تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي في قدرته على تحسين الكفاءة أداء المؤسسات وإنتاجيتها عن طريق أتمتة العمليات أو المهام التي كانت تتطلب القوة البشرية فيما مضى. كما يمكن للذكاء الاصطناعي فهم البيانات على نطاق واسع لا يمكن لأي إنسان تحقيقه. وهذه القدرة يمكن أن تعود بمزايا كبيرة...
يشهد العالم اليوم طفرة هائلة في مجال الابتكارات، حيث تسهم هذه الابتكارات في ارتباط تحقيق جودة الحياة في المجتمعات الحديثة وتعزيز الكفاءة في مختلف القطاعات.
الذكاء الاصطناعي يشير إلى الأنظمة أو الآلات التي يمكنها محاكاة الذكاء البشري لأداء المهام، كما تملك القدرة على تحسين نفسها بناءً على المعلومات التي تجمعها. هذه الأنظمة تستطيع التعلم، التخطيط، حل المشكلات، وفهم اللغة البشرية.
يتضمّن الذكاء الاصطناعي مجموعة من التقنيات، مثل: التعلم الآلي (Machine Learning)، والتعلم العميق(Deep Learning) ، والشبكات العصبية الاصطناعية (Artificiel Neural Networks).
أهمية الذكاء الاصطناعي
تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي في قدرته على تحسين الكفاءة أداء المؤسسات وإنتاجيتها عن طريق أتمتة العمليات أو المهام التي كانت تتطلب القوة البشرية فيما مضى. كما يمكن للذكاء الاصطناعي فهم البيانات على نطاق واسع لا يمكن لأي إنسان تحقيقه. وهذه القدرة يمكن أن تعود بمزايا كبيرة على الأعمال يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحسين النتائج وتطوير رعاية أكثر كفاءة تتمحور حول المريض.
شهد الذكاء الاصطناعي تطورا كبيرا في السنوات الماضية في مجالات كثيرة مثل تطوير الصناعات، ومعالجة اللغة الطبيعية، وتشخيص الأمراض وإنتاج العلاجات، وصناعة الروبوتات.. ومع ذلك لا تزال هذه التطورات ضمن خارطة الذكاء الاصطناعي الضيق، ومفهوم الوعي يظل موضوعا معقدا ومثيرا للاهتمام.
في ظل التطور السريع الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية عالميا، أصبح من الملحوظ الاهتمام الكبير بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة وريادية في القطاع، الأمر الذي يسهم في تغيير ملامح الرعاية المقدمة من قبل المتخصصين الطبيين للمرضى.
الذكاء الاصطناعي في الطب
مع تقدم المعرفة الطبية يواجه الأطباء في الوقت الحالي كمية هائلة من المعلومات عند القيام بتشخيص المريض، ويقدم الذكاء الاصطناعي للمتخصصين في الرعاية الطبية القدرة على تسريع وتحسين القدرات التشخيصية من خلال استخراج الرأي الأقرب سريريًا من ثروة المعلومات المتاحة.
إذ يستطيع الذكاء الاصطناعي النظر إلى أعداد هائلة من الصور الطبية، ومن ثم تحديد الأنماط بسرعة وبشكل منتظم بما في ذلك الاختلافات التي لا يستطيع البشر تمييزها.
كما يقدم استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي ميزات عديدة، هذه أبرزها:
1ـ يجعل استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الرعاية الصحية عالية الجودة في متناول الجميع وبأسعار معقولة من خلال مساعدة الأطباء في اتخاذ قرارات العلاج الأنسب لمرضاهم بسرعة أكبر.
2ـ يساعد الذكاء الاصطناعي في تمكين الكشف المبكر عن المرض مع تعزيز سير العمل من خلال تسريع وقت قراءة البيانات وتحديد أولويات الحالات العاجلة تلقائيًا.
3ـ يساعد الذكاء الاصطناعي في أداء مهام إدارية مملة وتستغرق وقتًا طويلًا، وهذا يمكن الأطباء من التركيز على الوظائف القيمة مع تحسين استخدام الموارد وتقليل التوتر وقضاء وقت أطول مع المرضى.
طرق التشخيص التي طورها الذكاء الاصطناعي
طور الذكاء الاصطناعي مجموعة من طرق التشخيص، ومنها:
ـ التصوير المقطعي المحوسب.
ـ الموجات فوق الصوتية.
ـ التصوير الشعاعي للثدي.
ـ علم الجينوم.
