q
الحل المناسب لمثل هذه المشاكل التي تواجهها بعض الدول النامية التي أثبتت تجاهلها لا جهلها بمواضيع الرقمنة التي لا أساس مادي تقوم عليه، لذا فأنسب حل هو التلفاز نعم التلفاز فهو الشاشة الثالثة للمنصات الرقمية، المفروض عرض برامج تعليمية في شكل حصص تلفزيونية...

إن انطلاقة وزارات التربية عبر ربوع العالم لوضع الدروس التعليمية في الأطوار الثلاثة عبر منصة الوزارة نفسها كحصص تجريبية في حال لجوء الحكومة إلى تمديد العطلة رغم غموض تقنية التعليم عن بعد في الطور الابتدائي!.

ما يعني أن هناك عدة تساؤلا تُطرح في هذا الموضوع، و لعل أهم سؤال تمحوره الموضوع هو: ما مصير التعليم الابتدائي في الأطوار الثلاث؟.

لقد اعتمدت الدول في العالم الغربي والعربي على برنامج التعليم عن بعد في الطور الابتدائي، والذي يختلف في منهجيته الغامضة عن الأطوار الأخرى أي الدراسة عن بعد في ظل غياب عمق الرؤية والحكمة لدى الوزارة الوصية، وهذا يجعل المعلم في علاقة تعاونية مستمرة مع أولياء التلاميذ الذين بدورهم يساهمون في إنجاح هذه العملية، ضمن ما يسمى "بـ التعليم الرقمي "، ولكن يبقى عشوائيا بالنسبة للدول العربية، ربما هي طريقة ناجحة عند الغرب الذي أثبت نجاح الكفاءة التعليمية لهذا البرنامج بحكم أن هذا البرنامج ليس حديث الظرف ،ولكنه قديم النشأة ،وارتبط بأغلب المجالات التجارة مثلا، والتي يتم "البيع والشراء فيها" عبر المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي ما جعل هذا البرنامج بديهي عندهم بينما الوطن العربي يبقى قيد العشوائية وعدم التنظيم، واحتمالية إلغاء الفصل الثالث من التعليم الابتدائي ما يزال قائم الدراسة هو الآخر!.

إذ أن بعض الدول في الوطن العربي أكدت على أن تسجيل ثلاث حصص في النظام الرقمي غير كاف، ناهيك عن شرطية عدم حضور الأولياء والتلاميذ تفاديا لتفشي الوباء.

فالمنهجية التي انتهجتها الوزارات الوطنية للتربية والتعليم منتقدة سلفا، فإبعاد الشريك الاجتماعي أي الأسر المدرسية، وكذا التلاميذ بدون بيان يوضح كيفية تلقين الأولياء والتلاميذ التعليم عن بعد، والدخول إلى المنصة الرقمية غير متاحة للجميع نظرا لعسيرة الاستعمال، فليس الكل يملك القدرة على العمل عبر الإنترنيت هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية: أن هذا البرنامج لا يصلح لكل الأطوار التعليمية شأنه شأن مناهج الأجيال، إضافة إلى عدم حصول الكثير من التلاميذ على كشوف نقاطهم!.

أعتقد أن مشكلة التعليم في العالم العربي تفتقر إلى حسن صيرورة العمل في التجربة و عدم الأخذ بعين الاعتبار روح التعاون، على سبيل المثال: ارتجل بعض الأساتذة في الجزائر والمغرب والأردن ومصر لتعليم التلاميذ عبر اليوتيوب مباشرة "صوت وصورة " تبقى مفيدة على وقت معين، رغم خلقها لبعض الفوارق بين التلاميذ الذين لا توفر عندهم وسائل التكنولوجيا كالهاتف والكمبيوتر، واللّذان يعتبران شاشة الإنترنت، وهذا يفتح مشكلة أخرى مادية ؟.

برأيي الحل المناسب لمثل هذه المشاكل التي تواجهها بعض الدول النامية التي أثبتت تجاهلها لا جهلها بمواضيع الرقمنة التي لا أساس مادي تقوم عليه، لذا فأنسب حل هو التلفاز نعم التلفاز فهو الشاشة الثالثة للمنصات الرقمية، المفروض عرض برامج تعليمية في شكل حصص تلفزيونية، ولا ننسى أن هذه تقنية قديمة في عهد الثمانينات كانت ضمن برامج ترفيهية وتنموية لذكاء الطفل وقتها، لكن الآن باتت ضرورية العودة إليها حتمية.

إذ يقوم الأستاذ فيها بتعليم التلاميذ عن بعد فنحن نعلم أن غالبية الأطفال يعشقون التلفزيون، وفي حال عدم توفر التلفزيون الغير متاح عند البعض هنا على الوزارة الوطنية أن تولي أولوية للدروس المتلفزة التي تعتبر أكثر تأثيرا على التلميذ، وتوجه الدخل المادي لتوفير هذا الجهاز عند من يفتقر له حتى يصبح في متناول الجميع لا الأغلبية وتخصيص برامج لفائدة التلاميذ بما أنه كل العائلات العربية تحتوي على أجهزة تلفاز عكس الانترنيت الذي ليس متوفر على غرار الانقطاع المستمر، وقلة الإمكانيات، وغياب التغطية في مناطق عديدة من العالم ،فالاستعانة بالقنوات التلفزيونية لتقديم الدروس للتلاميذ مثل ما تفعله البلدان الأخرى العالم .

ومن جهة أخرى، يبقى استنكار بعض أولياء التلاميذ الذين لا يملكون الإمكانيات المادية لتلقين أبنائهم عن بعد ، فالخطة الوحيدة التي وضعتها الوزارة الوصية لإنقاذ الموسم الدراسي، وهي تقديم الدروس على الأرضية الرقمية، وهو ما يضمن مبدأ عدم تكافؤ الفرص وسط العائلات والتلاميذ، والتأكيد على الوزارة الوصية والحكومة بتقديم الدروس في برامج ،وقنوات تلفزيونية من عامة وخاصة للاستفادة منها وتسخيرها في خدمة التلاميذ والأسرة و التي تلجأ دائما إلى القنوات الأجنبية لسد الفراغ وتلبية الاحتياجات التي تفتقر إليها القنوات التلفزيونية العربية، وهذا ما أكدته منظمات أولياء التلاميذ غير الحكومية.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق