ينتج من الغش انسان غير واثق بنفسه على الاطلاق ومعنى ذلك انه لن يصمد بوجه التحديات التي ستواجهه في المستقبل، وغير ذلك فهو لن يبدع في وظيفته ولن يكون منتجاً بالمقارنة بالاخرين الذين نالوا شهاداتهم بأستحقاق، لن تقف العائدات السلبية للغش المدرسي الى هذا الحد بل تخلق انسان خائفاً...
للخروج من الضغط المتولد خوفا من الفشل الدراسي وللظهور بالصورة الطيبة امام الزملاء والاهل وباقي المجتمع والعجز في الدراسة والمطالعة يندفع الكثير من الطلبة الى الغش في الامتحانات سواء اكانت امتحانات فصلية او عامة، هذه المشكلة هي احدى المشكلات التربوية الكبيرة التي يعاني منها المدرسون وباقي الكوادر التربوية والاهل وحتى الطلاب انفسهم، فماهي تأثيرات الغش في الامتحان على حياة الانسان؟، وكيف نواجه هذا الخطر؟
يعرف الغش بالامتحان بأنه ما يقوم به الشخص من طلب العون من غيره وتحقيق ما يريده بالنقل من ورقة زميله، أو قد يقوم زميله بإملاء المعلومات التي يقوم بسماعها منه وكتابتها والى غير ذلك من طرق ووسائل الغش الاخرى التي توصل الفرد الى النتيجة ذاتها.
انتشار الظاهرة السلبية على نطاق جميع المؤسسات التربوية من الابتدائي الى مرحلة الدراسات العليا وفي جميع او اغلب بلدان العالم يجعل منها ظاهرة مقلقة ومخيفة من انتاج جيل مبني على الخطأ بدون اساس رصين ما يعني بالضرورة ان مثل هذا النموذج الغشاش سينهار عند اول اختبار حقيقي سيواجهه في مسيرته العلمية او العملية فيغدو في محل السخرية والانتقاد من المختصين وغيرهم.
ما هي صور الغش الدراسي؟
تختلف صور الغش الدراسي واشكاله من شخص الى آخر ومن منطقة الى أخرى بحسب السائد هناك، فقد يتحقق الغش بإدخال الشخص ورقة كتب عليها معلومات متعلقة بالامتحان فيقوم بالنقل منها على ورقة الامتحان، وقد وبعضهم يكتب ما تسير له من مادة الامتحان على ادوات الدراسة كالقلم وماشابه، اضافة الى طرق الغش عبر الوسائل الالكترونية مثل السماعة الداخلية، وحتى شراء الاسئلة الامتحانية من بعض الاساتذة ضعفاء النفوس هي ضرب من ضروب الغش المدرسي.
اثار الغش المدرسي على الانسان
من العائدات التي يتركها الغش على لانسان انه يحوله الى انسان استغلالي واتكالي يعيش على جهود وتعبهم ولن يكون معتمداً على نفسه في دراسته ويستمر الامر معه في جميع او اغلب تفصيلات حياته وهذا مرض نفسي آخر بعيداً عن الغش الذي يعد مرضاً نفسياً آخراً.
وينتج من الغش انسان غير واثق بنفسه على الاطلاق ومعنى ذلك انه لن يصمد بوجه التحديات التي ستواجهه في المستقبل، وغير ذلك فهو لن يبدع في وظيفته ولن يكون منتجاً بالمقارنة بالاخرين الذين نالوا شهاداتهم بأستحقاق.
لن تقف العائدات السلبية للغش المدرسي الى هذا الحد بل تخلق انسان خائفاً وكأن سارق يخشى مداهمة الشرطة له في اي وقت، وممكن ان تلازمه هذه الصفة في حياته فيبقى يسير متوجلاً وهذا الخوف سينال من جرف توازنه النفسي وبالتالي من مستوى صحته النفسية.
كيف نواجه مشكلة الغش الدراسي؟
بعد ان اصبحت هذه المشكلة شرعية وفق منظور الطلبة الغشاشون الذين لايشعرون بالاثم بل يعتبرونها شطارة وذكاء يمكنهم من الحصول على درجات عالية لم يكن لهم ان يحصدوها لو الغش، اما هذه القناعة الخاطئة صار لزاماً أن نعالج الظاهرة بمعالجات واقعية اهمها:
عقد جلسات علاجية نفسية مع الطلبة الغشاشين بهدف تغير قناعتهم بكون الامر عادياً وتحويل بوصلة تفكيرهم بأن السلوكية يترتب عليها اثار سلبية، كما يمكن اقناعهم بأن الوقت الذي يحتاجونه للكتابة على ورقة صغيرة او قلم يمكنه خلاله ان يحفظون المادة العلمية وتبقى عالقة في اذهانهم ربما طوال حياتهم بينما الغش يجعل الطالب ناقل للمعلومة لا فاهم لها.
ومن المعالجات التربوية هي المزاوجة بين الأسئلة الموضوعية والأسئلة المقالية في الاختبار، وذلك لأن الأسئلة المقالية تتيح للطالب عرض ما استوعبه من المادة وليس ماحفظه او نقله من زميله او من اية وسيلة غش آخرى.
ومن الحلول التي تفضي الى تقليل الغش الدراسي هو قيام المدرس بعمل أكثر من نسخة مختلفة من الاسئلة لمنع النقل بين الطلبة المتجاورين، كما ان العقوبات الصارمة التي تفرض على من يقوم بالغش مثل حرمانه اكمال العام الدراسي واعلان حالة الغش في المدرسة يقلل من الغش خوفاً من تشويه السمعة على اقل تقدير، وبهذه الامور يمكن ان تضيق دائرة الغش المدرسي.
اضف تعليق