- مثل السيد محمد رضا الشيرازي (رض) العالم المجاهد والإنسان المثالي الذي اختزل في مكنوناته الشخصية والطاقات العِلمية والملكات الأخلاقية التي جذبت الناظرين إليه، ونقلتهم إلى عمق المنهل الصافي لصفات العالم الرباني الذي يُمثل مقولة الإمام جعفر الصادق (ع): (هو العالم الذي إذا نظرت إليه ذكرك الآخرة).
- جسدت شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) الطبيعة الإنسانية المقتدية بأخلاق جده المصطفى محمد (ص) وأهل بيته الطاهرين(ع)، بحيث استطاع إبراز جواهرها واستنساخها وتحويلها من إطار التنظير المكتوب إلى الواقع المحسوس.
- استطاع السيد محمد رضا الشيرازي (رض) أن يجسد خطاً ومنهجاً إسلامياً ولائياً كرسه بعمل دؤوب منذ نعومة أظفاره اختزل فيه مقومات الحركة الإنسانية بكل أبعادها وتجاذباتها من أجل الارتقاء بالإنسان لسلم السمو والكمال، ورفع كلمة الله على كل الأشهاد، عبر سلوك متميز يمثل المنهج الحقيقي لسيرة محمد(ص) وأهل بيته الطاهرين (ع).
- مثل السيد محمد رضا الشيرازي (رض) شجرة يافعة من البناء الروحي والأخلاقي وأنموذج راقي لكل إنسان سعى لحفظ كرامته في الدنيا وسعادته في الآخرة، فنظر إلى الطريق الدنيوي الصعب بنظرة الطريق الممتلئ بالورود الذي سينقله في نهاية المطاف إلى جنان الآخرة.
- ركز السيد محمد رضا الشيرازي (رض) في مسيرته الحياتية على الوصول إلى رتبة متقدمة في درجات سلم الجهاد الأكبر المتمثل في مضمون كلام جده المصطفى(ص): عليكم بالجهاد الأكبر، فاستحق بجدارة لقب العالم المجاهد لذاته، ومداد العالم الرسالي لأمته.
- عندما يشهد الأب (السيد محمد الشيرازي قدس الله سره)، لابنه السيد محمد رضا الشيرازي (رض) بأن ابنه لم يخلق لعالم الدنيا، لم تكن شهادة نابعة من هوى وميل من أب إلى ابنه، بقدر كونها قراءة ثاقبة ورؤية مستقبلية من عالم رباني لشخصية ابن ترك ملذات الدنيا وعاش في عالم الآخرة، فحولته إلى ملاك إنساني فريد يترفّع عن سفاسف الدنيا الفانية، ويسمو نحو آفاق الآخرة الرحبة.
- في تصوري القاصر، لم يَسع السيد محمد رضا الشيرازي (رض) إلى الحصول على درجة متقدمة في سلم العلم وتهذيب السلوك ونبل الأخلاق فحسب؛ بل كان هدفه رؤية بعيدة للوصول إلى استنساخ مثالي استثنائي في اقتدائه بسيرة وأخلاق أجداده الطاهرين (ع) أهلته أن يتربع على قمة من قمم التميز فيها.
- إن من أسرار توفيقات السيد محمد رضا الشيرازي (رض) في مسيرة حياته الجهادية والعلمية يكمن في تشبثه بنص جده النبي (ص)، الذي نستلهمه من آخر نص كتبته أنامله قبيل موته، والمتمثل في التمسك بالمنهج القرآني، وإتباع سيرة النبي محمد وآل محمد والدفاع عنه خطهم، الذي احتواه نص النبي (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
- بالرغم أن الطريق الدنيوي الذي سلكه السيد محمد رضا الشيرازي(رض) طيلة مسيرته الحياتية كان محفوفاً بالصعاب والمخاطر، لكن الروح الملائكية التي اختزلها بين جنبيه، وملكة السمو التي امتلكها، جعلته يقابل البشر بروح شفافة امتلكها قلبه وظهرت ملامحها في بسمته.
