تسعى ” جوجل ” إلى تقديم المساعدة لنا في جميع نواحي حياتنا اليومية، بدءاً من تسهيل تواصلنا مع الآخرين في أنحاء العالم وحتى تنظيم يوم عملنا ليتسنى لنا التركيز على الأمور المهمة فقط الجميع يعرف هذا ولكن لابد أن يخطر في بال الكثير مننا من هم العباقرة مؤسسين صديقنا اليومي ” جوجل ” ..!؟ وما هي ” قصة نجاح ” هذا الموقع العظيم !؟
المؤسسين ونشأة العباقرة
” سيرجي برين ” و ” لاري بيج ” أصحاب قصتنا عن ” النجاح ” اليوم، هذان الشابان ترعرعا في بيئة كانت مبنية على شيئين أساسين هما الرياضيات والكمبيوتر كان كل شيء بالنسبة لهم, مشكلة حسابية. كل شيء موضع للشك ويستحق البحث فيه اشترك الاثنين في نفس الاهتمامات والطموحات بالإضافة إلى المهارات التي يكمل كل منهما بها الآخر.
ازرع العلم في موضعه تحصد العلماء
هذا ما امن به أهل العبقريين فجميعنا نعي الدور المهم للأهل في ” قصة نجاح ” أي شخص,
كانت العائلتان قد التفتا إلى إمكانيات أطفالهم منذ الصغر حيث أن الاثنان حضرا مدرسة مونتسوري وهي مدرسة تعمل على تخليق وتطوير قدرات الإبداع في الأطفال في سن صغيرة و مهاراتهم العقلية و الجسمية في المراهقة.
كمان أن والدا ” سيرجي ” كانا متخصصين في العلوم والتكنولوجيا حيث عملت والدته كباحثة بمركز أبحاث جودرد لأبحاث الفضاء والطيران بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا وعملت في برنامج لمحاكاة الظروف الطبيعية التي تؤثر على السفر في الفضاء كالضغط الجوي والحرارة. أما الأب فهو مايكل برين أستاذ الرياضيات بجامعة ميريلاند والذي قام بنشر عدد من الأبحاث العلمية حول حل المسائل الرياضية المعقدة، والذي له إسهاماته في مجال الهندسة التجريدية وأنظمة الحركة و بالتالي أسهمت العائلتين بشكل كبير في كتابة ” قصة نجاح ” هذين المبدعين.
رب صدفة خير من ألف ميعاد
هذا ما حدث مع ” سيرجي برين ” و ” لاري بيج” في الجامعة حيث التقى هذان العبقريان الطموحان وتعرفا بالصدفة وتحدثا في كثير من المواضيع فاكتشفا أن لديهم الحلم ذاته وهو (التحدي للحصول على معلومات مهمة من بين مئات وآلاف المعلومات) وتعتبر هذه المرحلة نواة ” قصة نجاح ” هذان العبقريان.
– هل أتت خبرتهما وإبداعهما من فراغ !؟ وهل الدراسة النظرية كافية للوصول إلى أهدفنا الكبرى.!؟
بالتأكيد الحياة النظرية ﻻ تكفي للوصل للإبداع ولكن تحتاج صقل وإسقاط من خلال الحياة العملية وهنا كان دور الوظائف التي شغلاها العبقريان ” سيرجي برين ” و ” لاري بيج” والتي كانت منطلق فكرة تأسيس شركة ” جوجل ” المشهورة ﻻحقا.
”برين” حصل على وظيفة في الجامعة كباحث على معلومات من بين قاعدة بيانات هائلة أما ” بيج ” حصل على وظيفة في ( التا فيستا ) حيث كانت حين ذاك – التا فيستا – أشهر ” محرك بحث ” ومن هنا بدأت ” قصة نجاح ” كلاهما.
” محرك بحث ” مصدر الإلهام في ” قصة نجاح ” الشريكين
” بيج ” كان دائما مذهولا بهذا المحرك. كيف يظهر النتائج عن طريق وصلة وعند الضغط على الموقع. يظهر لك الموقع في صفحة أخرى. كان شيئا جديدا بالنسبة له ولكن أكثر ما فكر فيه كيف يجعل المعلومة الأهم في البداية في ” محرك البحث ” لقد كان يفكر كيف يجعل الإنترنت كله موضوع في كومبيوتر صغير عندما عرض هذا السؤال على أستاذه وصفه بالمجنون
– ” غوغل ” يبصر النور… بين فقر وإرادة ولد ” غوغل ”:
التقى ” بيج ” بصديقه ” برين ” فوجده هو أيضا يفكر في نفس الأمر ويبحث عن نفس الهدف اتفقا أن يبرمجا ” محرك بحث ” خاص بهم لإمكانيتهم فحص ما يريدوه في منتصف عام 1998 ووسط تطوير ” محرك البحث ” بدأ الاثنين يبحثان عن ممول لتمكينهم من ملكية البرمجة. ولكن كان صعبا جدا.
صديقهم ديفيد فيلو, مؤسس ” ياهو ” شجعهم وقال لهم من الأفضل لهم فتح شركة و تطوير المحرك بنفسهم، ولكنهم كانوا بحاجة للمال تركوا مخططات الدكتوراه ورسموا مخطط للشركة والإستراتيجية وذهبوا للبحث عن ممول و مستثمر.
تمويل ممنوع من الصرف وضع عائقا أمام ” قصة نجاح ” ” جوجل “
فكانت أول خطوة مساعدة لها بان أحد أعضاء الجامعة وصلهم بأحد مؤسسي شركة سان Andy Bechtolsheim , أحد مؤسسي صن مايكروسيستمنس، قال لهم (أنا لا أريد الدخول بالتفاصيل, ليس لدي الوقت. مار أيكم 100.000$ تكفي بالغرض باسم شركة ” جوجل ” )، ولكن لم تنتهي مشكلتهم ..!!! شركة ” جوجل ” كانت غير موجودة حين ذاك الوقت. لن يتمكنوا من صرف الشيك.
