في عالم اللياقة البدنية، تشكل آلام العضلات بعد ممارسة التمارين الرياضية تجربة شائعة للكثيرين، حيث تختلف حدتها وأسبابها من شخص لآخر. ويسلط الدكتور أحمد سمير الموسوي، الحاصل على دكتوراه في الطب الرياضي ومدير الإعلام الطبي لدائرة الطب الرياضي، الضوء على هذه الظاهرة من منظور علمي شامل...
في عالم اللياقة البدنية، تشكل آلام العضلات بعد ممارسة التمارين الرياضية تجربة شائعة للكثيرين، حيث تختلف حدتها وأسبابها من شخص لآخر. ويسلط الدكتور أحمد سمير الموسوي، الحاصل على دكتوراه في الطب الرياضي ومدير الإعلام الطبي لدائرة الطب الرياضي، الضوء على هذه الظاهرة من منظور علمي شامل. إذ تطرح تساؤلات حول أسبابها وعوامل شدتها، وسبل التفريق بين الألم الطبيعي والألم الناتج عن إصابات قد تكون خطيرة. كما ينبه الدكتور الموسوي إلى أهمية التعامل الواعي مع هذه الآلام، ويشير إلى الإجراءات المناسبة لتخفيفها، ويحدد متى ينبغي استشارة الطبيب. إن فهم آلية حدوث هذه الآلام والتعامل معها بوعي يعدّ خطوة أساسية في تحقيق استمرارية التقدم الرياضي والحفاظ على سلامة العضلات.
ما هي الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى آلام العضلات بعد ممارسة التمارين؟
هناك نوع من الآلام يظهر بعد التمرين، ويعتقد أن سبب وآلية حدوثه تكون كالآتي:
١.يمكن أن تنشأ تمزقات صغيرة جدًا في بعض الأنسجة العضلية في الجسم أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
٢. يقوم جهاز المناعة بعد الانتهاء من التمرين بفترة تتراوح بين يوم إلى يومين بتحفيز حصول رد فعل التهابي في المنطقة المتضررة من العضلات لتسريع تعافيها.
٣. يتسبب هذا الأمر في تراكم بعض السوائل في مناطق التمزقات الحاصلة، مما يؤدي إلى الشعور بالألم والشد الذي تزداد حدته خلال فترة ساعات أو أيام.
هل هناك عوامل محددة تزيد من شدة هذه الآلام لدى بعض الأشخاص؟
ليس بالضرورة أن يصاب كل من يمارس التمارين الرياضية بألم في العضلات بعد التمرين، ولكن قد ترفع هذه العوامل من فرص الإصابة بهذا النوع من الآلام:
١. ممارسة تمارين رياضية قاسية بعض الشيء.
٢. القيام بتمارين رياضية تسبب إطالة العضلات وانقباضها، مثل: تمارين السكوات العميقة (Deep squats)، وتمارين الضغط.
٣. أداء تمارين رياضية جديدة، أو تغيير الروتين الرياضي المعتاد.
٤. ممارسة التمارين الرياضية لفترة أطول من المعتاد.
كيف يمكن للشخص أن يميز بين الألم الطبيعي والألم الناتج عن إصابة؟
١. الشعور بألم يعيق ممارسة الأنشطة الحياتية المعتادة.
٢. ظهور ألم خلال التمرين أو حال الانتهاء من ممارسته.
أن الألم الذي يظهر أثناء التمرين هو إشارة واضحة تعني ضرورة التوقف عن أداء التمرين مباشرة، لأن الاستمرار في التمرين أو تكرار أدائه مرة أخرى قد يسبب مشاكل صحية في العضلات.
ما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتخفيف آلام العضلات بعد التمرين؟
١. أخذ قسط كافي من الراحة.
٢. أخذ حمام دافئ لتحسين الدورة الدموية في الجسم.
٣. ممارسة بعض تمارين التمدد البسيطة.
تدليك العضلات بلطف.
٤. وضع الكمادات الباردة على مكان الألم.
٥. تناول بعض مسكنات الألم الخفيفة.
٦. وضع بعض المراهم المخففة لآلام العضلات موضعيًا على أماكن الألم.
متى يجب على الأشخاص استشارة طبيب إذا استمرت الآلام لفترة طويلة؟
١. صعوبة تحريك أحد مفاصل الجسم.
٢. ألم شديد لا يحتمل، وقد يزداد سوءًا مع مرور الوقت.
اذا كان الالم مصحوب بأحد الأعراض الآتية:
١.تورم.
٢. كدمات.
٣. شعور بنوع من الثقل أو الضغط.
٤. ألم مفاجئ في منطقة من الجسم تحتوي على جرح سابق لعملية جراحية، أو ألم مفاجئ في منطقة كانت قد تعرضت في وقت سابق لإصابة ما.
٥. تورم وانتفاخ في أحد أطراف الجسم.
في الختام، تظل آلام العضلات بعد ممارسة التمارين الرياضية موضوعًا يستدعي اهتمامًا خاصًا، حيث تساهم المعرفة العلمية في فهم هذه الظاهرة والتعامل معها بشكل مناسب. يسلط الدكتور أحمد سمير الموسوي الضوء على الأبعاد المختلفة لهذه الآلام، مما يساعد الرياضيين والممارسين على التفريق بين الألم الطبيعي وألم الإصابات الخطيرة. إن إدراك الأسباب والعوامل المؤثرة في شدة الآلام يعد جزءًا أساسيًا من أي برنامج رياضي، كما أن اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة يمكن أن يسهم في تعزيز أداء الرياضيين واستمرارية تقدمهم. لذلك، من الضروري عدم تجاهل أي ألم غير عادي والاستشارة الطبية عند الحاجة، لضمان الحفاظ على سلامة العضلات وضمان عدم تأثير هذه الآلام على المسيرة الرياضية.
اضف تعليق