لا نريد ان نقول على النساء عدم الدخول الى هذا العالم الافتراضي، وترك استخدام التكنولوجيا الحديثة، فهي لا تختلف عن الرجل بهذه الجزئية، اذ تحتاج الى ان تطلع على ما يدور في الواقع بما في ذلك الأخبار حول العالم والمحلية، او قد تكون من هواة متابعة الموضات الجديدة...
من منا لا يرتجف غيرة عندما يعرف ان احدى ذويه تعرضت لتصرف غير اخلاقي في عملها او في السيارة او في أحد الأماكن العامة؟، ومن منا ايضا يسمح ان يمر هذا الاعتداء مرور الكرام دون محاسبة مرتكبه؟، وإنزال أقصى درجات العقوبة منعا لتكراره في مناسبات اخرى.
بالتأكيد ستكون الإجابة بالإجماع حول ما يتعلق بالفقرة المذكورة، ولا مجال للشك في ذلك كوننا في مجتمع محافظ، من الصعوبة ان نتقبل هذه التصرفات ونستسيغها بأي شكل من الأشكال ومهما كلف الأمر.
ان ما بدأنا به الحديث يخص الحالات في الواقع الطبيعي، لكن هنالك ثمة مشكلة اخرى تواجه النساء بصورة عامة وهي ظاهرة التطفل عليهن من قبل بعض ضعاف النفوس بمواقع التواصل الاجتماعي، حتى باتت هذه الظاهرة من الأسباب التي أدت الى عزوف بعض الأسر المحافظة من الاشتراك بمواقع الشبكات الاجتماعية، بينما نجد البعض الآخر شدد المراقبة او جعل بناته او زوجته او اي قريبة منه تتعامل بحذر شديد مع تلك الوسائل الجديدة على مجتمعاتنا الإسلامية.
فانعدام الثقة ببعض الشباب ولد حالة نفور كاملة عن الكل، وحين تحتاج التواصل مع احدى النساء قد تكون زميلتك في العمل او في الدراسة.... إلخ من المجالات تصطدم ببعض القيود والموانع التي تعدها المرأة السور الذي يحميها من التصرفات الطائشة والتي تبتعد في بعض الأحيان عن الأخلاق والتربية السليمة.
وفي الواقع ان التعامل بهذه الطريقة من قبل النساء يكون عين الصواب في بعض الحالات، اذ يوجد بين صفوف الرجال من يتصيد بالماء العكر ويحاول ان يوقع بالنساء عبر اتباعه أسلوب معين او العزف على وتر العواطف، فبعض النساء ولطبيعة البيئة التي تعيش بها تتعامل مع الموقف بكل شفافية وصفاء نية ولم تشعر الا وهي واقعة في فخ الخديعة والحيلة وحينها تصبح اداة طيعة بيد الشخص المحتال عبر ابتزازه لها وتهديدها بكشف ما دار بينهما لعامة الناس.
لا نريد ان نقول على النساء عدم الدخول الى هذا العالم الافتراضي، وترك استخدام التكنولوجيا الحديثة، فهي لا تختلف عن الرجل بهذه الجزئية، اذ تحتاج الى ان تطلع على ما يدور في الواقع بما في ذلك الأخبار حول العالم والمحلية، او قد تكون من هواة متابعة الموضات الجديدة، وتريد ان تماشي الروح العصرية، أضف الى ذلك رغبتها في التواصل مع أقاربها من النساء فلا يصح ان نحرمها من هذا الاشتراك أبداً.
لكن في المقابل عليها ان تضع مجموعة من المعايير نصب أعينها، فلا يحوز ان تقبل اضافة اي شخص ليس لديها المعرفة الكافية به، ولم تعرف نواياه من هذه الإضافة، فقد يكون راهن على إيقاعها بشرك الخطيئة، ومن ثم إفشاء ذلك بين شرائح المجتمع، وهنا تكون المرأة خسرت سمعتها ولوثت سمعة أهلها.