- إن البسمة الصادقة التي ارتسمت على وجه السيد محمد رضا الشيرازي (رض) تدل على صفاء السريرة التي يتمتع بها، فانطبق عليه وصية أمير المؤمنين(ع) لهمام: المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذل شيء نفساً.
- مثلت شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) شخصية علمائية إنسانية احتوت على قوة الإيمان وصلابته، ومتانة العلم والنفور من ملذات الدنيا والركون إليها، وإتباع الأنا والسعي لرضا الله والنبي محمد (ص) وأهل بيته (ع)، فظل محافظاً على هذه الملكات طيلة مسيرة حياته الجهادية، عبر جهاد ذاتي وطلب للعلم وخضوع لله وتواضع محمدي قل نظيره بين العلماء.
- بينت جوانب شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) مدى قدرة الإنسان المؤمن بعقيدته ومبادئه الدينية والأخلاقية الصادقة على تحمل جاذبية الدنيا وملذاتها، وبريق الحضارات المزيفة وهالاتها، بحيث زاد من تشبثه بالوجاهة الحقيقية التي كان يرتجيها من خالقه، حيث انطبق عليه قول الله تعالى: إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا.
- إن حالة الاطمئنان والسكينة التي اكتنفت شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) لم تأتي من محض صدفة أو من فراغ؛ بل جاءت من قلب ممتلئ بالإيمان الراسخ والولاء الصادق، وتوكله وتقويضه لأموره كلها لله عز وجل.
- إن من ينظر لصفة الحلم والسكينة التي اكتنفت شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(ع) يستنتج أنه العالم الرباني الذي لم ينظر لصفة الحلم كونها صفة تفاضل بين الناس؛ بقدر سمة تفرد للدنيا وقوام سعادة للآخرة.
- استطاع السيد محمد رضا الشيرازي(رض) تطبيق معايير التفاضل القرآني للمؤمن حيث مثله بكمال إيماني وسمو أخلاقي، وبملكة زهد وتقوى، وبجهاد متفاني مع هوى نفس ومداراة للبشر، وبعلم غزير يشهد له بالبنان، وقرطاس خطته أنامله دلت على علمه وأخلاقه.
- إن شفافية القلب النوراني الذي امتلكه السيد محمد رضا الشيرازي(رض) استطاع أن ينير كوامن باطنه وواجهات ظاهره، فولجت تلك الإشعاعات النورانية إلى كل قلب تلقاه وعاشره من البشر.
- إن المتأمل في شخصية السيد محمد رضا الشيرازي (رض) يستنتج حالة من حالات التوظيف الخاص للحس الوجداني الإنساني في شخصيته ودقته المتناهية على ضبط جزئيات حركات حياته في طريق رضا الله، لا مع خط الهوى والشيطان وميول الناس بحيث تحذر في جزئياتها من إيقاع الظلم أيّاً كان نوعه.
- استطاع السيد محمد رضا الشيرازي (رض) ترويض نفسه رياضة ربانية مستمرة، حتى بالقدر الذي لا يسمح لنفسه بأذية نمل تجوب في داره، مستذكراً في ذلك كلام جده أمير المؤمنين(ع) الذي قال فيه: وَاللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا، عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جِلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ.
- من يتتبع حياة السيد محمد رضا الشيرازي(ع) يدرك بعين البصيرة أنه المؤمن الذي سعى إلى اخضاع كل سلوكياته وتعاملاته إلى معيار الرضا الإلهي، فاستطاع بهذه الروح تجاوز أدق الاختبارات الحياتية باقتدار وحصوله على درجة التميز فيها.