مخاطر في التشخيص
هناك العديد من المخاوف الأخلاقية المرتبطة مباشرة بسلامة المرضى بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية وتحديدًا التشخيص.
فمن الأسئلة التي تدور في الأذهان حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص:
1ـ من يكون المسؤول عن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي الخاطئ والتوصيات العلاجية غير الصحيحة؟
2ـ هل الطبيب مسؤول في حال اختار عدم استخدام الذكاء الاصطناعي المتاح، وتم تشخيص المريض بشكل خاطئ؟
3ـ هل هناك خطر أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى حدوث أخطاء محتملة جديدة؟
فأنظمة الذكاء الاصطناعي ليست مجهزة مثل البشر للتعرف على وجود تغيير ذي صلة في السياق أو البيانات التي يمكن أن تؤثر على صحة الافتراضات التنبؤية. بحسب موقع “ويب طب”.
الروبوت الجراحي
يجري جراحون حول العالم نحو 300 مليون عملية جراحية سنويا بحسب منظمة الصحة العالمية. ومع مطلع العام 2023 أجريت نحو 11 مليون جراحة عبر الاستعانة بالروبوت الجراحي. ويقدر عدد الروبوتات الجراحية الموجودة في المستشفيات عالميا بنحو 7500 روبوت.
ويقدم الروبوت العون للجراحين أثناء إجرائهم أنواع عديدة من الجراحات، خاصة تلك الخطيرة التي تحتاج إلى دقة شديدة، ومنها استئصال أورام المخ وجراحات الشبكية والقلب.
ويجدر بنا ذكر أن الروبوت الجراحي المستخدم حاليا غير مُؤتْمت، أي أن الجراح يتحكم في إجراء العمليات تحكما كاملا، بينما يساعد الروبوت على إضافة مزيد من "الدقة" و"الأمان".
وأدت زيادة الاعتماد على هذه الروبوتات الجراحية إلى ظهور عدد من الأسئلة منها: هل تقدم الجراحات الروبوتية حقا ميزة نسبية مقارنة بتلك التقليدية، وما التطورات الحالية التي تخضع لها هذه الروبوتات؟
أفكار مبتكرة
لم تكن الدقة وحدها العامل الرئيسي خلف تطوير الروبوت الجراحي، ففي سبعينيات القرن الماضي سعت الإدارة الوطنية للملاحة والفضاء الأميركية (ناسا) إلى تطوير وسيلة تساعدها على علاج المصابين والمرضى من رواد الفضاء عن طريق أجهزة جراحية مثبتة في محطات الفضاء، ويستطيع الجراحون التحكم بها لإجراء العملية المطلوبة من الأرض، وأطلقوا على هذه الوسيلة "الجراحة عن بعد".
وتبنت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية (DARPA) المبدأ نفسه، فحاولوا تطوير تقنيات تسهم في علاج جرحى الحروب ومصابيها مباشرة في أرض المعركة، إلا أن مساعي المشروعين لم تكلل بالنجاح.
ومع التطور المستمر في مجال الاتصالات، أجرى الطبيبان جاك ماريسكو وميشيل جانييه أول جراحة عن بعد لاستئصال المرارة، حيث عالجا من موقعهما في نيويورك أحد المرضى بمدينة ستراسبورغ الفرنسية.
ورغم نجاح الإجراء، لم يحظ مفهوم الجراحات عن بعد بالانتشار المنشود نظرا لبطء الاستجابة بين قرار الطبيب وحركة الأداة الإلكترونية.
الاعتماد على الروبوت
يعود تاريخ أول استعانة بالروبوت في إجراء الجراحات إلى العام 1985، حينها أجرى الطبيب يك سان كوا جراحة أعصاب دقيقة لأخذ خزعة من المخ مستعينا بـ"ذراع روبوت"، إلى جانب تقنية التصوير المقطعي المحوسب.
وتمثلت خطوات العملية في استغلال التصوير المقطعي لتحديد الموضع المراد استهدافه، ومن ثم نقلت البيانات إلى ذراع الروبوت الموجود بجانب رأس المريض، وحدد بالضبط الموضع الذي ينبغي أخذ الخزعة منه، وهو ما سمح بإجراء العملية بأمان ودقة.
أما مرحلة التطور التالي فبدأت في التسعينيات، وخلالها ظهرت المناظير الجراحية التي يمكن وصفها بمنظار مكبّر يساعد الطبيب على إجراء الجراحات عبر تدخل محدود دون الحاجة إلى صنع شقوق جراحية كبيرة.
