إن بعض الاصدقاء يتجاوزون الخطوط الحمراء في طبيعة العلاقات الاجتماعية مثلًا يصطحب زوجته الى بيت صديقه الوسيم او بالعكس ثم يفسح المجال لحصول كلام بينهما وتلاقي ومقبولية تتحول الى خرق لقيم الصداقة الحقيقة، فيحدث مالم يكن في الحسبان حيث يكتشف أحدهم ان هناك اتصالات سرية ولقاءات ورسائل بين زوجته وصديقه...
يعد الضغط اليومي على الأزواج عاملًا مؤثرًا في مستقبل العلاقة بينهما. لذلك، يجب على الأزواج العمل معًا لتحديد الضغوط التي يوجهونها وتحديد كيفية التعامل معها بشكل فعال. اذ يمكن أن يساعد التواصل المفتوح والصريح في تحسين العلاقة وتقليل الضغوط اليومية.
بينما يلجأ بعضهم إلى خيار الطلاق واستكمال الإجراءات القانونية المترتبة على ذلك، وان الطلاق هو خيار يمكنهم اختياره الأزواج الذين يشعرون بأن العلاقة بينهما لم تعد صحية أو سعيدة، في حين يجب على الأزواج العمل معًا للتأكد من أن هذا الخيار مناسب لهم وللأسرة بشكل عام.
ما هي أسباب الطلاق؟ هناك أسباب عديدة للطلاق المباشر، مثل انعدام الثقة بين الأزواج، عدم الاحترام، الغيرة المفرطة، العنف الأسري، عدم التوافق العاطفي، الخيانة، أو أي سبب آخر يجعل العلاقة بين الأزواج غير مستدامة، لذا يجب على الأزواج العمل معًا لحل المشاكل التي تواجههما، وإذا فشلت جميع المحاولات، فقد يكون الطلاق المباشر هو الخيار الوحيد المتاح لهم.
في الوقت نفسه هناك أسباب عديدة للطلاق غير المباشر، مثل الأصدقاء، عدم الاهتمام بالعلاقة، عدم الاتصال العاطفي، الإدمان، عدم التوافق في الأهداف والرؤى المستقبلية، والتغييرات الشخصية التي يمكن أن تؤثر على العلاقة. وبالتالي يصبح الطلاق غير المباشر هو الخيار المناسب إذا كان الزوجان يريدان الانفصال بشكل هادئ دون إثارة الجدل، أو إذا كان لديهما أطفال ويريدان الحفاظ على العلاقة الودية لأجلهم.
ما هو دور القانون في زيادة حالات الطلاق في العراق؟ يلعب القانون دورًا في زيادة حالات الطلاق، إذا كانت القوانين تسمح بالطلاق بشكل أسهل وأسرع. ومع ذلك، يمكن أن يحمي القانون الأشخاص المتضررين من العنف المنزلي والاعتداءات الجنسية، ويمكنه أيضًا توفير الحماية للأطفال والممتلكات والأصول المشتركة.
إن معدلات الطلاق في العراق ارتفعت بشكل خطير، بواقع 19 ألف حالة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بواقع 9 حالات طلاق في الساعة الواحدة، العراق شهد ارتفاعا في حالات الطلاق خلال الربع الأول من هذا العام حيث بلغ عددها 19 ألف حالة طلاق، بمعدل تسع حالات طلاق بالساعة الواحدة، حسب إحصاءات مجلس القضاء الأعلى.
تلك الأرقام تؤشر إلى نسب عالية وخطيرة للطلاق، وجاءت بغداد بالمرتبة الأولى بعدد الحالات، وبعدها البصرة بالمرتبة الثانية.
هناك عدة عوامل تؤثر في نسبة الطلاق في العراق، بما في ذلك الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والتغيرات في القيم والتقاليد الاجتماعية. ومن العوامل الأخرى هو الأصدقاء لزيادة نسبة الطلاق في العراق.
اذ يعد الأصدقاء سببًا من أسباب في زيادة حالات الطلاق في العراق، ويلعبوا دورًا في ذلك. اذ يؤدي تأثير الأصدقاء على الزوجين إلى تشجيعهم على اتخاذ قرارات غير مدروسة بشأن الطلاق، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة حالات الطلاق. ومع ذلك، يجب على الأزواج بالتفكير بالأمور حياتهم بطريقة الصحيحة والإيجابية حفاظاً على اسرتهم، دون تأثير الأصدقاء السلبي.