- عندما ترى عالماً سعى إلى مرضاة ربه، وأنموذجاً إنسانياً يُعظم الناس في عينيه، ويُكبرهم في محضره، ويساعدهم في قضاء حوائجهم، ويَصِلهم في مرضات ربه، ويتأسى لمصائبهم، ويغض الطرف عن إساءتهم، ويفترش التراب تواضعاً لمحتاجهم، فلا يمكنك أن تغظ الطرف عن رضا آل الشيرازي(رض) الذي اقتفى منهاج جده القويم (ص) وسيرة أجداده الطاهرين (ع).
- إن شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) هي أنموذج إنساني متميز لصناعة البدائل الإنسانية المؤمنة، فليس مبالغة أن يكون في محل القدوة لجيل الشباب والعلماء المعاصرين في تبيان قدرتهم على صناعة تلك البدائل، عبر حشد الهمم والتشمير عن السواعد بالجدّ والاجتهاد، والتوكل على الله، ومواجهة النفس والهوى، والوقوف في وجه التيار الثقافي الجارف الذي يواجهونه من الداخل والخارج، كي لا يتحوّل الفرد منهم إلى مستعبَد لفترة طويلة أو أبدية بطوعه ومحض إرادته.
- إن المنهج التوعوي الذي انتهجه السيد محمد رضا الشيرازي(رض) في إلقاء محاضراته التوعوية كان من أهدافها الأساسية رفع مستوى الوعي في العلاقات والمؤسسات الاجتماعية المتنوعة، كي تنمو تلك العلاقات بشكل متوازن كي تكون ضماناً لتماسك المجتمعات ومتانة العلاقات بين كل أطيافه.
- إن الهم الحقيقي الذي حمله السيد محمد رضا الشيرازي(رض) في مسيرة حياته هو الدفاع عن خط الإمامة منتهجاً في ذلك سيرة جدته الصديقة فاطمة الزهراء(ع)، وصناعة العلماء العاملين والمحافظين على المنهل الولائي كل في تخصصه ومجاله، لأنه عَلم أن العلم لايواجه إلا بالعلم، والثقافة لاتواجه إلا بالثقافة، والفكر لايواجه إلا بالفكر.
- بالرغم من امتلاك السيد محمد رضا الشيرازي(ع) حجية العلم والفقاهة ووصوله إلى مرتبة الاجتهاد التي نالها من مراجع درس تحت منابرهم، لكنه حرص على تدريس مستويات علمية أقل من كفاءته العلمية التي يتمتع بها، وهذا دليل على التواضع الحقيقي الذي يمتلكه بين جنبيه.
- بالرغم من تمتع السيد محمد رضا الشيرازي(ع) بقدرة فائقة على رد الإشكالات العلمية والتشكيكات العقائدية لكننا لم نسمع عنه يوماً من يوم الأيام أنه أدعى في نقاشاته العلمية والفقهية احتكار الحقيقية المطلقة، أو عمد إلى تسقيط الأشخاص، أو الاستخفاف بجهود الآخرين واستنتاجاتهم العلمية.
- جسد السيد محمد رضا الشيرازي(ع) في محاضراته ودروسه العلمية أدب الحوار والنقاش بلغة حانية من التوجيه والنصيحة، والبعد عن مصطلحات التسقيط والتسفيه، فكان مشروعه العلمي والفكري مشروعاً دينياً إصلاحياً رزيناً ينصفه العدو قبل الصديق.
- ترك السيد محمد رضا الشيرازي(رض) تركة علمية وفكرية تمثلت بمئات المحاضرات والدروس الحوزوية، والكتب العلمية ذات القيمة الكبيرة منها: كتاب ومضات، وكتاب دور الإمام المهدي في حياتنا، وكتاب كيف نفهم القرآن؟، وكتاب الترتب، وكتاب مظلومية الزهراء(ع)، التي يمكن للمنتفعين من عامة الناس وطلاب العلم الاستفادة منها في دروب المعرفة والتعلم.
