قلق شديد سيطر على عدة مدن أمريكية، وذلك بعد أن حذر مسؤولون في ولاية تكساس الأمريكية، السكان من شرب مياه الصنابير، لأنها ملوثة بالأميبا آكلة الدماغ، وطالبوا الدولة بإصدار تحذير طارئ وعاجل، وإن الجهات المسؤولة دقت ناقوس الخطر في البداية بـ8 أماكن داخل ولاية تكساس...
قلق شديد سيطر على عدة مدن أمريكية، وذلك بعد أن حذر مسؤولون في ولاية تكساس الأمريكية، السكان من شرب مياه الصنابير، لأنها ملوثة بالأميبا "آكلة الدماغ"، وطالبوا الدولة بإصدار تحذير طارئ وعاجل، ووفقا لصحيفة "سي بي إس نيوز"، فإن الجهات المسؤولة دقت ناقوس الخطر في البداية بـ8 أماكن داخل ولاية تكساس، لكنها عممت هذا التحذير في كل مكان
بما في ذلك مدينة لايك جاكسون التي يسكنها 27000 ألف نسمة.
وأصدرت مدينة لايك جاكسون بيانا صحافيا، أكدت فيه أن ما دفعهم لتحليل المياه هو ظهور حالة من الأميبا "آكلة الدماغ" على طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، وبعدها أجرت المدينة اختبارات على المياه لأن هذه العدوى لا تأتي سوى من المياه، وكانت قد سجلت ولاية فلوريدا الأمريكية في يوليو من العام الجاري، ظهورا لأميبا نادرة، تتسبب بتآكل الدماغ، حسبما ذكرت هيئة الصحة بالولاية في بيان.
وتتواجد هذه الأميبا في المياه العذبة الدافئة كالبحيرات والأنهار والبرك، وتقليل فرص الإصابة بهذه الأميبا يجب تجنب ملامسة الأنف للمياه، حيث تدخل الأميبا عادة للجسم عبر التجويف الأنفي، بالإضافة لضرورة تنظيف الجيوب الأنفية بالمحاليل الطبية المخصصة لهذا الغرض، ويتطور المرض بسرعة خلال 3-7 أيام، مع حدوث الوفاة عادة في فترة من 7 أيام إلى 14 يوما، وفقا لسكاي نيوز عربية.
اكتشف هذا النوع من الأميبا في ستينيات القرن الماضي، سجلت 145 حالة إصابة في الولايات المتحدة، غير أن هذا المرض يتسم بمعدل وفيات مرتفع، حيث أدى إلى وفاة 97 في المئة من المصابين بالأميبا، وأفيد أن 4 أشخاص فقط من هؤلاء الذين أصيبوا بالأميبا قد نجوا، بحسب ما ذكرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ما هي؟
الأميبا آكلة الدماغ هي أحد الطفيليات النادرة التي تدخل إلى المخ عن طريق الأنف وتستهلك خلاياه، هذا النوع النادر من الأميبا يسمى Naegleria fowleri لأن الأميبا العادية هي أحد أجزاء النظام الطبيعي والتي تتغذى على البكتيريا وتعيش في البرك والبحيرات الدافئة إلا أن هذا النوع الخطير يختلف تمامًا عن الأميبا التي نعرفها.
كيف تصيب الدماغ الإنسان؟
تحت ظروف معينة تستطيع الأميبا أن تكون من الكائنات السوطية –ذات سوط- مما يطور من حركتها ويجعلها تستطيع التحرك بسرعة بحثًا عن ظروف أفضل لحياتها وعندما يسبح البشر في المياه الدافئة العذبة خلال الصيف يستنشقها الناس عبر أنوفهم بشكل طبيعي مما يجعلها تصل إلى المخ مباشرة، تتسبب هذه الأميبا في صداع وتصلب للرقبة وقئ وتتطور هذه الأعراض بشكل خطير مع تطور الأميبا داخل المخ وتصل في نهاية المطاف إلى الغيبوبة ثم الموت.
