شهدت الساحة العراقية دخول وسائل نقل من مناشئ مختلفة، ولعل بعض مواصفات المركبات الجديدة أسهمت في انتشارها على نطاق واسع وسريع: رخص أثمانها، وصغر حجمها، فضلاً على مناورتها وانسيابيتها في الازدحامات الشديدة التي غالباً ما تخنق العاصمة بغداد.
وأهم وافد جديد هو الـ(توك توك)، وهو دراجة نارية ذات ثلاث عجلات مخصصة لنقل الاشخاص. وقد شاهد العراقيون هذه المركبة في الافلام الهندية والعربية، ولكن اليوم أصبحت حقيقة أمام العيان.
عند سوق (الاولى) بمدينة الصدر يقف عدد من سائقي (توك توك) وأغلبهم من صغار السن، ويحدوهم الامل في أن تكون هذه المركبة الجديدة ضالتهم لكسب العيش. محمد علي (14) عاما يقول "بعض اهالي مناطق التجاوز يفضلون (توك توك)، لأنه يستطيع الدخول الى المناطق الضيقة وعديمة الخدمات، ولا سيما أوقات الامطار".
فيما يؤكد زميله سيف طارق (18) عاماً أن السبب وراء رواج (توك توك) هو رخص ثمن الاجرة مقارنة بسيارات (التاكسي)، ويضيف "نأخذ مبالغ بسيطة على الزبون، مثلاً من سوق الاولى الى قطاع صفر من ألف دينار الى الفي دينار، وأغلب النساء يفضلن ركوب (توك توك) على السيارة، وذلك بعد المماطلة على الاجرة".
وعن أسعار القادم الجديد يقول هادي علوان بائع مختص في سوق الدراجات النارية بشارع فلسطين "السعر بين مليونين ونصف الى ثلاثة ملايين دينار وحسب النظافة والنوع والمنشأ"، ويضيف علوان "مثل هذا المبلغ مناسب لمن يريد ان يعمل، ويجد له باب رزق يعتاش منه". ولكن ماذا يقول اصحاب السيارات عن الـ(توك توك) في ظل وجود منافسة قوية بين الطرفين؟
محمد سعدون (34) عاماً يقول "بعض التجاوزات على الارصفة وعدم الوقوف في الاماكن المخصصة والتجمهر امام الاسواق ولّد حالة ارباك وازدحام". أما سائق (الكيا) وليد جابر (34) فيقول "اغلب سائقي (توك توك) من المراهقين الذين لا يلتزمون باسط قواعد المرور، واحياناً يتصرفون ويقومون بأفعال غير مدروسة حيث تكثر المشاكل مع بقية سائقي الاجرة والمشاة".
ويتخذ اصحاب الـ(توك توك) ارصفة الشوارع المقابلة للأسواق مكاناً لتجمعهم حيث تحاول الاجهزة الامنية تنظيم وقوفهم، واحياناً منعهم لأجل سلامة الجميع كما يقول العريف (س. ع.) في الجيش العراقي "هناك خشية من استهداف مثل هذه التجمعات البشرية من قبل الارهابيين، فضلاً على أن تجمع هؤلاء امام الاسواق يولد ازدحاماً مرورياً، ونحن نتصرف معهم على وفق القانون".
أما محمد رسول (20) عاماً سائق (توك توك) فيقول "الاجهزة الامنية تطاردنا ونحن على باب الله، نركض وراء رزقنا الذي غالباً ما يكون قرب الاسواق". وعن دول العالم التي تشتهر بانتشار وسائل النقل الرخيصة يقول الخبير الاقتصادي مهند البيضاني "بعض الدول التي تعاني من مشكلات زيادة السكان تلجأ الى وسائط نقل صغيرة الحجم، ورخيصة الثمن، وغير ملوثة للبيئة، ولا سيما في جنوب شرقي آسيا كالهند وباكستان والصين وفيتنام، وحتى بعض الدول الافريقية كمصر، ويتم انتاج هذه المركبات محلياً كالدراجات الهوائية والنارية والستوتة وتوك توك وحتى السيارات الصغيرة ذات الاستهلاك القليل للوقود.
اضف تعليق