- يمثل السيد محمد رضا الشيرازي(رض) الأنموذج الإيماني الحائز على شهادة من الرقي الأخلاقي في تهذيب النفس وترويضها رياضة إيمانية روحانية تجلت في سلوكياته وتعاملاته التي شهد بها المخالفين له قبل المريدين له، وهي صفة المؤمنين السالكين طريق النجاة بحيث طبق مقولة جده أمير المؤمنين (ع) على نفسه: "إنّ الله تعالى يحب المؤمن العالم الفقيه، الزاهد الخاشع، الحيّي العليم، الحسن الخلق، المقتصد المنصف".
- ما يميز الشخصية الإيمانية والروحية للسيد محمد رضا الشيرازي(رض) بين نظرائه من العلماء هو حِفاظه على كمالياته العلمية والإيمانية بحيث لم تمنعه من ممارسة الدور الرسالي والتوعوي تجاه المجتمعات المسلمة، فحرص على التواصل مع العلماء في الحوزات الدينية المختلفة، والانخراط مع عامة الناس، آخذاً بوصية جده أمير المؤمنين (ع): وحسِّنْ مع الناس خُلقك حتى إذا غبتَ عنهم حنّوا إليك وإذا مِتّ بَكَوْا عليك.
- تمتعت توجيهات السيد محمد رضا الشيرازي (رض) بجاذبية من فيض الكلمات الموزونة الدالة على زخم العلم والمعرفة التي يمتلكها، والمتميزة بدقة التعبير، وترابط الأفكار، وسلاسة المعاني، وقوة المحتوى، وسهولة المضمون، بحيث أعطت تلك الميزات كلماته الإيمانية والتربوية إيقاعاً خاصاً، وتأثيراً سحرياً في نفوس متلقيها ومتابعيها.
- لاشك أن النبرة الهادئة التي تستشف من كلام السيد محمد رضا الشيرازي(رض) كانت مدفوعة بقوة الإيمان وذرة الإخلاص، ومدعومة بإشارات هادئة من يديه وملامح وجهه، ونظرة حانية مرتسمة على محياه.
- كانت ألفاظ السيد محمد رضا الشيرازي(رض) كسحر خفي يجذب المستمعين والناظرين إليه تنطلق من شفتيه كسهام موجهة تخترق مسافات شاسعة عبر الأثير لتتربع في قلوب سامعيها ومتلقيها ليربطهم بالله، ويرغبهم في مبادئ الدين وقيم الأخلاق ويذكرهم بآخرتهم.
- ليس من السهل على أي متحدث بارع أو عالم متضلع أو مثقف متمرس مهما بلغت براعته وقدرته اللغوية ومهاراته الإلقائية امتلاك قلوب الملايين في العالم بهذه السرعة الفائقة التي تسبق عمره وزمانه - كما صنع السيد محمد رضا الشيرازي(رض).
- لعل من الأسباب التي جعلت ملايين من البشر يعشقون شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) في العالم هو استشعارهم للبعد الإيماني والروحاني وصفاء السريرة وشفافية القلب، ومستوى الإخلاص التي امتلكتها شخصيته العلمائية.
- لعل من الأسباب التي جعلت ملايين من البشر في العالم يعشقون شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) هو نصائحه الإيمانية والنورانية التي احتوتهتا شخصيته العملاقة لأن قلوب الملايين في العالم متعطشة لهذا الغذاء الروحي والإيماني الذي زودهم به، في زمن تكالبت فيه معظم بني البشر على عالم الماديات والشهوات.
- إن استغلال السيد محمد رضا الشيرازي (رض) لكل ثانية من أوقاته، ودقته في الالتزام بمواعيده دليل قاطع أنه المستثمر الرابح الذي استثمر كل لحظة من عمره في طلب العلم وعمل الخيرات وصلة الاخوان، بحيث كان تمنى أن شيعة جده أمير المؤمنين(ع) من نظرائه المستثمرين.
- إن الصفة المتميزة في شخصية السيد محمد رضا الشيرازي(رض) تمثلت في دقته المتناهية في محاسبة النفس طيلة مسيرة حياته، بدليل القصاصة الورقية التي وُجدت في جيبه بعد وفاته، آخذاً بقول أمير المؤمنين (ع): "ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم فإن عمل خيراً استزاده وإن عمل شراً استغفر الله".
