موجات الحرارة زاد تواترها بشكل حاد، من متوسط موجتين حراريتين سنويًا خلال الستينيات إلى ست موجات كل عام خلال العقدين 2010 و2020. وتسبب تغير المناخ في زيادة احتمال حدوث موجة الحر بمقدار 150 ضعفًا.. الغيوم تحبس الهواء الحار فيما يشمل إنذار من حرّ شديد. يزيد الجو الجاف من خطر اندلاع حرائق...
منذ الستينيات في الولايات المتحدة، صارت موجات الحرارة أطول وأكثر سخونة وتكرارًا بمرور عقد بعد آخر. وتقول وكالة حماية البيئة الفدرالية (EPA) إن موجات الحرارة "زاد تواترها بشكل حاد، من متوسط موجتين حراريتين سنويًا خلال الستينيات إلى ست موجات كل عام خلال العقدين 2010 و2020".
وتسبب تغير المناخ في زيادة احتمال حدوث موجة الحر التي ضربت كندا والولايات المتحدة في عام 2021 بمقدار 150 ضعفًا وقالت مصلحة الأرصاد الجوية إن الغيوم تحبس الهواء الحار "فيما يشمل إنذار من حرّ شديد نحو 29 مليون أميركي". وقد يزيد الجو الجاف والرياح من خطر اندلاع حرائق.
ويقول مدير اتحاد مزارعي القطن "شهدنا على مدى السنوات العشر الفائتة خمس أو ست سنوات من الجفاف كانت واحدة أو اثنتان منها كارثيتين".
فقد شهد غرب الولايات المتحدة هذه الأيام درجات حرارة قصوى بسبب موجة حر ناتجة عن نظام الضغط العالي في الغلاف الجوي الذي يحبس الهواء الساخن، وفق العلماء.
يؤدي تغير المناخ إلى زيادة حدة هذه الظواهر ذات العواقب الصحية الخطيرة وتكرارها.
تعرِّف السلطات الأميركية موجة الحر على أنها ظاهرة تُلاحظ عندما تكون أدنى درجة حرارة مسجلة، لمدة يومين على الأقل، أعلى بنسبة 85% من متوسط درجات الحرارة المسجلة في المنطقة في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس.
غالبًا ما تنخفض الحرارة إلى هذا المستوى الأدنى في الليل، وهي نقطة أساسية، لأنه بعد درجات الحرارة المرتفعة جدًا أثناء النهار، يستريح جسم الإنسان في الليل، إذا انخفضت الحرارة بشكل كافٍ.
ما الذي يسبب موجات الحر؟
تتشكل موجات الحرارة في أكثر الأحيان مع ضغوط عالية في الغلاف الجوي تولد حالة من الانحباس وتؤدي إلى تشكل قبة حرارية يمكن مقارنتها بدفيئة موضوعة تحت أشعة الشمس وبدون تهوية.
تعمل الضغوط العالية على إيقاف تشكل السحب وتدفع الهواء إلى الأسفل عن طريق الضغط، مما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة.
عادةً ما تدفع تيارات الهواء العلوية هذه الكتل الهوائية في الغلاف الجوي لكنها في بعض الأحيان تتمدد وتتباطأ، تاركة هذه القباب الحرارية في مكانها.
هل هي خطرة؟
نعم. تُعد الحرارة سببًا للوفيات في الولايات المتحدة أكثر من أي حدث مناخي شديد آخر مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير، وفقًا للبيانات الرسمية.
لقي مئات الأشخاص حتفهم في كندا والولايات المتحدة العام الماضي عندما رفعت القبة الحرارية درجات الحرارة إلى 49,6 درجة مئوية.
مثل هذا الهواء الساخن يحد من قدرة الجسم على البقاء في درجة الحرارة المناسبة ويمكن أن يسبب "سلسلة" من الآثار الضارة، كما تشير منظمة الصحة العالمية (WHO) مثل التشنجات والتعب والنوبات القلبية وارتفاع حرارة الجسم.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن "الاستشفاء والوفيات الناجمة عن الحرارة يمكن أن تحدث بسرعة كبيرة (في اليوم نفسه) أو تتأخر" لبضعة أيام، وتعاني منها بشكل خاص الفئات الأكثر ضعفًا.
الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب أو الجهاز التنفسي معرضون للخطر بشكل خاص.
تؤثر هذه الحرارة الشديدة بشكل أكبر أيضًا على المشردين الذين يعيشون في الشوارع وعلى الذين يعملون في الخارج في منتصف النهار، وكذلك أولئك الذين يعيشون بالقرب من مصدر للتلوث، مثل الطرقات السريعة.