وفي نهايات القرن المنصرم طور الأطباء نظام "دافنشي" الجراحي، وهو نظام يعتمد على الروبوت بنسبة كبيرة في تنفيذ الجراحات التي يجلس الجراح فيها خلف جهاز ناظرا إلى شاشة، ويتحكم في الأدوات الجراحية باستخدام أذرع تحكم، مما يعني أن القرار يعود إلى الجراح والتنفيذ إلى الروبوت.
جراحون ومرضى
ما بين الدعاية التسويقية لترويج إدراج الروبوتات في العمليات الجراحية، والفائدة الحقيقية النابعة من هذا الاعتماد، أجرى مختلف الباحثين عددا كبيرا من الدراسات في محاولة تحديد مكاسب استغلال الروبوتات.
وأشارت نتائج أحد هذه الدراسات إلى أن الاعتماد على الروبوتات يسهم في تعزيز الشفاء بعد الجراحة بوجه عام، وأكدت دراسة أخرى أن الاعتماد على الروبوتات الجراحية أثناء إجراء جراحات سرطان المستقيم تُحقق نتائج أكثر أمانا مقارنة بجراحات المناظير والجراحات المفتوحة، إذ إنها تحدُّ من مخاطر النزيف والإصابة بالعدوى.
ومع ذلك أشارت نتائج هذه الدراسة إلى نقطتي ضعف صاحبتا الاعتماد على الروبوت هما: زيادة طول مدة إجراء الجراحة، وارتفاع تكاليفها.
واستمرارا في عقد المقارنات بين الجراحات الروبوتية والتنظيرية التقليدية، وجدت دراسة أن نتائج إجراء عملية علاج بطانة الرحم المهاجرة بالوسيلتين كانت متشابهة.
وأوضحت دراسة أخرى أن جراحات استئصال بعض سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي بالمنظار الجراحي حدّت من النزيف الناتج منها وأسهمت في سرعة إجرائها، وذلك مقارنة بالجراحة الروبوتية، ومع ذلك ساعد الروبوت الجراحين على استئصال عدد أكبر من الأورام.
وفي عام 2021 ذكرت دراسة مراجعة (Review) لـ50 تجربة عشوائية، أن الجراحات الروبوتية لم تحقق فارقا في النتائج مقارنة بالجراحات المفتوحة أو جراحات المناظير.
وأكدت دراسة في العام 2018 أن التدخل المحدود بالمنظار أو الروبوت لم يسهم في شفاء السيدات من سرطان عنق الرحم مقارنة بالجراحة المفتوحة، وحذرت هيئة الغذاء والدواء الأميركية من استخدام الروبوت في عمليات استئصال الثدي.
وفي تقرير لصحيفة "ذي نيويورك تايمز"، قالت الجرّاحة نايلا داناني المؤلفة الرئيسية لدراسة بعنوان "الدليل وراء الجراحات الباطنية بمساعدة الروبوت": "لا يوجد سبب لاختيار المريض الخضوع لجراحة روبوتية بدلا من أي تقنية أخرى، فوجود تقنية متطورة لا يعني أنها الأفضل دائما".
وتشرح أن "الجراحات الروبوتية آمنة، وأظهرت دراستنا تفوقها على أقرانها في 4 أنواع من الجراحات، بينما لم يحدث أي فارق في 46 جراحة أخرى".
ويتسع استخدام الروبوتات الجراحية ليصل إلى جراحات الأسنان المعقدة، فقد وافقت هيئة الدواء والغذاء الأميريكية (FDA) في العام 2016 على استغلال الروبوت في إجراء عمليات زراعة الأسنان.
وفي شهر يناير/كانون الثاني 2022 نجح علماء جامعة "جون هوبكنز" في إجراء جراحة روبوتية أوتوماتيكية بالكامل دون تدخل الجراحين لأنسجة أمعاء حيوانية، وتمكن الروبوت من خياطة طرفي هذه الأمعاء بكفاءة بالغة.
وقال كبير مؤلفي الدراسة أكسل كريغر إن الجراحة أجريت لـ4 حيوانات، وأدت إلى نتائج أفضل مقارنة بالاستعانة بالجراحين.
ويسعى الباحثون إلى أتمتة بعض الجراحات لتحقيق أعلى قدر من الأمان للمرضى. ومع ذلك توجد بعض التخوفات، فهذه الروبوتات تشبه -إلى حد ما- السيارات ذاتية القيادة التي تستطيع قيادة نفسها إذا توافرت ظروف مثالية، مثل أن يكون الطريق مستقيما خاليا من العوائق. وكذلك الأمر مع جسم الإنسان، فرغم تشابه أغلب أجسادنا، يمتلك كل جسد بعض المواصفات المعينة التي تجعله مختلفا عن الأجساد الأخرى.
