يعمل العراق جاهدًا على التوقف عن حرق الغاز المصاحب للعمليات النفطية، والاستفادة منه في محطات توليد الكهرباء، وفي هذا الإطار، أكد مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح، أن خسائر بلاده جراء عدم التوقف عن الحرق استيراد الغاز تقدر بنحو 12 مليار دولار سنويًا، متوقعًا التوقف عن الحرق ووصول استخداماته إلى نسبة 100%...
يعمل العراق جاهدًا على التوقف عن حرق الغاز المصاحب للعمليات النفطية، والاستفادة منه في محطات توليد الكهرباء، وفي هذا الإطار، أكد مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح، اليوم الجمعة، أن خسائر بلاده جراء عدم التوقف عن الحرق استيراد الغاز تقدر بنحو 12 مليار دولار سنويًا، متوقعًا التوقف عن الحرق ووصول استخداماته إلى نسبة 100% خلال العامين المقبلين، وتهدف وزارة النفط العراقية إلى التوقف عن حرق الغاز ضمن جهود لخفض الانبعاثات الناتجة عن أعمال استخراج النفط، وتأمين احتياجات البلاد من الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.
قال صالح إن ما يتكبده العراق من خسائر جراء استيراد الغاز لتشغيل محطات الكهرباء، أو الحرق من حقول الوسط والجنوب، يُقدّر بنحو 12 مليار دولار سنويًا، وهي تكلفة باهظة على الموارد النفطية بشكل كبير، وعلى موارد البلاد المالية.
وأضاف أن ما أعلنه رئيس الوزراء محمد شياع السوادني، عن اتخاذ عدة إجراءات لتطوير قطاع الطاقة واستثمار الغاز المصاحب، يمثل بداية لأمرين: أولهما إيقاف وتصفير حرق الغاز بما يحمي البيئة العراقية من التلوث والمشكلات، والثاني استخدام الغاز بعد معالجاته لأغراض محطات الكهرباء.
يُنتج الغاز في العراق حاليًا عبر شركات غاز الشمال والبصرة والجنوب، وهناك خطط لوقف حرقه في الحقول النفطية واستثماره، ويشار إلى أن العراق كان ثاني أسوأ دولة في العالم من حيث حرق الغاز بعد روسيا في عام 2020؛ إذ حرق نحو 17.37 مليار متر مكعب، وفقًا للبنك الدولي.
موعد التوقف عن حرق الغاز
أشار مستشار رئيس الوزراء إلى أن التوقف عن حرق الغاز في العراق يوفر أمرين؛ الأول استخدام الغاز المحروق الذي يذهب هدرًا، والثاني التوقف عن الاستيرادات قدر الإمكان لتشغيل محطات الكهرباء والنهوض بها.
وتوقع الوصول خلال العامين المقبلين إلى نسبة صفر من الغاز المصاحب المحروق، أما استخداماته فتصل إلى نسبة 100%، يأتي ذلك خلافًا للموعد الذي حددته وزارة النفط، التي تستهدف التوقف عن حرق الغاز خلال 4 سنوات، أي بحلول عام 2027، ضمن مشروعات تطوير القطاع، وأكد صالح أن التوقف عن حرق الغاز في العراق يمثل عملية اقتصادية وفنية تتعلق بالازدهار الاقتصادي وحصانة البيئة.
كان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد أكد، خلال مشاركته عبر تقنية الاتصال المرئي في مؤتمر (قمّة من أجل الديمقراطية)، الأربعاء الماضي، أن الحكومة اتخذت عدة إجراءات لتطوير قطاع الطاقة، واستثمار الغاز المصاحب لاستخراج النفط، من أجل إيقاف خسائر هذه الثروة المهمة للأجيال القادمة، وللحصول على مصدر مهم لتشغيل محطات الكهرباء، وتخفيف التلوث البيئي.
العراق يعلق آمالًا كبيرة على حقلي الناصرية والغراف
يعلق العراق آمالًا كبيرة على استثمار الغاز المصاحب في حقلي الناصرية والغراف، وذلك ضمن مساعي الحكومة للتحوّل من حرق هذا الغاز إلى استغلاله في تحقيق موارد إضافية للاقتصاد الوطني.
