هل تقدم هذه الهواتف أي جديد يذكر غير قابليتها للطي؟ وهل يمكن الاعتماد على هذه التقنية حالياً، في ظل ما يحكى عن أخطاء في تصنيعها؟ والأهم، هل من المجدي دفع مبلغ ضخم لاقتناء هذه الهواتف، أقله في الوقت الراهن؟، حتى الآن، إن شركتي «سامسونغ» و«هواوي» هما الأكثر استثماراً...
شهدت سوق الهواتف الذكية أخيراً نقلةً نوعية عبر تكنولوجيا الشاشات القابلة للطي، القادرة على تحويل الهاتف الذكي إلى ما يشبه اللوح بما يمكّن المستخدم من أداء نشاطات مختلفة على كل من الشاشتين. يُروَّج لهذه التقنية على أنها ثورة جديدة في عالم الهواتف الذكية، وبأن ما قبلها لن يكون كما بعدها، نظراً لفرادة التجربة التي توفرها للمستهلك. لكن، بعيداً عن الحملات الترويجية والتسويقية للشركات، فإن السؤال هو: هل تقدم هذه الهواتف أي جديد يذكر غير قابليتها للطي؟ وهل يمكن الاعتماد على هذه التقنية حالياً، في ظل ما يحكى عن أخطاء في تصنيعها؟ والأهم، هل من المجدي دفع مبلغ ضخم لاقتناء هذه الهواتف، أقله في الوقت الراهن؟
حتى الآن، إن شركتي «سامسونغ» و«هواوي» هما الأكثر استثماراً في هذه الهواتف، وهما متفوقتان على سائر الشركات الأخرى بسرعة اعتمادهما لهذه التقنية التي يتوقع أن تصبح متوافرةً في الأسواق بدءاً من منتصف العام الجاري.
لكن، بعد التمعن في مواصفات الهاتفين اللذين يرتقب أن تطرحهما الشركتان في الأسواق، يتبيّن أنهما لا يختلفان عن أي هاتف ذكي آخر عالي الجودة من إنتاجهما، إلا من جهة السعر الباهظ. إذ يتوقع أن يبلغ سعر هاتف «غالاكسي فولد» من «سامسونغ» نحو ألفي دولار، وسعر «مايت إكس» من هواوي نحو 2600 دولار (انظر الجدول).
رغم ذلك، لا تقتصر المشكلة على السعر. فبعد عرض اللقطات الترويجية للهاتفين، اكتشف المستخدمون الذين حظوا بفرصة تجربته قبل عرضه في الأسواق ظهور تجعد في منتصف الشاشة عند ثنيها (الصورة)، وهو ما ربطه خبراء باستعجال الشركتين في إصدار هذا النوع من الهواتف قبل الأخرى، فيما لا تزال التقنية جديدة وتتطلب أبحاثاً وتجارب أكثر قبل أن تصبح في متناول المستهلكين. وقد دفعت هذه المشكلة «سامسونغ» إلى تأجيل إطلاق «غالاكسي فولد» أسابيع عدة لحين معالجة المشكلة في التصميم.
أما سبب العجلة، فيكمن في حالة الركود التي تعاني منها سوق الهواتف الذكية حول العالم. إذ تشير الدراسات الى أن المستهلكين باتوا يقضون وقتاً أطول قبل استبدال هواتفهم بأخرى أجدد، نظراً لأن الإصدارات الحديثة لا تقدم جديداً مختلفاً كلياً عن النسخات الأقدم. من هنا، إن السرعة في إطلاق الهواتف القابلة للطي تهدف إلى تحريك المياه الراكدة في سوق الهواتف الذكية ورفع المبيعات من خلال القول للمستهلكين إن منتجاً مختلفاً جذرياً عما عرفوه بات في المتناول.
لذلك، يمكن القول إن الجديد الذي ستقدمه هذه الهواتف لن يتعدى الإحساس بالتباهي بامتلاكها، فيما هي لا تختلف، لجهة المواصفات، عن تلك غير القابلة للطي... حتى الآن.
اضف تعليق