ما هو تأثير تغير المناخ؟
يجعل تغير المناخ موجات الحرارة، مثل جميع ظواهر الطقس، أكثر حدة. من خلال انبعاث غازات الدفيئة، تسببت البشرية بتسخين الكوكب في المتوسط بمعدل 1,2 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل عصر الصناعة.
منذ الستينيات في الولايات المتحدة، صارت موجات الحرارة أطول وأكثر سخونة وتكرارًا بمرور عقد بعد آخر، وفقًا للبيانات الرسمية.
وتقول وكالة حماية البيئة الفدرالية (EPA) إن موجات الحرارة "زاد تواترها بشكل حاد، من متوسط موجتين حراريتين سنويًا خلال الستينيات إلى ست موجات كل عام خلال العقدين 2010 و2020".
وتسبب تغير المناخ في زيادة احتمال حدوث موجة الحر التي ضربت كندا والولايات المتحدة في عام 2021 بمقدار 150 ضعفًا، وفقًا لتقديرات مبادرة إسناد ظواهر الطقس World Weather Attribution وهي شبكة من علماء الطقس الذين يسندون الأحداث المتطرفة إلى تغير المناخ.
الفيضانات والحرائق متواصلة
كافح عناصر الإطفاء والإغاثة حريقا كبيرا في ضواحي لوس انجليس لمواجهة خطر جديد مع توقع حصول فيضانات وسيول ناجمة عن عاصفة مدارية آتية من المكسيك.
العاصفة كاي التي كانت مصنفة إعصارا قبل وصولها إلى المكسيك، توجهت بعد ذلك شمالا. ويتوقع أن تنجم عنها رياح عنيفة قد تؤدي إلى تأجيج الحريق الكبير الذي اطلق عليه اسم "فيرفيو فاير" على ما حذرت السلطات.
وقد أتى الحريق الذي اندلع في خضم موجة قيظ، على أكثر من عشرة آلاف هكتار. ويستمر بالانتشار بفعل "رياح قصوى" تهب من الجبال القريبة على ما أوضحت السلطات.
وقال جون كرايتر قائد وحدة في فرق الإطفاء في كاليفورنيا "لم أشهد حريقا كهذا في مقاطعة ريفرسايد طوال مسيرتي المهنية. هذا حريق عنيد جدا".
وقضى شخصان في هذا الحريق بعدما حاصرتهما النيران لدى محاولتهما الفرار.
وقد وسعت السلطات نطاق المنطقة التي ينبغي اخلاؤها وباتت تشمل أكثر من 20 ألف شخص. وانتقلت السلطات من منزل إلى منزل للطلب من السكان الرافضين، المغادرة اتقاء من الحريق.
في شمال كاليفورنيا يستمر حريق "موسكيتو فاير" في الانتشار على مشارف ساكرامنتو وقد أتى على أكثر من 12 ألف هكتار.
وقالت فرق الإطفاء إنها لا تسيطر على أي من جبهات النيران في هذا الحريق الذي أتى على أبنية عدة على ما أكدت.
وقالت خدمة الإطفاء "كال فاير" في بيان "الحريق ينتشر في منطقة وعرة جدا فيها وديان شديدة الانحدار تصعب فيها مكافحة النيران".
بموازاة ذلك، أصبحت المنطقة تحت تهديد الاعصار كاي الذي خفض إلى عاصفة مدارية. وستترافق هذه العاصفة بأمطار غزيرة في كاليفورنيا وأريزونا فضلا عن أمواج عالية على الساحل المطل على المحيط الهادئ.
وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية الأميركية هطول أكثر من 18 سنتمترا من الأمطار ما يزيد من خطر فيضان الأنهر وحصول سيول في المناطق التي اجتاحتها النيران ولم تعد الأراضي فيها قادرة على امتصاص مياه الأمطار.
وكانت العاصفة بلغت جنوب كاليفورنيا بعد ظهر الجمعة مصحوبة برياح تزيد سرعتها عن 160 كيلومترا في الساعة.
ومن شأن هذه العاصفة أن تبدد موجة القيظ المسيطرة على الغرب الأميركي مع اقتراب الحرارة أحيانا من 45 درجة مئوية إلا أن الحرارة ستبقى مرتفعة في شمال كاليفورنيا ووسطها.
وقالت مصلحة الأرصاد الجوية National Weather Service إن الغيوم تحبس الهواء الحار "فيما يشمل إنذار من حرّ شديد نحو 29 مليون أميركي".
وقد يزيد الجو الجاف والرياح من خطر اندلاع حرائق.
الجفاف يؤدي الى اتّساع نطاق الحرائق
واتّسع نطاق حريق غابات خارج السيطرة مشتعل في ولاية أوريغن الأميركية، وقد تلقى السكان أوامر إخلاء مع تردي نوعية الهواء واندلاع حرائق عدة في غرب الولايات المتحدة.
