الطاقة النووية أفضل وأرخص من الغاز والطاقة المتجددة

يبدو أن استعمال الطاقة النووية سيظل محتفظًا ببريقه وقوة تأثيره بين أنواع الوقود المختلفة، بحسب النتائج التي توصّل إليها مؤشر الاتجاهات العامة نحو الطاقة النظيفة، بعد استطلاع للرأي شمل 20 ألف مشارك من 20 دولة حول العالم، ويأتي هذا الاستطلاع المهم حول تأييد استعمال الطاقة النووية أو معارضتها وقودًا حول العالم...

يبدو أن استعمال الطاقة النووية سيظل محتفظًا ببريقه وقوة تأثيره بين أنواع الوقود المختلفة، بحسب النتائج التي توصّل إليها مؤشر الاتجاهات العامة نحو الطاقة النظيفة، بعد استطلاع للرأي شمل 20 ألف مشارك من 20 دولة حول العالم.

وتبيّن من خلال استطلاع الرأي أن 46% من المشاركين يؤيّدون استعمال الوقود النووي، في حين عارض 28% ممن شملهم الاستطلاع الاعتماد على هذا النوع من الطاقة، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويأتي هذا الاستطلاع المهم حول تأييد استعمال الطاقة النووية أو معارضتها وقودًا حول العالم، في وقت تتبنّى فيه الكثير من الدول سياسات التخلص التدريجي من الوقود النووي الذي يُعد بمثابة سلاح ذي حدين.

مؤشر اتجاهات الطاقة النظيفة

يُعد مؤشر الاتجاهات العامة نحو الطاقة النظيفة بمثابة أكبر دراسة دولية منشورة حول رأي الناس في استعمال الطاقة النووية وقودًا، وذلك من خلال بيانات جُمعت من أكثر من 20 ألف مشارك، بحسب ما نشره موقع "وورلد نيوكلر نيوز" World Nuclear News، في يناير/كانون الثاني 2024.

وقالت شركة أبحاث الطاقة النظيفة راديانت إنرجي (Radiant Energy)، إن المؤشر أُعد لقياس دعم أو معارضة الناس حول العالم لمصادر الطاقة النظيفة، وما الذي يدفع هذه الاتجاهات، وكيف يُمكن للمؤسسات تلبية ما يريده الجمهور بصورة أفضل.

أُجري استطلاع الرأي عبر الإنترنت، وشمل الدول التي وقع الاختيار عليها ضمن الاستطلاع جميع دول مجموعة الـ7 ودول تجمع البريكس، وأفضل 14 دولة في العالم خلال 2022 في توليد الكهرباء من الطاقة النووية، والإمارات العربية المتحدة، و4 دول لا تمتلك توليد الكهرباء من الطاقة النووية من جميع أنحاء العالم هي: أستراليا وإيطاليا والنرويج والفلبين، وشمل الاستطلاع 85% من سكان العالم الذين يعتمدون على الطاقة النووية.

خيار مرغوب

من بين الدول الـ20 التي شملها استطلاع الرأي، توجد 17 دولة تدعم استعمال الطاقة النووية وقودًا بصورة تامة.

وأظهر استطلاع الرأي أن عدد مؤيدي استعمال الطاقة النووية وقودًا في الصين والهند (أكبر بلدين في العالم من حيث عدد السكان) زاد بمعدل 3 أضعاف عن عدد المعارضين.

وأوضح مؤشر الاتجاهات العامة نحو الطاقة النظيفة، أن المشاركين في الاستطلاع فضّلوا الطاقة النووية بصورة تفوق استعمال طاقة الرياح البرية، أو الكتلة الحيوية المستخرجة من الأشجار، أو الغاز المقترن بالكربون وتخزينه.

وقال 25% ممن شملهم الاستطلاع، إن بلادهم يجب أن تركز على الطاقة النووية، في حين أشار 66% من المشاركين إلى أن الطاقة النووية موثوقة، كما أظهر الاستطلاع أن الأشخاص الذين يعدون الطاقة النووية موثوقة لديهم دعم أكبر بمعدل 4 أضعاف لاستعمالها وقودًا.

وينظر العدد الأكبر ممن شملهم الاستطلاع إلى أن تكلفة الوقود النووي هي الأقل مقارنة بتكلفة طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية في البلدان التي تخلصت في السابق من استعمال الطاقة النووية.

وأشار الاستطلاع إلى أن الطاقة النووية هي التكنولوجيا الأكثر إيجابية في خفض فواتير الكهرباء في بلدان ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية والسويد، وهي البلدان التي سبقت دول العالم في التخلص التدريجي من الطاقة النووية.

هناك مخاوف أيضًا

حمل استطلاع الرأي، الذي أجرته شركة راديانت للأبحاث، بعض المخاوف من استعمال الطاقة النووية وقودًا، إذ يرى أكثر من نصف المشاركين به (53%) أن الطاقة النووية خلقت قدرًا لا بأس به أو قدرًا كبيرًا من انبعاثات غازات الدفيئة.

وعلى صعيد السلامة، قال 79% من المشاركين إنهم قلقون بشأن السلامة النووية، وضمن هذه المجموعة توجد أغلبية تبلغ 40% تؤيد استعمال الطاقة النووية، في حين يعارض استعمالها 33%.

وتبيّن من خلال المسح أيضًا، أن 3 أضعاف المُستجيبين يرغبون بالاستمرار في استعمال الطاقة النووية وقودًا مقارنة بالتخلص التدريجي منها، وفي البلدان الـ4 التي ليست لديها مفاعلات تجارية موجودة، يرغب عدد مضاعف من المشاركين في بناء محطات جديدة للطاقة النووية بدلًا من حظر استعمالها.