شبكة النبأ: تعد ظاهرة التغيرات المناخية من اخطر واهم المشكلات العالمية، التي باتت وبسبب تأثيرها السلبي تهدد الحياة على سطح الكرة الأرضية، التي أصبحت تعاني من تفاقم واستفحال هذه الظاهرة الخطيرة، بسبب التطور الصناعي المستمر وإحراق الوقود وغيرها من المسببات الأخرى، التي أسهمت وبشكل فعال بارتفاع درجة الحرارة نتيجة للانبعاث الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وحسب خبراء المناخ، فإن 13 في المئة فقط من هذه التغيرات مصدرها الطبيعة ذاتها فيما يتحمل الإنسان مسؤولية 87 في المئة من الأسباب التي أدت إلى حدوثها وتفاقمها. وقد حذرت العديد من المنظمات الدولية المعنية بتغير المناخ من ان تفاقم هذا الخطر الكبير و عدم الوصول الى حلول واتفاقات دولية سريعة، بسبب التنافس بين الدول الاقتصادية الكبرى المسؤولية عن هذه الظاهرة، ستكون له تداعيات خطيرة ستؤدي لا محالة إلى زيادة النزاعات العنيفة في العالم.
وبحسب تقرير خاص أعدته منظمة (دارا الانسانية) في وقت سابق بتكليف من 20 حكومة فإن أكثر من مئة مليون شخص سيموتون وسينخفض النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 3.2 في المئة من الناتج الاجمالي المحلي بحلول عام 2030 اذا فشل العالم في حل مشكلة تغير المناخ. وجاء في التقرير انه مع بارتفاع درجة الحرارة نتيجة للانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ستهدد تأثيرات الظاهرة على كوكب الأرض السكان وأسباب العيش. ومن بين هذه التأثيرات ذوبان القمم الجليدية والظواهر الجوية الحادة من جفاف وارتفاع مناسيب البحر.
وقدر التقرير ان خمسة ملايين يموتون سنويا بسبب تلوث الهواء والجوع والامراض نتيجة تغير المناخ واعتماد الاقتصادات بدرجة كبيرة على احراق الكربون وقال ان حجم الخسائر في الارواح قد يرتفع اذا استمر النمط الحالي في استخدام الوقود الاحفوري. وقال التقرير الذي درس أثر تغير المناخ على الانسان والاقتصاد في 184 دولة عام 2010 وعام 2030 ان أكثر من 90 في المئة من هذه الوفيات سيحدث في الدول النامية. وكلف )منتدى المناخ الهش( الذي يضم في عضويته 20 دولة نامية يهددها تغير المناخ منظمة دارا باعداد التقرير. وقال التقرير "من المتوقع ان تؤدي الازمة المزدوجة للمناخ والكربون الى موت مئة مليون من الآن وحتى نهاية العقد القادم.
الصين وأمريكا
وفي هذا الشأن فقد نشب خلاف بين الصين والولايات المتحدة ما يهدد بانهيار محادثات الأمم المتحدة للتغير المناخي الامر الذي دفع الدول النامية الى رفض مسودة توافقية للتوصل لاتفاق. وبعد تمديد المحادثات بسبب الجمود الذي اعترى المناقشات التي تجري قالت الصين إن مسودة النص الختامي ألقت بأعباء ثقيلة على الدول الفقيرة -من اجل الحد من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري- وذلك بالمقارنة بالدول الغنية التي يحرق سكانها المزيد من الوقود الحفري.
