يتوقع هيثم أبو صبحة، مدير مدرسة الفخيت الثانوية بمسافر يطا في الضفة الغربية المحتلة، أن يحضر طلابه إلى المدرسة متأخرين في بعض الأيام. وحين يحضر التلاميذ في الوقت المحدد يكون التأخير من نصيب المعلمين، يقول أبو صبحة الذي يدير المدرسة منذ ست سنوات أن يحضروا متأخرين خير من ألا يحضروا...
يتوقع هيثم أبو صبحة، مدير مدرسة الفخيت الثانوية بمسافر يطا في الضفة الغربية المحتلة، أن يحضر طلابه إلى المدرسة متأخرين في بعض الأيام. وحين يحضر التلاميذ في الوقت المحدد يكون التأخير من نصيب المعلمين، يقول أبو صبحة الذي يدير المدرسة منذ ست سنوات "أن يحضروا متأخرين خير من ألا يحضروا". بحسب رويترز.
وأصبحت مسافر يطا، وهي مجموعة من القرى الصغيرة الواقعة على تلال قريبة من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية، نقطة رئيسية لاشتعال التوتر منذ أن مهد حكم محكمة إسرائيلية في مايو أيار الطريق أمام أكبر عملية نزوح منذ عقود لإفساح المجال لمنطقة إطلاق نار تابعة للجيش الإسرائيلي.
ومع تصعيد القيود على الحركة وتكثيف تدريبات الجيش بالذخيرة الحية، يصبح الوضع الذي يواجه التلاميذ في واحدة من أكثر المجتمعات ضعفا في الضفة الغربية صعبا بشكل متزايد، إذ تتعرض جميع المدارس الأربع في المنطقة لخطر الهدم.
وقالت ستة مصادر لرويترز إنه منذ عودة الدراسة في أواخر أغسطس آب، كثف الجيش قيوده على الحركة باحتجاز الطلاب والمعلمين عند نقاط التفتيش لساعات في بعض الأحيان لينتهي الأمر بمنعهم من المرور.
ومن بين الحوادث التي ذكرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال الأسبوع الأول من الدراسة، احتجاز القوات الإسرائيلية لمعلمين كانوا في طريقهم إلى مدرسة في قرية جينبا لمدة أربع ساعات تقريبا، وصادرت سيارتهم وأخذت السائق لاستجوابه. وفي الفخيت منعت القوات الإسرائيلية المعلمين من دخول القرية في أحد الأيام، وفي يوم آخر أوقفت حافلة مدرسية مما أجبر نحو 30 تلميذا على السير لمسافة طويلة للوصول إلى المدرسة وسط حرارة الصحراء، وقالت بيسان مخامرة (17 عاما)، التي تسير كل صباح على تلة صخرية شديدة الانحدار مع مجموعة من التلاميذ من قريتها إلى نقطة تجمع للمدرسة على الطريق "كل يوم نذهب إلى المدرسة يلقانا الجيش، "رغم ذلك فإننا نخاطر ونسلك طرقا بديلة أطول وأكثر خطورة. نريد أن نتعلم"، وتعبر هيئات دولية، بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن قلقها إزاء الوضع في مسافر يطا، التي شهدت سلسلة زيارات من وفود دبلوماسية خلال الأشهر القليلة الماضية.
فقد أعلنت إسرائيل تحويل نحو 7400 فدان في جنوب تلال الخليل لمنطقة عسكرية مغلقة في الثمانينيات، تُعرف باسم "منطقة إطلاق النار 918"، ودفعت في المحكمة بأن الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون هناك في ذلك الوقت كانوا مجرد سكان غير دائمين، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الفلسطينيين انتهكوا أمر الإغلاق هذا على مر السنين من خلال البناء دون ترخيص، وأضاف المتحدث أن "أي دخول إلى المنطقة بدون تصريح من الجيش الإسرائيلي محظور ويشكل جريمة جنائية ويعرض الأرواح للخطر. وبناء على ذلك، تتمركز قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في جميع مداخل منطقة إطلاق النار من أجل منع الدخول غير المصرح به إلى المنطقة".
ويقول السكان الفلسطينيون، الذين يعيشون أسلوب حياة ريفيا منذ أجيال، وجماعات حقوقية إن العديد من العائلات الفلسطينية كانت تعيش بشكل دائم في المنطقة حتى قبل احتلال إسرائيل للضفة الغربية في حرب 1967، قال أبو صبحة، مدير المدرسة، إن زيادة الصعوبات أمام وصول التلاميذ والمعلمين للفصول الدراسية جزء من محاولة ممنهجة لتفتيت المجتمع، وردا على هذا، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قواته "تعمل من أجل السماح بحياة يومية روتينية لجميع المدنيين في المنطقة"، وأضاف المتحدث أنه في أعقاب "حالة فردية ومحددة تأخر فيها الطلاب"، تم توضيح مبادئ استرشادية بشأن هذه المسألة لمنع أي تأخير للطلاب في المستقبل، وقال أبو صبحة "خطة الحكومة الإسرائيلية تتمثل في إجلاء السكان وهم يعلمون جيدا أن هذه المؤسسات التعليمية هي التي تساعد في الحفاظ على تمسك الناس بالإقامة هنا"، وأضاف أنه في حال هُدمت المدرسة ذات يوم، "سننصب خياما ونبدأ من جديد".
اضف تعليق