وفي تطور آخر، يعمل الباحثون حاليا على تطوير الميكروروبوت، وهي روبوتات أنحف من شعرة الرأس الواحدة، ويهدف استخدامها حاليا إلى إدخال بعض أنواع الأدوية إلى مناطق محددة جدا في الجسم لعلاجها من بعض الأمراض، ولعل أهمها السرطانات.
وتمكن فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا سان دييغو من إدخال ميكروروبوت بمعدة فأر تجارب لإيصال جرعة من الذهب النانوي، قبل أن يدمر الروبوت نفسه.
وتظل الجراحات الروبوتية تحت التطوير المستمر، وتسعى المؤسسات الصحية حول العالم -بما يتضمن المنطقة العربية- إلى زيادة الاعتماد عليها من أجل تحسين نتائج الجراحات المختلفة للمرضى، وتسهيل إجراء هذه العمليات بالنسبة للجراحين. ومن المتوقع أن تشهد الأعوام القليلة القادمة مزيدا من التطورات الكبرى في هذا المجال. بحسب المصدر “الجزيرة”.
الذكاء الاصطناعي في الصناعة
الروبوتات الصناعية هي آلات آلية تستخدم في التصنيع. وعادة ما تتكون هذه الآلات متعددة الأغراض من ذراع آلية قابلة لإعادة البرمجة على الأقل، أو معالج، يعمل على ثلاثة محاور أو أكثر. ويمكن أن يُعزى الاستخدام الواسع النطاق للروبوتات الصناعية في المستودعات وعلى خطوط التجميع في المصانع إلى قدرتها على تنفيذ المهام المتكررة بسرعات عالية ودقة عالية ودون انقطاع.
اليوم، يوجد أكثر من 3،4 مليون روبوت صناعي في العالم، مما يجعل نسبة الروبوتات إلى البشر في صناعة التصنيع العالمية واحدة إلى 71. ووفقًا لمسح أجرته شركة ماكينزي، تخطط الشركات الصناعية لاستثمار ربع رأس مالها في الروبوتات على مدى السنوات الخمس المقبلة - وهي السوق التي من المتوقع أن تصل إلى 43 مليار دولار من الإيرادات بحلول عام 2027.
أنواع الروبوتات الصناعية
هناك عدد من أنواع الروبوتات الصناعية المختلفة ، وفقًا للاتحاد الدولي للروبوتات، وهي منظمة غير ربحية تتتبع الاتجاهات في صناعة الروبوتات. وتشمل هذه الأنواع:
الروبوتات الديكارتية
الروبوتات الديكارتية، المعروفة أيضًا باسم روبوتات الجانتري، مصممة بنظام إحداثيات مستطيل، تمامًا مثل محاور XYZ على الرسم البياني. تتميز الروبوتات الديكارتية بميكانيكا خطية بسيطة، كاملة بثلاثة مفاصل منزلقة، وتتحرك في خطوط مستقيمة، مما يجعلها مثالية للتطبيق في مجالات مثل التصنيع والأتمتة، حيث يمكنها تحديد موضع الأشياء وتحريكها بدقة عالية وقابلية للتكرار.
الروبوتات المفصلية
تتميز الروبوتات المفصلية أو الروبوتات ذات الأذرع المفصلية بمفاصلها الدوارة. ويمكن أن تحتوي هذه النماذج على ما بين مفصلين إلى عشرة مفاصل دوارة، تعمل جميعها معًا لتقليد حركة الذراع البشرية. وبفضل قدرتها على الوصول إلى نطاق واسع من الحركة والمرونة، تنحني هذه الآلات وتلتوي وتصل إلى مساحات معقدة للقيام بمهام بارعة مثل التجميع والتغليف والطلاء وحتى الجراحة.
الروبوتات الأسطوانية
تتميز الروبوتات الأسطوانية بذراع واحدة قابلة للتمدد تدور وتتحرك على قاعدة دائرية ثابتة. هذه القاعدة، التي تعمل على محور X، عبارة عن عمود أسطواني يدعم التكوين المفصلي المزدوج الدوراني الفردي، وهو المسؤول عن تسمية هذه الآلات. تشتهر الروبوتات الأسطوانية بتصميمها المدمج، حيث تعمل في مساحات ضيقة ويمكنها الوصول إلى الأشياء من زوايا مختلفة ضمن دائرة نصف قطرها محددة. عادةً، يمكن للروبوتات الأسطوانية حمل حمولات ثقيلة وهي مجهزة بشكل خاص لأعمال اللحام والتعبئة والعناية بالآلات.