ولأهمية الظاهرة وتأثيرها على مجتمعنا من ناحية الاجتماعية والحقوقية، حيث يؤدي الطلاق إلى تفكك الأسرة وتشتيت الأطفال، وقد يؤدي إلى العزوف عن الزواج.
الى ذلك يحتاج الأزواج الذين يطلبون الطلاق إلى حماية قانونية لحقوقهم المالية وحقوق الأطفال، ويحتاجون إلى الوصول إلى العدالة في النظام القضائي. قامت شبكة النبأ المعلوماتية استطلاع رأي بهذا الخصوص وطرحت أسئلة على عدد من المختصين والمهتمين، وكان سؤالنا كالآتي:
لماذا يعد الأصدقاء سبباً في زيادة حالات الطلاق في العراق؟
التقيت الأستاذ (عبد الكريم العامري)، باحث اجتماعي، اذ قال: يعد الطلاق مشكلة وحل.. بأبسط ما أقول عنه للأسف.. متزوجين وعزاب يمارسون الرذيلة مع غير زوجاتهم ومتزوجات وغير متزوجات يمارسن الرذيلة مع غير ازواجهن.. يعني قبول وتقبل الفاحشة واضاعتها باعتبارها من قيم التغلب الطارئة على المجتمع!! المؤسف انها تقع بين الأصدقاء.. فكيف شاعت هذه الفاحشة ومن يغذي بعد ان تحولت من مشكلة الى ما يشبه الظاهرة؟
1ـ الأصدقاء بشكل عام لهم الأثر الأكبر في تبادل أدوار كثيرة، فهم يشجعون على ترك الدراسة والهجرة والادمان حتى تصل الى الزواج والطلاق.
2ـ ساعدت وسائل الاتصال الحديثة على خلق مجموعات صداقة سيئة من خلال شبكات التواصل، حيث يتعرفون على بنات تكون نهاية العلاقة ارتكاب المحارم من قبل عدة اصدقاء وحتى لا تنكشف القضية يتزوج واحد منهم تلك الفتاة ولو سرًا ثم يشجعونه على طلاقها.
هذا الزواج السريع أسرع من سلق البيض يدفع الى تكرار التجربة.
3ـ الأصدقاء نراهم مجموعة لكنهم يعيشون بروح واحدة لا آمر ولا ناهي لهم، كل واحد منهم يؤدي دور صديقه لذلك يستمع الصديق من الاصدقاء أكثر من الاهل.
4ـ غياب الكثير من القيم الاجتماعية بسبب الانفتاح والسفر والهجرة مع تعطل دور مؤسسات، والبيت والمدرسة وضعف تطبيق القانون خوفًا من عواقب يتلقاها رجل القضاء والشرطة.
5ـ عندما يقع الشخص المخالف تقوم مجموعة الأصدقاء بالبحث عن حلول لإنقاذ الصديق.
6ـ أصبحت علاقات الاصدقاء هشة حيث يدخلون البيوت الآمنة ما تلبث ان تتحول الى كوارث أيسرها الشك ثم الطلاق.
7ـ العطالة عن العمل ومتطلبات الحياة التي لا ترحم ومجرد حصول توتر أسري تلجأ البنت او الولد الى استشارة صديق جاهل او حاقد ينصح بالطلاق وكأن هذا الصديق متخصص بحل المشكلات بل العكس وهؤلاء هم أصدقاء السوء الذين يشجعون بعضهم البعض على السهر والابتعاد عن استقرار الاسرة بل يصل الامر الى تهديد الكيان الاجتماعي.
الأستاذ علي نوماس شعواط، باحث أقدم في قسم الحماية الاجتماعية في كربلاء، يقول:
تعد دائرة الاصدقاء سببًا من الاسباب الرئيسية لحدوث حالات الطلاق ما بينهم، فكل منهم يحمل ثقافة ورؤية معينة حول الزواج وعن دور المرأة في حياتها الزوجية فالبعض منهم ممن لديه ثقافة واطلاع شرعي وقانوني بهذا الامر يعطي للزوجة دور مهم ويعتبرها شريكة له في حياته ويعطي لها حرية الرأي والقرار.
