منذ نشوء الانسان على البسيطة، شاركته هذا المكان مخلوقات عديدة، أهمها واكثرها قربا من الانسان، الحيوانات بأنواعها المختلفة، وكان الانسان ذكيا في اختيار الحيوان الاقرب اليه، تبعا للفائدة التي يمكن ان يحصل عليها من هذا الحيوان او ذاك، فمثلا كانت هناك ولا تزال علاقة متميزة بين الانسان والخيول، كما ان الفيل له حضوره في حياة الانسان، في المقابل هنالك اضرار قد تلحقها الحيوانات بالانسان، لاسيما المفترسة منها، لهذا وضع الانسان قيودا على حرية وحركة هذه الحيوانات، ولكن هناك جمعيات حقوقية تسعى بجدية لاطلاق الحريات للحيوانات ومنها الشمبانزي مثلا، على الرغم من المخاطر التي قد يتعرض لها الانسان.
كذلك اكتشف الانسان مع مرور الزمن قدرات كثيرة تتمتع بها انواع الحيوانات، حيث اثبتت التجارب مثلا قدرة الافيال على كشف الزلازل قبل وقوعها ن خلال حاسة الشم، في حين وردت بحوث كثيرة عن علاقة الانسان بالكلاب او الخيول ومدى الاستفادة من هذه العلاقات، كون الانسان عادة ما يسعى الى توظيف علاقاته مع الكائنات الاخرى لصالحه، مع توفير الحماية للكائنات والحيوانات الاخرى من مخاطر الانقراض وما شابه، ولكن على العموم هناك فوائد يسعى الانسان دائما لاكتشافها في الحيوانات من اجل توظيفها لصالحه.
الحيوانات البرية تتنبأ بالزلازل
في هذا السياق قال علماء إن بمقدور الحيوانات البرية التنبؤ بالزلازل قبل بضعة أسابيع من وقوعها ما قد يتيح الاستعانة بالكاميرات التي ترصد السكنات والحركات في الدول المعرضة بصورة متكررة للهزات الارضية وذلك في إطار منظومة زهيدة التكلفة للإنذار المبكر. وقال العلماء في دراسة نشرت نتائجها في دورية فيزياء وكيمياء الأرض " Physics and Chemistry of the Earth" إنهم سجلوا -من خلال سلسلة من الكاميرات التي تم تثبيتها في منطقة ببيرو في حوض نهر الأمازون- التغيرات التي تطرأ على سلوك الحيوانات قبل ثلاثة أسابيع من وقوع زلزال شدته سبع درجات ضرب المنطقة عام 2011 . وخلال فترة زمنية استمرت 23 يوما قبل وقوع الزلزال سجل العلماء خمس حركات أو أقل يوميا لهذه الحيوانات بالمقارنة بخمس الى 15 مشاهدة في اليوم في الفترة السابقة على ذلك. وقال المشاركون في الدراسة إنه قبل الزلزال مباشرة بفترة من خمسة الى سبعة أيام لم تسجل أي حركات أو مشاهدات لنفس هذه الحيوانات وهو أمر مستغرب للغاية بالنسبة لهذه المنطقة الجبلية الواقعة ضمن نطاق الغابات المطيرة وفقا لرويترز.
وقال واضعو الدراسة إن العلماء كانوا يعرفون ان بوسع الحيوانات التنبؤ بالزلازل لكنهم كانوا يعتمدون حتى الآن على شواهد من الروايات السردية للحالات الفردية الخاصة بالتغيرات السلوكية للحيوانات. وقالت ريتشيل جرانت كبيرة المشرفين على الدراسة والمحاضرة في علوم بيولوجيا الحيوان والبيئة بجامعة انجيليا روسكين البريطانية إن هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يرصد تراجع نشاط الحيوان مع إقتراب وقوع الزلزال. وقالت جرانت لمؤسسة تومسون رويترز "تملك الحيوانات المقدرة على اعطاء تنبؤات موثوق بها للزلازل ويمكن الاستعانة بها الى جانب شبكات الرصد الأخرى". وأضافت "يمكن استخدام هذه المنظومة في الدول النامية وتلك المعرضة للزلازل وهو أسلوب عملي زهيد التكلفة يمكن تنفيذه لان كل ما يتطلبه هو مجرد شخص يتولى مراقبة سلوك الحيوان... لا حاجة لنا للأقمار الصناعية".