وقال ليو جين مين نائب وزير الخارجية الصيني لوفود من 190 دولة تسعى للتوصل الى توافق بشأن أسس ابرام اتفاق للأمم المتحدة على ان يستكمل في باريس في ظرف عام "نريد اجماعا في ليما لكن في ضوء الوضع الراهن فقد وصلنا لطريق مسدود". وحث تود ستيرن المبعوث الامريكي للتغير المناخي الجميع على قبول النص التوافقي قائلا بان اخفاق الجهود في ليما سينظر اليه باعتباره "انهيارا كبيرا" يهدد قمة المناخ التي ستعقد في باريس وايضا مصداقية منظومة الامم المتحدة لمعالجة مشكلة تغير المناخ. وقال "ليس لدينا وقت لمفاوضات جديدة مطولة وأظن ان الجميع يدرك ذلك"
ويؤكد الخلاف الحالي بين أكبر دولتين تتسببان في ظاهرة الاحتباس الحراري ان التوصل لاتفاق -كان قد اعلنه سويا الرئيس الامريكي باراك اوباما والزعيم الصيني شي جين بينغ لمكافحة تغير المناخ- لم يترجم الى نهج مشترك جديد. وكان الاتحاد الاوروبي وروسيا وبعض الدول النامية قالوا إنهم قد يقبلون بنص مخفف يحدد اطارا للإجراءات التي ستتخذها الدول قبل قمة باريس التي تعقد في ديسمبر كانون الاول من العام القادم.
وتقول الدول النامية إن النص لم يرق الى اجبار الدول الغنية على جمع مبلغ 100 مليار دولار الذي وعدت به في موعد غايته 2020 او المساعدة على ايجاد آلية للتعويض عن الخسائر والاضرار الناجمة عن العواصف والفيضانات او ارتفاع منسوب مياه البحار. وقال ايان فراي من دولة توفالو وهي جزيرة في المحيط الهادي "يحتاج النص الى جراحة". وكانت دول افريقية والدول المصدر للنفط من بين الرافضين.
وحتى في حالة نجاح محادثات ليما فانها ستترك معظم القضايا الشائكة لحسمها في قمة باريس التي تهدف الى ايجاد اتفاق عالمي لجنب مزيد من الفيضانات وموجات الحر والجفاف وارتفاع منسوب مياه البحار. وفي وقت سابق قال مشاركون في المؤتمر إن الصين صاحبة اكبر انبعاثات للغازات المسببة للاحتباس الحراري رفضت أي مراجعة لسياستها للحد من الانبعاثات بحلول عام 2030 .
وعبرت مسودة النص الجديد عن "قلق عميق" من أن جميع الوعود لمكافحة التغير المناخي ليست بالصرامة الكافية لتحقيق هدف خفض الاحتباس الحراري الى مستوى عالمي متفق عليه وهو أعلى من مستويات ما قبل العصر الصناعي بدرجتين مئويتين.
من جانب اخر وجه وزير الخارجية الامريكي جون كيري نداء مؤثرا الي كل دول العالم للعمل من اجل التوصل الي اتفاق طموح للامم المتحدة العام القادم للتصدي لتغير المناخ محذرا من ان الوقت يوشك ان ينفد امام التراجع عن مسار "يقود الي مأساة". وموجها حديثه ايضا إلى منتقدين محليين للرئيس الامريكي باراك أوباما يشككون في ان تغير المناخ من صنع الانسان قال كيري إن النتائج العلمية هائلة "وتصرخ فينا وتحذرنا." وقال كيري "كل دولة على مسؤولية في ان تضطلع بدورها."
واضاف كيري أن إدارة اوباما تعطي اولوية قصوى لتغير المناخ إلى جانب قضايا الارهاب والفقر والانتشار النووي. وقال "اذا كنتم بلدا كبيرا متقدما ولا تقدمون يد العون فأنتم جزء من المشكلة." وأضاف قائلا "اكثر من نصف الانبعاثات العالمية تأتي من بلدان نامية. لا بد ان يتحركوا ايضا" ولم يسمي دولا بعينها.