وأضاف شعواط، إن "بعض الاصدقاء بل اغلبهم يغلب عليه الطابع العرفي وتقاليد المجتمع متجاهلاً احكام دين والحقوق التي شرعها للمرأة فيرى بان المرأة هي مجرد عاملة في بيت الزوج ومهامها الطبخ والواجبات الزوجية فقط ولا يعطيها اي دور او اي اهمية ولا يمنحها ابسط حقوقها فتراه يحرض غيره من الاصدقاء عند حدوث اي خلاف مع زوجاتهم على اهمالها وتهميشها وعدم الاكتراث لقراراتها".
من هنا نرى انه للأصدقاء أثر كبير في ان نسلك حياتنا الزوجية بالطريق الصحيح او الخاطئ لذا يتوجب علينا اختيار الصديق الصدوق الذي يقدم النصح والارشاد ويحاول اصلاح الأمور.
الأستاذة فاطمة عاشور، إعلامية من كربلاء، أجابت قائلة: إذا وجدت النية لدى أحد الطرفين بالانفصال فأصدقاء السوء سوف يشجعون على هذه الخطوة ويباركونها وذلك لأنهم كانوا يشعرون بالغيرة والحسد من علاقتهما ببعضهما البعض.
بعض الاصدقاء ممن لم يرتبطوا او من هم بالأساس في حالة طلاق او انفصال سوف يشجعون على هذه الخطوة حتى لا يكونوا البائسين لوحدهم.
هناك أصدقاء أيضاً يصورون حياة العزوبية بأنها وردية وأفضل من الحياة الزوجية لذا يشجعون ويبدون بذكر مساوئ وسلبيات الزواج.
من جهتها محامية سرى الربيعي، ترى: انه لا يمكنني أن أقول بأن الأصدقاء سببًا رئيساً في حالات الطلاق، يعد هذا السبب عاملًا مساعدًا في زيادة الخلافات العائلية كانت بقصد أو بدون قصد مثل بعض التصرفات الصغيرة لكن من ناحية المعنى تكون كبيرة أو في حالة التعمد من خلال قال وقيل وحتى أخذ الوقت والاهتمام من الزوجين تكون مؤثرة أحيانًا بالنزاعات أو من خلقها.
من جاببنه ذكر الأستاذ فاضل علي السهلاني، لواء متقاعد ومحامي، أن: السلبيات في المجتمع كالأمراض السارية المعدية تنتقل من شخص لأخر عن طريق تبادل الأحاديث ونقل التصرفات والمعاملة بين الرجل وزوجته لأصدقائه بصورة تباهي واثبات الذات وطغيان الرجولة والصرامة ولهذا نجد ان بعض الشباب يتغير بتعامله مع زوجته متأثرًا بما سمعه من صديقه، وغالبًا ما يكون هذا التغير سلبي يحاول ان يفرض فيه الزوج سطوته على زوجته فتحدث المشاكل التي تؤدي الى حالات الانفصال والطلاق، أولا.
ثانيًا/ إن بعض الاصدقاء يتجاوزون الخطوط الحمراء في طبيعة العلاقات الاجتماعية مثلًا يصطحب زوجته الى بيت صديقه الوسيم او بالعكس ثم يفسح المجال لحصول كلام بينهما وتلاقي ومقبولية تتحول الى خرق لقيم الصداقة الحقيقة، فيحدث مالم يكن في الحسبان حيث يكتشف أحدهم ان هناك اتصالات سرية ولقاءات ورسائل بين زوجته وصديقه، وهنا تبدأ المشاكل التي تنتهي بالطلاق.
ثالثًا/ إن بعض الشباب يكونون علاقة مقصودة مع اخرين من اجل الوصول الى زوجاتهم واقامة علاقات معها.
رابعًا/ الفارق بالإمكانيات المادية بين الاصدقاء والاختلاط الزائد يجعل بعض السناد المحرومات من الاهتمام والمادة يتقربن لأصدقاء ازواجهن من اجل اشباع رغبة في اقتناء شيء مميز او المساعدة المادية وغيرها مما يؤدي ذلك الى انهيار الصداقة وبناء علاقات سرية محرمه تؤدي اخيرًا الى الطلاق.
خامسًا/ الثقة الزائدة بالأخر التي تدعو الشاب ترك زوجته معه او السماح له بلقائها او الدخول لبيت الزوجية متى شاء كلها امور تسبب خرق اخلاقي غالبًا ما تكون نتائجه هدم كيان العائلة وتدميرها وتفكيكها.
