المنثول يصعب الإقلاع عنه ومن المحتمل أن يشكل خطرًا صحيًا أكبر من السجائر العادية، الزيادة في أعداد المدمنين مرتبط على الأرجح بإقبال الشباب على تدخين سجائر المنثول في بداية تعلمهم تلك العادة الضارة. مركب موجود بشكل طبيعي في نباتات النعناع، ويضاف إلى السجائر ليوفر إحساسًا بالبرودة في الفم...
أصدرت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية مقترحا طال انتظاره بحظر سجائر المنثول وذات النكهات وذلك في انتصار كبير لمناصري عدم التدخين، لكن المقترح قد يواجه معارضة شديدة من شركات التبغ الكبرى.
ولا يزال المقترح التاريخي لحكومة الرئيس جو بايدن، الذي يأتي بعد عام من إعلان الإدارة للخطة، بحاجة للمسات الأخيرة ويمكن أن يستغرق سنوات لتنفيذه.
وعلى مدى عقود كانت سجائر المنثول محل انتقاد الجماعات المناهضة للتدخين التي قالت إنها تساهم في زيادة الأعباء الصحية على مجتمعات السود وتلعب دورا في إغواء الشبان بالتدخين.
تمثل سجائر المنثول، المحظورة في كثير من الولايات بما فيها كاليفورنيا وماساتشوستس، أكثر من ثلث إجمالي الحصة السوقية للصناعة في الولايات المتحدة حتى مع انخفاض معدلات التدخين بشكل عام في أنحاء البلاد.
وقال ديرك جونسون رئيس الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في بيان "اليوم هو انتصار كبير للإنصاف والعدالة ومخاوف الصحة العالمية".
وقالت الإدارة إنه كان هناك أكثر من 18.5 مليون مدخن لسجائر المنثول تبلغ أعمارهم 12 عاما فأكثر بالبلاد في عام 2019 مع معدلات استخدام مرتفعة بشكل خاص بين الشبان ومتوسطي العمر والأمريكيين من أصل أفريقي وجماعات عرقية أخرى.
وقالت الإدارة إن دراسات قدرت تراجع التدخين 15 بالمئة خلال 40 عاما إذا ما حُظرت سجائر المنثول.
وفي العام 2013 استنتجت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن المنثول يصعب الإقلاع عنه ومن المحتمل أن يشكل خطرًا صحيًا أكبر من السجائر العادية، لافتة إلى إن الزيادة في أعداد المدمنين مرتبط على الأرجح بإقبال الشباب على تدخين سجائر المنثول في بداية تعلمهم تلك العادة الضارة.
والمنثول مركب موجود بشكل طبيعي في نباتات النعناع، ويضاف إلى السجائر منذ عشرينيات القرن الماضي ليوفر إحساسًا بالبرودة في الفم مما يخفف من تهيج الحلق الناجم عن دخان السجائر، وبالتالي تصبح السيجارة أكثر جاذبية للشباب وأولئك الذين لم يدخنوا قط.
وقد رفضت صناعة التبغ نتائج إدارة الغذاء والدواء بشأن المنثول، فيما تظهر البيانات الفيدرالية أن سجائر المنثول تمثل حوالي نسبة ثلث الـ 226 مليار سيجارة التي تباع سنويًا في أميركا، وتحظى بشعبية بين المراهقين والمدخنين الأميركيين من أصل أفريقي.
مكافحة الادمان
وقالت "وول ستريت جورنال" أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تدرس مطالبة شركات التبغ بخفض النيكوتين في جميع السجائر المباعة في الولايات المتحدة إلى مستويات لا تسبب الإدمان.
ورغم عقود من الحملات لمكافحة التدخين، يموت نحو نصف مليون شخص سنويا في الولايات المتحدة من جراء التدخين الذي يكلف حوالي 300 مليار دولار سنويا على صعيد الخدمات الصحية والنقص في الإنتاجية، وذلك على ما تفيد إدارة الدواء والغذاء نفسها.
وكانت دارسة نشرت في العام 2018 في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين" قد توقعت أن يتراجع عدد المدخنين بخمسة ملايين شخص في حال خفض نسبة النيكوتين إلى مستوى لا يسبب إدمانا، اعتبارا من السنة الأولى من تطبيق القرار.
وفي نفس السياق، قال خبراء إن تخفيض نسبة النيكوتين يهدف أيضا إلى دفع المدخنين للجوء إلى بدائل أقل ضررًا مثل علكة النيكوتين أو أقراص الاستحلاب أو السجائر الإلكترونية، فيما يهدف حظر سجائر المنثول إلى الحد من منع انتشار التدخين بين المراهقين والشباب.