وضمن هذا الإطار، أكد وكيل وزارة النفط العراقية لشؤون الاستخراج باسم محمد خضير أن استثمار الغاز المصاحب في الحقلين المذكورين سيوفر كميات من الغاز المستثمر بمعدل (200 مليار قدم مكعّبة قياسية يوميًا، وذلك وفق بيان أصدرته الوزارة، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك خلال اجتماع ترأّسه خضير، لمتابعة مشروع استثمار الغاز المصاحب من حقلي الناصرية و الغراف، بحضور وكيل وزارة النفط لشؤون الغاز عزت صابر إسماعيل، ومدير عام شركة نفط ذي قار، فضلًا عن ممثلي الشركات ودوائر مركز الوزارة.
وشدد خضير خلال الاجتماع على ضرورة الإسراع باستثمار الغاز المصاحب من الحقلين، كما أكد الإسراع في تنفيذ مشروع توسعة حقل الناصرية النفطي بطاقة 100 ألف برميل يوميًا، لإسهامه في إضافة كميات جديدة، وتعدّ هذه المشاريع التنموية من الأولويات التي تعمل وزارة النفط العراقية عليها، لما لها من مردود إيجابي و اقتصادي على أبناء محافظة ذي قار، وفق ما ذكر البيان.
تتوالى خطوات وزارة النفط العراقية في استثمار الغاز المصاحب، وتأتي التوجيهات الرسمية لاستثمار هذا الغاز في حقلي الناصرية والغراف عقب يوم واحد من إعلان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط في العراق حيان عبد الغني بدء عمليات استثمار الغاز المصاحب من حقل عكاز الغازي في محافظة الأنبار.
وأعلن حيان أمس الثلاثاء 28 مارس/آذار 2023 أن معدل استثمار الغاز المصاحب في حقل عكار يبلغ 60 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، وذلك وفق بيان أصدرته الوزارة، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقال البيان، إن هذا الإعلان جاء في برقية رفعها نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قال فيها، إن الجهد الوطني المتمثل في شركة نفط الوسط والجهات الساندة تمكّن من استثمار الغاز الحر من أربع آبار في حقل عكاس الغازي، وضخّ هذه الكميات لتشغيل محطة كهرباء عكاز الغازية لتوليد 90-95 ميغاواط.
وأشار عبد الغني الى قيام شركة المشاريع النفطية بتنفيذ مدّ أنبوب بطول 30 كيلومترًا لنقل الغاز الى محطة كهرباء عكاز الغازية، مؤكدًا أهمية هذا الإنجاز الذي تحقَّق "بالجهد الوطني وبالإمكانات المتاحة، والذي يأتي انسجامًا مع خطط الوزارة والبرنامج الحكومي." وفق البيان.
من جانبه، أكد وكيل وزارة النفط لشؤون الغاز في العراق باسم محمد خضير أن الفرق الفنية والهندسية في شركة نفط الوسط وضعت التصاميم المطلوبة لمنشآت استثمار الغاز من 4 آبار للغاز الحر، بعد نجاح الجهد الوطني في وزارة النفط باستثمار أكثر من 60 مليون قدم مكعبة قياسية قابلة للزيادة مستقبلًا.
بدوره، قال مدير عام شركة نفط الوسط قدوري سليم، إن الشركة بدأت عمليات ضخ الغاز -أمس الثلاثاء- الى محطة كهرباء عكاس الغازية والمباشرة بتوليد 90-95 ميغاواط.
ووجهت وزارة النفط العراقية رسالة للمستثمرين عبر تصريحات للمتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، قال فيها، إن هذا الإنجاز يعدّ رسالة إيجابية مهمة للشركات العالمية الراغبة بالاستثمار في حقل عكاز الغازي والرقع الاستكشافية في المنطقة الغربية التي تعتزم الوزارة إعلانها خلال العام الحالي، وتأكيدًا لجدّية الحكومة والوزارة في توفير البيئة المناسبة لاستثمار الحقول والرقع الاستكشافية.