وسجلت الدراسة التغيرات التي تطرأ على الغلاف الجوي قبل اسبوعين من الزلزال وهي الارهاصات الناشئة عن سطح الأرض عندما يتعرض لاجهاد متزايد قبيل وقوع الزلزال. وقالت الدراسة إن هذه التغيرات يمكن ان تؤدي إلى زيادة تركيز هرمون السيروتونين في الدم الذي يتسبب في عدد من الآثار الجانبية لدى الحيوان والإنسان على السواء منها القلق والاضطراب وفرط النشاط والهياج. وتوصلت الدراسة إلى تسجيل تقلبات جوية شديدة في المنطقة المحيطة بمركز الزلزال قبل ثمانية أيام من الهزة الارضية التي شهدتها بيرو فيما تزامن ذلك مع تراجع ملحوظ في نشاط الحيوان. وقالت جرانت إنه في الوقت الذي أثر فيه التغير في الظروف الجوية على جميع أنواع الحيوانات في الغابات المطيرة كانت القوارض -التي بدأت تختفي قبل الزلزال بثمانية أيام- هي الحيوانات الأكثر حساسية للنشاط الزلزالي.
وقال فريدمان فرويند المشارك في التقرير "بالاستعانة بقدرتها الخارقة على استشعار البيئة من حولها يمكن ان تساعدنا الحيوانات في فهم التغيرات الدقيقة التي تسبق الزلازل الكبرى". وقال فرويند وهو أيضا عالم رفيع بمعهد (سيتي) للبحوث العلمية الخاصة بالبحث عن كائنات ذكية خارج الأرض ومقره كاليفورنيا "هذه التغيرات التي بات بمقدورنا قياسها الآن تعبر عن نفسها بشتى الصور المختلفة على سطح الارض وفوقها".
الزواحف قد تصيب الأطفال بالمرض
من جهة اخرى أوضحت نتائج دراسة بريطانية جرت في الآونة الأخيرة ان واحدا من بين كل أربعة أطفال تقل أعمارهم عن خمسة أعوام ممن أصيبوا بالسالمونيلا انتقل اليهم المرض من زواحف أليفة. وأوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يصابون بعدوى مرتبطة بالزواحف أصغر من أطفال آخرين يصابون بالسالمونيلا وأكثر عرضة لنقلهم للمستشفى ومن المرجح أن تؤثر اصابتهم بشكل كبير على الدم أو المخ. وقال الطبيب دانييل ميرفي من مستشفى رويال كورنوول في انجلترا لرويترز عبر البريد الالكتروني "في منزل يوجد به أطفال صغار وزواحف هناك مبرر قوي للحذر." ووفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يصاب 1.2 مليون أمريكي بالسالمونيلا كل عام. وفحص ميرفي وباحث آخر المعلومات المتعلقة بالاصابة بالسالمونيلا بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام في منطقة ساوث ويست في بريطانيا في الفترة من عام 2010 إلى عام 2013 لتحديد ما إذا كان الأطفال خالطوا زواحف مثل السحالي أو الثعابين وما إذا كانوا نقلوا للمستشفى لإصابتهم بالعدوى.
ومن بين 175 حالة جرت دراستها تبين أن 48 طفلا خالطوا زواحف ونقل نحو نصفهم للمستشفى مقارنة مع الأطفال الذين لم يتصلوا بزواحف وعددهم أقل من نسبة 20 في المئة. ومتوسط عمر الأطفال الذين أصيبوا بالسالمونيلا وكانوا على اتصال بالزوحف ستة أشهر مقارنة مع عام تقريبا بين الأطفال الذين لم يخالطوا الزواحف. وكتب الباحثون في 22 ديسمبر كانون الأول في (سجلات الأمراض في الطفولة Archives of Diseases in Childhood) على الانترنت أن هناك عددا من السلالات من بكتريا السالمونيلا وأن السلالات المرتطبة بالزواحف تختلف عن تلك المرتبطة بالتسمم الغذائي وهذا قد يفسر الأعراض الأكثر حدة للمرض التي تظهر في حالات الإصابة الناجمة عن مخالطة الزواحف. وثمانية من الأطفال ومجموعهم 48 طفلا المصابين بعدوى نتيجة الاتصال بزواحف أصيبوا بعدوى في الدم أو التهاب السحايا أو التهاب القولون. ومقارنة بذلك كان أربعة فقط من 127 حالة لم تتصل بالزواحف يعانون من أعراض حادة بحسب رويترز. ويوصي ميرفي أباء الأطفال الصغار وأمهاتهم بابعاد الزواحف التي يربونها في المنزل عن الأماكن التي يرتادها الأطفال.
كيف تكونت رغبة الانسان بالخيول؟
في حين قال باحثون مؤخرا إن العلماء استعانوا بالتحليل الجينومي للتعرف على التغيرات التي طرأت على المادة الوراثية والتي ساعدت في تحول أنواع الخيول التي عاشت في حقبة ما قبل التاريخ -مثل تلك المنقوشة على جدران الكهوف البدائية- الى السلالات الحديثة المستأنسة. وطالما ظل اللغز الخاص بفهم التغيرات الوراثية المقترنة بترويض الخيول -والتي أرجعتها بحوث سابقة الى سهول الاستبس التي اكتسحتها الرياح بمنطقة أوراسيا منذ 5500 عام- في صدارة اهتمامات علماء وراثة النشوء والارتقاء نظرا للدور المهم الذي لعبته جهود ترويض الخيول البرية في نشوء الحضارات. ومنذ ان تمكن التجار والجنود والمستكشفون من ركوب الخيول بديلا عن السير فقد أحدث ذلك ثورة في ميادين التجارة والحروب وتنقل البشر ناهيك عن نقل الأفكار كما أتاح ايضا قيام امبراطوريات مترامية الاطراف بحجم القارات على غرار دولة الفرس. وقالت الدراسة التي اوردتها دورية الأكاديمية القومية للعلوم إنه أمكن تحقيق ذلك من خلال 125 جينا في الخيول. وقال لودوفيتش أورلاندو عالم الوراثة بمتحف التاريخ الطبيعي في الدنمرك الذي أشرف على الدراسة إنه نظرا لما تتمتع به الخيول من صفات مرغوبة منها قوة عضلاتها ومتانة هيكلها العظمي وتوازنها وتوافقها الحركي وقدرة القلب على بذل الجهد فقد حبذها قدامى المربين وروضوها وكانت النتيجة تربية أجيال من الخيول تصلح لجر المركبات والمحاريث وسباقات الفروسية. وجرت ايضا عمليات انتخاب للجينات النشطة بالمخ فيما توافرت في الخيول المستأنسة متغيرات جينية مرتبطة بالسلوك الاجتماعي للحيوان والقدرة على التعلم والاستجابة لعوامل الخوف والملاءمة الوظيفية. وقد طال انتظار اكتشاف الأساس الجيني لاستئناس الخيول لان الأسلاف البرية للسلالات العتيقة منها لم يكتب لها البقاء. ومن خلال مضاهاة الأنواع المستأنسة بأقاربها التي تعيش في البرية تمكن العلماء من استنتاج كيف تسنى استئناس واستزراع كائنات حية أخرى مختلفة تماما عن الخيول مثل الأرز والبندورة (الطماطم) وأيضا الكلاب.
الشمبانزي لا يتمتع بنفس حقوق الإنسان
من جهتها قضت محكمة أمريكية بأن قرود الشيمبانزي ليس لها نفس الحقوق كالبشر، ولا يجب على مُلاكها إطلاق سراحها. وجاء الحكم في قضية معنية بحالة شيمبانزي يدعى تومي، تطالب جماعة حقوقية بإطلاق سراحه. وذكرت محكمة الاستئناف في نيويورك إن الشيمبانزي، تومي، لا يمكن اعتباره "شخصا" أمام القانون، إذ لا يمكنه تحمل أية مسؤوليات قانونية. لكن المجموعة الحقوقية "مشروع حقوق غير البشر" ترى أن القرود التي لها سمات مشابهة للبشر تستحق الحصول على حقوق أساسية، بما في ذلك الحق في الحرية.
وجاء في حيثيات حكم القضاة إنه "في ما يتعلق بالنظرية القانونية، فإن الشخص هو أي آدمي يعتبره القانون أهلا بالحقوق والواجبات." وأضاف القضاة أنه "وبطبيعة الحال، فإن (قرود) الشيمبانزي، على عكس البشر، ليست قادرة على تحمل التزامات قانونية، أو مسؤوليات اجتماعية، أو المساءلة القانونية على أفعالها." ولا توجد سابقة لمعاملة الحيوانات مثل الأفراد، كما لا يوجد سند قانوني في هذا الشأن، بحسب المحكمة. وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قالت مجموعة "مشروع حقوق غير البشر" إنه يجب الاعتراف بالشيمبانزي كشخص أمام القانون، ومن ثم منحه الحق في الحرية. وأعلنت المجموعة أنها ستطعن على الحكم لدى أعلى محكمة في نيويورك. بالمقابل، قال باتريك لافيري، مالك الشيمبانزي تومي، لوكالة اسوشيتد برس إنه سعيد بالحكم. وكان الشيمبانزي تومي، الذي يبلغ 40 عاما، يشارك في عروض ترفيهية، وأُهدي إلى لافيري منذ عشرة أعوام.
مقهى للقطط في نيويورك
في سياق مقارب يفتتح مقهى للقطط في مدينة نيويورك حيث تؤدي الشقق السكنية الصغيرة وقوانين أصحاب العقارات إلى جعل مسألة الاحتفاظ بحيوانات أليفة أمرا صعبا بالنسبة لمحبي الحيوانات. وقالت كريستينا ها التي تشارك في ملكية المقهى يوم الجمعة انه يمكن للعملاء الحجز على مقهى "ميوا بارلور" عبر الانترنت لقضاء بعض الوقت مع احدى عشرات القطط التي تجوب المساحة المخصصة بالمقهى في مانهاتن. وقالت ان الرسوم ستكون 4 دولارات لكل نصف ساعة. ويمكن لهذا المقهى والذي يعد الاحدث في مقاهي القطط التي انتشرت في جميع أنحاء العالم الاستفادة من احتياجات سكان نيويورك غير القادرين على الاحتفاظ بقطط خاصة بهم بحسب رويترز.
وتشير دراسة اجرتها في عام 2012 مؤسسة التنمية الاقتصادية في نيويورك ان ملكية الحيوانات الاليفة بمدينة نيويورك أقل بنحو 60 في المئة من المتوسط على المستوى الوطني. وقالت الدراسة إن هناك نحو 500 الف قطة و 600 الف كلب يعيشون في مدينة نيويورك وهو معدل حيوان اليف واحد لكل ثلاث عائلات. وقالت الدراسة ان اماكن الاقامة والمباني السكنية الضيقة بالمدينة التي لا تسمح بالاحتفاظ بالحيوانات الأليفة تحد من حيازتها. وقالت ها "هناك الكثير من سكان نيويورك الذين يريدون اللعب مع القطط ولكن ليس لديهم حيز أو اموال للابقاء عليها". ومن المقرر ان يفتتح مقهى ميوا بارلور والذي سيكون مزودا بقائمة تضم القهوة والشاي والحلويات وغيرها في منتصف ديسمبر كانون الأول. وستكون جميع القطط متاحة للتبني.
سجن رجل صيني لأكله لحوم النمور
من ناحية اخرى قالت وسائل إعلام محلية إن صينيا حكم عليه بالسجن 13 عاما لشرائه وأكله نمورا مهددة بالانقراض كما صنع نبيذا من دمائها. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في وقت متأخر إن الرجل الذي عرف بأنه رجل أعمال ثري ولقبه تشو نظم ثلاث رحلات إلى اقليم قوانغدونغ الجنوبي العام الماضي لشراء النمور التي نقلها بعد ذلك إلى منطقته في قوانغتشي. وقالت شينخوا إن تشو وأصدقاءه شهدوا قتل ثلاثة نمور في إطار ثلاث صفقات مع البائعين وقتل أحد النمور صعقا بالكهرباء. وقالت شينخوا إن تشو وأصدقاءه أكلوا لحم النمور ونقل عنه قوله "إذا ما سأل أي أحد يمكن أن نقول إنه لحم بقري أو لحم حصان أو لحم قطة كبيرة." واعتقل تشو بعدما سجل شخص ما إحدى الصفقات وأبلغ الشرطة بحسب رويترز. ولم يحدد التقرير المكان الذي جاءت منه النمور واكتفى بالقول إنه ربما تم تهريب النمور إلى داخل البلاد. وقالت شينخوا إن تشو كان حكم عليه أصلا في أبريل نيسان ثم استأنف الحكم لكن المحكمة رفضت الاستئناف هذا الأسبوع. ويعتقد بعض الصينيين أن لحم النمر له خصائص صحية مفيدة وأنه يعمل كمثير للشهوة الجنسية مما أدى إلى ازدهار التجارة في منتجات النمور في السنوات الأخيرة.