وكان سكوت جوتليب، مفوض إدارة الغذاء والدواء تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد سعى إلى فرض حظر على المنثول وتقليل النيكوتين في السجائر ضمن خطة اقترحها في العام 2017. ولكن بعد أن ترك الوكالة في العام 2019 جرى تعليق تلك المخططات.
والنيكوتين في حد ذاته لا يسبب السرطان أو أمراض القلب أو أمراض الرئة، وفقا لإدارة الغذاء والدواء، بيد أنه يسبب الإدمان وبالتالي وفاة مئات آلاف المدخنين كل عام في أميركا.
من جانب آخر تراجعت أسهم شركة ألتريا جروب، الشركة المصنعة لسجائر مارلبورو، بأكثر من 6٪ بعد ظهر أمس الإثنين على خلفية أنباء مداولات إدارة بايدن.
وفي هذا الصدد قال متحدث باسم الشركة إن "إجراء قد تتخذه إدارة الغذاء والدواء يجب أن يكون مدعوما بالأدلة والأبحاث العملية، بالإضافة إلى الأخذ بالحسبان العواقب الاقتصادية لمثل هذه الإجراءات، بما في ذلك نمو سوق غير مشروعة والتأثير على مئات الآلاف من الوظائف المتعلقة بقطاع التدخين بدءا من زراعة التبغ وليس انتهاء ببيعه بعد تصنيعه في المتاجر والمحال في جميع أنحاء البلاد".
ومن جهتها، قالت متحدثة باسم شركة رينولدز أميركان، التي تصنع سجائر كاميل ونيوبورت إن الدراسات العلمية بشأن جدوى تقليل نسبة النيكوتين غير حاسمة وأن "هناك أدوات أفضل لتحسين الصحة العامة".
وكان خفض النيكوتين في السجائر موضوع نقاش داخل إدارة الغذاء والدواء منذ التسعينيات من خلال طرق مختلفة كزراعة نباتات تبغ معدلة وراثيا أو تخليصها من النيكوتن خلال مرحة التصنيع.
ففي العام 2009، سمح قانون مكافحة التبغ لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية بإجراء مثل هذا التغييرات، ولكنه اشترط أن تستند تلك الإجراءات إلى أدلة علمية.
وأوضحت مواد ذلك القانون إن إدارة الغذاء والدواء لا يمكنها حظر المنثول إلا إذا تمكنت من إثبات أن الحظر يمثل فائدة واضحة للصحة العامة، مع الأخذ في الاعتبار العواقب المحتملة كنمو أسواق غير مشروعة لتلك الأنواع من السجائر.
خطورة سجائر المنثول
حذرت دراسة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية من خطورة السجائر بنكهة النعناع "المنثول" على الصحة العامة مقارنة بالسجائر العادية.
إلا أن الوكالة الفيدرالية لم تقدم توصية حول ما إذا كانت ستفرض قيدا أو حظرا على الدخان سجائر المنثول، وهو أحد قطاعات النمو القليلة لنشاط السجائر المتقلص.
وتسعى الوكالة التي نشرت الدراسة المستقلة، إلى الحصول على رد من المجتمع الصحي وصناعة التبغ وجهات أخرى حول القيود الممكن فرضها على السجائر بنكهة النعناع.
وخلص تقييم الوكالة إلى أنه لا توجد أدلة تذكر تشير إلى أن سجائر المنثول أكثر أو أقل سمية أو تساهم في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض للمدخنين، مقارنة بالسجائر العادية.
إلا انه هناك بيانات كافية تشير إلى أن استخدام المنثول مرتبط بزيادة بدء التدخين بين الشباب، وأن مدخني المنثول يواجهون صعوبة أكبر في الإقلاع عن التدخين، بحسب الدراسة.
كما أنه لا توجد أدلة تشير إلى أن المواد المستخدمة في تبريد المنثول بإمكانها الحد من قسوة دخان السجائر، وأن سجائر المنثول تسوق باعتبارها بديلا أكثر سلاسة.
وحذرت دراسة علمية حديثة، نشرت نتائجها عبر موقع “Newsmax Health” الطبي، من السجائر التي تحتوي على المنثول، حيث إنها لم تكن أكثر أماناً من السجائر العادية، ويمكن أن تؤدى إلى مشاكل شديدة في الرئة.
ووفقاً للدراسة، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يدخنون سجائر المنثول هم أكثر عرضة للذهاب إلى غرف الطوارئ بالمستشفيات والخضوع للمزيد من العلاجات لشدة المرض وتأثيره الخطير على الرئة، بالمقارنة بمدخني السجائر التي تحتوي على التبغ العادي.