حقل الزبير النفطي
يواصل العراق خططه الرامية إلى استغلال الغاز المصاحب للعمليات النفطية في غالبية حقول النفط، وفي مقدمتها حقل الزبير النفطي، وفي هذا الإطار، نجحت وزارة النفط العراقية في رفع معدل الكميات المستثمرة من حقل الزبير النفطي إلى 147 مليون قدم مكعبة يوميًا، ويهدف العراق إلى التوقف عن الحرق الروتيني للغاز واستثماره بتوليد الكهرباء، خاصة بعد توقيع الحكومة المبادرة الأممية "مرحلة الصفر في الحرق الروتيني للغاز المصاحب لإنتاج النفط"، أكد مدير عام شركة غاز الجنوب، حمزة عبدالباقي، حرص الوزارة على الاستثمار الأمثل للغاز المصاحب من الحقول النفطية المنتجة، والعمل على استثمار جميع الكميات المتاحة.
وقال عبدالباقي، في بيان حصلت منصة الطاقة على نسخة منه، إن اجتماع الإدارة المشتركة مع شركة غاز البصرة كان قد قرر رفع معدل الكميات المستثمرة في حقل الزبير النفطي من 35 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى 147 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وأشار إلى أن المشروع تضمّن زيادة عدد كابسات محطة حمار مشرف في حقل الزبير إلى 11 كابسة بإضافة 5 كابسات جديدة، وهو ما عمل على رفع سعة الضاغط من 35 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى 147 مليون قدم مكعبة يوميًا.
يعد مشروع استغلال الغاز المصاحب في حقل الزبير النفطي بداية جيدة لعملية أوسع نطاقًا لاستغلال الغاز المصاحب واستخدامه لأغراض تعود بالنفع على العراق، بدلًا من مجرد حرقه من خلال حرق آبار النفط.
غاز البصرة
حقق مشروع استغلال الغاز المصاحب، الذي تنفذه شركة غاز البصرة بمساعدة شركة شل، تقدمًا مهمًا خلال السنوات الماضية، يشار إلى أن شركة غاز البصرة تستثمر الغاز المصاحب من 4 حقول نفطية في محافظة البصرة.
ويتمثل الهدف الرئيس بوصفه مرحلة أولى من هذا المشروع، بتمكين العراق من زيادة استقلاليته في جانب الطاقة وتحقيق تنوع اقتصادي من خلال جمع الغاز المصاحب وتصنيعه، الذي يُحرَق حاليًا في حقول الرميلة وغرب القرنة 1 والزبير، ووصل إنتاج الشركة من الغاز، خلال المدة بين 2019 و2020، لذروته بتحقيق 1035 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، وهو ما يكفي لتوليد 3.5 ميغاواط من الطاقة الكهربائية.
وتعد شركة غاز البصرة مسؤولة حاليًا عن توفير 70% من احتياج العراق من الغاز السائل، ونجحت في شهر يونيو/حزيران الماضي، في تصدير شحنتها الأولى من الغاز السائل شبه المبرد عبر ميناء أم قصر.
ينتج العراق الغاز حاليًا عبر شركات غاز الشمال والبصرة والجنوب، وهناك خطط لوقف حرق الغاز في الحقول النفطية واستثماره، وأكد وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، في تصريحات سابقة، أن العراق وضع خطة لاستثمار الغاز ومنع حرقه نهائيًا خلال 4 سنوا، ولفت إلى أنه ستكون هناك نتائج ملموسة خلال السنة الأولى من عمر الحكومة، خصوصًا في بعض الحقول الجنوبية، وأوضح وزير النفط أهمية مشروع استثمار الغاز من حقلي الناصرية والغراف اللذين يقعان ضمن اهتمام الحكومة وأولوياتها لإضافة أكثر من 200 مليون قدم مكعبة يوميًا إلى الإنتاج الوطني من الغاز، من جانبه، قال مدير عام الدائرة الفنية لوزارة النفط، علي وارد حمود، في تصريحات سابقة، إن أعمال استثمار الغاز المصاحب قيد التشييد تتضمن مشروعات حقول ميسان والحلفاية بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 مليون قدم مكعبة يوميًا، إضافة إلى حقول الناصرية بطاقة 200 مليون قدم مكعبة يوميًا، وأضاف أن حقل الحلفاية سيبدأ بإنتاج الغاز في العام الجاري (2023) وسيوفر كميات لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، لافتًا إلى أن الكميات الكلية المنتجة حاليًا في العراق لا تزيد على 2800 مليون قدم مكعبة، وهي لا تكفي لتلبية الحاجة المحلية التي تعمل وزارة الكهرباء للوصول إليها والمقدرة بـ35 ألف ميغاواط.
اضف تعليق