الحياء من أسمى الفضائل، وأعظم الأخلاق، وأجلّ الآداب، وشعبة من شعب الإيمان؛ فهو دين وخُلُق وخير، فقد روي عن رسول اللَّهِ أنه قال: إنّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقاً، وإنّ خُلُقَ الإسلامِ الحياءُ»، وقوله صلى الله عليه وآله: الحياءُ هُو الدِّينُ كلُّهُ، وقال الإمامُ عليٌّ: كَثْرَةُ حياءِ الرّجُلِ دَليلُ إيمانِهِ...
ان الحياء من أسمى الفضائل، وأعظم الأخلاق، وأجلّ الآداب، وشعبة من شعب الإيمان؛ فهو دين وخُلُق وخير، فقد روي عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وآله أنه قال: «إنّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقاً، وإنّ خُلُقَ الإسلامِ الحياءُ»، وقوله صلى الله عليه وآله: «الحياءُ هُو الدِّينُ كلُّهُ»، وقال الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «كَثْرَةُ حياءِ الرّجُلِ دَليلُ إيمانِهِ».
فالحياء من صفات النفس المحمودة، وهو من خُلُق الكرام، وصفة من صفات أهل المروءة والفضل والشرف والإيمان، يقول الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «أصْلُ المُروءَةِ الحياءُ، وثَمَرتُها العِفَّةُ»، وعنه عليه السلام قال: «الحياءُ تَمامُ الكَرَمِ، وأحسَنُ الشِّيَمِ».
والحياء سبب إلى كل خير، فقد قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: «الحياءُ لا يَأتي إلّا بخَير»، وعنه صلى الله عليه وآله قال: «الحياءُ خَيرٌ كُلُّهُ»، وهو سبب إلى كل شيء جميل أيضاً، قال الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «الحياءُ سَبَبٌ إلى كُلِّ جَميلٍ».
ان الحياء يكون على ثلاث مراتب، وأول مرتبة من مراتب الحياء هو حياء الإنسان من الله سبحانه، وذلك بأن يأتي بما أمر به، ويجتنب ما نهى عنه، وتكون لديه ملَكَة بحيث يقبل على العبادات والطاعات، وينفر من المعاصي والمحرمات.
والمرتبة الثانية من مراتب الحياء هو حياء الإنسان من الناس، وهو يبعث على اجتناب القبائح، وكف الأذى، وترك المعاصي والذنوب والموبقات.
والمرتبة الثالثة من مراتب الحياء فقال: هو حياء الإنسان من نفسه، وهذا الحياء الباطني للإنسان يبعث على العفة، وصيانة النفس في الخلوات من الوقوع في المعاصي والموبقات، والتنزه عن الضعة والدنية؛ وهذا إنما يكون من طهارة القلب، وصفاء الروح، ومراقبة النفس، وعلو الهمة، وقوة الإرادة.
فمن كمل حياؤه في المراتب الثلاث فقد كملت فيه أسباب الخير، وانتفت عنه بواعث الشر، وإن انتفى منها شيء لحقه من النقص أضعاف ما يلحقه من الفضل والشرف بكماله.
والحياء كما يكون محموداً وهو ما يؤدي إلى التقرب من الله عز وجل، والإقبال على الطاعات والعبادات، والإتيان بالخيرات، وكف الأذى عن الناس؛ يوجد في المقابل حياء مذموم ومنهي عنه، وهو الحياء (الخجل) الذي يؤدي إلى الحرمان، يقول الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «قُرِنَ الحياءُ بالحِرْمانِ».
فمن الحياء المذموم هو الحياء الذي يمنع الإنسان من الجهر بالحق، يقول تعالى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ فمن يمتنع أن يجهر بقول الحق حياء وخجلاً، فهذا النوع من الحياء حياء مذموم ومنهي عنه.
ومن الحياء المذموم أيضاً: الحياء الذي يجعل الإنسان لا يتعلم، ويستحي من السؤال والتفقه في الدين، يقول الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: «مَن رَقَّ وَجْهُهُ رَقَّ عِلْمُهُ».
ان الحياء مطلوب من الرجل والمرأة، ولكنه مطلوب من المرأة أكثر، إذ أن من أهم الصفات الأخلاقية المطلوبة في المرأة: الحياء، فقد روي عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وآله أنه قال: «الحياءُ عَشْرةُ أجْزاءٍ، فتِسْعَةٌ في النِّساءِ وواحِدٌ في الرِّجالِ».
إن المرأة التي تكتسي جلباب الحياء، تكون امرأة عفيفة، وصائنة لنفسها، فلا تظهر زينتها، ولا تتبرج أمام الرجال، ولا تضع صورها سافرة في مواقع التواصل الاجتماعي كالسناب شات أو فيسبوك أو الانستغرام وغيرها. يقول الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «سَبَبُ العِفَّةِ الحياءُ»، وعنه عليه السلام قال: «على قَدْرِ الحياءِ تكونُ العِفَّةُ».
ان الحياء صفة أخلاقية رائعة، ولها الكثير من الثمار والفضائل التي تعود على صاحبه، كالخشية من الله، والوقار، والتواضع، والسكينة، والاتزان، وعلو الهمة، وشرف النفس، وطهارة القلب، والسماحة والتسامح، والتجمل بمكارم الأخلاق وغيرها من الفضائل والأخلاق الرفيعة.
وهناك من يرى بإن الحياء يخالف الحداثة والعصرنة والتحضر، وأنه علامة من علامات التخلف والجهل؛ ولكن التحضر والعصرنة يجب أن يكون بالتحلي بالعلم والقيم والأخلاق والآداب، وليس بقلة الحياء، والوقاحة في القول والفعل والسلوك، فهذا هو التخلف الأخلاقي بعينه الذي يجب ألا يقع فيه الإنسان المحترم.
ان الإسلام لا يمانع في عمل المرأة، وفي كسب مختلف أنواع العلوم، بل يشجعها على ذلك، ولكنه في نفس الوقت يدعوها إلى التحلي بصفة الحياء حتى تحافظ على عفتها واحتشامها وحجابها، والتجمل بالأخلاق والقيم والآداب الإسلامية.
اضف تعليق