والصين والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والهند أكبر مطلقين للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. وأبلغ كيري المشاركين في المحادثات ومن بينهم كريستينا فيجيرس مسؤولة الامم المتحدة لتغير المناخ ومانويل بولجار فيدال وزير البيئة في بيرو انه على الرغم من مرور عقدين على المحادثات حول الاحتباس الحراري العالمي "فاننا لانزال في مسار يقود إلى مأساة." ويشير منتقدون إلى انه في 2012 زادت الانبعاثات الامريكية 4.3 بالمئة عن مستوياتها في 1990 وهو العام الذي تقيس به الامم المتحدة مستويات خفض الانبعاثات. بحسب رويترز.
وقالت كارين اورنشتاين من جماعة اصدقاء الارض "سئم العالم سماع العبارات الرنانة والجوفاء التي تشيد بالريادة الامريكية بينما تذوب الالواح الجليدية وتستعر الحرائق ويفقد الناس ارواحهم بسبب تغير المناخ." واشاد اخرون بالالتزام الشخصي لكيري. وقال ايفو دي بوير المسؤول السابق عن ملف تغير المناخ بالامم المتحدة والذي يرأس الان معهد جلوبال جرين جروس الذي يقدم العون للبلدان النامية إن كيري هو "أول وزير خارجية أمريكي يبدي اي اهتمام جدي" بتغير المناخ.
ارتفاع التكاليف
على صعيد متصل قال تقرير للأمم المتحدة إن تكلفة التكيف مع تغير المناخ في الدول النامية ستزيد على الأرجح لمثلي أو ثلاثة أمثال التقديرات السابقة حتى لو جرى خفض الانبعاثات بدرجة تكفي لتقليص ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين. وقالت الدراسة إن هناك احتمالا لأن تقفز تكاليف التكيف إلى 150 مليار دولار سنويا بحلول عام 2025 إلى 2030 وأن تصل إلى ما بين 250 و500 مليار دولار سنويا بحلول عام 2050 مقارنة بتقديرات سابقة بين 70 و100 مليار بحلول 2050.
وقال أكيم شتاينر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في بيان يؤكد هذا التقرير على أهمية إدراج خطط شاملة في اتفاق التكيف." وفي مفاوضات المناخ تريد كثير من الدول المتقدمة أن تركز على إجراءات الحد من الانبعاثات. وتخشى هذه الدول من أن إدراج هدف عالمي بشأن التكيف في اتفاق جديد من المقرر أن يتم التوصل إليه في باريس في غضون عام سيؤدي إلى المطالبة بأهداف صارمة لمزيد من تمويل التكيف. لكن الدول النامية تصر على ضرورة وضع التكيف على قدم المساواة مع تلك الإجراءات.
وقال إبراهيم ثياو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "تركزت مفاوضات تغير المناخ حتى الآن على التخفيف لكن من المهم جدا أن نأخذ في الاعتبار عوامل التكيف إذ يتعرض الجميع - بغض النظر عن مستوى التنمية - لأضرار تغير المناخ." وحذر التقرير من أنه ما لم تبذل جهود جديدة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وزادت درجات الحرارة نحو 4 درجات مئوية فقد تتضاعف تكاليف التكيف بحلول منتصف القرن. وكتب شتاينر في مقدمة التقرير إن عملا طموحا وفوريا للحد من الانبعاثات "هو أفضل ضمان لمواجهة فجوة في التكيف لا يمكن التغلب عليها في المستقبل."
من جانب اخر قالت أكبر مسؤولة عن تغير المناخ في الأمم المتحدة إن الهدف الدولي بتوفير 100 مليار دولار كل عام بحلول عام 2020 لمساعدة الدول المحتاجة للتكيف مع آثار تغير المناخ وانتهاج سياسات تنمية صديقة للبيئة هو بعيد تماما عن المطلوب لتحقيق ثورة عالمية لمكافحة هذه الظاهرة. بحسب رويترز.