روبوتات دلتا
روبوتات دلتا هي آلات فائقة السرعة مبنية عادةً بثلاثة أذرع يتم التحكم فيها بشكل فردي وتتصل بقاعدة مثلثة مشتركة. وبفضل تكوينها الفريد، حيث تتصل محركاتها بالجسم بدلاً من الأذرع، تشتهر روبوتات دلتا بسرعتها ورشاقتها الاستثنائية. تتخصص هذه الروبوتات التي تشبه العناكب في الإجراءات السريعة والمتكررة، مثل عمليات الالتقاط والوضع في التصنيع والتعبئة والتغليف. تم بناء Omron Quattro الفريد من نوعه بذراع رابعة إضافية، وهو اسرع روبوت دلبتا حتى الان ، مع 300 عملية التقاط في الدقيقة.
الروبوتات القطبية
تتكون الروبوتات القطبية - والتي تسمى أيضًا الروبوتات الكروية - من ذراع يمكنها أداء حركات متعددة الاتجاهات من قاعدة ثابتة. يجمع تكوينها بين مفصلين دوارين ومفصل خطي واحد، مع ربط الذراع بالقاعدة بواسطة مفصل ملتوي. معًا، تحقق نطاقًا كرويًا من الحركة - على عكس الروبوتات الأخرى في الفئة الصناعية التي قد تقتصر على الحركات الخطية.
روبوتات سكارا
تجمع روبوتات ذراع التجميع الانتقائي المتوافق (SCARA) بين الحركة ثلاثية المحاور والحركة الدورانية. تتميز هذه الآلات بمفصلين دوارين متوازيين للحركة الأفقية ومفصل خطي للحركة الرأسية. تعد روبوتات SCARA من أسرع الآلات في تقديم عمليات الالتقاط والوضع المناسبة لبناء الإلكترونيات وتصنيع الأغذية على نطاق واسع . بحسب موقع “Built In”.
الذكاء الاصطناعي في الزراعة
مع استمرار الارتفاع الكبير في عدد السكان بكوكب الأرض، يصل الطلب على الطعام إلى مستويات غير مسبوقة، فيما تواجه الأساليب الزراعية التقليدية تحديات، مثل تغير المناخ ونضوب الموارد، والحاجة المتزايدة إلى الكفاءة والتطور، بينما تشير التوقعات إلى تغيرات ثورية سيحدثها الذكاء الاصطناعي حال دخوله هذا المجال.
الزراعة الدقيقة
ستُمكّن تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل خوارزميات التعلم الآلي وصور الأقمار الاصطناعية، المزارعين من جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات بشأن صحة المحاصيل، وظروف التربة، وأنماط الطقس.
ويسمح هذا النهج القائم على جمع البيانات وتحليلها باتخاذ قرارات دقيقة، وبتخصيص الموارد على النحو الأمثل، وتقليل النفايات إلى أدنى حد.
بالإضافة إلى أن أجهزة الاستشعار المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها مراقبة حالة المحصول في الوقت الفعلي، واكتشاف علامات الأمراض والآفات، ونقص العناصر الغذائية، أو الهجمات الضارة.
كما تتيح المراقبة الاستباقية للفلاحين إمكانية التدخل بسرعة، مما يمنع انتشار الأمراض، ويقلّل من الحاجة إلى استخدام مُفرط للمبيدات، وتقديم رؤى قيّمة للمزارعين بشأن المحاصيل المتوقعة.
معدات ذاتية القيادة
ظهور معدات الزراعة المستقلة هو خطوة أخرى نحو صناعة زراعية أكثر كفاءة واستدامة. ويمكن للجرارات، والطائرات بدون طيار (المسيّرات)، والحصادات التي يحركها الذكاء الاصطناعي، أداء مهام بمستوى عال من الدقة والاتساق، الأمر الذي يمثل أيضاً تحدياً للمزارعين.
لا يقلل هذا من عبء العمل على المزارعين فحسب، بل يقلل أيضاً من التأثير البيئي من خلال الاستخدام الأمثل للموارد مثل المياه والأسمدة والوقود.