من مظاهر الاستفادة من الوافد الجديد (مواقع التواصل الاجتماعي)، بالمؤسسات الحكومية والأهلية، هو عمل مجموعات لغرض تلقي التعليمات والتوجيهات من الأعلى الى الأسفل، وقد يكون الهدف منها هو لمناقشة بعض المسائل الهامة المتعلقة بالعمل، وبذلك قد تكون الفرصة سانحة لمعرفة حسابات النساء اللواتي يخشين التعامل مع الرجال للأسباب أعلاه، ومن ثم تبدأ رحلة إساءة الأدب من البعض وقد تنتهي بالمواجهة وجه لوجه او تدخل الأهل لتجفيف منابع الاعتداء وارجاع الامور الى نصابها.
مثلما انت عزيزي الرجل تحتاج الى أوقات التسلية وقتل الفراغ، فنصف المجتمع الآخر لن يختلف بهذه الاحتياجات، وبالتالي فهي نفس بشرية ولديها رغبات لا يمكن تجاهلها، ومن هذه الرغبات هو مواصلة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بحثا عن الراحة النفسية، فالكثير من الأشخاص يستخدمون تلك المواقع حرصا على ذلك الشعور، وبالتأكيد هذا الحال لم يحصل عليه في أجواءه الأسرية، فقد يكون التكلم مع شخص تود الاقتران به في المستقبل، او قد يكون هذا التواصل مع شخصية ثقت بها وأصبحت المتنفس الوحيد لها، وهذه الأنواع من العلاقات ليس عليها غبار او موانع طالما هدفها معلوم ونهايتها معروفة بالجانب الإيجابي.
وبعد رحلة ليست قصيرة وصلنا لمحطة وضع الحلول التي من الممكن ان تجدي نفعا مع كم الأخطاء التي تحدث هنا وهناك، ولا تقتصر على مجتمع دون آخر، اذ من الممكن ان يقدم الفيس بوك كمثال على مواقع التواصل، بإجراء تعديلات ضرورية على سياسة استخدامه.
كأن يقوم بمنح الشخص الراغب بالاشتراك فرص محدودة في حال تجاوزها يمنعه من الاستخدام لفترة لا تقل عن الخمس او الست شهور، ويأتي هذا الإجراء كرادع تأديبي للأفراد الذين أصبحوا يتسلون بالاعتداء على الطرف الآخر، ذلك كونهم يعرفون لا توجد عقوبات تحد من هذه التصرفات او قد تنهيها بصورة كاملة.
ويندرج ضمن هذه الضوابط هو تحديد عمر المشتركين، وحصر الاشتراك بفئة عمرية محددة، وبذلك نكون ضمنا عدم وجود فئة كبيرة غير مدركة لحجم الأذية التي يُلحقونها بالآخرين جراء سوء الاستخدام ذلك.
ولا يجب ان ننسى واحد من اهم عوامل الضبط على مواقع التواصل الاجتماعي وهو وضع مجموعة من الأسئلة لمن يريد فتح حساب خاص به، لتكون اشبه ببوابة العبور للعالم الافتراضي، اذ من فوائد هذا الاختبار هو ضمان الولوج الى هذه المساحة يكون مقتصرا على من يحمل ثقافة عامة بنسبة معينة، كون من يحمل هذه المعلومات بالتأكيد يستهجن هذه الأفعال ولم يرغب في الأقدام عليها.
وآخر هذه المعالجات هو من الممكن ان يتم إطلاق تطبيقات خاصة بشريحة النساء ولا يسمح للذكور الاشتراك بها، وبعد ذلك نكون قد خلقنا بيئة مناسبة تمنح المرأة قدرا كافيا من الحرية للتعبير عن افكارها وما يدور في مخليتها عن الأحداث الجارية وغيرها من الجوانب التي لم تتمكن من البوح بها في ظل وجودها الى جانب كم هائل من الرجال، ففي بعض الأحيان تلتزم الكثير من النساء الصمت إزاء مجريات ترى من الضروري ابداء رأيها لكن ما يمنعها عن ذلك هو قسوة المجتمع ومدى التهميش الذي تعانيه.
اضف تعليق