كربلاء كان الخوف قد انهى قوانا حتى اننا فقدنا الامل من رؤية ابي من جديد وبعدما عشنا شهور في كرفانات النازحين اتصل بنا رجل يقول ان والدكم جريح وهو في المشفى علمنا فيما بعد ان رجال الحشد الشعبي استطاعوا ان ينقذوه من رمق الموت بعد معركة دامية عاد ابي الينا لكنه لم يتوقف في تلك النهاية بل التحق بالحشد الشعبي ليساهم بخلاص الكثير مثله من ايادي المحتلين واليوم قد شهدنا مبتغاه فقد اخبرنا هاتفيا باننا سنعود الى الديار وهم يواصلون مسيرهم قدما فلم يوقفهم حر الصيف وقدوم الشهر المبارك فما زالوا مستمرين في تصدي هجمات الاعداء وهم باقين على صيامهم يحملون دروعهم وعتادهم ليعيدوا الامان والطمأنينة لبيوت قد خلت من أهلها ليعاودوا العيش بين جدرانها ونحن منهم .
قاسم مصلح معاون قسم النظام في العتبة الحسينية امر معسكر الامام الحسين عليه السلام حدثنا عن انجازات الحشد الشعبي حيث قال: ان ما يقدمه رجال الحشد من تضحيات لا تقدر بثمن فيما يقع على عاتقهم من مسؤولية لا تتوقف عند الجهاد فحسب بل الالتزام بالقيم والمبادئ الانسانية.
فحينما يدخلون إلى المناطق المحتلة يتوجب عليهم مساعدة المحتاجين والحفاظ على ارواح الناس وممتلكاتهم وهذا ما سعوا اليه المجاهدون في حين وصولهم إلى ابواب الفلوجة.
وبرغم اننا في الشهر الفضيل مع حرارة الصيف اللاهبة الا ان المجاهدين مازالوا يحافظون على صيامهم , حيث تمثلوا بجهاد النفس من خلال وقوفهم على ساتر المعركة لساعات وهم يرتدون دروعهم الثقيلة حاملين عتادهم والشمس تلفح وجوههم وقد تقيحت شفاههم من العطش الا انهم كانوا يصرون ويمتثلون إلى طاعة الله تعالى فهذا ان دل على شيء يدل على طاعة المجاهد لله سبحانه والاتزام بكل تفاصيل وتنفيذ الفتوة الجهادية من جهاد النفس والعبادات الاخرى .
ولا يسعني ان اقول كلمة اعرب بها عن بسالة هؤلاء الابطال الاشاوس وهم يؤدون فريضة الصيام على اتم وجه والكثير من الاخوة نالوا درجة الشهادة وهم صائمين امثال اللواء عبد الكريم الحسناوي فقد نال الشهادة في العام الماضي في العشرة الاولى من ايام الشهر الفضيل , فهنيئا لمن ينال هكذا شهادة، واضاف بانه تم تجهيز المقاتلين بمؤونة خاصة لحلول شهر رمضان حيث تم نقلها مع الاخوة المجاهدين وقد اصدر سماحة السيد فتوى بخصوص المقاتل الذي يضعف بدنه ويقل قتاله او تقل عزيمته امام العدو عليه الافطار ويصومه في وقت اخر , لكن الله وفق المجاهدين ان ينالوا هذه المرتبة مرتبة الجهاد والقتال اسأل الله ان يرزقنا حسن العاقبة ويوفق اخواننا المجاهدين في ساحات الوغى.
اضف تعليق