وقالت كريستينا فيجيرس انه على ضوء التمويل المطلوب لتحويل الاقتصادات على مستوى العالم إلى مسار تنخفض فيه انبعاثات الكربون يصبح مبلغ "مئة مليار دولار بكل صراحة متواضعا جدا جدا." وأضافت "نحن نتحدث هنا عن تريليونات الدولارات التي يجب ان تتدفق في عملية التغيير على مستوى العالم." ونص الاتفاق الطوعي الذي أبرم عام 2009 في قمة كوبنهاجن على ضرورة توفير هذه الاموال من "مصادر متعددة واسعة" بما في ذلك المال العام والخاص والتمويل الثنائي والمتعدد الاطراف وموارد تمويل أخرى "بديلة."
بريطانيا و الفلبين
في السياق ذاته قال باحثون إن عام 2014 قد يكون اكثر الاعوام حرارة في بريطانيا منذ بدء تسجيل الارصاد الجوية في البلاد. وبالفعل فإن الـ 11 شهرا الاولى في العام هي الاعلى حرارة وفقا لسجل وسط انجلترا لدرجات الحرارة. ويعتقد الباحثون في مجال الارصاد الجوية في جامعة ريدينغ أن هناك احتمالا بنسبة 75 بالمئة ان يكون هذا العام الاكثر ارتفاعا في درجة الحرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في بريطانيا عام 1772.
ويقول الباحثون ان الامر يرجع بصورة جزئية إلى التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط الانساني. ويضيف الباحثون أن جميع شهور السنة الحالية في بريطانيا كانت اعلى من المعدل، باستثناء شهر اغسطس/اب. ويقول الباحثون إن 2104 سيسجل ارتفاعا قياسيا، الا اذا كانت درجات الحرارة في ديسمبر/كانون الاول منخفضة.
وقال روجر هارابين محلل المناخ إنه "كان عاما من الاحوال المناخية الغريبة". وأضاف "شتاء قياسي حدثت فيه فيضانات وشهر سبتمبر/ايلول كان الاكثر جفافا منذ بدء تسجيل الارصاد الجوية في بريطانيا وبعدها ارتفاع قياسي في درجات الحرارة في يوم 31 اكتوبر/ تشرين الاول الذي كان اكثر يوم هالويين حرارة".
من جهة اخرى كشفت دراسة أن الفلبين وكمبوديا والهند كانت الدول الأكثر تضررا جراء أحوال الطقس شديدة السوء في 2013. وقدمت الدراسة خلال المحادثات المنعقدة الاخيرة في ليما. وذكر تقرير لمنظمة جيرمان ووتش الألمانية التي تشارك الحكومة الألمانية في تمويلها إن الفلبين الأكثر معاناة حيث توفي بها 6300 شخص عندما ضرب الإعصار هايان البلاد العام الماضي وتسبب في خسائر قيمتها 13 مليار دولار أمريكي. وتضرب البلاد عاصفة جديدة حاليا.
ووجدت الدراسة أن أكثر من 530 ألف شخص لاقوا حتفهم في أنحاء العالم بسبب أحوال الطقس السيء في العشرين عاما الماضية وكان من بين أحوال الطقس شديدة السوء الفيضانات والانهيارات الأرضية ونوبات الجفاف في حين بلغت الخسائر الاقتصادية لهذه الظروف المناخية القاسية 2.17 تريليون دولار. وقال زونك كرفت أحد المشاركين في الدراسة إن الطقس السيء "لا يمثل أزمة للمستقبل البعيد فقط." وضربت رياح موسمية شديدة كمبوديا كما ضرب إعصار فايلين الهند وأضر بمحاصيل وبلغت قيمة الأضرار أربعة مليارات دولار. بحسب رويترز.
ويقول العلماء إن تكرار بعض ظروف الطقس شديدة السوء تتزايد لكن من الصعب ربط التغير المناخي بأحداث الطقس الفردية. وهذا العام في طريقه إلى أن يصبح أكثر الأعوام ارتفاعا في درجات الحرارة. وبنيت دراسة جيرمان ووتش على عدد الوفيات جراء الطقس السيء وحالات الوفاة بالنسبة لكل 100 ألف مقيم والخسائر الاقتصادية الأساسية والخسائر بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي.