الكلب لم يكن صديق الانسان في العصور الغابرة
وقد بينت دراسة علمية جديدة ان الكلب لم يكن الصديق الوفي للإنسان في العصور الغابرة، كما هو حاله في الحقبة الراهنة من حياة البشر. ويعود ظهور الكلاب بأشكالها الحالية الى ثلاثين الف عام، على ما قالت آبي درايك عالمة الاحياء واحدى المشرفين على الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر". وكان الرأي السائد قبل ذلك بين العلماء، استنادا الى دراسات وتحليلات وراثية، ان الانسان بدأ بتدجين الكلاب فيما كانت الجماعات البشرية ما زالت تقتات على الصيد وجمع الثمار وتتحرك في مجموعات من الرحل. ومن بين العناصر التي ارتكز عليها هذا الرأي العلمي السائد جمجمتان متحجرتان تعود احداهما الى 31 الف عام بحسب فرانس بريس.
لكن معدي الدراسة اعادوا درس هاتين الجمجمتين وتحليل شكليهما بتقنيات حديثة بالابعاد الثلاثية، واثبتوا انهما تعودان الى ذئبين من العصر الحجري القديم وليس كلبين. وقال الباحثون "ان تدجين الكلاب وقع في حقبات لاحقة، في العصر الحجري الحديث، حيت بدأت الذئاب تقتات على الجيف في محيط التجمعات البشرية". وفي تلك الحقبة كان البشر بدأوا بالانتقال من الصيد وجمع الثمار الى الزراعة. وهذه هي المرة الاولى التي تستخدم هذه التقنية ذات الابعاد الثلاثة في تحليل متحجرات لحيوانات من نوع الكلبيات، وسبق ان استخدمت في تحليل متحجرات بشرية. وعندما ينظر الإنسان الى عيني الكلب، يرتفع مستوى الأكوسايتوسين عند الاثنين وهو هرمون الحب والثقة واللذة ارتفاعا كبيرا، ما يؤدي إلى توطيد العلاقة بينهما، على ما كشف باحثون يابانيون. وتعزى هذه الآلية على الأرجح إلى تدجين الحيوان الذي يعود لحوالى 30 ألف سنة، وفق القيمين على هذه الأعمال التي نشرت في مجلة "ساينس" الأميركية. وهذه هي الآلية عينها التي توطد الروابط العاطفية بين الأم وولدها عندما يتبادلان النظرات. ومن المرجح أن تكون الكلاب قد طورت ردة الفعل الهورمونية هذه ليتبناها البشر. وقد اختبر الباحثون هذا التفاعل عند الذئاب القريبة من الكلاب ولاحظوا أن ردة الفعل هذه لا تصدر عن النوع الأول من الحيوانات، حتى عندما يربيها الإنسان، ما يعني أن الكلاب لم ترث نمط التفاعل هذا بل طورته في ظل تدجينها. وقام العلماء في إطار هذه التجربة بوضع الكلاب مع أصحابها (6 رجال و 24 امرأة) وبعض الغرباء في غرفة ودرسوا جميع أنواع الاتصالات التي جرت في خلال 30 دقيقة. ثم قاسوا مستوى الأكوسايتوسين في بول الكلاب وأصحابها ولاحظوا أن التواصل البشري بين الاثنين أدى إلى رفع مستوى هذا الهورمون كثيرا في الدماغ بحسب فرانس بريس.
