صياغة تعاملك مع الآخرين عبر ميزان رباني بجعل كفة رضا الله والنبي محمد وأهل بيته عليهم السلام راجحاً على كفة رضا نفسك والناس، حينها ستكون الرابح، حينها ستفعل الخير والإحسان مع الجميع دون أن تنتظر المقابل من أحد، وتذكر دائماً قول أمير المؤمنين (من ضيعه الأقرب أتيح له الأبعد)....
يعبر الكثير عن الصدمة من أرحام وأصدقاء لا يزوروه، ولا يعيروه أي اهتمام خاصة حينما يدعوهم لمناسبة أو عند المرض أو عند موت الأحبة، وهو حريص على التواصل معهم، بحيث لم يفكر أحدهم بإرسال رسالة فضلاً عن اتصال!!.
ويعود ذلك لأسباب كثيرة منها:
أولاً: أغلب الناس بعدوا عن المبادئ الدينية وغرتهم الحياة الدنيا، فجعلوا النظرة التي يحملها الإنسان عن الآخرين سواء (غنى أو فقر، أو احترام أو استحقار) معياراً اجتماعياً للاهتمام بزيد أو عدم الاكتراث بعمر!!.
ثانياً: بعض الناس يبني تعاملاته على قاموس المصالح والمكتسبات الدنيوية التي تجمعه مع الناس، والبعض الآخر يبني تعاملاته بمبدأ المقايضة فمن وصلني وصلته، ومن قطعني قطعته، لذلك تعتري الصدمة كثير من الناس من قطيعة أرحام وأصدقاء كانوا حريصين كل الحرص على التواصل والحضور معهم!!.
ثالثاً: يعيش البعض تناقض مع نفسه بحيث يريد من الآخرين الحضور والمشاركة، وهو لا يتواصل ولا يحضر عند غيره!!، فمن الطبيعي أن تكون مواقف الآخرين بمستوى مواقفه ومشاركته، فهؤلاء البشر ليسوا كأبي ذر الغفاري ولا سلمان المحمدي!!.
رابعاً: يعيش البعض مغالطة مع نفسه ومع غيره بحيث يعتقد أن المجاملات الزائفة التي جمعته مع الناس تنبأ عن مودة صادقة، وهي في حقيقتها ستار لنفاق أخلاقي زائف صنعوه لأنفسهم ولغيرهم!! لذلك سقط مع أول هبة ريح قوية في حياتهم!!.
إن الحل الأمثل في مثل معالجة هذه التعاملات يتمحور في عدة أمور:
أولاً: صياغة تعاملك مع الآخرين عبر ميزان رباني بجعل كفة رضا الله والنبي محمد وأهل بيته عليهم السلام راجحاً على كفة رضا نفسك والناس، حينها ستكون الرابح، حينها ستفعل الخير والإحسان مع الجميع دون أن تنتظر المقابل من أحد، وتذكر دائماً قول أمير المؤمنين عليه السلام: (من ضيعه الأقرب أتيح له الأبعد).
ثانياً: أعط لكل إنسان حيزاً معقولاً في حياتك سواء كان قريباً أو بعيداً، بحيث لا تتوقع منه رتماً عالياً من التواصل، وأبحث في نفس الوقت عن الخلل الحقيقي فيك أو في غيرك، حينها لن تنتابك المفاجأة من تقصير هذا أو إساءة ذاك!!.
ثالثاً: امتلك أرادة قوية بتحويل صدمتك بهؤلاء الناس إلى فرصة إيجابية في حياتك بحيث تجعلك أكثر تشبثاً بقيمك وأخلاقك، فالرواية الشريفة عن أمير المؤمنين عليه السلام تقول: (وأقبل العذر وإن كان كاذباً ودع الجواب عن قدرة وإن كان لك)، وهذا لا يُنال إلا بجعل رضا الله الأهم في معاملاتك مع الناس.
وهذا ما جعل بعض الناس يعيش حالة من الدهشة من أشخاص وأرحام لم يعطوهم أي اهتمام في حياتهم لكنهم بالمقابل سطروا مواقف نبيلة تدل على صدق نياتهم وإخلاصهم مع الله، وبرهنوا على حبهم لغيرهم، لذا خذ قناعة شخصية: لا تعاتب أحداً كائناً من كان، فهي المعادلة الوحيدة التي ستشعر بالاطمئنان الروحي تجاه من أساؤوا أو قصروا.
اضف تعليق