استراليا و ألمانيا
إلى جانب ذلك أكد تقرير إن "استراليا تصنف من أسوأ الدول الصناعية التي تهتم بقضية التغيير المناخي في عام 2014". وقال التقرير الذي أعد من قبل منظمتين غير حكومتين إن "استراليا احتلت اسوأ المراكز بسبب التعديلات التي أجرتها الحكومة الائتلافية على السياسات المتبعة تجاه الانبعاثات الغازية".
وكشف مؤشر التغيير المناخي الذي يقيس نسبه التلوث أن نسبة ثاني اكسيد الكربون في استراليا، يعد الأعلى بين 58 بلداً على مستوى العالم، فيما صنفت الدانمارك من أفضل البلاد تليها السويد وبريطانيا وجاءت السعودية في أدنى مراتب المؤشر. ونشر التقرير في German Watch و CAN الاوروبية. وجاء في التقرير أن "الحكومة الاسترالية أوفت بوعدها الذي قطعته خلال الانتخابات، وألغت العديد من السياسات المتبعة تجاه التغيير المناخي"، مضيفاً أن هذا الأمر انعكس اليوم، لتتراجع البلاد 21 مرتبة في الترتيب العالمي، ولتحل محل كندا في مرتبة أسوأ الدول الصناعية التي تساهم في حل قضية التغيير المناخي.
وقام رئيس الوزراء الاسترالي توني آبوت بإلغاء الضريبة على انتاج غاز ثاني أكسيد الكربون في البلاد. وتتألف لجنة مؤشرات التغيير المناخي من 300 خبير في الطاقة المناخ من جميع انحاء العالم، كما تعمل على مراجعة سياسات الدول المتبعة تجاه التغيير المناخي والخطط المتبعة للمساهمة في الحد من مشكلة التغيير المناخي. بحسب بي بي سي.
على صعيد متصل قال مصدران حكوميان إن الحكومة الألمانية وافقت على حزمة إجراءات لمساعدة أكبر اقتصاد في أوروبا على الوفاء بهدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 40 بالمئة عن مستويات 1990 بحلول 2020. وتجبر الخطة محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم على خفض انبعاثاتها بمقدار 22 مليون طن على الأقل وهو ما يعادل إغلاق ثماني محطات تعمل بالفحم. وتشمل الخطة أيضا برنامجا لكفاءة الطاقة وحوافز للسيارات الكهربائية وقواعد أكثر صرامة على الأسمدة والمخلفات.
أسوأ ظروف مناخية
من جانب أخر ذكرت دراسة أن الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة وهطول الأمطار الضئيل خلال الجفاف الذي ضرب ولاية كاليفورنيا الأمريكية لمدة ثلاث سنوات نتج عنه أسوأ ظروف مناخية تشهدها الولاية منذ 1200 عام. وتقول الدراسة إن الولاية عانت من فترات مختلفة من الطقس الجاف وقلة هطول أمطار في السنوات القليلة الماضية لكن العلماء ينظرون إلى الآثار المتراكمة للارتفاع القياسي لدرجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار بالإضافة إلى عوامل أخرى قالوا إنها جميعا تضاف إلى الظروف المناخية الأسوأ منذ أكثر من ألف عام.
وذكر واضعو الدراسة أن "الجفاف الذي تمر به كاليفورنيا حاليا شديد بصورة استثنائية في سياق الألفية الجديدة على الأقل يقوده هطول الأمطار المنخفض غير المسبوق هو الآخر بالإضافة إلى ارتفاع قياسي في درجات الحرارة." وقالت الدراسة التي أجرتها جامعة مينيسوتا بالتعاون مع معهد وودز هول للمحيطات إن ظروف الدفء والجفاف أدت إلى انخفاض امدادات المياه السطحية من الخزانات والمجاري المائية كما أدى تزايد طلب البشر والمزارع إلى نقص غير مسبوق. بحسب رويترز.