أين تعيش؟
تعيش الأميبا آكلة الدماغ في المياه العذبة أو المياه التي لا تحتوي على الحد الأدنى من المعالجة بالكلور وليس من الشائع أن تكون هناك إختبارات للكشف عن الأميبا وخاصة في الصيف عندما تكون المياه دافئة وذات بيئة مناسبة لنمو الأميبا، ومياه حمامات السباحة تتتعرض للكثير من عمليات التنقية بإضافة الكلور والفلور التي من المفترض أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض ولكن في ولاية الأريزونا حدث أمر ما منذ زمن حيث أصيب طفل ذو عشر سنين بمرض مجهول نتيجة لعبه في حمام السباحة ذو المياه الدافئة ولكن لسوء الحظ أن الطفل قد توفى.
تصيب البعض ولا تصيب البعض الآخر؟
لا يملك العلماء أو الاطباء إجابة واضحة عنه فهي تختلف من مكان ومن شخص لآخر، منذ عام 1962 ظهرت 128 حالة إصابة بالأميبا آكلة الدماغ وللأسف حالة واحدة فقط هي التي إستطاعت البقاء على قيد الحياة ويعود تاريخ هذه الحالة إلى عام 1978 والتي شعرت بتحسن بعد تناولها الأنتبيوتيك ولكن المشكلة أن الأطباء قاموا بتجربة الأنتبيوتيك مع مرضى آخرين ولم يفلح معهم الدواء.
كيف نبقى بأمان بعيدًا عن هذا المرض؟
1. إذا أراد الناس أن يقللوا من خطر الإصابة بهذا المرض النادر من الأفضل عند السباحة إستخدام سدادات الأنف.
2. لا يحاولون التعامل مع المياه العذبة المشكوك في مصدرها.
3. من الأفضل إبقاء الرأس فوق سطح المياه وخاصة إن كانت المياه دافئة، (بحسب موقع ثقف نفسك).
آلية عمل الأميبا آكلة الدماغ
يسبب الأميبا آكل الدماغ مرضاً يُسمى التهاب المخ السحائي الأولي primary meningoencephalitis ، بعد أن تدخل تلك الأميبا في أنف الشخص، تثبت في غشاء الأنف المخاطي، و بعد ذلك تنتقل عبر العصب الشمي إلى الحويصل الشمي في الدماغ، و بعد خمسة أيام من الإصابة تكون الأميبا قد بدأت بالتهام خلايا الدماغ (خلايا المادة الرمادية)، و في هذا الوقت تبدأ أولى أعراض المرض في الظهور، و تتمثل في فقدان حاستي التذوق و الشم.
و بعدها تستمر الأميبا في متابعة عملها و تقوم بتدمير الطبقة الحامية للجهاز العصبي المركزي (الدماغ و النخاع الشوكي)، و هنا يشعر الإنسان بوجود خلل في دماغه، و بعد ذلك تقوم الاميبا بإرسال الخلايا المناعية إلى الدماغ والتي تتسبب بالتهاب المنطقة المصابة و تضخمها، و نتيجة ما تسببت به الخلايا المناعية من التهاب وتضخم؛ يشعر المريض بالتقيؤ، و الدوار ، و الصداع و تيبس الرقبة.
و بعد ذلك تبدأ الأميبا بالتوغل أعمق في الدماغ سالكةً طريق العصب الشمي حتى تصل إلى الفص الأمامي من الدماغ و هو الفص المسؤول عن المشاعر و التخطيط، ونتيجة لتدمير الأميبا هذا الفص يصاب المريض بالهلوسة ونوبات الحمى والتشوش، و بعدها ينتقل المرض لأي مكان في الدماغ، و أثناء الأعراض السابقة يستمر الدماغ في التضخم، يبدأ الدماغ بالضغط على الجمجمة ويتأثر جذع الدماغ بهذه الأعراض أيضاً، هو جزء الدماغ المتصل مع الحبل الشوكي، و بعد عدة أسابيع من المعاناة و ظهور كافة أعراض المرض، يفشل الجهاز التنفسي في أداء عمله و يتوقف مسببًا وفاة المريض، (بحسب المرسال).
اضف تعليق