شوقي كريم حسن، روائي وكاتب مسرح، أجاب قائلا: لا اظن إن هذه الظاهرة مؤكدة بتمامها في العراق، لأننا مجتمع قيمي تتحكم بوجودنا قيم وعادات وتقاليد تمنع في حدود الممكن من انتشار مثل تلك الحالة وان وجدت فإنما وبحسب ما تعلنه الجهات القضائية المعنية بالأمر لا تشكل خطراً وصدعاً اجتماعياً يهدد البنى الاجتماعية بكل ما فيها من قلق واضطراب، ولكن الامر يحتاج الى اشارة قبل ان يتسع ويحول الى خلل اجتماعي صعب معالجته اول المساعدات لأمر كهذا هي وسائل التواصل الاجتماعي التي خرجت عن شرعيتها الاستخدامية متحولة الى فعل من افعال الانتقام وتجسيد روح الخيانة وتجاوز الاخلاقيات الانسانية الخاصة والعامة.
خيانة الاصدقاء لبعضهم البعض اي كانت هو فعل مذموم ومرضي لابد من معالجته لان الصداقة بأعلى مفاهيمها هي الرابط الاجتماعي السامي والذي من العيب جدا التقرب منه والمساس بخصوصياته المشيدة للأخلاق والقيم.
الانفلات الاتصالي هو السبب الاول زائداً ما اسميه الغواية الشيطانية التي تدفع الى امر خطير كهذا.
يقال ان الصديق الصدوق أكثر من اخ وأقرب فكيف يخان الصدق وتسفك دماء الصداقة بهذا الرخص الذي ما يلبث ان يضر بالمجتمع كاملا، التشريعات وحدها لا تكفي في الردع بل إذا ما تأكدنا من انتشار الامر من ايجاد حملات توعية شعبية عامة ودفع المجتمع بكله الى الوقوف ضد هذه الظاهرة وفضح مراميها ومقاصدها النفسية، الخيانة اي كانت فعل مدمر خطير!!
دكتورة زينب كريم الشاحني، مديرة قسم تمكين المرأة في الديوانية، قالت: إن الصداقات احيانًا تكون سببًا لخلافات أولية قد تقود للطلاق مستقبلاً، هو المقارنة وعدم القناعة بالنسبة للنساء.
اما الرجال فقد يكون الانشغال بالمتعة الشخصية ولقاءات الأصدقاء على حساب الوقت المخصص للأسرة، وحتى النساء إضافة للمقارنة قد تنشغل بتبادل الزيارات مع الأصدقاء أو (من يكافئهم) مثلا قضاء وقت طويل في بيت الاهل على حساب وقت الأسرة من زوج وأطفال.
كذلك هناك جنبة السماح للأصدقاء بالاطلاع على الأسرار بين الزوجين وتقبل النصائح بصورة مباشرة أو بلا وعي وأحيانًا ضعف الشخصية قد حتى يسمح للصديق بالتدخل المباشر.
عزيز ملا هذال، باحث نفسي وتربوي، أجاب قائلا: نلاحظ كمختصين في مجال التربية وعلم النفس ان الانسان ومن كلا الجنسين حين تعترض حياته سيما الاسرية عقبة معينة يلجئ الى من يعتقد انه سيرشده الى الصواب لكن للأسف ان الكثير من المستشارين يقدمون استشارات بدوافع عاطفية اكثر مما هي عقلانية وهو ما يؤدي الى الانفصال وفي الامر خسارة لطرفي العلاقة وللأطفال ان وجدوا، ولعل لست مجنيا ان الكثير من العلاقات التي تشهد انفراط العقد وراءها نصيحة حمقاء لصديقة او اخت لا تفكر في مالات الامور في المستقبل، فمجتمع النساء يعج بمثل هذه المشكلات وقانا الله واياكم شرها، فنحن نعتقد ان الكثير من الاصدقاء يمارسون ادواراً سلبية في مثل هذه المشكلات وصولاً الى حالات الطلاق المرتفعة في الوقت الحالي اكثر من اي وقت للأسف.
ولان الانساني اجتماعياً بطبعه فهو يؤثر ويتأثر بمحيطه الاجتماعي وهذا امر طبيعي جدا، لكن الغير طبيعي هو التشبع بالأفكار السلبية التي توصل الانسان الى نتائج قد يندم عليها لات حين مندم، لذا يجب هو ان يمتلك الانسان حصانة فكرية ونفسية ضد الافكار الهادمة للعلاقات والقيم والسلوكيات السليمة التي تربينا عليها ومنها العلاقات الاسرية التي باتت تعصف بها رياح التدخلات الخارجية.
اضف تعليق