الكثير منا يجهل العلاقة الترابطية بين ما نأكل او نشرب وبين الحالة النفسية والمزاجية لنا، من هنا قررت ان ابين هذه العلاقة وكيفية توظيف الاطعمة والاشربة ايجابياً في خدمة النفس الانسانية لا العكس لأهمية الموضوع وحساسيته، فمن المهم جدا ان نكون أكثر وعياً وعلماً بنظامنا الغذائي...
نغضب بسرعة لأننا جائعين احياناً، واحياناً ليس لدينا رغبة في التحدث لاحد او يتعكر مزاجنا بلا سبب كما يقال خطأ، نكتسب اريحية حين تمتلئ بطوننا، تقلب المزاج هذا الى ماذا يشير؟، وهل هناك ترابط بينه الجوع ؟، وهل هناك اطعمة تحسن المزاج واخرى تعكره؟، لماذا نشتهي اكلات في اوقات معينة ولا نتقبلها في اوقات اخرى؟، وهل للمشروبات اثر على صحتنا النفسية وطريقة التفكير والانتباه او التركيز؟
الكثير منا يجهل العلاقة الترابطية بين ما نأكل او نشرب وبين الحالة النفسية والمزاجية لنا، من هنا قررت ان ابين هذه العلاقة وكيفية توظيف الاطعمة والاشربة ايجابياً في خدمة النفس الانسانية لا العكس لأهمية الموضوع وحساسيته، فمن المهم جدا ان نكون اكثر وعياً وعلماً بنظامنا الغذائي وكيف يؤثر هذا النظام على سلوكنا وتفكيرنا وحتى انفعالاتنا او غضبنا.
اهمية الاكل والشرب في حياة الانسان تأتي من كونها احدى الحاجات الاساسية لديه كما في تصنيف ماسلو للحاجات، فهي احدى الحاجات التي يؤدي عدم اشباعها الى حدوث اختلال في السلوك وأشبعها يعيد التوازن الى الانسان ويجعله اكثر امان واستقرار وراحة، فليس لاحد ان ينام وهو جائع وليس له ان يقرأ وهو جائع وليس له ان يؤدي أي وظيفة وهو على هذا الحال، ولأهمية الاكل في حياتنا قدم في بعض الحالات حتى على تأدية العبادات او ربط وجودها بوجوده، وجميعنا سمع بمقولة "لولا الخبز لما عبد الله".
وهنا لابد من الاشارة الى العملية المعكوسة بمعنى معرفة تأثير المزاج على اختيار نوع الطعام، فقد اتفق علماء النفس والتغذية على وجود علاقة ملحوظة بين المزاج والسلوكيات الغذائية وعلى نوعية الطعام المختار في كل حالة نفسية يمر بها الإنسان، ففي عام 1999م اجرى مجموعة من العلماء دراسة على مجموعة من الشباب من الجنسين لاختبارهم في حالة الغضب أو الفرح أي طعام سيفضلون، وقد لاحظوا أن المشاركين الذين يشعروا بالحزن توجهوا بشكل واضح للأطعمة الأقل منفعة او غير صحية والتي تزيد في نسبة النشويات والسكريات والدهون ما يعني ان حالة المزاج تتأثر بنوع الأكل والعكس ممكن.
أهمية الوعي الغذائي للإنسان
لكي يتمتع الانسان بصحة جسمانية ونفسية وعقلية يبغي ان يتوفر لديه شيء من الوعي الغذائي، على اعتبار أن الغذاء مكون أساسي في حياة البشر فهو من مكونات البيئة التي تحتوينا، وأن "الانسان ابن البيئة والوراثة" بمعنى أنه محصلة التفاعل بين قواه الجسمية والنفسية أي التأثير المتبادل، وندعي ان العلاقة بين جسم ونفسه وثيقة فأغلب الامراض الجسمية تنعكس بالضرورة على النفسية وبالمثل فإن الأمراض النفسية لها أثار جسمية.
ودليلنا على ادعاءنا هو وجود الامراض التي تدعى بالأمراض السيكوسوماتية التي هي منشئها التوتر والقلق والتي تتخذ اعرضها شكلاً جسمانياً بمعنى يكون ميدانها الجسم، من هنا تأتي اهمية ان يعرف الانسان قيمة كل نوع من انواع الاكل والشرب وماهي سلبياته وايجابية واوقات تناوله.
كيف تتأثر النفسية بالتغذية؟
احياناً نجد انفسنا نشتاق الى نوع من الطعام اكثر من غيره وهذا ما يعرف (بالجوع النوعي) والتفسير العلمي لهذا الاشتياق او التفضيل بسبب نقص عناصره في جسم الإنسان فالجسم طبيعياً يطلب ما يحتاج إليه، وحين لا تتوفر هذه العناصر يؤدي الى الاصابة بسوء التغذية التي تكون أعراضها السلوكية أو الذهنية على سبيل المثال الكسل والخمول والبلادة نتيجتها الانزواء.
كما تؤثر حالة الضعف الجسمانية في خفض روح الفرد المعنوية وبالتالي الحد من نشاطه وحيويته، فالطاقة تدفع الفرد لاقتحام المواقف والإقبال على الحياة وتمكنه من السهر والجد والاجتهاد وبذل الجهود الجسمية والذهنية، ويعتمد النمو والسلوك على كمية الغذاء التي يتناولها الفرد ونوعيته وجودته وتوفر الشروط الصحية، ومن المهم يشتمل الغذاء على كافة العناصر الغذائية كالبروتين والسكريات والنشويات والمعادن والاملاح والفيتامينات للمحافظة على صحة الانسان البدنية والذهنية وتلك هي اهمية الغذاء في المزاج والنفس الانسانية.
اما الماء فيمثل احدى اساسيات تركيبة جسم الانسان وبدونه لا يمكنه النمو لأنه يقارب ثلاثة أرباع وزن الجســـم وإذا قـــلت نسبة الماء في الجسم بما يصـل إلـــى نسبة20% فقد يؤدي ذلك الى الموت، و تعرض الانسان للعطش يشعره بالإرهاق والتعب ويجعله يعاني من الهلاوس التي تأتي على هيئة مدركات حسية زائفة ليس لها وجود الا في ذهن العطشان.
الدراسات النفسية اثبت وجود اكلات تريح النفس وتعالج الاضطرابات العاطفية مثل اللبن والسمك والبيض والخضروات ونقصها يصيب الانسان بالانفعال والكآبة وزيادة الحساسية تجاه المؤثرات العادية في البيئة المحيطة، كما ان الابحاث النفسية تقول ان الجزر يبعث على الهدوء و الطمأنينة النفسية والخس يهدئ الاعصاب أما الكبد والارز و القمح فيزيد تناولها من قدرة الانسان على تحمل الألم كما تقلل انفعالاته، وتعمل الشكولاتة على تحسين المزاج اضافة الى تنظيمها لضربات القلب و منع الاحساس بالتوتر لاحتوائها على السكر و الكافيين، ويساعد الموز على التأمل و حسن التفكير والاسترخاء، وثمة عصائر تعرف بقدرتها تهدئة الاعصاب وطرد القلق مثل عصير اليمون والتفاح والتوت.
بالختام ايها الكرام هذه ابرز فوائد الغذاء وابرز الاثار السلبية التي ترتب على عدم الانتظام به، لذا صار من الضروري ان نعرف شيء عن اختيار الاكل المفيد وفي الوقت المناسب والعكس يصح وهذا هو هدف المقال وغايته.
اضف تعليق