خطأ بسيط أنجب ” جوجل “
قرروا تسمية المحرك والشركة باسم له علاقة بهدف الشركة قرروا تسمية الشركة، ” Googol ” وهذا التعبير يدل في لغة الرياضيات إلى الرقم 1 متبوعاً بمائة صفر، ولكن خطا إملائي في تسجيل الدومين أصبحت جوجل “!، ومع مرور الأيام أصبح الاسم هو ” Google ” ودخل المصطلح القواميس حاليا بمعنى استخدام محرك ” غوغل ” للبحث عن المعلومات، ثمرة الصبر يجب أنت تكون الفرج.. و ” قصة نجاح ” مدهشة ، وبالفعل بدأت خطوات الفرج تظهر، فهذه المرة حصلوا على قرض من البنك بمليون دولار و افتتحوا الشركة خلال أسبوعين. في 7 سبتمبر 98 تحديدا، عملوا ليلا نهارا وطوروا المحرك ليكون منافسا لغيره. بل الأفضل. وفعلا حصلوا من مجلة الكمبيوتر على لقب أفضل ” محرك بحث"، في ذلك الوقت كانت ” غوغل ” تجيب على 10000 طلب يوميا.
الطموحات كانت اكبر من مجرد أفضل ” محرك بحث"
كان هدفهم كما ذكرنا سابقا إيجاد إمكانية تفضيل وصلات مواقع عن أخرى من ناحية الأهمية واستطاع الاثنين فعلا تطوير نموذج لماكينة البحث تعتمد على العلاقة بين المواقع لا على عدد مرات ورود كلمة البحث ومشتقاتها فيها وحسب.
– بعد دراسة طويلة توصلوا في سنة 1999 إلى الطريقة المعروفة الآن The Ads adswords-Pageranking, إمكانية الربح عن طريق البحث في ” محرك البحث ” و جوجل هو الأول الذي استطاع تنمية واختراع هذه التقنية وهنا يمكنون بعض الشبكات من الظهور في الأول.
ففازوا على –التا فيستا-!
ولكن هذه التقنية أعطوها للجامعة بما أن جميع الأبحاث في البداية كانت هناك والقاضي أيضا حكم للجامعة بالحقوق، وجميع الحقوق مسجلة باسم الجامعة و” غوغل ” يستحق لها استخدام الحقوق لسنة 2011.
– في عام /2000/ بدأت ” غوغل ” باستخدام تقنية وخدمة بيع الإعلانات عن طريق كلمات البحث. هذه التقنية كانت الرائدة لgoto.com وبعدها اشترتها شركة ” ياهو ” وأسمتها Yahoo search Marketing . في البداية عملت ” غوغل ” و ” ياهو ” عن طريق عقد شراكة و لكن فيما بعد اشترت ” غوغل ” التقنية.
جوجل السباقة في تحقيق الربح
الكل كان يفشل في الحصول على دخل عن طريق ” محرك البحث ” ماعدا ” غوغل ” . استطاع أن يستعمل التقنية بشكل ممتاز، – وقدم ” جوجل ” فيما بعد شريط البحث (Google Toolbar) حيث يمكن المستخدمين من البحث دون زيارة الموقع واكتسب هذا الشريط شعبية كبيرة وربط المستخدمين كثيرا بخدمات ” جوجل ”.
– ووفر ” جوجل ” فيما بعد خدماته باللغة العربية والتركية وأكثر من 26 لغة أخرى.
– ويقدم ” جوجل ” العديد من الخدمات و البرامج المجانية من بينها خدمات إعلانية وخدمات الصور ومجموعات النقاش والأخبار والكتب والتسوق والتدوين والموسوعات .ومن أهم برمجيات ” جوجل ” برنامج ” جوجل ” ايرث Google Earth الذي يتيح لمستخدميه مشاهدة معظم المدن والمناطق الموجودة في العالم من خلال صور الأقمار الصناعية والجوية.
– ” قصة نجاح ” لشركة عظيمة ” غوغل ” ولأشخاص عظماء ” سيرجي برين ” و ” لاري بيج” :
قبل تسع سنوات بدأ ” جوجل ” في تمويل قيمته مليون دولار. واليوم تفوق قيمة ” جوجل ” السوقية 150 مليار دولار، تقدر ثروة ” بيج ” حاليا بنحو 18 مليار دولار ويأتي في المرتبة 33 في قائمة أغنى الأغنياء لمجلة فوربز بعد شريكه برين مباشرة. أما ” برين ” فتزيد ثروته حاليا عن 18 مليار دولار.
هذه القصة ليست من نسج الخيال إنها هنا على هذا الكوكب وهذان الشابان مثلي ومثلك ولكن هما كانا ومازالا طموحان وواثقان بكل خطوة يخيطانها لا يمنعهم رأي أو انتقاد أو سخرية احد فهم اعلم بحلمهم وقدراتهم.
فليس علينا قراءة ” قصص نجاح العظماء ” وحسب بل علينا أن نتعلم ونستمد القوة والطاقة لتسخر عقولنا ولتكن لنا بصمة في طريق” النجاح ” بأي شكل وبأي حجم والى أي مدى لا يهم الأهم هو أن نعطي ذاتنا تقديرها التي تستحق ونستخدم عقولنا بما يفيد ويثمر وراء كل” نجاح ” ” قصص ” فشل وصعوبات ولكن العمل والإصرار والصبر هما السبيل إلى ” النجاح ” والتفوق.
اضف تعليق