وقد خيّم دخان كثيف على بلدات تقع في جنوب غرب أوريغن بما فيها منتجع بيند السياحي، وقد أتى حريق "سيدر كريك" على 37 ألفا و450 هكتارا أي أكثر من ضعفي مساحة العاصمة الأميركية واشنطن، وهو خارج أي سيطرة حاليا، وفق جهاز الإطفاء في ولاية أوريغن.
وتلقى سكان مقاطعتي لاين وديشوتس أوامر إخلاء تم إلغاء بعض منها مع انخفاض درجات الحرارة وتراجع سرعة الرياح.
ويهدد الحريق أكثر من 2000 مسكن وفق السلطات.
وبدأت الحرائق في أوائل آب/أغسطس وقد حوّلت لون السماء إلى برتقالي داكن.
ويحتشد أكثر من 1200 شخص من عناصر الإطفاء وأجهزة الطوارئ عند أعالي المنطقة الجبلية الشديدة الانحدار والتي يقع القسم الأكبر منها ضمن منطقة غابات يصعب الوصول إليها.
وجاء في بيان لجهاز الإطفاء في ولاية أوريغن "لا يزال الدخان يتسبب بتردي نوعية الهواء ومن المرجح أن يستمر الأمر على هذا النحو أياما عدة".
وأصدرت تحذيرات مماثلة من تردي نوعية الهواء في ولايتي أيداهو وواشنطن بسبب الحرائق المشتعلة فيهما.
وعشرات الحرائق مندلعة في كاليفورنيا وأيداهو وأوريغن وواشنطن وغيرها من ولايات الغرب الأميركي وقد أتت على أكثر من 3100 كيلومتر مربع، ما يسلّط الضوء على التداعيات المدمّرة لجفاف يضرب المنطقة منذ أكثر من عقدين.
ويعاني الغرب الأميركي من عواقب جفاف مدمّر مستمر منذ أكثر من عقدين، تفاقم بسبب تغيّر المناخ من جراء الأنشطة البشرية، وفق علماء.
ويضرب الجفاف غالبية المنطقة الريفية ما يهيئ الأجواء لاندلاع حرائق واسعة النطاق سريعا.
ويمتد حريق آخر هو "دابل كريك فاير" منذ 30 آب/اغسطس في شمال شرق أوريغن مدمّراً أكثر من 62 ألف هكتار من الغابات.
وبحسب مركز تنسيق عمل وكالات مكافحة الحرائق هناك أكثر من 90 حريقا مشتعلا في سبع ولايات في الغرب الأميركي.
وأتى حريق "موسكيتو فاير " الأوسع نطاقا حاليا في كاليفورنيا، على أكثر من 20 ألف هكتار في جبال سييرا نيفادا، وقد تم إخلاء عدد من البلدات المجاورة.
ويعمل عناصر الإطفاء على احتواء حريق "فيرفيو" في جنوب لوس أنجليس الذي قضى فيه شخصان.
الجفاف يقضي على حقول القطن في تكساس
ويعاني غرب الولايات المتحدة منذ أكثر من عقدين من جفاف مدمر يفاقمه التغير المناخي الناجم عن الاستخدام المتواصل لمصادر الطاقة الاحفورية.
كان للجفاف الذي ضرب مناطق في الولايات المتحدة أثر كارثي على زراعة القطن في تكساس، ودمّر معظم إنتاج المزارع ساتون بايدج الذي لم يبق سوى 20% من القطن في حقوله الواقعة بتكساس.
ويقول بايدج لوكالة فرانس برس عبر الهاتف إنّ إنتاجه هذه السنة "لم يكن في أفضل حالاته"، ويصف كارثة حقيقية في منطقته الواقعة في شمال الولاية، مشيرا الى أن جميع زملائه لن يحصدوا شيئا من إنتاج القطن في حقولهم "العارية".
وتشكل تكساس مصدراً لنصف إنتاج القطن الإجمالي للولايات المتحدة التي تمثل المورّد الثالث من القطن عالمياً بعد الهند والصين. وسينخفض الإنتاج فيها بنسبة 58 في المئة، في حين سيصل على المستوى الوطني إلى أدنى مستوى له منذ العام 2015، بانخفاض 21 في المئة على أساس سنوي، بحسب أحدث أرقام تقديرية أصدرتها وزارة الزراعة الأميركية.
وفي شمال غرب الولاية حيث للقطن أهمية كبيرة وتندر المياه، قد تكون محاصيل العام 2022 "إحدى أسوأ المحاصيل المُسجلة خلال السنوات الثلاثين الأخيرة"، وفق دارين هدسون، وهو أستاذ في الاقتصاد الزراعي لدى جامعة تكساس تيك. ومع احتساب العواقب المتتالية على بقية قطاع النسيج، أشار في آب/أغسطس إلى أنّ الخسائر الاقتصادية التقديرية للمنطقة تبلغ ملياري دولار.