- من دلائل الدقة المتناهية لمحاسبة السيد محمد رضا الشيرازي(رض) لنفسه حرصه أثناء إلقاء دروسه ومحاضراته على نقل نصوص الأحاديث والروايات من مصادرها وكتبها الموثوقة بالرغم من حفظه لها، وتأنيه في إطلاق كلمات النصح والإرشاد التي تطلقها شفتاه في محاضراته، وتحريه في اختيار اللفظ المناسب، ومدى ملائمته قبل التفوه به !! آخذاً بقول الله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾.
- عندما يُطلق مرجعاً دينياً معاصراً شهادة يتوسم فيها مستقبل الإسلام في شخصية السيد محمد رضا الشيرازي (رض)، فهي شهادة ليست مبالغ فيها على الإطلاق، بل شهادة علمية وأخلاقية منصفة دلت على أن هذه الشخصية العلمائية امتلكت من الطاقات والمؤهلات العلمية والأخلاقية الاستثنائية التي تؤهله على اكتساح العالم بأخلاقه ومرجعيته - لو قُدر له البقاء في عالم الدنيا.
- إن حالة الحزن والأسى التي اعترت ملايين من البشر في العالم بكل توجهاتهم الدينية والاجتماعية لفقد السيد محمد رضا الشيرازي(رض)، ماهي إلا مصداق لقول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا.
- إن صورة التشييع المهيب لملايين من البشر التي أحاطت بجنازة السيد محمد رضا الشيرازي(رض) في العراق لاسيما في مسقط رأسه بكربلاء المقدسة، ماهي إلا صورة عاكسة وطبيعية لمكانته في قلوب المؤمنين الذين عشقوا شخصيته المتميزة، وتثميناً للدور الرسالي الكبير، والفضل الكبير الذي قام به في هداية المجتمعات الإسلامية.
- أتذكر حينما استوقفني أحد المثقفين الواعين وقال لي: إذا استطاع السيد محمد رضا الشيرازي (رض) رسم صوراً ناصعة من السمو والأخلاق مع المختلفين معه في الرأي والتوجه، فكيف يمكنني أن أتخيل صورة بره بأبيه وأمه؟!!.
- عندما يصف وائلي المنبر الحسيني فتاً أبهره بغزارة علمه، وملكه بسماحة أخلاقه، وعالم تربع على الأرض لأجل فقير يعرض له حاجته، ويبكيه عامل لإصراره على مشاركته الطعام على مائدته، وعن مخالفين أعجبوا بسقيهم الماء والطعام بيده فصاروا من محبيه ومنتسبي مدرسته، فاعلم أنك أمام سيرة عالم مجاهد زاهد اسمه السيد محمد رضا الشيرازي (رض) الذي اقتفى سيرة الأطهار(ع) من سلالة جده المصطفى (ص).
- قد يُشكل على من ينادي بظلامة السيد محمد رضا الشيرازي(رض)، أو تحديد جهات معينة سعت لتصفيته، لكني على يقين أن شياطين من الأنس لم ترتض بقائه وهيمنة جاذبيته، فليس مستبعداً أن يسعى بعضهم إلى محو هالته.
- حينما أكتب في سيرة السيد محمد رضا الشيرازي (ع)، ليس لكونه عالماً ينتمي لتيار ديني معين أو يمثل مدرسة بذاتها، أو من باب إقصاء لنظرائه من العلماء والمصلحين؛ إنما من هي وقفة إنصاف لمكانة عالم رباني، ومجاهد بكلمته، وموالي لأمير المؤمنين(ع) وولده، ومدافع عن عقيدته، وعامل بعلمه، ومعاشر للناس بخلقه، وساعي لمرضاة ربه، فاستحق مني ومني غيري من المنصفين الإشادة بعلمه وفضله ومكانته.
اضف تعليق