وأوضح الباحثون أن الضرر الناجم عن تدخين السجائر التي تحتوي على المنثول، يتمثل في صعوبة في التنفس أو زيادة كبيرة في البلغم الذي يستمر لمدة يومين، كما كانت أعلى خطورة على الرئة من السجائر العادية بنسبة 29%.
وقالت الدكتورة مارلين فورمان من كلية مورهاوس للطب في أتلانتا، جورجيا، إنها قد فوجئت من نتائج تدخين السجائر التي تحتوي على المنثول، مضيفةً أن الأثار الناتجة عن تدخينها كانت أكثر صرامة وشدة وخطورة على الرئة بالمقارنة بالسجائر العادية.
حظر بيع سجائر المنثول
في جمهورية أيرلندا، تم حظر السجائر التي تحتوي على مادة المنثول والمعطرة بنكهة النعناع الصناعية فضلا عن تلك الملفوفة يدويا والسجائر ذات الحجم الرقيق.
وتقول الحكومة الإيرلندية إن الإجراء يتماشى مع توجيهات الاتحاد الأوروبي. ففي مارس 2014 طالب الاتحاد الأوروبي بسحب السجائر والتبغ المنكّهة بالنعناع والفانيلا. واعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي، أمراً يقضي بمنع السجائر المنكهة والبيانات الحاملة لكلمة "طبيعي" وعلب السجائر على شكل أحمر شفاه، للحد من "انجذاب" الشباب إليها.
وادرج البيان لائحةً بعدد المواد المضافة المسموح بها، وضرورة لفت النظر إلى الآثار الضارة للتبغ على الصحة فوق علب السجائر. كما حدد بيان مجلس الاتحاد الأوروبي الكتابات التي يتعين إدراجها على العلبة وهي: "التدخين يقتل - توقف الآن" أو "دخان السجائر يحوي أكثر من 70 مادة مسرطنة". تلك اللوائح التي طالب بها الاتحاد الأوروبي أضحت قابلة للتنفيذ في جميع جميع دول الاتحاد الأوروبي في 20 مايو 2016.
البروفيسور دي كوكس هو رئيس مجموعة السياسات المعنية بالتبغ في الكلية الملكية للأطباء في أيرلندا. طالب منذ فترة ليست بالقصيرة بدعم الدعوات التي تنادي بحظر السجائر المعطرة بالنعناع لأنها بنظره تشجع على التدخين
"لقد كشف بحث جيد أن الشباب يدخلون عالم التدخين في كثير من الأحيان بسبب سجائر المنثول حيث يجدونها أكثر جاذبية واستساغة،
شركات التبع أصبحت تستهدف اليوم النساء.. لذلك يجب حظرها ونرحب بقرار الحكومة المضي بهذا التشريع قدما نحو الأمام".
ويَفرض الاتحاد الأوروبي قواعد صارمة بشأن بيع السجائر ومنتجات التبغ من خلال إلزام الشركات المصنّعة على وضع مواد إعلامية على علب منتجاتها تحذر المستهلكين من الأضرار الصحية الناجمة عن استخدام تلك المواد. ويتسبب التدخين في الكثير من الأمراض القاتلة والتي من بينها سرطان الرئة، وأمراض الرئة المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وسرطان الفم.
ووفق الأنظمة المعمول بها في الاتحاد الأوروبي، فإن المواد الإعلامية التحذيرية يجب أن تغطي على الأقل 65 بالمائة من الوجه الأمام ومثله في الوجه الخلفي لعلب السجائر وغيرها من منتجات التبغ، كما يجب أن يضمّ التحذير صورة "منفّرة" ونصّاً تحذيرياً وآخر يعرّف بمضار التدخين، ومعلومات عامة عن الصحة.
خفض عدد المدخنين
وتقول المفوضية الأوروبية إنها تأمل في أن تخفض القوانين عدد المدخنين عبر الاتحاد الأوروبي بنحو 2.4 مليون مدخن. لكن بعض المدخنين، مثل ديفيد ماهون الذي يدخن السجائر التي تحتوي مادة المنثول والسجائر العادية، يخشون أن يكون لحظر المنثول تأثير عكسي
"أنا أدخن المنثول في بعض الأحيان.. بالنسبة لي إذا كنت أدخن المنثول، فإنني أدخن عددًا أقل من السجائر ببساطة لأنه يترك طعمًا في فمك. مذاق نكهة النعناع بالنسبة لي يمنع التدخين أو يبطئه".
