في تقرير نشرته وكالة رويترز، كشفت النقاب عن تأثير أزمة نقص الرقائق الإلكترونية على شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، مطور تشات جي بي تي (ChatGPT)، إذ قالت الوكالة إن الشركة تبحث عن شركة رقائق للاستحواذ عليها بدلًا من الاعتماد على شركة إنفيديا التي تستحوذ على 80% من سوق الرقائق...
بقلم: محمد الأشول
في تقرير نشرته وكالة رويترز، كشفت النقاب عن تأثير أزمة نقص الرقائق الإلكترونية على شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، مطور تشات جي بي تي (ChatGPT)، إذ قالت الوكالة إن الشركة تبحث عن شركة رقائق للاستحواذ عليها بدلًا من الاعتماد على شركة إنفيديا التي تستحوذ على 80% من سوق الرقائق، بعدما تسبب النقص في تراجع السرعة والموثوقية في أداء تشات جي بي تي.
طبقا لرويترز، قد يتم تشغيل تشات جي بي تي بواسطة رقائق من تصنيع أوبن إيه آي في المستقبل، إذ تعمل الشركة حاليًا على استكشاف إمكانية صنع رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، عبر الاستحواذ على إحدى الشركات التي تعمل في هذا القطاع بل إنها قامت بتقييم عملية استحواذ محتملة، في الوقت الذي حذرت فيه مايكروسوفت من أن نقص الرقائق قد يتسبب في انقطاع الخدمة عن أدوات الذكاء الاصطناعي.
ورقائق الذكاء الاصطناعي هي المكون الرئيسي لوحدة معالجة الرسومات (GPU) وهي معالج متخصص يدعم أدوات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ الأوامر بشكل سريع لمعالجة الصور والنصوص والفيديو. وتحدد الرقاقة المستخدمة في وحدة معالجة الرسوم مدى فعالية وحدة معالجة الرسومات.
مايكروسوفت تحذر من توقف الخدمة
ونقل موقع تيك كرانتش عن تحذيرات تقرير أرباح مايكروسوفت من أنها تواجه نقصًا حادًا في وحدات معالجة الرسومات بسبب أزمة ندرة الرقائق لدرجة تنذر بتوقف خدمات الذكاء الاصطناعي.
جاءت أزمة نقص الرقائق على خلفية طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تسببت في إقبال كبير على مصنعي وحدات معالجة الرسومات مثل إنفيديا، الذي أدى إجهاد سلسلة توريد وحدات معالجة الرسومات بشكل كبير. ويقال إن شرائح الذكاء الاصطناعي الأفضل أداءً من إنفيديا قد بيعت حتى عام 2024.
ألقى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، باللوم سابقًا على نقص وحدة معالجة الرسومات عندما تردد أن هناك مخاوف لدى المستخدمين فيما يتعلق بسرعة وموثوقية، لذلك ورد أنه جعل الحصول على المزيد من شرائح الذكاء الاصطناعي أولوية.
تكاليف باهظة لتصنيع الرقائق
في الوقت الحالي، تسيطر إنفيديا على سوق الرقائق المخصصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، يستخدم حاسوب مايكروسوفت لتطوير تقنية تشات جي بي تي، 10000 وحدة معالجة رسومية من إنفيديا، ولهذا السبب اختارت شركات أخرى – لاعبين أكبر في صناعة التكنولوجيا – البدء في تطوير شركاتها الخاصة.
من جهة أخرى، ذكرت رويترز، أن شركة أوبن إيه آي إذا ما قررت تصنيع رقائقها الخاصة يمكن أن يجعل ذلك التكاليف المرتبطة بتشغيل منتجاتها أكثر قابلية للإدارة. استنادًا إلى تحليل أجرته برنشتين ريسيرش (Bernstein Research)، فإن كل استخدام لـ تشات جي بي تي يكلف الشركة حوالي 4 سنتات. ووصلت الخدمة إلى 100 مليون مستخدم شهريًا في أول شهرين لها، وهو ما يُترجم إلى ملايين الاستفسارات يوميًا. وقالت برنشتين إنه إذا وصلت استخدامات تشات جي بي تي إلى عُشر البحث على غوغل، فستحتاج في البداية إلى ما قيمته 48.1 مليار دولار من وحدات معالجة الرسومات وستنفق 16 مليار دولار سنويًا على الرقائق للمضي قدمًا.
وتقول رويترز إن شركة أوبن إيه آي لم تقرر بعد ما إذا كانت ستمضي قدمًا في خططها أم لا. وحتى إذا اختارت المضي قدمًا، فقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن تتمكن من البدء في استخدام رقائقها الخاصة لتشغيل منتجاتها.
وتعمل العديد من الشركات على امتلاك وحدات معالجة الرسومات الخاصة بها، وعلى سبيل المثال تمتلك غوغل، معالجًا لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية الكبيرة لديها، وتقدم أمازون شرائح خاصة لعملاء AWS لأغراض التدريب، ووالاستدلال. ويقال إن مايكروسوفت تعمل مع AMD لتطوير شريحة ذكاء اصطناعي داخلية تسمى Athena، والتي يقال إن OpenAI تختبرها.
وذكر تقرير لـ تيك كرانتش أن أوبن إيه آي في وضع قوي يسمح لها بالاستثمار بكثافة في البحث والتطوير، فالشركة، التي جمعت أكثر من 11 مليار دولار من رأس المال الاستثماري، تقترب من مليار دولار من الإيرادات السنوية. وهي تفكر في بيع أسهم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع تقييمها في السوق إلى 90 مليار دولار، وفقًا لتقرير حديث لصحيفة وول ستريت جورنال.
شركات شرائح الذكاء الاصطناعي تواجه معاناة
من جهة أخرى، فإن أزمة ندرة الرقائق ليست وحدها التي قد تؤثر على أدوات الذكاء الاصطناعي ففي العام الماضي قالت شركة غرافكور (Graphcore) لصناعة شرائح الذكاء الاصطناعي، والتي يُزعم أن قيمتها انخفضت بمقدار مليار دولار بعد فشل صفقة مع مايكروسوفت، إنها تخطط لخفض الوظائف بسبب بيئة الاقتصاد الكلي الصعبة للغاية. وفي الوقت نفسه، قامت شركة هابانا لابز، شركة شرائح الذكاء الاصطناعي المملوكة لشركة إنتل، بتسريح ما يقدر بنحو 10٪ من قوتها العاملة. وقد واجهت جهود شركة ميتا المخصصة لشرائح الذكاء الاصطناعي مشكلات، مما دفع الشركة إلى التخلص من بعض أجهزتها التجريبية.
وحتى لو التزمت شركة أوبن إيه آي بجلب شريحة مخصصة إلى السوق، فإن مثل هذا الجهد قد يستغرق سنوات ويكلف مئات الملايين من الدولارات سنويًا. ويبقى أن نرى ما إذا كان المستثمرون في الشركة الناشئة، وأحدهم شركة مايكروسوفت، لديهم الرغبة في مثل هذا الرهان المحفوف بالمخاطر.
اضف تعليق