تغير المناخ
يشكل تغير المناخ تهديداً كبيراً للزراعة، مع تزايد أنماط الطقس غير المتوقعة والأحداث، لذلك يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المزارعين في التكيف مع هذه التحديات عن طريق توفير أنظمة تحذير مبكرة للأحداث الجوية القاسية.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين جداول الري بناءً على توقعات الطقس، وتوصية بأصناف محاصيل مناسبة تكون أكثر مرونة تجاه تغيرات الظروف المناخية.
تحسين سلاسل التوريد
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تحسين سلسلة التوريد الزراعية. وعبر مراقبة مستويات المخزون إلى توقع الطلب في السوق، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي المساعدة في تسهيل حركة المنتجات الزراعية من الحقل إلى الطاولة.
ويقلل ذلك ليس فقط من الفاقد، ولكنه يقلل أيضاً من هدر الطعام، مما يضمن وصول مزيد من الحصاد إلى المستهلكين.
ولا تقتصر فوائد الذكاء الاصطناعي في الزراعة على تطوير المزارع فقط، بل تمتد إلى الأمن الغذائي العالمي، والحفاظ على البيئة، ورفاهية السكان المتزايد. بحسب موقع “الشرق للأخبار”.
الذكاء الاصطناعي.. مزايا لا يمكن إنكارها
يلخص المتحمسون لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي -مثل شات جي بي تي- في التعليم مزاياه في 7 نقاط رئيسية هي:
ـ توفير التعليم المفصل وفق الاحتياجات الفردية لكل طالب.
ـ تقديم الدروس الخصوصية والمساعدة على حل الواجبات المنزلية.
ـ المساعدة على تعلم اللغات من خلال توفير المحادثات والشروح والترجمات بلغات متعددة.
ـ مساعدة الطلاب والباحثين في العثور على المعلومات بسرعة، وتلخيص المقالات، وإنشاء الاستشهادات، وهو ما يوفر لهم إمكانية إنجاز الدراسات والبحوث بسرعة وكفاءة أكبر.
ـ مساعدة الطلاب في تحسين مهاراتهم الكتابية عبر تقديم اقتراحات نحوية وأسلوبية، ومساعدتهم في توليد الأفكار وكتابة المقالات والتقارير.
ـ مساعدة المعلمين في إنجاز مهامهم الإدارية كإدارة جداول الحصص أو الإجابة على استفسارات الطلاب الشائعة.
ـ يوفر للمعلمين إمكانية تطوير المواد التعليمية وإنشاء دروس تفاعلية وتصميم الاختبارات والواجبات.
ولاختبار النقطة الأخيرة طلبتُ من شات جي بي تي إعطائي بعض الأسئلة في مجال الرياضيات تناسب طلاب الصف السادس الابتدائي، فأعطاني عدة أسئلة إحداها: "مستطيل محيطه 30 سم وطوله يساوي 3 أضعاف عرضه، ما طول هذا المستطيل وما عرضه؟". وبدا لي أنه سؤال مناسب لهذه الفئة.
أخيراً، تثار اليوم الكثير من المبالغات إزاء مستوى الذكاء الاصطناعي التوليدي كشات جي بي تي، ويشبّه البعض ذلك بما حدث عام 1956 عند اختراع لغة معالجة المعلومات (IPL) التي افترض البعض أنها أداة أساسية لتطوير الذكاء الاصطناعي ثم سرعان ما تلاشى ذلك الافتراض.
ويشبّه آخرون هذه المبالغات بما حدث عام 1966 عند إطلاق برنامج محادثة بدائي للعلاج النفسي باسم "إليزا" طوره عالم الحاسوب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جوزيف وايزنباوم، حيث ظن بعض من جربه أنه ذكي ويفكر كالمعالج النفسي البشري.
وقد فُسر ذلك بأن الناس تفترض لا شعورياً أن سلوك الحاسوب مشابه لسلوك الإنسان، وبالتالي تبالغ في تعظيم قدرات أنظمة الذكاء الاصطناعي، وقد أطلق على هذه المبالغة اسم أثر إليزا (Eliza Effect). فهل يتكرر اليوم ما حدث سابقاً؟
نشهد اليوم مبالغات عديدة سواء في تعظيم قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، أو في التقليل منها، أو في حجم المخاطر الناجمة عن استخدامه. لكن من الواضح عملياً أن تأثيره كبير على نظم التعليم، إذ لم يعد بإمكان المدارس الاستمرار بالعمل بالطريقة القديمة. بحسب موقع “الجزيرة نت”.
اضف تعليق