وكشفت دراسة مؤخرا أن الشباب الذين يدخنون سجائر المنثول “النعناع” يستهلكون ما متوسطه 43 سيجارة أسبوعيًا، يقتربون لمضاعفة الرقم 26 سيجارة لمدخني الأنواع الأخرى. ويقول الدكتور “ساندي آزاغبا” مؤلف الدراسة من جامعة ووترلو الكندية:” يُعزى انتشار سجائر المنثول بين الشباب لاعتقادهم بأنها أقل خطورة من السجائر العادية”.
ووفقاً للدراسة، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يدخنون سجائر المنثول هم أكثر عرضة للذهاب إلى غرف الطوارئ بالمستشفيات والخضوع للمزيد من العلاجات لشدة المرض وتأثيره الخطير على الرئة، بالمقارنة بمدخنى السجائر التى تحتوى على التبغ العادى
تشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن المنثول قد يعزز مستويات النيكوتين في الدم، مما يشجع أكثر على مستويات الإدمان ويصعب الإقلاع عنها مقارنة بالسجائر العادية كما تقول الدكتورة أنجي براون هي رئيسة مجموعة العمل لمكافحة التدخين (أيرلندا).
"هناك أيضًا دليل على أنه إذا كنت تدخن السجائر التي تحتوي مادة المنثول، فإنه من الصعوبة بمكان الإقلاع عنها، لذا فمن المحتمل أن تكون أكثر إدمانا قبل أي وقت مضى، وهناك أدلة على ذلك لأنه يبدو أن المنثول يؤثر على رفع مستويات النيكوتين". مضيفة: "لذا من المحتمل أنهم في الواقع أكثر إدمانًا. وبالطبع توجد جميع المواد المسرطنة في تلك السجائر فهي لا تزال تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الرئة وانتفاخ الرئة"
يقول جون مالون، المتحدث باسم فورست إيرين التي تمول بشكل أساسي صناعة التبغ إن الحظر على المنثول سيشجع مهربي السجائر على الاستحواذ على الصناعة ولن يكون فعالاً للحد من التدخين.
"إذا لم يتمكن مدخنو سجائر المنثول من الحصول عليها فمن المحتمل أنهم سيشترون سجائر عادية ولكن بالطبع الفائز الأكبر في هذا كله هم المهربون - لأنهم سيجلبون سجائر المنثول ويستحوذون وسيكونون المقصد الأوحد للحصول عليها".
على الرغم من التقدم المحرز في خفض معدلات التدخين في أيرلندا في السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يزال أحد أكبر تحديات هيئات الصحة العامة.
وفقًا لمدير الخدمات الصحية يموت ما يقرب من 6000 شخص كل عام بسبب التدخين في إيرلندا ويعاني الآلاف من الأمراض المرتبطة به.
وحسب، أنظمة الاتحاد الأوروبي، فإن التحذيرات والمعلومات الصحية المثبتة على سطحي علب السجائر ومنتجات التبغ الأخرى، يجب أن تكتب بلغة البلد الذي يتم فيه البيع، وعلى سبيل المثال، إن كانت تلك المواد ستباع في اليونان، فجيب أن تكون الكتابة باللغة اليونانية، وإن كانت ستباع في هنغاريا، فيجب حينها أن تكون الكتابة باللغة المجرية.
الأرقام عالميا
وتقول منظمة الصحة العالمية، تتسبب الأمراض المرتبطة بتدخين السجائر في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص حول العالم سنويا، بينما يموت نصف مدمني مختلف أنواع التبغ جراء عادة التدخين. كما تُظهر المعلومات، أن عدد المدخنين حول العالم، يبلغ مليار و100 مليون شخص، 80 بالمئة منهم في الدول القليلة والمتوسطة الدخل. كما تشجع منظمة الصحة العالمية البلدان على إدراج برامج الإقلاع عن التدخين والحملات التعليمية في أنظمتها الصحية لنشر الوعي ومساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين.
وذكرت المنظمة أن وضع اليد على الفم خلال التدخين من الممكن أن يؤدي إلى نقل الفيروس داخل الجسم، مشيرة إلى أن تبادل السجائر يمكن أن ينقل المرض أيضا بين المدخنين. ودعت المنظمة الدولية المدخنين إلى وقف التدخين فورا في ظل تفشي الوباء، من أجل الحفاظ على صحتهم وصحة الأشخاص المحيطين بهم، وقالت إن "هذا هو الوقت المناسب للتخلص من هذه العادة". وحذرت المنظمة العالمية من أنه في حال لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة التدخين، فإن هذه المادة ستودي بأرواح أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً حتى العام 2030.
اضف تعليق