الأفيال تكتشف القنابل بالشم
في هذا السياق يعكف خبراء في غابات جنوب أفريقيا على تدريب الأفيال على فن "الرصد الحيوي" لمعرفة إن كان يمكنها استخدام حاستها الفائقة في الشم لرصد المتفجرات والألغام ومن يمارسون الصيد الجائر. ويبدو المشروع الذي يدعمه مكتب أبحاث الجيش الأمريكي مبشرا. وخلال اختبار أجري في الآونة الأخيرة تحرك الفيل تشيشورو وهو ذكر عمره 17 عاما بين صف من الدلاء وضع في أحدها قطعة قماش تحمل رائحة تي.إن.تي المتفجرة. يضع تشيشورو خرطومه في كل دلو قبل أن يتوقف ويرفع رجله الأمامية عندما يصل للدلو الذي يحوي قطعة القماش. ولم يخطيء الفيل في رصد الدلو الصحيح أي مرة. ومثل الكلاب البوليسية يكافأ الفيل بقطعة من فاكهة المارولا التي تحبها الأفيال بحسب رويترز. وقال شون هنزمان وهو مدير مزرعة (أدفنتشرز ويذ ايليفانتس) على بعد 180 كيلومترا شمال غربي جوهانسبرج حيث يجري التدريب "حاسة الشم لدى الفيل مذهلة. فكر في حيوان الماموث (الفيل المنقرض) الذي كان يضطر للبحث عن غذائه وسط الجليد." وقال ستيفن لي كبير الباحثين في مكتب أبحاث الجيش الأمريكي "يمكن أن نجلب روائح من الحقل جمعتها أنظمة آلية يتم التحكم بها عن بعد كي تقيمها الأفيال."
من جهها قالت جمعية معنية بالحفاظ على البيئة إن أكثر من مليونين من الطيور المغردة المهاجرة ذبحت عشوائيا في أنحاء قبرص العام الماضي لتقديمها كمشهيات في المطاعم المحلية. وقال فرع منظمة بيرد لايف انترناشونال في قبرص إن تقديرات إعدام الطيور في عام 2014 هي الأسوأ منذ أن بدأ الرصد قبل نحو عشر سنوات. وتقع قبرص في مسار رئيسي للطيور المهاجرة بين أوروبا وأفريقيا لكن آلاف الطيور تقع في شباك الصيادين كل ربيع وخريف.
وتقدم الطيور المغردة التي تقع في شباك الصيادين مملحة أو مقلية في الحانات المنتشرة في أرجاء الجزيرة.وقال فرع منظمة بير لايف في قبرص إنه على الرغم من أن الصيد محظور قانونا إلا أن السلطات لم تطبق بعد خطة عمل شاملة ضد صيد الطيور وفقا لرويترز.
منع الشرطة من الاساءة للحيوانات
من جهتها تنوي الشرطة النروجية قريبا تشكيل وحدة صغيرة متخصصة في مكافحة سوء معاملة الحيوانات على ما اعلنت الحكومة. وفي مبادرة نادرة في العالم، ستوظف شرطة منطقة سور-ترونديلاغ (غرب النروج) ثلاثة اشخاص هم محقق وخبير قانوني ومنسق للاهتمام باعمال العنف ضد الحيوانات. وقالت وزيرة الزراعة سيلفي ليستوغ خلال مؤتمر صحافي "من المهم اولا ان نهتم بالحيوانات لكي تتمتع بالحقوق التي تنعم بها وان تكون موضع متابعة عند حصول انتهاكات للقانون تطالها خصوصا وانها في غالب الاحيان عاجزة عن الدفاع عن نفسها". واضافت الوزيرة "هذا الامر يمكنه ان يساهم ايضا في الوقاية من الجرائم والهجمات على الاشخاص ايضا اذ ان الدراسات تبين ان جزءا من الذين يرتكبون الجرائم والجنح ضد الحيوانات يقوم بذلك مع البشر ايضا". وتستمر هذه التجربة لمدة ثلاث سنوات بحسب فرانس بريس. واشادت منظمات الدفاع عن الحيوانات بالقرار. وقال سيري مارتينسن المسؤول عن المنظمة غير الحكومية "نوا"، "لقد بدأت العملية التي تقوم على اخذ العنف الذي يرتكب في حق الحيوانات على محمل الجد".
اضف تعليق