ويعمل لاندون أورمان (30 سنة) على مساحة تبلغ ألفي هكتار قرب أبيليني التي تبعد ثلاث ساعات غرب دالاس. إلا أنّ قطنه غير المروي "لم ينبت حتى"، بينما نبت ذلك المروي جزئياً لكن يتوقَّع أن يكون محصوله أقل من المعتاد بمقدار النصف. ويشير إلى أنّ المحاصيل الإجمالية ستشهد انخفاضاً بنسبة 85% مقارنة بالإنتاج المعتاد سنوياً.
وعلى غرار كثيرين، يستفيد أورمان من تأمين على محاصيله، ولن يتكبّد تالياً خسائر مالية فادحة. ويقول "لكن كمزارع، أشعر بانزعاج كبير لعدم تمكّني من زراعة القطن، فهذا ما أحبّ".
في لوبوك التي تعتبر بمثابة عاصمة محلية للقطن، سجلت الأمطار التي تساقطت على مدى الأشهر الاثني عشر الفائتة قبل قدوم أمطار متأخرة في آب/أغسطس، معدلاً بلغ نصف المُسجَّل في العادة.
ويقول ساتون بايدج (48 عاماً) "لم نشهد أي نقطة مطر بين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو". وتسببت قلة الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع بجفاف الأرض في فترة الزراعة.
ويضيف "شهدنا اعتباراً من أيار/مايو أياماً تخطت فيها درجات الحرارة الـ 37 درجة مئوية فيما سجلت رياح بسرعة 50 كيلومتراً في الساعة، ما أدى إلى احتراق" المحاصيل كلها. وشهدت تكساس ثاني فصل صيف أكثر حرارة على الإطلاق.
واضطر بايدج لأن يحرث 80% من حقوله المدمّرة لتجنيبها الجفاف.
أما الـ20% المتبقية من الأراضي، فيشير بايدج إلى أنّ محاصيلها محدودة وثمارها صغيرة. ويقول "ننظر في ما إذا كان من المربح إجراء الحصاد، أو سيتعين علينا ببساطة تدمير المحاصيل".
ويضيف بايدج الذي يتولى أيضاً رئاسة جمعية منتجي القطن في منطقة رولينغ بلاينز "الوضع محبط إلى حد ما، إذ نعمل بجد طيلة السنة ونُعدّ حقولنا، ونضع الأسمدة، لكن لا تنمو المحاصيل".
أما باري إيفانز الذي يعتبر أنّ الجفاف المُسجّل هذه السنة كان تاريخياً، فلن يُحصَد من أراضيه البالغة مساحتها 800 ألف هكتار والواقعة قرب لوبوك سوى ربع المحاصيل المروية.
ويقول إيفانز "بصفتي مزارعا في هذه الحقول المرتفعة في تكساس، أدرك أن هناك سنوات صعبة أحيانا، وهذا جزء من الحياة هنا"، مضيفاً "لن ننسى عام 2011 بجفافه ومحاصيله السيئة".
وقد يكون حصاد سنة 2022 الذي ينتهي مع نهاية السنة أسوأ من محاصيل 2011. وهنا يُطرح السؤال التالي: هل الجفاف يحصل بوتيرة متزايدة؟
يقول عالم المناخ كورتيس ريغانتي من مركز أبحاث متخصص بالجفاف إن المنطقة تشهد "ظروفاً أسوأ من تلك المُسجلة السنة الفائتة"، ويبدو أنها ستستمر طويلا. لكنه يفضل أن يبقى حذرا وألا ينسب أسباب هذه الظاهرة إلى التغير المناخي الذي يتسبّب بتكرار الظواهر المناخية الحادة وجعلها أكثر حدة.
ويقول مدير اتحاد مزارعي القطن في لوبوك كودي بيسنت "شهدنا على مدى السنوات العشر الفائتة خمس أو ست سنوات من الجفاف كانت واحدة أو اثنتان منها كارثيتين".
ويتساءل المزارعون في ما بينهم بعد أن لاحظوا أن "الصيف كان حاراً جداً" ما إذا كانت وتيرة موجات الجفاف تتزايد، على ما يوضح باري إيفانز.
ويضيف أن هذا التساؤل يمثل "موضوعا رئيسيا في النقاش".
ويرى المزارعون في تكساس، وهي الولاية التي تضم عدداً كبيراً من الأشخاص المشككين في ظاهرة التغير المناخي، أن ما يحصل في الواقع هو تكرار في الدورة المناخية.
وفي انتظار أجوبة على تساؤلاتهم، يحاول كل مزارع بأفضل ما يمكن أن يبقي أراضيه رطبة.
اضف تعليق