السعودية في تخبط غريب، فالفضائح تلاحق مملكة الشر، ما أن ينتهي يوم، إلا وال سعود بصدارة الأخبار الغريبة، من فضائح الأمراء، إلى اصطفاف مع العدو، إلى ادوار مريبة لتدمير البلدان، ومن ينسى غسيل آل سعود، عندما نشرها موقع ويكيلكس، الذي اظهر حقارة الأدوار السعودية في المنطقة، وأخر الفضائح كانت كندية.
مهما حاول آل سعود تجميل صورتهم القبيحة، فلا ينفع شيئا، لان القبح ملازم لهم، يحكي قصة عصابة، جاءت لتحرق الأرض.
نشر موقع مجموعة سي بي أس الكندي، تقرير عن صفقة السلاح الكندية للسعودية، بقيمة 15 مليار دولار، ومضمون الصفقة عدد كبير من العربات المدرعة، والتي تسعى السعودية بإصرار للحصول عليها، وتعتبر اكبر صفقة في تاريخ كندا، وتحدث التقرير عن تكتم السلطات الكندية، على صفقة الأسلحة التي قدمتها للسعودية، والتكتم كان سببه السجل السيئ للملكة، في مجال حقوق الإنسان، ووفقا للتقرير فقد وقعت هذه العملية برمتها خلال أسبوع، مشيرا إلى إن مسالة مبيعات الأسلحة الكندية للسعودية، أصبحت قضية من الماضي، وماتت، بفعل الضغط الإعلام الكندي الكبير.
حصل لغط كبير في كندا بعد انكشاف الصفقة، لاعتبار إن السعودية تمول داعش بالأسلحة، وتمول مدارسهم ومساجدهم، مستندا التقرير إلى تقرير أعده الكونغرس، حول احداث11 أيلول، الذي أكد تورط كبار المسئولين السعوديين، من خلال الدعم المالي للخاطفين، وبما أن كندا تشارك في حلف ضد داعش، لذا من المعيب أن يتم تمويل السعودية بالأسلحة، وهذا يدلل على تغير النظرة للسعودية، فحتى حلفائها ينظرون لها، على أنها دولة داعمة للإرهاب العالمي.
من جهة أخرى كان هنالك ضغط سياسي كندي، لفريق سياسي برؤية مختلفة، لإتمام الصفقة، باعتبار أنها تحقق إيرادات كبيرة لكندا، وتنفع قطاع العاملين، وتسهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصادي الكندي، بـ15مليار دولار، لذلك سعوا أولا إن تكون الصفقة سرية، كي يتم تمريرها، وهنا جاء دور الإعلام، ليكشف اللثام عن الصفقة المريبة، مما جعل الصفقة تلغى، هذا الدور للإعلام الرصين، الذي يشخص الخلل ويحاربه، هو ما نحتاجه في بلدنا الذي ينخر به الفساد.
العالم بدأ يدرك، أن السعودية دولة داعمة للإرهاب العالمي، ولا يجوز التعامل معها، هو ما فعلته كندا، بخصوص صفقة العربات، حيث تدرك النخب هناك، أن هنالك ارتباط عقائدي، بين فرق الإرهاب وبين فقهاء آل سعود، وارتباط سياسي، بين كل الجماعات التكفيرية والنظام السعودي، النظام الذي يعتبر الأب الروحي، لكل جماعة إرهابية، حتى أن بعض التنظيمات الإرهابية، استنسخوا علم السعودية للتعبير عن جماعتهم، فقط استبدلوا اللون الأخضر بالأسود، دلائل الترابط بين الإرهاب والمملكة، وبمجرد انكشاف الصفقة، للإعلام الكندي، عندها تم الغائها.
اثبت الأعلام الكندي، انه يمكنه إقصاء الفساد، حتى لو كان الفساد غولاً سعودياً، وحاضرا في الصفقة، ويستميل الآخرين بالمال، ننتظر من اعلامنا، أن يكون بنفس الهمة الكندية، في ملاحقة ملفات الفساد، وتغيير قرارات الدولة الخاطئة.
اضف تعليق