وعلى الرغم مما خلصت إليه الدراسة من وجود عدة عوامل تضيف إلى الظروف الأسوأ مناخيا منذ 1200 عام إلا أن واضعي الدراسة أوضحوا أن هناك ست سنوات خلال هذه الفترة يحتمل أنها كانت أكثر جفافا من 2014 . وحتى على الرغم من ذلك فإن التقرير يقول إن الجفاف الأخير هو الأبرز بسبب "حدته التراكمية." وقال متحدث إن الدراسة خضعت لمراجعة مدققين لكنها لم تخضع بعد لعملية التحرير التي تسبق النشر مما قد يتسبب في تغيير بعض الصياغة.
اللحوم ومنتجات الالبان
في السياق ذاته أوضحت دراسة جديدة أن استهلاك اللحوم ومنتجات الالبان يزيد بشكل سريع عبر انحاء العالم النامي وأن المستهلكين لا يدركون أن شهيتهم للمنتجات الحيوانية تسهم في تغير المناخ بنفس قدر اسهام انبعاثات العادم من قطاع النقل. ويقول مركز بحوث "تشاتام هاوس" ومقره بريطانيا إن انبعاثات تغير المناخ من الماشية تقدر بأنها مسؤولة عن 14.5 في المئة من الإجمالي العالمي.
وأظهر مسح شمل 12 ألف شخص في 12 دولة نشره مركز تشاتام هاوس أن أكثر من الضعف بين المشاركين الذين شاركوا في الاستطلاع اعتبروا أن الانبعاثات من عادم النقل مساهم رئيسي في تغير المناخ مقارنة بالعدد الذي اعتبر ان الانبعاثات من اللحوم ومنتجات الألبان على نفس الأهمية حيث كانت النسبة 64 مقابل 29 في المئة. ومن المتوقع ارتفاع استهلاك اللحوم بدرجة كبيرة خلال الاربعين عاما القادمة خاصة في الاسواق الصاعدة مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا.
وقال انتوني فروجات الباحث البارز بمركز تشاتام هاوس "بحلول 2050 نتوقع زيادة 60-70 في المئة في استهلاك اللحوم". وقال الباحثون ان هذه الزيادة تعزى في جانب منها الى أن المستهلكين لا يعرفون آثار استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان على التغير المناخي. ويعتقد أكثر من 40 في المئة من الروس و25 في المئة من سكان جنوب أفريقيا ان تأثيرات اللحوم ومنتجات الألبان "ضئيلة أو معدومة" في تغير المناخ.
وتشير الدراسة الى أنه فور أن ادرك المستهلكون آثار تناول المزيد من اللحوم على احترار الارض أصبح نحو 20 في المئة أكثر استعدادا لتغيير نظامهم الغذائي. وفور ايضاح التأثير المناخي للنظام الغذائي أظهر من شملهم الاستطلاع في البرازيل والهند والصين حيث يرتفع استهلاك اللحوم استعدادا أكبر لتعديل استهلاكهم مقارنة بمتوسط الدول التي تم تقييمها. بحسب رويترز.
وقال باحثون ان آثار تغير المناخ لا تحظى باهتمام كبير بشكل عام مقارنة مع اعتبارات أخرى مثل التذوق والسعر والصحة وسلامة الأغذية في الخيارات الغذائية. وفي 12 دولة كانت النساء أكثر ميلا من الرجال للقول بأن تأثير تغير المناخ يعد عاملا مهما في تحديد مقدار اللحوم التي يتناولونها بنسبة 71 مقابل 64 في المئة. وقال روب بيلي المشرف على الدراسة في بيان "من غير المرجح تجنب تغير مناخي خطير ما لم يقل استهلاك (اللحوم) ويتعين على المستهلكين تغيير سلوكهم وهذه الدراسة تظهر نقصا كبيرا في الوعي بذلك".
اضف تعليق